fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

استعادة الغابات تساعدنا على إبقاء الأرض قابلة للحياة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تشير دراسة جديدة إلى أن الغابات توفر فوائد مناخية تتجاوز مجرد تخزين الكربون، انها تساعد على إبقاء الهواء قريباً وبارداً ورطباً، نظراً للطريقة التي تحوّل بها الطاقة والمياه فعلياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بعد نهاية العصر الجليدي الكبير والأخير قبل 10000 عام بفترة وجيزة، كانت الغابات تغطي 57٪ من الأراضي الصالحة للسكن في العالم. وفي آلاف السنين التي تلت تلك المرحلة، أدت الزراعة المكثفة الى فقدان ثلث الغابات العالمية؛ وهي مساحة تبلغ ضعف مساحة الولايات المتحدة بحسب بيانات تجمعها وتنشرها OORWORLDINDATA، ولكن المثير للانتباه هو أن نصف هذا الفقدان حدث في القرن العشرين وحده. 

ويعود سبب ذلك في  الدرجة الأساس إلى النمو السكاني السريع الذي شهده العالم منذ بداية الثورة الصناعية حيث كان عدد سكان العالم مليوناً عام 1800 ووصل هذا العدد إلى 7.9 مليار اليوم. وفي القرن العشرين تحديداً، حيث يعادل فقدان الغابات ما خسرته الأرض خلال عشرة آلاف سنة إلاّ قرن، رافقت النمو السكاني زيادة هائلة في كميات ونوعيات السكن والسلع والخدمات الاقتصادية التي تنتجها المجتمعات وتستهلكها. وهناك بطبيعة الحال عوامل أخرى غير تلك التي يضعف بها البشر قدرة الغابات على تبريد الأرض، مثل الحرائق الطبيعية وتأثر الغابات بارتفاع درجات الحرارة العالمية والإقليمية. ويقتضي الأمر في النتيجة، النظر الى الأسباب الكاملة التي نتج عنها تدهور الغابات بالشكل الذي نراه اليوم من جانب، والأضرار التي لُحقت وتلحق بالبشر والأنظمة الإيكولوجية والأنواع من جانب آخر. 

ما توصل اليه العلماء بشأن الغابات ودورها في حماية الأرض والبشر والأنواع الأخرى من السخونة، يتجاوز وصفها كإسفنجة لامتصاص الكربون، ذلك أنها تلعب دوراً أكبر وأكثر تعقيداً في معالجة أزمة المناخ مما كان يُعتقد سابقاً. فبحسب تحليلات جديدة توصل إليها العلماء، تؤثّر الغابات تأثيرا ماديا ومباشراً على درجات الحرارة المحلية والإقليمية والعالمية. الأمر الراسخ علمياً هو أن الغابات تلعب دور الاسفنج في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه. إنه أمر رائع وكلنا نعرف أهمية ذلك، انما تشير دراسة جديدة إلى أن الغابات توفر فوائد مناخية تتجاوز مجرد تخزين الكربون، انها تساعد على إبقاء الهواء قريباً وبارداً ورطباً، نظراً للطريقة التي تحوّل بها الطاقة والمياه فعلياً. وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت تحت عنوان “الآثار غير المرئية لإزالة الغابات: التأثيرات الفيزيائية الحيوية على المناخ” أن الغابات الاستوائية تساعد في تبريد متوسط درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجة واحدة مئوية. وينبع هذا التأثير بالإضافة الى التقاط الكربون، من قدرتها على عمليات طبيعية اخرى مثل إطلاق البخار والهباء الجوي، مما يساعد على تبريد الخط الاستوائي. 

ما يحدث هو أن الأشجار، ومن خلال مختلف العمليات الفيزيائية والكيميائية، تطلق بخار الماء عبر مسامات أوراقها، تماماً كما يحدث لأجسادنا أثناء التعرّق. وتُبرّد هذه العلمية التي تسمى التبخر، الأشجار ومحيطها في أوقات الحرّ. ومن جانب آخر، توفر المظلات أو القبب المتفاوتة التي تشكلها ذرى الأشجار، سطحاً متموجاً يمكن أن يصطدم بتيارات الهواء الساخنة وتبعدها إلى لأعلى. علاوة على كل ذلك، توّلد الأشجار رذاذاً يمكنه خفض درجات الحرارة عن طريق عكس ضوء الشمس وبذر الغيوم.

وقد وجد الباحثون ان الغابات الواقعة من 30 درجة شمالاً و30 درجة جنوباً من الخط الاستوائي توفر فوائد بديلة تعمل على تبريد الكوكب بأكثر من 0.3 درجة مئوية، أي نصف مقدار التبريد الذي يوفره عزل الكربون. أي أن الأشجار لا تمتص الكربون فقط، بل تُبعد مصادر توليده عن الأرض وتبقيها باردة أيضاً. وبحسب الباحثين، يأتي الجزء الأكبر من هذا التبريد من الغابات التي تقع في قلب المناطق المدارية، أي ضمن 10 درجات من الاستواء. وتقدم التضاريس المظلة للأشجار أكبر قدر من التبريد، يليه التبخر عبر مسامات الأوراق ومن ثم الهباء الجوي. 

تالياً، وجد الباحثون أن غابات العالم إجمالاً تبرّد متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بحوالي 0.5 درجة مئوية، مما يعني أن جهود العمل المناخي العالمية والإقليمية لا يجب أن تركّز على انبعاثات الكربون فقط، فهناك خدمات أخرى كبيرة وشاملة تقدمها الغابات، لكنها ليست مرئية لنا ولواضعي السياسات. 

هذا الدور الجوهري الذي تلعبه الغابات، يدحض بشكل قاطع فكرة التدخل في المناخ الشمسي عبر حقن الكوكب بغيوم اصطناعية أو وضع أشجار إلكترونية (روبوت) وغيرها من التكنولوجيا الحديثة “الموعودة” لالتقاط الكربون. تالياً، من الممكن إنهاء تاريخنا الطويل في إزالة الغابات عبر زيادة غلة المحاصيل، وتحسين إنتاجية الثروة الحيوانية، والابتكارات التكنولوجية التي تسمح لنا بالابتعاد عن المنتجات الغذائية كثيفة الاستخدام للأراضي، مما يمنحنا الفرصة لإنهاء إزالة الغابات واستعادة بعض الغابات التي خسرتها البشرية كما يبقى الأرض قابلة للحياة.

إقرأوا أيضاً:

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 14.04.2025

شبهات فساد مالي عابر للحدود: تفاصيل تورّط ميقاتي وسلامة في صفقات مشبوهة عبر بنك عودة!

في تحقيق صحافي جديد، كشف موقع Intelligence Online تفاصيل بالغة الأهمية، تتعلّق بالأنشطة المالية المشبوهة، التي تربط بين رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، الذي يقبع حالياً في السجن. كشف التحقيق عن وجود صفقات مالية معقّدة تربط بين نجيب ميقاتي ورياض سلامة من خلال بنك عوده، أحد أكبر المصارف…

تشير دراسة جديدة إلى أن الغابات توفر فوائد مناخية تتجاوز مجرد تخزين الكربون، انها تساعد على إبقاء الهواء قريباً وبارداً ورطباً، نظراً للطريقة التي تحوّل بها الطاقة والمياه فعلياً.

بعد نهاية العصر الجليدي الكبير والأخير قبل 10000 عام بفترة وجيزة، كانت الغابات تغطي 57٪ من الأراضي الصالحة للسكن في العالم. وفي آلاف السنين التي تلت تلك المرحلة، أدت الزراعة المكثفة الى فقدان ثلث الغابات العالمية؛ وهي مساحة تبلغ ضعف مساحة الولايات المتحدة بحسب بيانات تجمعها وتنشرها OORWORLDINDATA، ولكن المثير للانتباه هو أن نصف هذا الفقدان حدث في القرن العشرين وحده. 

ويعود سبب ذلك في  الدرجة الأساس إلى النمو السكاني السريع الذي شهده العالم منذ بداية الثورة الصناعية حيث كان عدد سكان العالم مليوناً عام 1800 ووصل هذا العدد إلى 7.9 مليار اليوم. وفي القرن العشرين تحديداً، حيث يعادل فقدان الغابات ما خسرته الأرض خلال عشرة آلاف سنة إلاّ قرن، رافقت النمو السكاني زيادة هائلة في كميات ونوعيات السكن والسلع والخدمات الاقتصادية التي تنتجها المجتمعات وتستهلكها. وهناك بطبيعة الحال عوامل أخرى غير تلك التي يضعف بها البشر قدرة الغابات على تبريد الأرض، مثل الحرائق الطبيعية وتأثر الغابات بارتفاع درجات الحرارة العالمية والإقليمية. ويقتضي الأمر في النتيجة، النظر الى الأسباب الكاملة التي نتج عنها تدهور الغابات بالشكل الذي نراه اليوم من جانب، والأضرار التي لُحقت وتلحق بالبشر والأنظمة الإيكولوجية والأنواع من جانب آخر. 

ما توصل اليه العلماء بشأن الغابات ودورها في حماية الأرض والبشر والأنواع الأخرى من السخونة، يتجاوز وصفها كإسفنجة لامتصاص الكربون، ذلك أنها تلعب دوراً أكبر وأكثر تعقيداً في معالجة أزمة المناخ مما كان يُعتقد سابقاً. فبحسب تحليلات جديدة توصل إليها العلماء، تؤثّر الغابات تأثيرا ماديا ومباشراً على درجات الحرارة المحلية والإقليمية والعالمية. الأمر الراسخ علمياً هو أن الغابات تلعب دور الاسفنج في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتخزينه. إنه أمر رائع وكلنا نعرف أهمية ذلك، انما تشير دراسة جديدة إلى أن الغابات توفر فوائد مناخية تتجاوز مجرد تخزين الكربون، انها تساعد على إبقاء الهواء قريباً وبارداً ورطباً، نظراً للطريقة التي تحوّل بها الطاقة والمياه فعلياً. وكشفت الدراسة الجديدة التي نشرت تحت عنوان “الآثار غير المرئية لإزالة الغابات: التأثيرات الفيزيائية الحيوية على المناخ” أن الغابات الاستوائية تساعد في تبريد متوسط درجة الحرارة العالمية بأكثر من درجة واحدة مئوية. وينبع هذا التأثير بالإضافة الى التقاط الكربون، من قدرتها على عمليات طبيعية اخرى مثل إطلاق البخار والهباء الجوي، مما يساعد على تبريد الخط الاستوائي. 

ما يحدث هو أن الأشجار، ومن خلال مختلف العمليات الفيزيائية والكيميائية، تطلق بخار الماء عبر مسامات أوراقها، تماماً كما يحدث لأجسادنا أثناء التعرّق. وتُبرّد هذه العلمية التي تسمى التبخر، الأشجار ومحيطها في أوقات الحرّ. ومن جانب آخر، توفر المظلات أو القبب المتفاوتة التي تشكلها ذرى الأشجار، سطحاً متموجاً يمكن أن يصطدم بتيارات الهواء الساخنة وتبعدها إلى لأعلى. علاوة على كل ذلك، توّلد الأشجار رذاذاً يمكنه خفض درجات الحرارة عن طريق عكس ضوء الشمس وبذر الغيوم.

وقد وجد الباحثون ان الغابات الواقعة من 30 درجة شمالاً و30 درجة جنوباً من الخط الاستوائي توفر فوائد بديلة تعمل على تبريد الكوكب بأكثر من 0.3 درجة مئوية، أي نصف مقدار التبريد الذي يوفره عزل الكربون. أي أن الأشجار لا تمتص الكربون فقط، بل تُبعد مصادر توليده عن الأرض وتبقيها باردة أيضاً. وبحسب الباحثين، يأتي الجزء الأكبر من هذا التبريد من الغابات التي تقع في قلب المناطق المدارية، أي ضمن 10 درجات من الاستواء. وتقدم التضاريس المظلة للأشجار أكبر قدر من التبريد، يليه التبخر عبر مسامات الأوراق ومن ثم الهباء الجوي. 

تالياً، وجد الباحثون أن غابات العالم إجمالاً تبرّد متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بحوالي 0.5 درجة مئوية، مما يعني أن جهود العمل المناخي العالمية والإقليمية لا يجب أن تركّز على انبعاثات الكربون فقط، فهناك خدمات أخرى كبيرة وشاملة تقدمها الغابات، لكنها ليست مرئية لنا ولواضعي السياسات. 

هذا الدور الجوهري الذي تلعبه الغابات، يدحض بشكل قاطع فكرة التدخل في المناخ الشمسي عبر حقن الكوكب بغيوم اصطناعية أو وضع أشجار إلكترونية (روبوت) وغيرها من التكنولوجيا الحديثة “الموعودة” لالتقاط الكربون. تالياً، من الممكن إنهاء تاريخنا الطويل في إزالة الغابات عبر زيادة غلة المحاصيل، وتحسين إنتاجية الثروة الحيوانية، والابتكارات التكنولوجية التي تسمح لنا بالابتعاد عن المنتجات الغذائية كثيفة الاستخدام للأراضي، مما يمنحنا الفرصة لإنهاء إزالة الغابات واستعادة بعض الغابات التي خسرتها البشرية كما يبقى الأرض قابلة للحياة.

إقرأوا أيضاً: