fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

أمي التي لم أرغب يوماً أن أكون مثلها !

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

ربما لم تكن أمي قادرة على منح ما لم تأخذه يوماً، وربما اختارت أن تكون لكل من حولها إلا لنفسها، وأنا جزء من هؤلاء الناس. في عيد الأم، أقول لها بصدق: لو عاد بي الزمن، لكنت حاولت الوصول إليك بشكل أعمق، لأفهمك بدل أن أعاتبك، ولأجد في قلبك المرهق مساحةً صغيرةً لي. أحبّك يا أمي، رغم كل شيء”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يخطر لي يوماً أن أكتب مقالاً أنتقد فيه أمي. فالأم بالنسبة لي وأعتقد بالنسبة إلى كل النساء والفتيات، الأيقونة التي تعجز الكلمات غالباً عن توصيفها وإيفائها حقها. 

الآن بعدما كبرت وأصبحت أماً، وعجنتني الحياة في معجنها، أدركت تماماً أنني لطالما سعيت بألا أكون ما كانت أمي عليه دائماً، ليس لأنها “أم عاطلة”، بالعكس، فهي لم تهجرنا يوماً كما تفعل أمهات كثيرات، ولم تكن حياتها الخاصة وسعادتها هما أولويتها في الحياة. فهي سهرت وتعبت وربّت، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة جداً ككل أبناء القرية آنذاك، وأنجبت 13 ولداً من دون أن تقصد يوماً المستشفى، إلا في الحالات الطارئة جداً، ولم تتم معاملتها يوماً كما تستحقّ من المحيطين بها من دون استثناء، لا من قِبل أقاربي لأبي ولا من أقاربي لأمي.

مع مرور السنوات، اكتشفت وللأسف أنني لم أكن يوماً أولوية في حياة والدتي، حتى إخوتي جميعهم أيضاً، فمنذ صغري وأنا أرى أمي تهتمّ بالناس، القريبين والبعيدين منهم، جلّ اهتمام، فكل ما كانت تفكر في شرائه من أطايب، رغم قصر الحال، كانت يتحوّل تلقائياً الى خزانة المونة. 

في عرف أمي فإن “الضيف” الذي يقصدنا على غفلة لا يصحّ أن “يجرصنا”، فالواجب هو أن نكرّمه ولو على حسابي أنا وإخوتي، فالفواكه والمكسّرات لم تكن في متناولنا، إذ كانت أمي تضعها في مكان بعيد عن أعيننا، خوفاً من أن نستغلّ غيابها و”نقضي عليها” فيأتي الضيف ولا تجد أمي ما تكرّمه به.

في صغري، لم أكن أتصوّر أن اهتمام أمي الكبير بالناس، سيترك في نفسي جروحاً عميقة لن تستطيع الأيام شفاءها، خصوصاً بعدما أصبحت أماً يشكّل ولداها محور الكون بالنسبة إليها، لا همّ لي في الحياة سوى أن أسعدهما وأقدّم لهما كل الحب والدعم، فيصبحان رجلين سويّين نفسياً لا تستطيع الحياة بناسها ومشقّاتها أن تلوي أذرعهما.

لم أذكر يوماً أن أمي، تلك المرأة الطيبة التي “تحلف كل الناس بحياتا” مثالي الأعلى، ولم أسعَ يوماً أن أتمثّل بها، فعلى رغم أنها كانت “للسيف والضيف ولغدرات الزمان” ولا تزال، ففي داخلي غضب دفين عليها، ولوم وعتب لا أجرؤ غالباً على البوح بهما أمامها.

أمضيت طفولتي برفقة والدي ووالدتي في قريتي النائية، الى جانب عدد من إخوتي القريبين من عمري، فالكبار منهم اضطرّوا إلى النزول إلى بيروت للتعلّم والعمل في آن، ومساعدة أبي في مصاريف “العيلة الكبيرة”.

