fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

اغتيال مرهج الجرماني… محاولة لضرب الاحتجاجات السلمية في السويداء

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لا شكّ بأن اغتيال مرهج يصب في مصلحة النظام، فهو لم يترك ساحة الاعتصام منذ بداية الثورة العام الماضي، وفي الشهر الماضي احتجز هو وفصيله عشرات الضباط والعناصر التابعين للنظام السوري، على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية شابة من السويداء بسبب نشاطها المدني، وتمكن بالفعل من تحريرها بعملية مقايضة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يكن تسميم كلاب قائد “لواء الجبل” مرهج الجرماني وقتلها، قبل أيام من اغتياله سوى علامة على مخطط يهدف إلى تصفيته، إلا أن الرجل على ما يبدو، لم يأخذ بالاً وربما استهان بـ”عدوه”، أو لم يتوقع أن يُغدر به بهذا الشكل.

ربما كان يتوقع الجرماني على الأقل مواجهة أخيرة، لكنه قُتل برصاصة استقرت في رأسه من مسافة متر ونصف المتر تقريباً، وهو نائم في سريره  في منزله في السويداء.

جريمة مثالية حيكت بإتقان، لولا أن الشكوك حول فاعلها لم تبتعد عن الجهاز الأمني للنظام السوري، الذي ربما اعتقد أن دائرة الشكّ تتسع لسواه، وستفتح الباب لتبادل الاتهامات بين أبناء المدينة وفصائلها.

اغتيال مرهج  تصفية لقادة الحراك السلمي وبث الفتنة

يمكن قراءة عملية اغتيال مرهج، وفقاً للوضع السياسي لمحافظة السويداء، عبر منحنين، أولاً هي تصفية للقادة، وثانياً محاولة لبثّ الفتنة الأهلية، بعد فشل محاولات النظام أجمعها في إيقاف الحراك المستمر منذ عام.

الناس في السويداء مواظبون على الذهاب إلى ساحة الكرامة حيث يعتصمون بشكل يومي، في الحرّ والبرد، بلا كلل أو ملل، حتى بات شكل اعتصامهن نموذجاً يمكن الاحتذاء به على طول الخارطة السورية، وهذا لن يعجب النظام بجميع الأحوال، وسيسعى إلى إجهاض الحراك أو ضرب سلميته إن أمكن.

الناشط المدني الدكتور عمر عبيد، قال لـ “درج”: ” أي اغتيال سياسي هو دليل على إفلاس المنظومة الأمنية في تحقيق أهدافها، وهي هنا إنهاء الحراك السلمي في السويداء، بطرق أخرى كالفتنة الداخلية والشائعات السوداء، وبث اليأس في نفوس الناس من جدوى الحراك، عندما فشلت أجهزة الأمن في إيقاف الانتفاضة السلمية، وعجزت عن العبث بالنسيج الاجتماعي، لجأت إلى تحييد قادة الحراك أو حماته، إذا شئت تحييداً فيزيائياً جسدياً، بعد فشلها في تحييدهم اجتماعياً وسياسياً”.

أما عضوة المكتب السياسي في “الحركة الشبابية السياسية” راية سبيعي (اسم وهمي)، فتقول: “أما التوقيت فهو بهدف نشر الرعب للضغط وإيقاف الحراك، أو أي عمل ثوري، أو سياسي، أو إحباطه في المنطقة، ليعود النظام لفرض سطوته مجدداً”.

حاول النظام خلال الشهرين الماضيين، بث الكثير من الشائعات حول مرهج لضرب سمعته، عبر ذراعه الإعلامية في دمشق رفيق لطف، المستمر في هذه المهمة حتى يوم البارحة، محاولاً خلق فتنة ضد شيخ العقل واتهامه بطريقة غير مباشرة بالضلوع في اغتيال مرهج، ومما قاله لطف “إن اجتماعاً ضم مرهج مع شيخ العقل ليلة اغتياله”، في محاولة للإشارة أن مشيخة العقل متورطة في الاغتيال، لينفي نجل الجرماني حصول اللقاء.

من اغتال مرهج الجرماني ؟

سؤال: من اغتال مرهج الجرماني؟ أجاب عنه المشيعون في جنازة الجرماني إذ رددوا: “بشار الأسد قاتل”. 

من يسعى اليوم بكل طاقته لتشويه الحراك السلمي في السويداء؟ ومن يريد إيقاف الناس عن ممارسة حريتهم، أو دفعهم إلى اليأس والخوف غير النظام السوري؟.

يقول عبيد: “السياق كله يؤشّر إلى أجهزة النظام الأمنية، التي انتقلت منذ شهرين إلى التصعيد على ساحة المحافظة، في محاولة يائسة لجرّ الانتفاضة السلمية إلى مستنقع الدم والاحتراب الأهلي، ومن يرصد حملة التشهير التي أطلقتها أبواق النظام ضد الشهيد الجرماني منذ أشهر، ومحاولة عزله عن الناس، ثم تسميم الكلاب التي كانت تحرس حديقة منزله، ثم الحملة الممنهجة لبث الإشاعات وقذف التهم في كل الاتجاهات، إن دلّت على شيء، فتدل قطعاً على جهاز أمني يخطط وينفذ ويضرب عدة عصافير بالحجر نفسه”.

بالنظر إلى سياق الأحداث ومراجعة دور مرهج في الحراك، يبدو أن الفاعل كان يعلم أن مرهج هو ضابط العنف والمسيطر عليه في حراك السويداء، وكان قادراً على إطفاء أي فتيل للاقتتال أو المواجهة.

 تقول راية سبيعي: “مرهج كان شخصاً له أثر كبير في سلمية الحراك، بخاصة عند أول حادثة عنف عام 2023، حين أطلق حزب “البعث” النار على المتظاهرين، هو لم يستخدم العنف، إنما ضبط العنف في حينها، وكان أكبر قوة مدنية داخل الحراك، بخسارته خسر الحراك ضابط العنف الذي قد يوجد، وضابط القوى المدنية، عدا تأثيره الإيجابي في نشر السلام والتمسّك بسلمية الحراك”.

بعد وصول تهديدات لمرهج، توقف عن النزول إلى ساحة الكرامة والمشاركة في الاحتجاجات، خوفاً على المتظاهرين، وبهدف المحافظة على سلمية الحراك، بحسب سبيعي.

لا شكّ بأن اغتيال مرهج يصب في مصلحة النظام، فهو لم يترك ساحة الاعتصام منذ بداية الثورة العام الماضي، وفي الشهر الماضي احتجز هو وفصيله عشرات الضباط والعناصر التابعين للنظام السوري، على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية شابة من السويداء بسبب نشاطها المدني، وتمكن بالفعل من تحريرها بعملية مقايضة.

من جهة أخرى شارك فصيل الجرماني المحلي المعروف بـ “لواء الجبل” في التصدي للتنظيمات المتطرفة، التي هاجمت السويداء مرات عدة منذ عام 2014. 

إذاً، أليست كل هذه المواصفات التي يتمتع بها مرهج والنشاطات التي ينتهجها تعارض توجه النظام السوري وتفكيره؟

أهل السويداء والوعي المتزايد

 لا شك أن أكثر ما يشغل بال أهالي مدينة السويداء، أن يكون اغتيال مرهج بداية لصدام أهلي لا تُحمد عقباه، لكن الدكتور عمر عبيد يؤكد أن ردود فعل الناس والفصائل والحراك متوازنة جداً وعقلانية حتى الآن، والجميع يدرك أن اغتيال مرهج أو غيره، ما هو إلا محاولة لحرف النضال السلمي الشعبي العادل، الذي ينادي بمطالب محقّة وبطريقة حضارية واعية، ويعتقد عبيد أن “الرد سيكون استمرار التظاهر السلمي، ومحاولة كشف الجناة ومحاسبتهم، والابتعاد عن العنف، فهذه كانت رسالة مرهج الجرماني”.

في الوقت ذاته لدى عبيد مخاوف من تزايد التصعيد من جانب الأجهزة وأدواتها، لأنهم يدركون أن طوق نجاتهم الوحيد هو الفوضى والاقتتال الأهلي، وهم مدرسة في هذه الأساليب الإجرامية، حسب قوله.

لا شك أن تجربة السويداء الفريدة في الاعتصام، هي شوكة في حلق النظام، فمنذ انطلاق حراك السويداء العام الماضي، ظهر وعي سياسي، بخاصة من خلال محاولة الحفاظ على الاحتجاج السلمي، بالإضافة إلى حضور النساء القوي، والتركيز على أساسيات المواطنة وحقوق الإنسان، لكن السؤال الأساسي إلى متى سيصبر النظام على سماع هتافات الناس ضده كل يوم، هو الذي اعتاد على الضرب بيد من حديد بشكل تلقائي ومباشر؟.

يُذكر أنه أُعلن تشكيل الهيئة العامة للحراك السلمي في السويداء في الثامن من تموز/ يوليو، وتضمن الثوابت الرئيسية التي ستلتزم الهيئة بها، وهي التمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، والحفاظ على الحراك الشعبي وسلميته، والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالملف السوري، ويأتي هذا كجزء أساسي من سعي المحتجين للحفاظ على سلمية الحراك.

وفي ظل خيار النظام بألا يواجه الناس بالعنف، يبدو أنه يعمد لانتهاج أساليب أخرى لضرب الحراك، فبعد تغيير الإدارة الجديدة التي أرسلها في الفترة الأخيرة، لوحظ ازدياد حوادث النهب والخطف والقتل بحسب عبيد، وبطرق شديدة البشاعة، لم تعهدها محافظة السويداء من قبل، ولم يُلقَ القبض على أحد.

من جهة أخرى، ضاعف النظام من إرسال التعزيزات العسكرية، وما حادثة نصب الحاجز الأمني الشهر الماضي، وما تبعه من احتجاجات، سوى دليل على سعي النظام إلى جس نبض المدينة وردود فعلها.

"درج"
لبنان
19.07.2024
زمن القراءة: 5 minutes

لا شكّ بأن اغتيال مرهج يصب في مصلحة النظام، فهو لم يترك ساحة الاعتصام منذ بداية الثورة العام الماضي، وفي الشهر الماضي احتجز هو وفصيله عشرات الضباط والعناصر التابعين للنظام السوري، على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية شابة من السويداء بسبب نشاطها المدني، وتمكن بالفعل من تحريرها بعملية مقايضة.

لم يكن تسميم كلاب قائد “لواء الجبل” مرهج الجرماني وقتلها، قبل أيام من اغتياله سوى علامة على مخطط يهدف إلى تصفيته، إلا أن الرجل على ما يبدو، لم يأخذ بالاً وربما استهان بـ”عدوه”، أو لم يتوقع أن يُغدر به بهذا الشكل.

ربما كان يتوقع الجرماني على الأقل مواجهة أخيرة، لكنه قُتل برصاصة استقرت في رأسه من مسافة متر ونصف المتر تقريباً، وهو نائم في سريره  في منزله في السويداء.

جريمة مثالية حيكت بإتقان، لولا أن الشكوك حول فاعلها لم تبتعد عن الجهاز الأمني للنظام السوري، الذي ربما اعتقد أن دائرة الشكّ تتسع لسواه، وستفتح الباب لتبادل الاتهامات بين أبناء المدينة وفصائلها.

اغتيال مرهج  تصفية لقادة الحراك السلمي وبث الفتنة

يمكن قراءة عملية اغتيال مرهج، وفقاً للوضع السياسي لمحافظة السويداء، عبر منحنين، أولاً هي تصفية للقادة، وثانياً محاولة لبثّ الفتنة الأهلية، بعد فشل محاولات النظام أجمعها في إيقاف الحراك المستمر منذ عام.

الناس في السويداء مواظبون على الذهاب إلى ساحة الكرامة حيث يعتصمون بشكل يومي، في الحرّ والبرد، بلا كلل أو ملل، حتى بات شكل اعتصامهن نموذجاً يمكن الاحتذاء به على طول الخارطة السورية، وهذا لن يعجب النظام بجميع الأحوال، وسيسعى إلى إجهاض الحراك أو ضرب سلميته إن أمكن.

الناشط المدني الدكتور عمر عبيد، قال لـ “درج”: ” أي اغتيال سياسي هو دليل على إفلاس المنظومة الأمنية في تحقيق أهدافها، وهي هنا إنهاء الحراك السلمي في السويداء، بطرق أخرى كالفتنة الداخلية والشائعات السوداء، وبث اليأس في نفوس الناس من جدوى الحراك، عندما فشلت أجهزة الأمن في إيقاف الانتفاضة السلمية، وعجزت عن العبث بالنسيج الاجتماعي، لجأت إلى تحييد قادة الحراك أو حماته، إذا شئت تحييداً فيزيائياً جسدياً، بعد فشلها في تحييدهم اجتماعياً وسياسياً”.

أما عضوة المكتب السياسي في “الحركة الشبابية السياسية” راية سبيعي (اسم وهمي)، فتقول: “أما التوقيت فهو بهدف نشر الرعب للضغط وإيقاف الحراك، أو أي عمل ثوري، أو سياسي، أو إحباطه في المنطقة، ليعود النظام لفرض سطوته مجدداً”.

حاول النظام خلال الشهرين الماضيين، بث الكثير من الشائعات حول مرهج لضرب سمعته، عبر ذراعه الإعلامية في دمشق رفيق لطف، المستمر في هذه المهمة حتى يوم البارحة، محاولاً خلق فتنة ضد شيخ العقل واتهامه بطريقة غير مباشرة بالضلوع في اغتيال مرهج، ومما قاله لطف “إن اجتماعاً ضم مرهج مع شيخ العقل ليلة اغتياله”، في محاولة للإشارة أن مشيخة العقل متورطة في الاغتيال، لينفي نجل الجرماني حصول اللقاء.

من اغتال مرهج الجرماني ؟

سؤال: من اغتال مرهج الجرماني؟ أجاب عنه المشيعون في جنازة الجرماني إذ رددوا: “بشار الأسد قاتل”. 

من يسعى اليوم بكل طاقته لتشويه الحراك السلمي في السويداء؟ ومن يريد إيقاف الناس عن ممارسة حريتهم، أو دفعهم إلى اليأس والخوف غير النظام السوري؟.

يقول عبيد: “السياق كله يؤشّر إلى أجهزة النظام الأمنية، التي انتقلت منذ شهرين إلى التصعيد على ساحة المحافظة، في محاولة يائسة لجرّ الانتفاضة السلمية إلى مستنقع الدم والاحتراب الأهلي، ومن يرصد حملة التشهير التي أطلقتها أبواق النظام ضد الشهيد الجرماني منذ أشهر، ومحاولة عزله عن الناس، ثم تسميم الكلاب التي كانت تحرس حديقة منزله، ثم الحملة الممنهجة لبث الإشاعات وقذف التهم في كل الاتجاهات، إن دلّت على شيء، فتدل قطعاً على جهاز أمني يخطط وينفذ ويضرب عدة عصافير بالحجر نفسه”.

بالنظر إلى سياق الأحداث ومراجعة دور مرهج في الحراك، يبدو أن الفاعل كان يعلم أن مرهج هو ضابط العنف والمسيطر عليه في حراك السويداء، وكان قادراً على إطفاء أي فتيل للاقتتال أو المواجهة.

 تقول راية سبيعي: “مرهج كان شخصاً له أثر كبير في سلمية الحراك، بخاصة عند أول حادثة عنف عام 2023، حين أطلق حزب “البعث” النار على المتظاهرين، هو لم يستخدم العنف، إنما ضبط العنف في حينها، وكان أكبر قوة مدنية داخل الحراك، بخسارته خسر الحراك ضابط العنف الذي قد يوجد، وضابط القوى المدنية، عدا تأثيره الإيجابي في نشر السلام والتمسّك بسلمية الحراك”.

بعد وصول تهديدات لمرهج، توقف عن النزول إلى ساحة الكرامة والمشاركة في الاحتجاجات، خوفاً على المتظاهرين، وبهدف المحافظة على سلمية الحراك، بحسب سبيعي.

لا شكّ بأن اغتيال مرهج يصب في مصلحة النظام، فهو لم يترك ساحة الاعتصام منذ بداية الثورة العام الماضي، وفي الشهر الماضي احتجز هو وفصيله عشرات الضباط والعناصر التابعين للنظام السوري، على خلفية اعتقال الأجهزة الأمنية شابة من السويداء بسبب نشاطها المدني، وتمكن بالفعل من تحريرها بعملية مقايضة.

من جهة أخرى شارك فصيل الجرماني المحلي المعروف بـ “لواء الجبل” في التصدي للتنظيمات المتطرفة، التي هاجمت السويداء مرات عدة منذ عام 2014. 

إذاً، أليست كل هذه المواصفات التي يتمتع بها مرهج والنشاطات التي ينتهجها تعارض توجه النظام السوري وتفكيره؟

أهل السويداء والوعي المتزايد

 لا شك أن أكثر ما يشغل بال أهالي مدينة السويداء، أن يكون اغتيال مرهج بداية لصدام أهلي لا تُحمد عقباه، لكن الدكتور عمر عبيد يؤكد أن ردود فعل الناس والفصائل والحراك متوازنة جداً وعقلانية حتى الآن، والجميع يدرك أن اغتيال مرهج أو غيره، ما هو إلا محاولة لحرف النضال السلمي الشعبي العادل، الذي ينادي بمطالب محقّة وبطريقة حضارية واعية، ويعتقد عبيد أن “الرد سيكون استمرار التظاهر السلمي، ومحاولة كشف الجناة ومحاسبتهم، والابتعاد عن العنف، فهذه كانت رسالة مرهج الجرماني”.

في الوقت ذاته لدى عبيد مخاوف من تزايد التصعيد من جانب الأجهزة وأدواتها، لأنهم يدركون أن طوق نجاتهم الوحيد هو الفوضى والاقتتال الأهلي، وهم مدرسة في هذه الأساليب الإجرامية، حسب قوله.

لا شك أن تجربة السويداء الفريدة في الاعتصام، هي شوكة في حلق النظام، فمنذ انطلاق حراك السويداء العام الماضي، ظهر وعي سياسي، بخاصة من خلال محاولة الحفاظ على الاحتجاج السلمي، بالإضافة إلى حضور النساء القوي، والتركيز على أساسيات المواطنة وحقوق الإنسان، لكن السؤال الأساسي إلى متى سيصبر النظام على سماع هتافات الناس ضده كل يوم، هو الذي اعتاد على الضرب بيد من حديد بشكل تلقائي ومباشر؟.

يُذكر أنه أُعلن تشكيل الهيئة العامة للحراك السلمي في السويداء في الثامن من تموز/ يوليو، وتضمن الثوابت الرئيسية التي ستلتزم الهيئة بها، وهي التمسك بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، والحفاظ على الحراك الشعبي وسلميته، والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالملف السوري، ويأتي هذا كجزء أساسي من سعي المحتجين للحفاظ على سلمية الحراك.

وفي ظل خيار النظام بألا يواجه الناس بالعنف، يبدو أنه يعمد لانتهاج أساليب أخرى لضرب الحراك، فبعد تغيير الإدارة الجديدة التي أرسلها في الفترة الأخيرة، لوحظ ازدياد حوادث النهب والخطف والقتل بحسب عبيد، وبطرق شديدة البشاعة، لم تعهدها محافظة السويداء من قبل، ولم يُلقَ القبض على أحد.

من جهة أخرى، ضاعف النظام من إرسال التعزيزات العسكرية، وما حادثة نصب الحاجز الأمني الشهر الماضي، وما تبعه من احتجاجات، سوى دليل على سعي النظام إلى جس نبض المدينة وردود فعلها.

"درج"
لبنان
19.07.2024
زمن القراءة: 5 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية