“سأكون أول رئيسة لأميركا وليست هيلاري كلينتون”. يبدو أن هذه الجملة التي ترددها إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، مازحةً ستتحول إلى حقيقة.
فقد أثار كتاب “النار والغضب: البيت الأبيض من الداخل تحت حكم ترامب” ، جدلاً منذ انتشار أنباء عن طرحه في الأسواق الأميركية. والكتاب كشف أسراراً كثيرة عن البيت الأبيض في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب. و مما ورد فيه حوار دار بين إيفانكا ترامب، وزوجها غاريد كوشنر، توصلا خلاله إلى اتفاق يعملان بموجبه على أن تصبح إيفانكا أول امرأة تتولى منصب الرئاسة. وأورد الكتاب أن الرئيس الأميركي أخبر أصدقاءه بأنه “هندس انقلاباً في السعودية” مع صهره غاريد كوشنر، وذلك بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد في المملكة العربية السعودية. ومنذ ترشح دونالد ترامب لمنصب الرئاسة، تثير إيفانكا جدلاً حول كثير من الأمور. إذ تلعب هي وزوجها، دوراً مركزياً في البيت الأبيض تحت إدارة دونالد ترامب. وهي بالفعل تمارس مهامها كمستشارة لترامب من مكتب السيدة الأولى، الذي أعادت تصميمه، وقالت إنه سيُطلق عليه “مكتب الأسرة الأولى”، بدلاً من اسم مكتب السيدة الأولى.
وفعلاً، فمنذ انتخاب ترامب رئيساً، توجّهت الأضواء إلى إيفانكا وليس إلى السيدة الأولى ميلانيا ترامب، ووجّهت العديد من الأسئلة لميلانيا حول حقيقة تجسيد إيفانكا دور السيدة الأولى بدلاً منها، وكان رد إيفانكا: “من غير اللائق الكلام أنني سأكون السيدة الأولى”.
وأبرز ما أثارت إيفانكا ترامب من جدل، كان حين زات السعودية مع والدها، فهذه الزيارة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، وانتشر هاشتاغ #بنت_ترامب، وأولى المغردون السعوديون اهتماماً كبيراً لزيارة ابنة الرئيس الأميركي، ونشروا صوراً كاريكاتورية تسخر من الاستقبال، وتتغنى بإيفانكا وتناقش الزيارة. بدورها، التقت إيفانكا، خلال الزيارة، بنساء سعوديات قالت إنهن “رائدات”، وامتدحت وضع حقوق المرأة في المملكة، لتواجه بسيلٍ من التعليقات والانتقادات. واعتبر عدد من النساء السعوديات أن من التقتهن إيفانكا لا يمثلن جميع النساء السعوديات، واعتبرن أنه تم “اختيار سيدات يتمتعن بامتيازات خاصة للتغطية على واقع المرأة السعودية التي تتبع سلطة ولي الأمر وتُمنع من القيادة”.
وحصلت إيفانكا على المركز الثالث في قائمة الشخصيات الأكثر بحثاً على غوغل في نهاية عام 2017 في السعودية. ومؤخراً رفع محام دعوى ضد ترامب وزوجها، متهماً إياهما بإخفاء جزء من دخلهما. وكان البيت الأبيض نشر قائمةً مفصلة برواتب جميع موظفيه، وفي قائمة أقل رواتب في البيت الأبيض، برزت أسماء كل من إيفانكا وكوشنر. وبحسب تقارير صحافية، لم يحدد الزوجان في بيان الدخل، معلومات حول ثلاثين صندوقاً استثمارياً والأسهم التي يمتلكونها. وبحسب الدعوى القضائية، رفض كوشنر، تقديم البيانات بسبب “اتفاق سري موجود مسبقاً”، رأى المحامي أنه يتنافى مع قانون أخلاقيات موظفي الخدمة المدنية الأميركية لعام 1978.
أيضاً برز اسم الزوجين إيفانكا وكوشنر، في تقارير عن إطاحتهما بكبير المخططين الاستراتيجيين للبيت الأبيض. فبحسب تقارير صحافية، يشير رحيل ستيف بانون، (مستشار سابق للرئيس ترامب)، أيضاً إلى مراكز القوى الثلاث التي نصبها ترامب مباشرةً بعد فوزه في الانتخابات، واعتبرت أنه بقي من هذه المراكز واحدٌ فقط ويقصد به إيفانكا وكوشنر. من الواضح أن ابنته إيفانكا، وصهره غاريد كوشنر، أصبح لهما اليد العليا.
خلال قمة العشرين، التي عقدت في تموزيوليو 2017، خطفت إيفانكا الأضواء، بعد أن شغلت لفترة وجيزة مقعد والدها على الطاولة مع زعماء العالم. وأثار جلوسها مكان الرئيس انتقادات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ جرت العادة أن يحلّ مسؤول رفيع المستوى مكان الرئيس، وكان الرئيس الأميركي غادر الجلسة لاجتماع مع نظيره الإندونيسي. الأمر طرح تساؤلات حول أهلية ايفانكا لتمثيل الولايات المتحدة في اجتماع مثل هذا. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ما حدث، أمراً مقبولاً، بينما وصفه وزير الخارجية الألماني، سيغمر غابرييل، بأنه “مزج بين السياسة والشؤون العائلية”.
وأكثر ما يثير تساؤلات وجدل حول إيفانكا هو دعمها الدائم لقضايا المرأة والأقليات في ظل إصرار والدها دونالد ترامب على إطلاق تعليقات مسيئة للمرأة. فهي أصبحت مُفوَضة من قِبل الرئاسة الأمريكية لتمثيل الرئيس في قضايا المرأة، ما أثار عدداً من الانتقادات التي وُجهت إليها بسبب تصريحات والدها التي حملت الكثير من العبارات المهينة والجارحة بحق النساء ما يضطرها غالباً إلى الدفاع عنه. غير أن محاولات إيفانكا لتبرير سلوك والدها في حق المرأة، تقابل غالباً باستهجان من الجمهور، فترامب يتعرَّض لانتقادات واسعة بسبب موقفه من النساء وإشاراته المتكررة لهن بشكل يقلل من قيمتهن في عددٍ من المواقف، فهل تصبح إيفانكا، المرأة المثيرة للجدل، رئيسة الولايات المتحدة؟
[video_player link=””][/video_player]