fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

اعتصام الطلاب في جامعات باريس: من يخاف الحديث عن غزة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

اعتصام الطلاب داخل معهد العلوم السياسية في باريس في 25 نيسان/ إبريل لم يأت من فراغ، بل كان تتويجاً لأسابيع وأشهر عدة من التحركات الداعمة للشعب الفلسطيني، وفقاً لهوبير لونوا، أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للاعتصام.  

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يشرح لونوا لـ”درج”، أن نقطة التحوّل كانت يوم 24 نيسان: “طوال أشهر، كنا نسعى الى إرساء حوار مع إدارة المعهد لمناقشة أمرين اثنين: أولاً، إدانة الاعتداءات الإسرائيلية عبر رسالة تدعو إلى السلام، ثانياً إيقاف تعاون المعهد مع المؤسسات الداعمة والمروّجة للحرب، كالجامعات الإسرائيلية”. 

عدم التجاوب دفعهم ليلة 24 نيسان إلى الاعتصام داخل أحد المباني، لكن استدعاء الإدارة الشرطة بهدف إخلائه يعد سابقة في تاريخ المعهد، ما دفعهم إلى التصعيد عبر تعطيل الدراسة وشلّ عمل الإدارة، وإضافة مطلب آخر وهو إيقاف كل الإجراءات العقابية بحق الطلاب المشاركين في التحركات طوال الفترة الماضية. 

يعتبر لونوا أنهم نجحوا في تحرّكهم، فالاتفاق الذي توصلوا إليه ليلة 26 نيسان تضمن وقف الإجراءات وفتح حوار حول ما يجري في غزة والعلاقة التي تربط المعهد “بشركائه الإشكاليين”.   

صحيح أن الكباش كان مع إدارة المعهد، لكن لا يمكن إغفال أبعاده السياسية، وهو ما أكدت عليه سالوميه هوكارد، نائبة رئيس “الاتحاد الوطني للطلاب في فرنسا” (UNEF)، أبرز النقابات الطلابية، والتي تجمع الطلاب اليساريين بمختلف انتماءاتهم التنظيمية. 

لا تفصل هوكارد ما شهده معهد العلوم السياسية عن التحركات في عموم فرنسا، سواء لإبداء الدعم للفلسطينيين وطلب وقف إطلاق النار، أو للضغط على الحكومة الفرنسية ورئيس الجمهورية لإدانة إسرائيل. 

يضاف إليها مناخ التضييق على حرية التعبير في البلاد: وفقاً للقيادية النقابية، ما شهده معهد العلوم السياسية لم يكن حادثاً مستقلاً تسبّب به احتقان سياسي وشعبي ظرفي، أمر يوافق عليه لونوا، الذي أعاد التذكير بلجوء إيمانويل ماكرون المتكرر الى الحلول الأمنية، إلى جانب الحرمان من حق التظاهر. 

يضيف لونوا أن الحكومة تسعى كذلك إلى تطويع الطلاب بدليل تصريح رئيس الحكومة غابريال أتال وحثّه على اتخاذ تدابير عقابية بحق الطلاب المعتصمين. من جانب آخر، أشارت إحدى الطالبات التي كانت تمثّل المعتصمين في المفاوضات مع إدارة المعهد، إلى ممارسة الحكومة الفرنسية ضغوطاً لعدم الاستجابة لمطالبهم وفضّ الاعتصام.  

تضيف هوكارد لـ “درج”، أن تحرك طلاب معهد العلوم السياسية ليس استثناء في الوسط الجامعي الفرنسي، لكنه يحمل رمزية كونه أحد الصروح التي تعد “النخبة السياسية المستقبلية”. لهذا السبب، جذب الاعتصام الأضواء الإعلامية وتحوّل إلى قضية رأي عام،  وهذا ما أكده لونوا مشيراً الى أن جانباً من الجدل يعود إلى خشية اليمين واليمين المتطرف من تنامي النفوذ اليساري في أروقة هذا المعهد العريق. 

 في رأي أستاذ علم الاجتماع إيريك فاسان، دلّ الاعتصام المذكور على شرخ بين شريحتين عمريّتين: جيل شاب يرغب في تناول المواضيع كافة، كالإبادة والفصل العنصري، وسياسيون على النقيض منهم. 

فاسان أكد، في حديثه لـ”درج”، سعي السلطات السياسية الى وضع يدها على هذه المؤسسة التعليمية التي تخرّج فيها الكثير من ساسة فرنسا. بالتالي، قد يؤدي هذا السلوك إلى تعميق الحركة الاحتجاجية لتتحوّل إلى موجة اعتراض ضد قمع السلطات. 

علاوة على ذلك، اعتبر فاسان أن جانباً من محاولات الحكومة التضييق على الطلاب، يندرج في معركتها ضد ما تسميه بـ “اليسار الإسلامي”. تعبير سياسي تسعى الحكومة الى إضفاء صبغة أكاديمية عليه بهدف التضييق على الباحثين أصحاب المعرفة النقدية، لا سيما المتخصصين في الدراسات ما بعد الاستعمارية، والكلام دائماً لفاسان.

لكن الباحث في شؤون الحركات الطلابية، روبير موردير، كانت له نظرة مختلفة لجهة أهمية هذا التحرك الطلابي. لم ينف موردير لـ”درج”، دلالات التحرك لجهة رفض جزء من “نخب المستقبل” الاعتراف بالنظام السياسي القائم، لكنه رأى في المقابل أن الإعلام “ضخّم” حدثاً مألوفاً: تفاعل طلاب معهد العلوم السياسية مع الأحداث السياسية ليس أمراً استثنائياً، لكن تناوله إعلامياً على نطاق واسع سببه المشهد الفلسطيني الحالي واقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، فكان الاعتصام جزءاً من السجال الانتخابي. 

يوافق إيريك فاسان على دور المعركة الانتخابية الأوروبية في جذب الأضواء الإعلامية: فحركة فرنسا الأبية، أبرز أحزاب اليسار الفرنسي، اختارت الانحياز الى المعتصمين كجزء من حملتها الانتخابية، لا سيما مع ترشيحها الحقوقية الشابة الفلسطينية الأصل ريما حسن، بينما تراهن أحزاب اليمين على جذب أصوات الناخبين الأكبر سناً: للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تؤثر المسألة الفلسطينية على هذا النحو في الصراع السياسي الداخلي، وفقاً لفاسان.     

على رغم نظرة روبير موردير المختلفة، مقارنة بما أدلى به هوبير لونوا وسالوميه هوكارد لـ”درج”، التقى الثلاثة على نقطة مشتركة: عدم ربط هذا الاعتصام بما تشهده الجامعات الأميركية من تحركات. 

حراك الجامعات الفرنسية عموماً ومعهد العلوم السياسية بخاصة، انطلق منذ أشهر. بالتالي، لا يمكن القول إن الطلاب الأميركيين حفزوا أقرانهم الفرنسيين على التحرك، وفقاً لهوكارد ولونوا. في المقابل، وضعا الاعتصام في سياق مزاج شبابي عالمي يدعو إلى السلام الذي تعيقه الحكومات الغربية. مسألة أكدها موردير: “العولمة أضفت صبغة عالمية على أي حدث داخلي، بالتالي إذا كان هناك من تأثير أميركي على الفرنسيين، فلا بد أن يكون متبادلاً”.

لكن في رأي إيريك فاسان، هناك حدٌّ أدنى من التقاطع مع الولايات المتحدة، لجهة التسليط الإعلامي على جامعات “النخب”، بالإضافة إلى أن التحركات الطلابية في أي بلد تشكل حافزاً لطلاب بلد آخر على مبدأ: في وسعنا القيام بالمثل. 

في المقابل، توقف فاسان عند بعض الاختلافات في شكل التحركات: فالمدن الجامعية في الولايات المتحدة تسمح للطلاب بالتخييم في أماكن دراستهم، لكن غياب هذا النموذج في فرنسا يدفع إلى احتلال المباني الجامعية أو التظاهر في الشارع.   

وسط هذا المشهد، طرح روبير موردير تساؤلاً حيال أبعاد حراك طلاب معهد العلوم السياسية. لم ينف موردير العفوية التي دفعت بعض الطلاب الى الاعتصام، لكن استمرار هذا الحراك طوال أسابيع وأشهر يدل على وجود حركة تنظيمية وحاضنة قابلة للتفاعل مع الحدث. وعليه يتساءل موردير عن سبب امتناع الطلاب اليساريين عن تنظيم تحركات مشابهة للتضامن مع الضحايا الأوكرانيين على سبيل المثال.

في رأيه، من الوارد أن موروث الحرب الباردة لا يزال حاضراً في أوساط الحركة الطلابية اليسارية، ما يدفعها الى “الحذر” في تسجيل مواقفها السياسية خشية من اتهامها بالتماهي مع المعسكر الغربي. تساؤلات وملاحظات يطرحها الباحث الفرنسي من دون تقديم إجابة قاطعة. 

يمنى فواز- صحافية لبنانية | 18.01.2025

ماكرون يحاول تعويض خساراته الفرنسية في شوارع بيروت !

يسير إيمانويل ماكرون في شوارع بيروت يتلفت يميناً ويساراً، يأمل أن تلتقط الكاميرات مجدداً امرأة تهرع إليه كمنقذ وكأنه رئيس لبنان، أو طفل فرح يركض إليه من أي اتجاه، لكنه وجد نفسه محاطاً بجمع من الصحافيين، ومتفرجين من المارّة، في الشارع ذاته الذي استقبله بحفاوة وكأنه رئيس البلاد في 6 آب 2020.
30.04.2024
زمن القراءة: 4 minutes

اعتصام الطلاب داخل معهد العلوم السياسية في باريس في 25 نيسان/ إبريل لم يأت من فراغ، بل كان تتويجاً لأسابيع وأشهر عدة من التحركات الداعمة للشعب الفلسطيني، وفقاً لهوبير لونوا، أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للاعتصام.  

يشرح لونوا لـ”درج”، أن نقطة التحوّل كانت يوم 24 نيسان: “طوال أشهر، كنا نسعى الى إرساء حوار مع إدارة المعهد لمناقشة أمرين اثنين: أولاً، إدانة الاعتداءات الإسرائيلية عبر رسالة تدعو إلى السلام، ثانياً إيقاف تعاون المعهد مع المؤسسات الداعمة والمروّجة للحرب، كالجامعات الإسرائيلية”. 

عدم التجاوب دفعهم ليلة 24 نيسان إلى الاعتصام داخل أحد المباني، لكن استدعاء الإدارة الشرطة بهدف إخلائه يعد سابقة في تاريخ المعهد، ما دفعهم إلى التصعيد عبر تعطيل الدراسة وشلّ عمل الإدارة، وإضافة مطلب آخر وهو إيقاف كل الإجراءات العقابية بحق الطلاب المشاركين في التحركات طوال الفترة الماضية. 

يعتبر لونوا أنهم نجحوا في تحرّكهم، فالاتفاق الذي توصلوا إليه ليلة 26 نيسان تضمن وقف الإجراءات وفتح حوار حول ما يجري في غزة والعلاقة التي تربط المعهد “بشركائه الإشكاليين”.   

صحيح أن الكباش كان مع إدارة المعهد، لكن لا يمكن إغفال أبعاده السياسية، وهو ما أكدت عليه سالوميه هوكارد، نائبة رئيس “الاتحاد الوطني للطلاب في فرنسا” (UNEF)، أبرز النقابات الطلابية، والتي تجمع الطلاب اليساريين بمختلف انتماءاتهم التنظيمية. 

لا تفصل هوكارد ما شهده معهد العلوم السياسية عن التحركات في عموم فرنسا، سواء لإبداء الدعم للفلسطينيين وطلب وقف إطلاق النار، أو للضغط على الحكومة الفرنسية ورئيس الجمهورية لإدانة إسرائيل. 

يضاف إليها مناخ التضييق على حرية التعبير في البلاد: وفقاً للقيادية النقابية، ما شهده معهد العلوم السياسية لم يكن حادثاً مستقلاً تسبّب به احتقان سياسي وشعبي ظرفي، أمر يوافق عليه لونوا، الذي أعاد التذكير بلجوء إيمانويل ماكرون المتكرر الى الحلول الأمنية، إلى جانب الحرمان من حق التظاهر. 

يضيف لونوا أن الحكومة تسعى كذلك إلى تطويع الطلاب بدليل تصريح رئيس الحكومة غابريال أتال وحثّه على اتخاذ تدابير عقابية بحق الطلاب المعتصمين. من جانب آخر، أشارت إحدى الطالبات التي كانت تمثّل المعتصمين في المفاوضات مع إدارة المعهد، إلى ممارسة الحكومة الفرنسية ضغوطاً لعدم الاستجابة لمطالبهم وفضّ الاعتصام.  

تضيف هوكارد لـ “درج”، أن تحرك طلاب معهد العلوم السياسية ليس استثناء في الوسط الجامعي الفرنسي، لكنه يحمل رمزية كونه أحد الصروح التي تعد “النخبة السياسية المستقبلية”. لهذا السبب، جذب الاعتصام الأضواء الإعلامية وتحوّل إلى قضية رأي عام،  وهذا ما أكده لونوا مشيراً الى أن جانباً من الجدل يعود إلى خشية اليمين واليمين المتطرف من تنامي النفوذ اليساري في أروقة هذا المعهد العريق. 

 في رأي أستاذ علم الاجتماع إيريك فاسان، دلّ الاعتصام المذكور على شرخ بين شريحتين عمريّتين: جيل شاب يرغب في تناول المواضيع كافة، كالإبادة والفصل العنصري، وسياسيون على النقيض منهم. 

فاسان أكد، في حديثه لـ”درج”، سعي السلطات السياسية الى وضع يدها على هذه المؤسسة التعليمية التي تخرّج فيها الكثير من ساسة فرنسا. بالتالي، قد يؤدي هذا السلوك إلى تعميق الحركة الاحتجاجية لتتحوّل إلى موجة اعتراض ضد قمع السلطات. 

علاوة على ذلك، اعتبر فاسان أن جانباً من محاولات الحكومة التضييق على الطلاب، يندرج في معركتها ضد ما تسميه بـ “اليسار الإسلامي”. تعبير سياسي تسعى الحكومة الى إضفاء صبغة أكاديمية عليه بهدف التضييق على الباحثين أصحاب المعرفة النقدية، لا سيما المتخصصين في الدراسات ما بعد الاستعمارية، والكلام دائماً لفاسان.

لكن الباحث في شؤون الحركات الطلابية، روبير موردير، كانت له نظرة مختلفة لجهة أهمية هذا التحرك الطلابي. لم ينف موردير لـ”درج”، دلالات التحرك لجهة رفض جزء من “نخب المستقبل” الاعتراف بالنظام السياسي القائم، لكنه رأى في المقابل أن الإعلام “ضخّم” حدثاً مألوفاً: تفاعل طلاب معهد العلوم السياسية مع الأحداث السياسية ليس أمراً استثنائياً، لكن تناوله إعلامياً على نطاق واسع سببه المشهد الفلسطيني الحالي واقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، فكان الاعتصام جزءاً من السجال الانتخابي. 

يوافق إيريك فاسان على دور المعركة الانتخابية الأوروبية في جذب الأضواء الإعلامية: فحركة فرنسا الأبية، أبرز أحزاب اليسار الفرنسي، اختارت الانحياز الى المعتصمين كجزء من حملتها الانتخابية، لا سيما مع ترشيحها الحقوقية الشابة الفلسطينية الأصل ريما حسن، بينما تراهن أحزاب اليمين على جذب أصوات الناخبين الأكبر سناً: للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تؤثر المسألة الفلسطينية على هذا النحو في الصراع السياسي الداخلي، وفقاً لفاسان.     

على رغم نظرة روبير موردير المختلفة، مقارنة بما أدلى به هوبير لونوا وسالوميه هوكارد لـ”درج”، التقى الثلاثة على نقطة مشتركة: عدم ربط هذا الاعتصام بما تشهده الجامعات الأميركية من تحركات. 

حراك الجامعات الفرنسية عموماً ومعهد العلوم السياسية بخاصة، انطلق منذ أشهر. بالتالي، لا يمكن القول إن الطلاب الأميركيين حفزوا أقرانهم الفرنسيين على التحرك، وفقاً لهوكارد ولونوا. في المقابل، وضعا الاعتصام في سياق مزاج شبابي عالمي يدعو إلى السلام الذي تعيقه الحكومات الغربية. مسألة أكدها موردير: “العولمة أضفت صبغة عالمية على أي حدث داخلي، بالتالي إذا كان هناك من تأثير أميركي على الفرنسيين، فلا بد أن يكون متبادلاً”.

لكن في رأي إيريك فاسان، هناك حدٌّ أدنى من التقاطع مع الولايات المتحدة، لجهة التسليط الإعلامي على جامعات “النخب”، بالإضافة إلى أن التحركات الطلابية في أي بلد تشكل حافزاً لطلاب بلد آخر على مبدأ: في وسعنا القيام بالمثل. 

في المقابل، توقف فاسان عند بعض الاختلافات في شكل التحركات: فالمدن الجامعية في الولايات المتحدة تسمح للطلاب بالتخييم في أماكن دراستهم، لكن غياب هذا النموذج في فرنسا يدفع إلى احتلال المباني الجامعية أو التظاهر في الشارع.   

وسط هذا المشهد، طرح روبير موردير تساؤلاً حيال أبعاد حراك طلاب معهد العلوم السياسية. لم ينف موردير العفوية التي دفعت بعض الطلاب الى الاعتصام، لكن استمرار هذا الحراك طوال أسابيع وأشهر يدل على وجود حركة تنظيمية وحاضنة قابلة للتفاعل مع الحدث. وعليه يتساءل موردير عن سبب امتناع الطلاب اليساريين عن تنظيم تحركات مشابهة للتضامن مع الضحايا الأوكرانيين على سبيل المثال.

في رأيه، من الوارد أن موروث الحرب الباردة لا يزال حاضراً في أوساط الحركة الطلابية اليسارية، ما يدفعها الى “الحذر” في تسجيل مواقفها السياسية خشية من اتهامها بالتماهي مع المعسكر الغربي. تساؤلات وملاحظات يطرحها الباحث الفرنسي من دون تقديم إجابة قاطعة.