لم أذكر يوماً أن أمي غمرتني بحنان وأسمعتني كلمات رقيقة كالتي أقولها لابنيّ، ربما بسبب قسوة الحياة التي خبرتها في بيت أهلها، والظلم الذي لحق بها وهي طفلة، فأمي عملت منذ نعومة أظفارها في بيوت الناس الغرباء، لتكسب مالاً لم يكن يوماً لها، إذ كان يأتي إليها جدّي آخر كل شهر ليأخذه، ويدفع أقساط أخوالي في المدرسة، فالعلم آنذاك كان فقط من حقّ الصبيان، فيما لا يهمّ إن تعلمت الفتاة أو لم تتعلم، “فنهايتها في بيت زوجها، تربّي الأولاد وتقوم بالواجبات المنزلية”، فهذا دورها في الحياة، الذي رسمه لها جدّي منذ صغرها.

لم يكن همّ أمي سوى إرضاء الناس، لم أشعر يوماً بأن بيتنا في الضيعة هو بيتنا حقاً، فلا وقت محدّد للزيارات، ولا مجال للجلوس مع أمي بمفردنا نحتسي القهوة بهدوء كأيّ أم وابنتها، فباب البيت بالنسبة إلى أمي يجب أن يكون مشرعاً دائماً أمام الضيوف، أعود وأقول إنهم الأولوية في حياتها.

لم أذكر يوماً أنها أمسكت يدي وذهبنا معاً في نزهة ولو قصيرة، لم أذكر يوماً أنها قامت بتضفير شعري الأشقر المجعد قبل الذهاب إلى المدرسة، ولم أذكر يوماً أنها جلست بجانبي لأذاكر وأقوم بواجباتي المدرسية. لم أذكر يوماً أنها واستني في حزني وضعفي.

في صغري، لم أكن أتصوّر أن اهتمام أمي الكبير بالناس، سيترك في نفسي جروحاً عميقة لن تستطيع الأيام شفاءها، خصوصاً بعدما أصبحت أماً يشكّل ولداها محور الكون بالنسبة إليها

مرّت السنوات وأصبحت فتاة جامعية، أرتاد الجامعة يومياً فيما أمي قابعة في القرية، لا همّ لها سوى العناية بجدّتي وجدّي، وامرأة عمّي وعمّتي وكل من كان بحاجة إليها. أما أنا، فقد أصبحت كبيرة بما يكفي لأتدبّر أموري من النواحي كافّة، فيما كنت أشعر آنذاك أنني بأمسّ الحاجة إليها وإلى دعمها ونصائحها.

لم أطلب منها أموراً تعجيزية في تلك السنوات، بل كانت أقصى أمنياتي أن آتي من الجامعة ولاحقاً من العمل، فأجد أمي في البيت، أشتمّ رائحة طعامها من مدخل البناية التي كنا نسكن فيها، وأنتظر أن تفتح لي الباب لتغمرني وتقبّلني على جبيني وتلمّس شعري الطويل. هل كنت أطلب منها الكثير؟ كنت أحسد سراً صديقاتي على أمهاتهن واهتمامهن بهن، لم أكن أمتلك يومها الجرأة لأقول لهن “عيشوا بهالنعمة يلي أنا بفتقدها كل يوم”.

لطالما رجوت أمي أن تعطيني غيضاً من فيض اهتمامها بالأقارب والغرباء، لطالما ألححت عليها أن تُغلق باب بيتنا في القرية لتشرّع لي أبواب الحياة بنصائحها وحنانها، الذي اكتشفت مع تقدّمي في السنّ، أن ما من شيء يعوّضه.

تخرّجت في الجامعة، وعملت بكدّ وعشت مع شقيقيّ أهتمّ بكل متطلّباتهما، وأمي لا تزال قابعة في القرية، “ستّك يا إمي ختيارة ما بتنترك”، عمّتك مريضة يا إمي إنتوا فيكن تدبّروا حالكن”، بيتنا يا إمي ما فينا نسكرو”… وكلام كثير طبع في داخلي غصّة لا تزول وجرحاً لا يلتئم.

عندما اتّخذت قرار الخطوبة والزواج، لم تكن أمي بجانبي، لم تذهب معي يوماً الى السوق، لم تكن شاهدة على أهمّ لحظات حياتي، كنت غائبة دوماً عن سلّم أولوياتها.

ورغم أنني تعدّيت اليوم الأربعين من عمري، فما زال في داخلي شوق لحضن أمي الذي لطالما افتقدته، وتوق للبكاء على كتفيها، حتى للنوم بجانبها. لكني أعرف تماماً أن هذه المشاعر التي لم أختبرها في صغري، لا يمكن أن تتحقّق اليوم.

في عيد الأم، أعذريني يا أمي أنني لم أكتب لك كلمات أتغنّى فيها بك على مواقع التواصل الاجتماعي كعادة جميع روّادها. أعذري يا أمي لومي وعتابي، أعذريني يا أمي على غضبي الدفين تجاهك، الذي لطالما أخفيته عنك كي لا أجرح كبريائك.   

ورغم كل ما أشعر به من ألم وفراغ تركته المسافات التي فرضتها أمي بإرادتها أو من دونها، أدرك اليوم أن حبّها كان مختلفاً، وأنها اختارت طريقتها الخاصّة في التعبير عنه، مهما كانت هذه الطريقة بعيدة عن حاجاتي. ربما لم تكن أمي قادرة على منح ما لم تأخذه يوماً، وربما اختارت أن تكون لكل من حولها إلا لنفسها، وأنا جزء من هؤلاء الناس. في عيد الأم، أقول لها بصدق: لو عاد بي الزمن، لكنت حاولت الوصول إليك بشكل أعمق، لأفهمك بدل أن أعاتبك، ولأجد في قلبك المرهق مساحةً صغيرةً لي. أحبّك يا أمي، رغم كل شيء”.

21.03.2025
زمن القراءة: 5 minutes

ربما لم تكن أمي قادرة على منح ما لم تأخذه يوماً، وربما اختارت أن تكون لكل من حولها إلا لنفسها، وأنا جزء من هؤلاء الناس. في عيد الأم، أقول لها بصدق: لو عاد بي الزمن، لكنت حاولت الوصول إليك بشكل أعمق، لأفهمك بدل أن أعاتبك، ولأجد في قلبك المرهق مساحةً صغيرةً لي. أحبّك يا أمي، رغم كل شيء”.

لم يخطر لي يوماً أن أكتب مقالاً أنتقد فيه أمي. فالأم بالنسبة لي وأعتقد بالنسبة إلى كل النساء والفتيات، الأيقونة التي تعجز الكلمات غالباً عن توصيفها وإيفائها حقها. 

الآن بعدما كبرت وأصبحت أماً، وعجنتني الحياة في معجنها، أدركت تماماً أنني لطالما سعيت بألا أكون ما كانت أمي عليه دائماً، ليس لأنها “أم عاطلة”، بالعكس، فهي لم تهجرنا يوماً كما تفعل أمهات كثيرات، ولم تكن حياتها الخاصة وسعادتها هما أولويتها في الحياة. فهي سهرت وتعبت وربّت، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة جداً ككل أبناء القرية آنذاك، وأنجبت 13 ولداً من دون أن تقصد يوماً المستشفى، إلا في الحالات الطارئة جداً، ولم تتم معاملتها يوماً كما تستحقّ من المحيطين بها من دون استثناء، لا من قِبل أقاربي لأبي ولا من أقاربي لأمي.

مع مرور السنوات، اكتشفت وللأسف أنني لم أكن يوماً أولوية في حياة والدتي، حتى إخوتي جميعهم أيضاً، فمنذ صغري وأنا أرى أمي تهتمّ بالناس، القريبين والبعيدين منهم، جلّ اهتمام، فكل ما كانت تفكر في شرائه من أطايب، رغم قصر الحال، كانت يتحوّل تلقائياً الى خزانة المونة. 

في عرف أمي فإن “الضيف” الذي يقصدنا على غفلة لا يصحّ أن “يجرصنا”، فالواجب هو أن نكرّمه ولو على حسابي أنا وإخوتي، فالفواكه والمكسّرات لم تكن في متناولنا، إذ كانت أمي تضعها في مكان بعيد عن أعيننا، خوفاً من أن نستغلّ غيابها و”نقضي عليها” فيأتي الضيف ولا تجد أمي ما تكرّمه به.

في صغري، لم أكن أتصوّر أن اهتمام أمي الكبير بالناس، سيترك في نفسي جروحاً عميقة لن تستطيع الأيام شفاءها، خصوصاً بعدما أصبحت أماً يشكّل ولداها محور الكون بالنسبة إليها، لا همّ لي في الحياة سوى أن أسعدهما وأقدّم لهما كل الحب والدعم، فيصبحان رجلين سويّين نفسياً لا تستطيع الحياة بناسها ومشقّاتها أن تلوي أذرعهما.

لم أذكر يوماً أن أمي، تلك المرأة الطيبة التي “تحلف كل الناس بحياتا” مثالي الأعلى، ولم أسعَ يوماً أن أتمثّل بها، فعلى رغم أنها كانت “للسيف والضيف ولغدرات الزمان” ولا تزال، ففي داخلي غضب دفين عليها، ولوم وعتب لا أجرؤ غالباً على البوح بهما أمامها.

أمضيت طفولتي برفقة والدي ووالدتي في قريتي النائية، الى جانب عدد من إخوتي القريبين من عمري، فالكبار منهم اضطرّوا إلى النزول إلى بيروت للتعلّم والعمل في آن، ومساعدة أبي في مصاريف “العيلة الكبيرة”.

لم أذكر يوماً أن أمي غمرتني بحنان وأسمعتني كلمات رقيقة كالتي أقولها لابنيّ، ربما بسبب قسوة الحياة التي خبرتها في بيت أهلها، والظلم الذي لحق بها وهي طفلة، فأمي عملت منذ نعومة أظفارها في بيوت الناس الغرباء، لتكسب مالاً لم يكن يوماً لها، إذ كان يأتي إليها جدّي آخر كل شهر ليأخذه، ويدفع أقساط أخوالي في المدرسة، فالعلم آنذاك كان فقط من حقّ الصبيان، فيما لا يهمّ إن تعلمت الفتاة أو لم تتعلم، “فنهايتها في بيت زوجها، تربّي الأولاد وتقوم بالواجبات المنزلية”، فهذا دورها في الحياة، الذي رسمه لها جدّي منذ صغرها.

لم يكن همّ أمي سوى إرضاء الناس، لم أشعر يوماً بأن بيتنا في الضيعة هو بيتنا حقاً، فلا وقت محدّد للزيارات، ولا مجال للجلوس مع أمي بمفردنا نحتسي القهوة بهدوء كأيّ أم وابنتها، فباب البيت بالنسبة إلى أمي يجب أن يكون مشرعاً دائماً أمام الضيوف، أعود وأقول إنهم الأولوية في حياتها.

لم أذكر يوماً أنها أمسكت يدي وذهبنا معاً في نزهة ولو قصيرة، لم أذكر يوماً أنها قامت بتضفير شعري الأشقر المجعد قبل الذهاب إلى المدرسة، ولم أذكر يوماً أنها جلست بجانبي لأذاكر وأقوم بواجباتي المدرسية. لم أذكر يوماً أنها واستني في حزني وضعفي.

في صغري، لم أكن أتصوّر أن اهتمام أمي الكبير بالناس، سيترك في نفسي جروحاً عميقة لن تستطيع الأيام شفاءها، خصوصاً بعدما أصبحت أماً يشكّل ولداها محور الكون بالنسبة إليها

مرّت السنوات وأصبحت فتاة جامعية، أرتاد الجامعة يومياً فيما أمي قابعة في القرية، لا همّ لها سوى العناية بجدّتي وجدّي، وامرأة عمّي وعمّتي وكل من كان بحاجة إليها. أما أنا، فقد أصبحت كبيرة بما يكفي لأتدبّر أموري من النواحي كافّة، فيما كنت أشعر آنذاك أنني بأمسّ الحاجة إليها وإلى دعمها ونصائحها.

لم أطلب منها أموراً تعجيزية في تلك السنوات، بل كانت أقصى أمنياتي أن آتي من الجامعة ولاحقاً من العمل، فأجد أمي في البيت، أشتمّ رائحة طعامها من مدخل البناية التي كنا نسكن فيها، وأنتظر أن تفتح لي الباب لتغمرني وتقبّلني على جبيني وتلمّس شعري الطويل. هل كنت أطلب منها الكثير؟ كنت أحسد سراً صديقاتي على أمهاتهن واهتمامهن بهن، لم أكن أمتلك يومها الجرأة لأقول لهن “عيشوا بهالنعمة يلي أنا بفتقدها كل يوم”.

لطالما رجوت أمي أن تعطيني غيضاً من فيض اهتمامها بالأقارب والغرباء، لطالما ألححت عليها أن تُغلق باب بيتنا في القرية لتشرّع لي أبواب الحياة بنصائحها وحنانها، الذي اكتشفت مع تقدّمي في السنّ، أن ما من شيء يعوّضه.

تخرّجت في الجامعة، وعملت بكدّ وعشت مع شقيقيّ أهتمّ بكل متطلّباتهما، وأمي لا تزال قابعة في القرية، “ستّك يا إمي ختيارة ما بتنترك”، عمّتك مريضة يا إمي إنتوا فيكن تدبّروا حالكن”، بيتنا يا إمي ما فينا نسكرو”… وكلام كثير طبع في داخلي غصّة لا تزول وجرحاً لا يلتئم.

عندما اتّخذت قرار الخطوبة والزواج، لم تكن أمي بجانبي، لم تذهب معي يوماً الى السوق، لم تكن شاهدة على أهمّ لحظات حياتي، كنت غائبة دوماً عن سلّم أولوياتها.

ورغم أنني تعدّيت اليوم الأربعين من عمري، فما زال في داخلي شوق لحضن أمي الذي لطالما افتقدته، وتوق للبكاء على كتفيها، حتى للنوم بجانبها. لكني أعرف تماماً أن هذه المشاعر التي لم أختبرها في صغري، لا يمكن أن تتحقّق اليوم.

في عيد الأم، أعذريني يا أمي أنني لم أكتب لك كلمات أتغنّى فيها بك على مواقع التواصل الاجتماعي كعادة جميع روّادها. أعذري يا أمي لومي وعتابي، أعذريني يا أمي على غضبي الدفين تجاهك، الذي لطالما أخفيته عنك كي لا أجرح كبريائك.   

ورغم كل ما أشعر به من ألم وفراغ تركته المسافات التي فرضتها أمي بإرادتها أو من دونها، أدرك اليوم أن حبّها كان مختلفاً، وأنها اختارت طريقتها الخاصّة في التعبير عنه، مهما كانت هذه الطريقة بعيدة عن حاجاتي. ربما لم تكن أمي قادرة على منح ما لم تأخذه يوماً، وربما اختارت أن تكون لكل من حولها إلا لنفسها، وأنا جزء من هؤلاء الناس. في عيد الأم، أقول لها بصدق: لو عاد بي الزمن، لكنت حاولت الوصول إليك بشكل أعمق، لأفهمك بدل أن أعاتبك، ولأجد في قلبك المرهق مساحةً صغيرةً لي. أحبّك يا أمي، رغم كل شيء”.

21.03.2025
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية