fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

إسرائيل تدمر مساكن الغزيين…
محاولة لحسم المعركة قبيل الانتخابات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“هذا مجرد جزء من ضريبة البقاء على أرضنا… ومقاومة الاحتلال، شعبنا يحب الحياة، لكنه لا يخشى الموت حفاظاً على حقوقه بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“ستبدأ الحرب المقبلة من حيث انتهت الحرب الأخيرة”.  

هذه السردية يعرفها سكان غزة جيداً لفرط ما تركه هول مشهد تدمير البنايات الشهيرة في المدينة، إذ انتهت أيام الاعتداء الإسرائيلي على القطاع عام 2014، بمشاهد تدمير بعض الأبراج السكنية بعد 51 يوماً من اندلاع المواجهة بين الفصائل الفلسطينية في القطاع والقوات الإسرائيلية، وهي مشاهد تجاوزت التدمير الفيزيائي لبيوت الغزيين، لتشمل الذكريات والعلامات الفارقة في حياة الناس اليومية.

تعبير “المواجهة” لوصف ما يحصل لا يقدّم رواية منصفة؛ فما يحدث في غزة الآن ليس تصادماً مرناً لكتلٍ متساوية، إذ لجأت إسرائيل خلال أيام قليلة من القصف المتواصل إلى نسف معالم المعمار البارزة في المدينة، وهو تكتيك ترك ندباً عميقة على وجه المدينة، تقتبسه من عدوانها على ضاحية بيروت الجنوبية في تموز/ يوليو 2006: استهداف الأبراج السكنية وإحالتها إلى طبقات من الركام، بُعيد إعطاء مهلة زمنية لتفريغها من سكانها أقصاها ساعة، كوسيلة ضغط ترتكز على تكبيد أقصى قدر من الخسائر المادية والضرر في البنى التحتية للضغط على الفصائل الفلسطينية، التي ترد بتكثيف رشقاتها الصاروخية تجاه تل أبيب.

تضم العشرات من الوحدات السكنية المأهولة، مكاتب لمؤسسات إعلامية عالمية، عيادات طبية ومرافق أخرى: برج هنادي، برج الجوهرة، برج الشروق، الجلاء، الأندلس، وغيرها من البنايات المدنية، التي يمكن أن تأوي الواحدة منها أكثر من 50 أسرة!

“تم استهداف محيط منزلي بنحو 35 صاروخاً، لم نر أي عمل أو مقاومة مسلحة، منطقة مدنية بالكامل مُنيت وأهلها بخسائرٍ مادية ومعنوية، تلك هي محاولة إسرائيل لطرد المواطنين وبث الذعر في نفوسهم”، يؤكد جميل سرحان نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لقطاع غزة لـ”درج”، تعقيباً على القصف الإسرائيلي على منازل مدنيين فلسطينيين، وخصوصاً في المنطقة المحيطة بسكنه، ويُضيف: “هذا مجرد جزء من ضريبة البقاء على أرضنا… ومقاومة الاحتلال، شعبنا يحب الحياة، لكنه لا يخشى الموت حفاظاً على حقوقه بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة”. 

“إسرائيل لا تراعي أي ضرورة عسكرية في عملياتها، ما هو الضرر الذي يمكن أن تشكله أبراج سكنية يقطن فيها مئات المواطنين؟ ذلك ما يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان بكل المعايير، في حين لم تتم محاسبة قوات جيشها أو اتخاذ إجراء قانوني بحق المسؤولين، ما يدفعها إلى تكرار جرائمها مرة تلو الأخرى”. 

“لاحظنا خلال متابعة الوقائع في قطاع غزة أن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة والتي تشكل في حقيقتها جريمة حرب، إذ يتم استهداف المدنيين من دون أي اعتبار لكونهم مدنيين، من خلال إطلاق القذائف والقصف بكثافة بهدف التسبب بحالة من الذعر المطلق”، يقول سرحان، مُضيفاً: “كررت إسرائيل استهداف المدنيين والأعيان المدنية خلال ثلاث حروب سابقة بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا والإصابات بالعجز الدائم، ويأتي ذلك في سياق إجراءات إسرائيلية لم تجد أي محاسبة أو عقاب على تلك الجرائم”.

لماذا الأبراج؟

تسعى إسرائيل إلى تثبيت معادلة جديدة في حربها ضد الفصائل الفلسطينية، توضحها المتخصصة في ملف الصراع العربي- الإسرائيلي سارة الشلقاني، إذ تقول إن “الرسالة الإسرائيلية التي تضمنها استهداف الأبراج السكنية والمناطق المأهولة في السكان، هي أن الاحتلال قادر على الوصول إلى أي منطقة في غزة، وما من خطوط حمر أمام آلة التدمير الإسرائيلية”.

ويعتمد قطاع الإسكان في فلسطين على البناء الذاتي بالدرجة الأولى، وفقاً لبيانات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، والتي اتبعت منهجية الأمم المتحدة لتقدير الاحتياجات السكنية في دول العالم الثالث، فنسبة المساكن اللازمة في قطاع غزة بحلول عام 2030 بلغت 438231، تضاف إلى هذه التقديرات نسبة العجز المتراكم حتى عام 2019، إذ قدر بنحو 120 ألف مسكن.

وترى الشلقاني أن الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية والمدنيين داخل غزة، يأتي لإحداث دمار هائل يعيق تطوير الفصائل الفلسطينية قدراتها مستقبلاً، وذلك بإغراقها في أزمات التدمير والحاجة إلى إعادة الإعمار ووجود أزمة بطالة في القطاع، نتيجة قصف أماكن عمل المدنيين ومنازلهم، وإضعاف مستوى الخدمات الصحية لتراكم الأزمات.

وتشير إلى أن “تل أبيب تستطيع استخدام الدمار في الظهور كأنها منتصرة، وتمكنت من إحداث ضرر كبير وضخم داخل غزة التي أغرقتها بالصواريخ، وأدخلت حوالى 7 ملايين مستوطن إلى الملاجئ”.

وتركز تل أبيب على استهداف المدنيين، فهي بالفعل تمتلك بنك أهداف مدني تدمره في محاولة لترويج أن الفصائل الفلسطينية، بخاصة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، وزعم أنها غير معنية بقتل الأطفال والنساء، وارتكابها مذابح ضد عشرات العائلات داخل القطاع.

إقرأوا أيضاً:

وعلى رغم وحشية إسرائيل في قصفها منازل المدنيين، إلا أن ذلك سيسبب لها حرجاً دولياً كبيراً، وكذلك قصف الأبراج السكنية، بخاصة برج الجلاء الذي كان يضم مكاتب لقنوات وصحف عالمية، ما يؤدي إلى ضغط أكبر عليها لوقف النار. وكانت “أسوشييتد برس” أعربت عن صدمتها من قيام الجيش الإسرائيلي بقصف مبنى مكتبها وقمع محاولات بث ما يحدث من بشاعة داخل القطاع.

رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موقف صعب سياسياً، بخاصة أنه يقترب من الدخول في انتخابات خامسة وشعبيته الآن أقل من أي وقت مضى، ولذلك يريد تحقيق أي موقف يحسب له ويساهم في استمرار كرئيس للوزراء، نتانياهو في ازمة كبيرة، فتل أبيب وهي العاصمة أصبحت غير بعيدة من صواريخ غزة، وليس ذلك فقط، وتعرضت لأضرار للمرة الأولى ودخل مستوطنوها الملاجئ، إذ أصبحوا تحت تهديد مباشر كما في مستوطنات الجنوب.

ويركز الجيش الإسرائيلي على استخدام سلاح الطيران في تصعيده الحالي ضد غزة، نظراً إلى أنه يمنحه أفضلية عسكرية، فالفصائل لا تمتلك القدرة على اعتراض الطائرات التي تخترق أجواء غزة، كما أن الطائرات تمثل تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من قصف أهداف بعينها وبدقة واسعة.

وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان، كشف في ورقة حقائق أصدرها أن أزمة السكن في قطاع غزة تتفاقم في ظل الأزمات التي تعصف بالقطاع جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، بينما تفاقمت مشكلة الفقر لتصل إلى 53 في المئة، ومشكلة البطالة التي بلغت 52 في المئة، مع استمرار استهداف المساكن، والقيود المفروضة على إعادة الإعمار.

وبيّن المركز أن سلوك القوات الإسرائيلية المنظم المنظم، سواء في تدمير المساكن وتهجير سكانها أو في عرقلة إعادة البناء، يُعد انتهاكات خطيرة للحق في السكن، والحق في الرفاه والصحّة، والحياة الكريمة، كما يشكل انتهاكاً جسيماً ومنظماً لمبادئ القانون الدولي الإنساني ولاسيما مبدأي الضرورة العسكرية والتناسب والتمييز.

تدرك تل أبيب جيداً أن الدخول برياً في غزة يعد انتحاراً، يمكن أن يفكر الجيش الإسرائيلي في عمليات صغيرة سريعة مثل عملية خان يونس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بحسب الشلقاني، ولكن الدخول برياً سيكبده خسائر كثيرة، “إضافة إلى أن ذلك يعني أن جيش الاحتلال إذا ما دخل فهو لا محالة يرتكب مجازر لن يتحمل هو نفسه عواقبها، ومن ثم فهو يتجنب ذلك الخيار تماماً ويمثل خيار القصف الجوي له سلاحاً استراتيجياً ونوعياً”.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب يرى أن لجوء إسرائيل إلى سياسة قصف الأبراج جاء بعد فشل قوات الجيش في حسم المعركة في غزة، حيث تركزت ضربات الفصائل الفلسطينية الصاروخية على العمق الإسرائيلي وألحقت أضراراً بشرية ومادية، ما أدخل إسرائيل في أزمة حقيقة، أظهرت عجزها عن التعامل مع الفصائل الفلسطينية. 

وقال الغريب لـ”درج”، إن الجيش الإسرائيلي بعدما فشل في التعامل مع استراتيجية الفصائل في غزة، يريد فرض معادلة ردع جديدة مع غزة، بهدف الضغط على المدنيين وتجريد المقاومة من أي مطالب يمكن الحديث عنها في إطار تدخل الوسطاء لاستعادة الهدوء في المنطقة، أي وقف إطلاق النار مقابل الهدوء من الطرفين.

إقرأوا أيضاً:

17.05.2021
زمن القراءة: 5 minutes

“هذا مجرد جزء من ضريبة البقاء على أرضنا… ومقاومة الاحتلال، شعبنا يحب الحياة، لكنه لا يخشى الموت حفاظاً على حقوقه بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة”.

“ستبدأ الحرب المقبلة من حيث انتهت الحرب الأخيرة”.  

هذه السردية يعرفها سكان غزة جيداً لفرط ما تركه هول مشهد تدمير البنايات الشهيرة في المدينة، إذ انتهت أيام الاعتداء الإسرائيلي على القطاع عام 2014، بمشاهد تدمير بعض الأبراج السكنية بعد 51 يوماً من اندلاع المواجهة بين الفصائل الفلسطينية في القطاع والقوات الإسرائيلية، وهي مشاهد تجاوزت التدمير الفيزيائي لبيوت الغزيين، لتشمل الذكريات والعلامات الفارقة في حياة الناس اليومية.

تعبير “المواجهة” لوصف ما يحصل لا يقدّم رواية منصفة؛ فما يحدث في غزة الآن ليس تصادماً مرناً لكتلٍ متساوية، إذ لجأت إسرائيل خلال أيام قليلة من القصف المتواصل إلى نسف معالم المعمار البارزة في المدينة، وهو تكتيك ترك ندباً عميقة على وجه المدينة، تقتبسه من عدوانها على ضاحية بيروت الجنوبية في تموز/ يوليو 2006: استهداف الأبراج السكنية وإحالتها إلى طبقات من الركام، بُعيد إعطاء مهلة زمنية لتفريغها من سكانها أقصاها ساعة، كوسيلة ضغط ترتكز على تكبيد أقصى قدر من الخسائر المادية والضرر في البنى التحتية للضغط على الفصائل الفلسطينية، التي ترد بتكثيف رشقاتها الصاروخية تجاه تل أبيب.

تضم العشرات من الوحدات السكنية المأهولة، مكاتب لمؤسسات إعلامية عالمية، عيادات طبية ومرافق أخرى: برج هنادي، برج الجوهرة، برج الشروق، الجلاء، الأندلس، وغيرها من البنايات المدنية، التي يمكن أن تأوي الواحدة منها أكثر من 50 أسرة!

“تم استهداف محيط منزلي بنحو 35 صاروخاً، لم نر أي عمل أو مقاومة مسلحة، منطقة مدنية بالكامل مُنيت وأهلها بخسائرٍ مادية ومعنوية، تلك هي محاولة إسرائيل لطرد المواطنين وبث الذعر في نفوسهم”، يؤكد جميل سرحان نائب مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان لقطاع غزة لـ”درج”، تعقيباً على القصف الإسرائيلي على منازل مدنيين فلسطينيين، وخصوصاً في المنطقة المحيطة بسكنه، ويُضيف: “هذا مجرد جزء من ضريبة البقاء على أرضنا… ومقاومة الاحتلال، شعبنا يحب الحياة، لكنه لا يخشى الموت حفاظاً على حقوقه بالحرية والاستقلال والدولة المستقلة”. 

“إسرائيل لا تراعي أي ضرورة عسكرية في عملياتها، ما هو الضرر الذي يمكن أن تشكله أبراج سكنية يقطن فيها مئات المواطنين؟ ذلك ما يعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان بكل المعايير، في حين لم تتم محاسبة قوات جيشها أو اتخاذ إجراء قانوني بحق المسؤولين، ما يدفعها إلى تكرار جرائمها مرة تلو الأخرى”. 

“لاحظنا خلال متابعة الوقائع في قطاع غزة أن إسرائيل تستخدم القوة المفرطة والتي تشكل في حقيقتها جريمة حرب، إذ يتم استهداف المدنيين من دون أي اعتبار لكونهم مدنيين، من خلال إطلاق القذائف والقصف بكثافة بهدف التسبب بحالة من الذعر المطلق”، يقول سرحان، مُضيفاً: “كررت إسرائيل استهداف المدنيين والأعيان المدنية خلال ثلاث حروب سابقة بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا والإصابات بالعجز الدائم، ويأتي ذلك في سياق إجراءات إسرائيلية لم تجد أي محاسبة أو عقاب على تلك الجرائم”.

لماذا الأبراج؟

تسعى إسرائيل إلى تثبيت معادلة جديدة في حربها ضد الفصائل الفلسطينية، توضحها المتخصصة في ملف الصراع العربي- الإسرائيلي سارة الشلقاني، إذ تقول إن “الرسالة الإسرائيلية التي تضمنها استهداف الأبراج السكنية والمناطق المأهولة في السكان، هي أن الاحتلال قادر على الوصول إلى أي منطقة في غزة، وما من خطوط حمر أمام آلة التدمير الإسرائيلية”.

ويعتمد قطاع الإسكان في فلسطين على البناء الذاتي بالدرجة الأولى، وفقاً لبيانات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، والتي اتبعت منهجية الأمم المتحدة لتقدير الاحتياجات السكنية في دول العالم الثالث، فنسبة المساكن اللازمة في قطاع غزة بحلول عام 2030 بلغت 438231، تضاف إلى هذه التقديرات نسبة العجز المتراكم حتى عام 2019، إذ قدر بنحو 120 ألف مسكن.

وترى الشلقاني أن الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية والمدنيين داخل غزة، يأتي لإحداث دمار هائل يعيق تطوير الفصائل الفلسطينية قدراتها مستقبلاً، وذلك بإغراقها في أزمات التدمير والحاجة إلى إعادة الإعمار ووجود أزمة بطالة في القطاع، نتيجة قصف أماكن عمل المدنيين ومنازلهم، وإضعاف مستوى الخدمات الصحية لتراكم الأزمات.

وتشير إلى أن “تل أبيب تستطيع استخدام الدمار في الظهور كأنها منتصرة، وتمكنت من إحداث ضرر كبير وضخم داخل غزة التي أغرقتها بالصواريخ، وأدخلت حوالى 7 ملايين مستوطن إلى الملاجئ”.

وتركز تل أبيب على استهداف المدنيين، فهي بالفعل تمتلك بنك أهداف مدني تدمره في محاولة لترويج أن الفصائل الفلسطينية، بخاصة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، تتخذ المدنيين دروعاً بشرية، وزعم أنها غير معنية بقتل الأطفال والنساء، وارتكابها مذابح ضد عشرات العائلات داخل القطاع.

إقرأوا أيضاً:

وعلى رغم وحشية إسرائيل في قصفها منازل المدنيين، إلا أن ذلك سيسبب لها حرجاً دولياً كبيراً، وكذلك قصف الأبراج السكنية، بخاصة برج الجلاء الذي كان يضم مكاتب لقنوات وصحف عالمية، ما يؤدي إلى ضغط أكبر عليها لوقف النار. وكانت “أسوشييتد برس” أعربت عن صدمتها من قيام الجيش الإسرائيلي بقصف مبنى مكتبها وقمع محاولات بث ما يحدث من بشاعة داخل القطاع.

رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في موقف صعب سياسياً، بخاصة أنه يقترب من الدخول في انتخابات خامسة وشعبيته الآن أقل من أي وقت مضى، ولذلك يريد تحقيق أي موقف يحسب له ويساهم في استمرار كرئيس للوزراء، نتانياهو في ازمة كبيرة، فتل أبيب وهي العاصمة أصبحت غير بعيدة من صواريخ غزة، وليس ذلك فقط، وتعرضت لأضرار للمرة الأولى ودخل مستوطنوها الملاجئ، إذ أصبحوا تحت تهديد مباشر كما في مستوطنات الجنوب.

ويركز الجيش الإسرائيلي على استخدام سلاح الطيران في تصعيده الحالي ضد غزة، نظراً إلى أنه يمنحه أفضلية عسكرية، فالفصائل لا تمتلك القدرة على اعتراض الطائرات التي تخترق أجواء غزة، كما أن الطائرات تمثل تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من قصف أهداف بعينها وبدقة واسعة.

وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان، كشف في ورقة حقائق أصدرها أن أزمة السكن في قطاع غزة تتفاقم في ظل الأزمات التي تعصف بالقطاع جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، بينما تفاقمت مشكلة الفقر لتصل إلى 53 في المئة، ومشكلة البطالة التي بلغت 52 في المئة، مع استمرار استهداف المساكن، والقيود المفروضة على إعادة الإعمار.

وبيّن المركز أن سلوك القوات الإسرائيلية المنظم المنظم، سواء في تدمير المساكن وتهجير سكانها أو في عرقلة إعادة البناء، يُعد انتهاكات خطيرة للحق في السكن، والحق في الرفاه والصحّة، والحياة الكريمة، كما يشكل انتهاكاً جسيماً ومنظماً لمبادئ القانون الدولي الإنساني ولاسيما مبدأي الضرورة العسكرية والتناسب والتمييز.

تدرك تل أبيب جيداً أن الدخول برياً في غزة يعد انتحاراً، يمكن أن يفكر الجيش الإسرائيلي في عمليات صغيرة سريعة مثل عملية خان يونس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بحسب الشلقاني، ولكن الدخول برياً سيكبده خسائر كثيرة، “إضافة إلى أن ذلك يعني أن جيش الاحتلال إذا ما دخل فهو لا محالة يرتكب مجازر لن يتحمل هو نفسه عواقبها، ومن ثم فهو يتجنب ذلك الخيار تماماً ويمثل خيار القصف الجوي له سلاحاً استراتيجياً ونوعياً”.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب يرى أن لجوء إسرائيل إلى سياسة قصف الأبراج جاء بعد فشل قوات الجيش في حسم المعركة في غزة، حيث تركزت ضربات الفصائل الفلسطينية الصاروخية على العمق الإسرائيلي وألحقت أضراراً بشرية ومادية، ما أدخل إسرائيل في أزمة حقيقة، أظهرت عجزها عن التعامل مع الفصائل الفلسطينية. 

وقال الغريب لـ”درج”، إن الجيش الإسرائيلي بعدما فشل في التعامل مع استراتيجية الفصائل في غزة، يريد فرض معادلة ردع جديدة مع غزة، بهدف الضغط على المدنيين وتجريد المقاومة من أي مطالب يمكن الحديث عنها في إطار تدخل الوسطاء لاستعادة الهدوء في المنطقة، أي وقف إطلاق النار مقابل الهدوء من الطرفين.

إقرأوا أيضاً: