fbpx

أكراد العراق بعد خيبتهم من واشنطن: إلى طهران در

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يعيش الساسة في كُردستان العراق شعوراً عميقاً بالخيبة تجاه سياسات الولايات المُتحدة والدول الأوروبية. يشكون بمرارة، من تخلي هذه القوى عن الكُرد في أكثر اللحظات حرجاً، إذ لم يستحصلوا شيئاً من “تركة “داعش”، سياسياً واقتصادياً وجُغرافياً. بل جرى العكس تماماً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشعر مسؤولون في كُردستان العراق بالخيبة من مواقف الولايات المُتحدة الأميركية والدول الأوروبية حيال موضوع الاستفتاء. يشكون بمرارة من تخلي هذه القوى عن الكُرد في أكثر اللحظات حرجاً، إذ لم ينالوا شيئاً من “تركة داعش”، سياسياً واقتصادياً وجُغرافياً. بل جرى العكس تماماً، فقد تقلصت المساحة التي يُسيطر عليها الكُرد. وما بقي منها، صارت بُسلطات أقل. كذلك تراجعت العلاقات الإقليمية والدولية للكُرد. وفوق كُل شيء خبت التطلعات المُستقبلية.
يفكر الكُرد أولاً بإعادة ترتيب أوراقهم الإقليمية، خصوصاً مع إيران وتُركيا. إذ يعتقدون بأن الخلل في العلاقة الراهنة بينهم وبين الحكومة المركزية لم ينجم عن عدم توازن بين الطرفين، بل عن الترابط الوثيق بين بغداد والدول الإقليمية، مُقابل انعدام الثقة بين هذه الدول وبين أربيل.
في الأسابيع الأخيرة، تراجع مشروع الاستقلال الكُردي، ومع تراجعه، عادت أنقرة لتشارك الأكراد الكثير من الهواجس: كالخوف من النفوذ الإيراني المُطلق، وانهيار شبكة المصالح الاقتصادية المُشتركة، وانزياح الهوية السياسية للعراق لتكون طائفية. لكن على الرُغم من هذه الهواجس المُشتركة، إلا أن الجانب الكُردي يعرف جيداً بأن تُركيا تبقى فاعلاً نسبياً للغاية في المسألة الكُردستانية/العراقية راهناً. حتى لو استقبلت رئيس الوزراء نيجرفان بارزاني قريباً، كما هو منتظر، واستمرت في تصدير نفط الإقليم عبر خط ميناء جيهان الخاص، وإن واظبت على مُطالبة الحكومة العراقية بإعادة نسبة الـ17% من الميزانية إلى حكومة الإقليم، فإن كُل ذلك لن يُغير من جوهر خلل الموقع والوزن الكُردي الراهن في العراق، وبالتالي في المنطقة.

 
استراتيجياً، يُدرك كُرد العراق أنهم ضحايا الثُنائية الإيرانية/الأميركية، في العراق والمنطقة. ويشعرون أيضاً بأنهم ضحايا سوء حساباتهم، فقد اعتقدوا بأن التناغم الكُلي مع النفوذ الأميركي “الغربي” سيحمي منطقتهم من النفوذ الإيراني.
بناءً على ذلك، وبحسب مسؤول كردي، فإن كُرد العراق يسعون إلى إعادة تعريف موقعهم من القُطبين الإيراني والأميركي.
في لقائه الإعلامي الأول بعد الاستفتاء، وما نجم عنه من وقائع، صرح زعيم الحزب الديمقراطي الكُردستاني مسعود بارزاني لـ”إذاعة NPR” الأميركية، أن الكُرد في مرحلة مُراجعة لعلاقاتهم مع الولايات المُتحدة، وكان قبلها أرسل برقية تعزية حميمة لقائد فيلق القُدس قاسم سُليماني بوفاة والده. كذلك فإن قيادات من الحزب الديمقراطي الكُردستاني استقبلت وفداً إيرانياً رسمياً.

في المحصلة، كُرد العراق سيسعون إلى إعادة الدفء لعلاقتهم مع إيران في الفترة القريبة المقبلة، لخلق شيء من التوازن مع الحكومة المركزية في بغداد، ولتحاشي المزيد من الضغوط الإيرانية عبر مليشيات الحشد الشعبي، وكي لا يقعوا ضحايا أي حسابات خاطئة لتغيرات العلاقة الأميركية الإيرانية المتُوقعة في المُستقبل القريب.
مصدر قريب من أصحاب القرار في إقليم كُردستان، رجح أن يسعى الإقليم إلى مثل تلك العلاقة، لكن مع ثلاثة هواجس تجاه أي علاقة مع إيران:
يسأل الكُرد عن الشيء الذي يُمكن أن يجنوه جراء هذه العلاقة مع إيران، في حال نُسجت. فكامل شبكة حُلفاء إيران الإقليميين، تقوم على الالتحاق الكامل بالسياسات الإيرانية، من حزب الله إلى الحوثيين إلى بقية الجماعات، إذ لا تعترف بهم إيران كأطرافٍ سياسية، بل مُجرد أداوت عسكرية في الاستراتيجية الإيرانية من دون اعترافٍ بالمصالح الخاصة لهذه الجماعات، وطبعاً من دون هويةٍ ومجالٍ سياسي مُتمايز عن الاستراتيجية الإيرانية.
كذلك يتساءل الكُرد عن الأدوات التي يُمكن أن يستخدموها لخلق توازنٍ في أي علاقة استراتيجية قد تجمعهم بإيران. فعلاقتهم مع تُركيا، قائمة على توازنٍ معقول، يملكُ الكُرد فيها عدداً من الملفات التي يُمكن عبرها أن يؤثروا على تُركيا، سواء كانت المصالح الاقتصادية/النفطية، أو دور الإقليم في ضبط توجهات حزب العُمال الكُردستاني، أو من خلال دوره في خلق التوازن ضمن العراق. لكن كُل ذلك مُفتقد تماماً في أي علاقة مع إيران.
أخيراً، تملك إيران مرونةً وقابليةً شديدةً لأن تحتوي الحالة الكُردية، ودرجة تُمكنها من أن تُذيب الخصوصية الكُردية كبيرة. فالخبرة الإيرانية في هذا المجال كبيرة، ما قد يحول الكُرد إلى مُجرد جزء من الأجهزة الإيرانية في الدول الأخرى، وفي مقام أدنى مما هُم عليه حُلفاء إيران الآخرين من القوى الشيعية في مُختلف الدول.
ثمة ترددٌ كبيرٌ في أوساط القرار الكُردية، ثمة ما يجذبهم، ورُبما يُجبرهم، على أن يُعيدوا نسج علاقات دافئة مع إيران. لكن الوجهة أن يفعلوها على الرغم من المحاذير. فالخيبة من مواقف واشنطن كبيرة، ودرس الاستفتاء كان قاسياً.
 
 
 
 
 
[video_player link=””][/video_player]

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 14.10.2024

اجتياح لبنان: كيف يمكن لقرارات مجلس الأمن أن تغير المعادلة؟

في السياق اللبناني، يبرز النقاش حول تطبيق القرارين 1559 و1701 كأحد المحاور الأساسية. يدعو القرار 1559 الذي صدر عام 2004، إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة اللبنانية، بينما يركز القرار 1701 الصادر عام 2006، على وقف الأعمال العدائية وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على أراضيها، مع إنشاء منطقة عازلة خالية من الأسلحة بين الخط…
"درج"
لبنان
14.11.2017
زمن القراءة: 3 minutes

يعيش الساسة في كُردستان العراق شعوراً عميقاً بالخيبة تجاه سياسات الولايات المُتحدة والدول الأوروبية. يشكون بمرارة، من تخلي هذه القوى عن الكُرد في أكثر اللحظات حرجاً، إذ لم يستحصلوا شيئاً من “تركة “داعش”، سياسياً واقتصادياً وجُغرافياً. بل جرى العكس تماماً.

يشعر مسؤولون في كُردستان العراق بالخيبة من مواقف الولايات المُتحدة الأميركية والدول الأوروبية حيال موضوع الاستفتاء. يشكون بمرارة من تخلي هذه القوى عن الكُرد في أكثر اللحظات حرجاً، إذ لم ينالوا شيئاً من “تركة داعش”، سياسياً واقتصادياً وجُغرافياً. بل جرى العكس تماماً، فقد تقلصت المساحة التي يُسيطر عليها الكُرد. وما بقي منها، صارت بُسلطات أقل. كذلك تراجعت العلاقات الإقليمية والدولية للكُرد. وفوق كُل شيء خبت التطلعات المُستقبلية.
يفكر الكُرد أولاً بإعادة ترتيب أوراقهم الإقليمية، خصوصاً مع إيران وتُركيا. إذ يعتقدون بأن الخلل في العلاقة الراهنة بينهم وبين الحكومة المركزية لم ينجم عن عدم توازن بين الطرفين، بل عن الترابط الوثيق بين بغداد والدول الإقليمية، مُقابل انعدام الثقة بين هذه الدول وبين أربيل.
في الأسابيع الأخيرة، تراجع مشروع الاستقلال الكُردي، ومع تراجعه، عادت أنقرة لتشارك الأكراد الكثير من الهواجس: كالخوف من النفوذ الإيراني المُطلق، وانهيار شبكة المصالح الاقتصادية المُشتركة، وانزياح الهوية السياسية للعراق لتكون طائفية. لكن على الرُغم من هذه الهواجس المُشتركة، إلا أن الجانب الكُردي يعرف جيداً بأن تُركيا تبقى فاعلاً نسبياً للغاية في المسألة الكُردستانية/العراقية راهناً. حتى لو استقبلت رئيس الوزراء نيجرفان بارزاني قريباً، كما هو منتظر، واستمرت في تصدير نفط الإقليم عبر خط ميناء جيهان الخاص، وإن واظبت على مُطالبة الحكومة العراقية بإعادة نسبة الـ17% من الميزانية إلى حكومة الإقليم، فإن كُل ذلك لن يُغير من جوهر خلل الموقع والوزن الكُردي الراهن في العراق، وبالتالي في المنطقة.

 
استراتيجياً، يُدرك كُرد العراق أنهم ضحايا الثُنائية الإيرانية/الأميركية، في العراق والمنطقة. ويشعرون أيضاً بأنهم ضحايا سوء حساباتهم، فقد اعتقدوا بأن التناغم الكُلي مع النفوذ الأميركي “الغربي” سيحمي منطقتهم من النفوذ الإيراني.
بناءً على ذلك، وبحسب مسؤول كردي، فإن كُرد العراق يسعون إلى إعادة تعريف موقعهم من القُطبين الإيراني والأميركي.
في لقائه الإعلامي الأول بعد الاستفتاء، وما نجم عنه من وقائع، صرح زعيم الحزب الديمقراطي الكُردستاني مسعود بارزاني لـ”إذاعة NPR” الأميركية، أن الكُرد في مرحلة مُراجعة لعلاقاتهم مع الولايات المُتحدة، وكان قبلها أرسل برقية تعزية حميمة لقائد فيلق القُدس قاسم سُليماني بوفاة والده. كذلك فإن قيادات من الحزب الديمقراطي الكُردستاني استقبلت وفداً إيرانياً رسمياً.

في المحصلة، كُرد العراق سيسعون إلى إعادة الدفء لعلاقتهم مع إيران في الفترة القريبة المقبلة، لخلق شيء من التوازن مع الحكومة المركزية في بغداد، ولتحاشي المزيد من الضغوط الإيرانية عبر مليشيات الحشد الشعبي، وكي لا يقعوا ضحايا أي حسابات خاطئة لتغيرات العلاقة الأميركية الإيرانية المتُوقعة في المُستقبل القريب.
مصدر قريب من أصحاب القرار في إقليم كُردستان، رجح أن يسعى الإقليم إلى مثل تلك العلاقة، لكن مع ثلاثة هواجس تجاه أي علاقة مع إيران:
يسأل الكُرد عن الشيء الذي يُمكن أن يجنوه جراء هذه العلاقة مع إيران، في حال نُسجت. فكامل شبكة حُلفاء إيران الإقليميين، تقوم على الالتحاق الكامل بالسياسات الإيرانية، من حزب الله إلى الحوثيين إلى بقية الجماعات، إذ لا تعترف بهم إيران كأطرافٍ سياسية، بل مُجرد أداوت عسكرية في الاستراتيجية الإيرانية من دون اعترافٍ بالمصالح الخاصة لهذه الجماعات، وطبعاً من دون هويةٍ ومجالٍ سياسي مُتمايز عن الاستراتيجية الإيرانية.
كذلك يتساءل الكُرد عن الأدوات التي يُمكن أن يستخدموها لخلق توازنٍ في أي علاقة استراتيجية قد تجمعهم بإيران. فعلاقتهم مع تُركيا، قائمة على توازنٍ معقول، يملكُ الكُرد فيها عدداً من الملفات التي يُمكن عبرها أن يؤثروا على تُركيا، سواء كانت المصالح الاقتصادية/النفطية، أو دور الإقليم في ضبط توجهات حزب العُمال الكُردستاني، أو من خلال دوره في خلق التوازن ضمن العراق. لكن كُل ذلك مُفتقد تماماً في أي علاقة مع إيران.
أخيراً، تملك إيران مرونةً وقابليةً شديدةً لأن تحتوي الحالة الكُردية، ودرجة تُمكنها من أن تُذيب الخصوصية الكُردية كبيرة. فالخبرة الإيرانية في هذا المجال كبيرة، ما قد يحول الكُرد إلى مُجرد جزء من الأجهزة الإيرانية في الدول الأخرى، وفي مقام أدنى مما هُم عليه حُلفاء إيران الآخرين من القوى الشيعية في مُختلف الدول.
ثمة ترددٌ كبيرٌ في أوساط القرار الكُردية، ثمة ما يجذبهم، ورُبما يُجبرهم، على أن يُعيدوا نسج علاقات دافئة مع إيران. لكن الوجهة أن يفعلوها على الرغم من المحاذير. فالخيبة من مواقف واشنطن كبيرة، ودرس الاستفتاء كان قاسياً.
 
 
 
 
 
[video_player link=””][/video_player]