وصل السيناتور الديمقراطي في ولاية نيوجرسي روبرت مينينديز، إلى المحكمة الفيدرالية في نيويورك يوم الاثنين 15 يوليو/ تموز 2024.
ساهم مساعد سابق للرئيس جو بايدن وقائد مجموعة تجمع الأموال لدعم حملة إعادة انتخابه، في تنظيم اجتماع بين السيناتور مينينديز وأحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، مما أثار اهتمام المدعين الفيدراليين، وهو مارك دويل الذي يرأس “لجنة العمل السياسي الفائق” (Unite the Country) التي جمعت ملايين الدولارات لدعم حملتي بايدن الرئاسيتين لعامي 2020 و2024، وكان دويل قد خدم كنائب مدير شؤون الموظفين في البيت الأبيض، خلال رئاسة بيل كلينتون، وعمل مع بايدن خلال حملته الرئاسة لعام 2008، حيث كان “رجل بايدن” المعين لمرافقته باستمرار.
يوم الثلاثاء الماضي، وُجد مينينديز مذنباً بتهم فساد فيدرالية، بما في ذلك الرشوة والابتزاز والعمل كعميل أجنبي غير مسجل، ويواجه الآن عقوبة سجن طويلة محتملة، وسيتم الحكم عليه في 29 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
من بين التهم الأخرى، تم العثور على مينينديز مذنباً، باستخدام منصبه القوي لصالح قطر، مقابل المال وسبائك الذهب، ولدعم القضية، قدمت الحكومة نص بريد إلكتروني حُرر بتاريخ 31 يناير/ كان الثاني 2021، كان قد أرسله دويل إلى أحد موظفي مينينديز، بشأن اجتماع لاحق بين مينينديز والشيخ سلطان بن جاسم آل ثاني أحد أفراد العائلة المالكة القطرية، الذي يرأس صندوق استثمار مقره لندن، والمسؤول القطري علي الثوادي، تضمن تفاصيل عن سيرتي سلطان والثوادي الذاتيتين، وكتب دويل أنه هو وفلاديمير بتروفيتش؛ وهو لوبي يعمل لصالح قطر، سيرافقان القطريين إلى الاجتماع.
عمل دويل سابقاً، كلوبي لصالح صربيا في عامي 2009 و2010، عندما كان بتروفيتش يعمل سفيراً لصربيا في واشنطن، علماً أن دويل ليس مسجلاً كلوبي لصالح قطر، وفي بيان للاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، كتب: “نظمت اجتماعاً واحداً لصديقي، ولم أتقاضَ أجراً، ولم تعد تربطني أية علاقة بأحد منذ ذلك الحين، وتم إبلاغ جميع الجهات الأمنية المختصة بذلك”.
شغلت العلاقة بين مينينديز وسلطان، جانباً رئيسياً من قضية الحكومة ضد السيناتور الديمقراطي في ولاية نيوجيرسي، بشأن الفساد المتعلق بقطر، وزعم المدّعون أن مينينديز استخدم منصبه المؤثر لدفع قطر إلى اتخاذ قرارات مفيدة، لمساعدة مطور عقارات مقره نيوجيرسي، فريد دابي، وحصوله بالتالي على استثمار بقيمة ملايين الدولارات من صندوق الاستثمار القطري.
وقدموا رسائل من تطبيق Signal أُرسلت في يونيو/ حزيران 2021، حيث قدم مينينديز معلومات الاتصال الخاصة بدابي إلى الأمير القطري، وشجع سلطان لاحقاً، على إتمام صفقة تجارية مع مطور العقارات، وفقاً لسجلات المحكمة التي حصل عليها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين.
في المقابل، زعم المدعون أن دابي قدم لمينينديز نقوداً وسبائك ذهبية، ووُجد دابي، الذي حوكم مع مينينديز، مذنباً بدفع رشاوى للسيناتور، ولم يتم اتهام سلطان ولا الحكومة القطرية بأية مخالفات.
إقرأوا أيضاً:
وكشف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وصحيفة “واشنطن بوست” في مارس/ آذار ؟؟؟؟؟؟ أن سلطان استثمر نحو 50 مليون دولار في شبكة “نيوزماكس” المؤيدة لترامب.
أطلق دويل حملة “Unite the Country” مع مساعدي بايدن السابقين في عام 2019، وجمعت “لجنة العمل السياسي الفائق” ما يقرب من 50 مليون دولار، في دورة الانتخابات لعام 2020 لدعم ترشح بايدن، وجمعت حتى الآن، مبلغ 4.3 مليون دولار فقط، لدعم حملة إعادة انتخاب الرئيس الحالية، وفقاً لمنظمة “Open Secrets” غير الربحية لتمويل الحملات.
قدم دويل وبتروفيتش تبرعات لحملة مينينديز في فترة اجتماع 2021، وتبرع دويل بمبلغ 2,900 دولار لمينينديز، الحد الأقصى المسموح به للفرد، بعد نحو ستة أسابيع من الاجتماع، وفقاً لمنظمة “Open Secrets”، وبين عامي 2018 و2022، قدم بتروفيتش خمسة تبرعات لحملة السيناتور، وتبرعاً واحداً للجنة عمله السياسي، بإجمالي 9,700 دولار.
لم يرد بتروفيتش على الأسئلة التي أرسلها إليه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين.
عمل دويل في عام 2010 لمساعدة نجل الرئيس بايدن، هانتر، في تأمين استثمارات في صربيا، وفقاً لرسائل بريد إلكتروني مسربة، نُشرت بواسطة “فوكس نيوز”، ناقش دويل، الذي كان حينها لوبياً لصالح صربيا، مع هانتر بايدن زيارة محتملة للعاصمة بلغراد، للقاء “أفراد ذوي ثروات ضخمة”، وكتب دويل أن بتروفيتش سفير صربيا في واشنطن في ذلك الوقت “يريد أن يبدأ بتنظيم يوم كامل لك مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش والمستثمرين المحتملين”.
انسحب هانتر بايدن من خطط السفر إلى صربيا في مايو/ أيار 2010، ومن غير الواضح ما إذا كانت الاجتماعات قد تمت أم لا.
ظل دويل قريباً من عائلة بايدن في السنوات التي تلت، وفي مقابلة عام 2015، قال إنه تعرف أيضاً على نجل الرئيس بايدن الأكبر، بو، خلال حملته الناجحة لمنصب النائب العام في ولاية ديلاوير، وقال دويل إن الثلاثي أصبحوا قريبين لدرجة أن “هانتر وبو وأنا أطلقنا على أنفسنا لقب النصف أخوة”.
على الرغم من القلق الحالي، الذي يحيط ببعض الدوائر الديمقراطية بشأن ترشح بايدن، لا يزال دويل مؤيداً قوياً للرئيس، وقال في مقابلة في 6 يوليو/ تموز الحالي، إنه “من الصعب تقديم حجة بأن هذا الرجل لم يقدم المزيد لاقتصاد الولايات المتحدة على مستوى الشارع، مقارنة بأي رئيس آخر منذ روزفلت”.
تحديث في 16 يوليو 2024: تم تحديث هذه القصة لتعكس أن السيناتور روبرت مينينديز وجد مذنباً في جميع التهم في محكمة الفساد الفيدرالية.