fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الأطفال والتغير المناخي… إنذار جدّي لتغيير سلوكنا ومواقفنا 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

حذّرت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة عام 2018 من الخطر المباشر للأحداث المناخية القاسية على الأطفال ومستقبلهم. واستشهدت المنظمة الدولية بالفيضانات والجفاف وموجات الحرّ الشديدة في شتى أنحاء العالم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

حذّرت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة عام 2018 من الخطر المباشر للأحداث المناخية القاسية على الأطفال ومستقبلهم. واستشهدت المنظمة الدولية بالفيضانات والجفاف وموجات الحرّ الشديدة في شتى أنحاء العالم، التي من شأنها التأثير المباشر في المياه ومصادرها، ناهيك بالتخريبات التي تحدثها في أنظمة توزيع المياه وإمداداتها وشبكات الصرف الصحي في البلدان الفقيرة، ما يعرض ملايين الأطفال للخطر. تزامن تحذير “اليونيسيف” مع بيانات للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لشهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو لعام 2018، أشارت إلى ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، فضلاً موجات حرّ وجفاف وحرائق برية وفيضانات وانزلاقات أرضية في مختلف أنحاء العالم، نتجت عنها إصابات وخسائر في الأرواح وأضرار بيئية وخسائر فادحة في سبل العيش.

تزامناً مع تلك البيانات الصادرة عن منظمة “اليونيسيف” والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان العراق يحتل واجهة مناطق العالم التي شهدت أحداثاً مناخية قاسية، وتميز صيفه بموجات حرارة غير مألوفة قياسياً بالسنوات الماضية. وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى انقطاع مستمر في خدمات الكهرباء ونقص في مياه الشرب والزراعة والري. وظهرت الأزمة في أوجها في محافظة البصرة، حيث أدت المياه الملوثة وتسربها إلى شبكات الإسالة والملوحة وانعدام المياه الصالحة للشرب، إلى انتشار الأمراض وإصابة عشرات الآلاف من السكان، وكانت الغالبية بينهم من الأطفال. وبتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر في العالم ذاته، أعلن ممثل “اليونيسيف” في العراق بيتر هوكينز أن نصف مجموع الأسر العراقية معرض لخطر شرب المياه الملوثة، ولا يحصل سوى أقل من 40 في المئة من السكان فقط على مياه الشرب في المساكن، ما يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الماء.

ظهرت الأزمة في أوجها في محافظة البصرة، حيث أدت المياه الملوثة وتسربها إلى شبكات الإسالة والملوحة وانعدام المياه الصالحة للشرب، إلى انتشار الأمراض وإصابة عشرات الآلاف من السكان

بعد أشهر من موجات الجفاف القاسية التي ضربت العراق ومصادر مياهه، تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في شتاء وربيع 2019 بسيول جارفة وفيضانات شملت الكثير من المناطق بما فيها بغداد العاصمة. وتسببت الفيضانات غير المسبوقة في شدتها وتأثيرها، في انهيار الكثير من المنازل والجسور والطرق وانقطاع الخدمات، ناهيك بإغلاق المدارس بسبب صعوبة وصول التلاميذ اليها. وخلفت السيول أضراراً بالغة في بعض المناطق، وأدت إلى تخريب البنى التحية للمياه، فلجأت المجتمعات المتضررة بحسب منظمة اليونيسيف إلى استخدام مياه الفيضانات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ما أدى إلى مخاطر صحية كبيرة. وقد تأثرت المدارس في أنحاء البلاد بالسيول الجارفة، فلجأت المنظمة إلى توفير مدارس جاهزة ومتنقلة مع الحمامات وخزانات المياه، فضلاً عن بناء سدود طينية حول عدد من المدارس لعزلها عن السيول. ويعزو المراقبون تلك الأضرار بالدرجة الأولى إلى تهالك البنى التحية في المدارس العراقية أمام المتغيرات المناخية، الأمر الذي وضع أكثر من 100 ألف طفل أمام الأخطار والمساعدة العاجلة.

وفي خريف عام 2018، حصدت السيول أرواح أكثر من 20 طالباً في وادي زرقا في منطقة البحر الميت في الأردن، بسبب انهيارات في الجسور والطرق، نتيجة السيول. وجاءت تلك الفيضانات متزامنة مع تحذيرات أطلقتها “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيّر المناخي” التابعة للأم المتحدة، من أثر التغيّر المناخي على الناس والنظم البيئية وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة الجفاف أو الفيضانات التي تؤثر بشكل غير متناسب في المناطق الأكثر فقراً والأكثر هشاشة.

بناءً على ما تقدم، يمكن القول إن الأطفال في منطقة الشرق الأوسط هم من بين الفئات الأكثر ضعفاً أمام التغيرات المناخية، وذلك لأسباب نأتي على ذكرها:

أولاً، ستحول السيول والفيضانات دون ذهاب الأطفال إلى المدارس لأيام، إنما تبقى آثار الجفاف وندرة المياه والعواصف الغبارية وفترات الحرّ الشديد طويلة الأمد وتعرقل ذهاب التلاميذ الى المدارس لفترات أطول قياساً بآثار السيول.

ثانياً، يعد انقطاع التيار الكهربائي أحد الآثار الناتجة عن التغير المناخي بسبب قلة التدفق المائي، إضافة إلى توقف المكيفات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

في خريف عام 2018، حصدت السيول أرواح أكثر من 20 طالباً في وادي زرقا في منطقة البحر الميت في الأردن، بسبب انهيارات في الجسور والطرق

ثالثاً، يؤدي اتساع مساحات التصحر الناتج عن انحسار مياه الأنهار في العراق وقلة الأمطار في الأردن على سبيل المثال، إلى تعطيل الممارسات الزراعية وإنتاج الغذاء. وقد ظهرت آثار التغير المناخي على انتاج التمور والسمسم والرز وأنواع أخرى من العناصر الغذائية الرئيسية، ناهيك بالثروة السمكية في العراق. أما في الأردن فـ9.7 من إجمالي السكان، يعيشون، في المناطق الريفية حيث ستتأثر الممارسات الزراعية ما يضر بالاكتفاء الغذائي، بسبب القحط المائي.

وبين تقرير التنمية الريفية التابعة للأمم المتحدة، “أن شباب الريف في الأردن وغيرها من الدول، أسوأ حالاً من سائر السكان بسبب ضعف قدرتهم على مواجهة تغير المناخ”. ومن المعروف أن الشباب والأطفال في الصفوف التعليمية الابتدائية والمتوسطة، يحتاجون الى تغذية جيدة وسعرات حرارية كافية للقدرة على التعلم، وإلا سيكونون عرضة للرسوب والكسل والتسرّب من المدرسة.

رابعاً، سيؤدي التغير المناخي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى انتشار الأمراض من خلال المياه الملوثة، ازدياد البعوض والحشرات المقاومة لارتفاع درجات الحرارة مثل الذباب والصراصير، فضلاً عن ازدياد العقارب والحشرات اللادغة، إثر المتغيرات المناخية وبحثها عن أماكن رطبة.

خامساً، يؤدي الفقر الناتج عن الممارسات الزراعية وقلة الغذاء بشكل رئيسي إلى منع الفتيات من مواصلة التعليم واستغلالهن للعمل المنزلي أو في الحقول، او التزويج المبكر وحرمانهن من الدراسة بسبب الفقر.

يقول خبير شؤون البيئة والتغير المناخي في منتدى الشرق الأوسط للمياه لشؤون البيئة والتغير المناخي أحمد النوباني، “لا شك في أن التغير المناخي أثر وبشكل مباشر في حياتنا اليومية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً المجتمعات الهشة مثل الأطفال وطلاب المدارس. لذلك، لا بد لصناع القرار من اتخاذ إجراءات احترازية للتأقلم مع التغير المناخي”. لا يرى النوباني تأثيراً مباشراً للتغير المناخي في عدد ساعات الدوام الرسمي في المدارس، إنما يشير إلى “تسجيل حالات كانت الحرارة فيها بأعلى او بأدنى مستوى تم تسجيله في المنطقة، ما عطل دوام الطلاب في المدارس بشكل كامل أياماً عدة”. هذا فضلاً عن حدوث فيضانات وميضية وموجات حارة ناتجة عن التغير المناخي، إذ تتعرض حياة الأطفال للخطر كما يلاحظ النوباني.
ويتحدث في هذا السياق عن واقع المناطق الهشة والأكثر ضعفاً أمام التغيرات المناخية وتأثيراتها، مشيراً إلى أن “المدارس الواقعة في المناطق الهشة ذات البنية التحتية الضعيفة تكون عرضة وبشكل كبير لمخاطر التغير المناخي، إذا قورنت بالمدارس الواقعة في المناطق الحضرية ذات البنية التحتية المُهيأة لمثل هذه المخاطر”. يذكر أن هناك مشاريع حكومية عدة في الأردن، ممولة غالباً من المنظمات الدولية والتي تهدف إلى رفع مستوى التأقلم مع آثار التغير المناخي، ومنها اعادة تدوير المياه الرمادية، حصاد مياه الامطار، أنظمة الإنذار المبكر وحملات الوقاية الصحية لطلاب المدارس وغيرها. وفي الأردن “تم إدراج دروس معينة مختصة بالتغير المناخي في بعض المناهج الرسمية” وفق النوباني.

سيؤدي التغير المناخي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى انتشار الأمراض من خلال المياه الملوثة، ازدياد البعوض والحشرات المقاومة لارتفاع درجات الحرارة مثل الذباب والصراصير

يعتبر التعليم عنصراً حاسماً في معالجة قضية تغير المناخ، ودعت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /2007، الدول الأعضاء إلى القيام بحملات توعية وتثقيف للجمهور بشأن تغير المناخ، وضمان مشاركته في البرامج والوصول إلى المعلومات بشأن هذه القضية. وتعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة من خلال برنامجها على تطوير برنامج مستدام بغية مساعدة الناس على فهم تأثير الاحتباس الحراري، وتثقيف الصغار للحد من “الجهل بالحالة المناخية”.

إن وعي ما يحصل من التغير المناخي، يشجع الناس على تغيير مواقفهم وسلوكهم، كما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة. تالياً، يشكل التعليم عنصراً جوهرياً في فهم التغير المناخي والتأقلم والتقليل من آثاره وليس تصويرها بطابع الهلاك والكآبة. ومن هذا المنطلق، تعمل منظمة “اليونيسكو” على برنامج مستدام من أجل التعليم في مجال التغير المناخي ومساعدة الناس على مواجهة التحديات المناخية بما يتيح لهم من الوسائل. وتنص المادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على أنه ينبغي على الدول أن تعمل على تشجيع برامج التعليم والتوعية العامة بشأن تغير المناخ وتيسيرها.

 

تم انجاز هذه المادة بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ 

العراق: إهدار 112 مليون دولار على مشاريع ثقافية وهمية

حذّرت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة عام 2018 من الخطر المباشر للأحداث المناخية القاسية على الأطفال ومستقبلهم. واستشهدت المنظمة الدولية بالفيضانات والجفاف وموجات الحرّ الشديدة في شتى أنحاء العالم.

حذّرت منظمة “اليونيسف” التابعة للأمم المتحدة عام 2018 من الخطر المباشر للأحداث المناخية القاسية على الأطفال ومستقبلهم. واستشهدت المنظمة الدولية بالفيضانات والجفاف وموجات الحرّ الشديدة في شتى أنحاء العالم، التي من شأنها التأثير المباشر في المياه ومصادرها، ناهيك بالتخريبات التي تحدثها في أنظمة توزيع المياه وإمداداتها وشبكات الصرف الصحي في البلدان الفقيرة، ما يعرض ملايين الأطفال للخطر. تزامن تحذير “اليونيسيف” مع بيانات للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لشهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو لعام 2018، أشارت إلى ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي، فضلاً موجات حرّ وجفاف وحرائق برية وفيضانات وانزلاقات أرضية في مختلف أنحاء العالم، نتجت عنها إصابات وخسائر في الأرواح وأضرار بيئية وخسائر فادحة في سبل العيش.

تزامناً مع تلك البيانات الصادرة عن منظمة “اليونيسيف” والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان العراق يحتل واجهة مناطق العالم التي شهدت أحداثاً مناخية قاسية، وتميز صيفه بموجات حرارة غير مألوفة قياسياً بالسنوات الماضية. وأدى ارتفاع درجات الحرارة إلى انقطاع مستمر في خدمات الكهرباء ونقص في مياه الشرب والزراعة والري. وظهرت الأزمة في أوجها في محافظة البصرة، حيث أدت المياه الملوثة وتسربها إلى شبكات الإسالة والملوحة وانعدام المياه الصالحة للشرب، إلى انتشار الأمراض وإصابة عشرات الآلاف من السكان، وكانت الغالبية بينهم من الأطفال. وبتاريخ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر في العالم ذاته، أعلن ممثل “اليونيسيف” في العراق بيتر هوكينز أن نصف مجموع الأسر العراقية معرض لخطر شرب المياه الملوثة، ولا يحصل سوى أقل من 40 في المئة من السكان فقط على مياه الشرب في المساكن، ما يعرض الأطفال لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الماء.

ظهرت الأزمة في أوجها في محافظة البصرة، حيث أدت المياه الملوثة وتسربها إلى شبكات الإسالة والملوحة وانعدام المياه الصالحة للشرب، إلى انتشار الأمراض وإصابة عشرات الآلاف من السكان

بعد أشهر من موجات الجفاف القاسية التي ضربت العراق ومصادر مياهه، تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في شتاء وربيع 2019 بسيول جارفة وفيضانات شملت الكثير من المناطق بما فيها بغداد العاصمة. وتسببت الفيضانات غير المسبوقة في شدتها وتأثيرها، في انهيار الكثير من المنازل والجسور والطرق وانقطاع الخدمات، ناهيك بإغلاق المدارس بسبب صعوبة وصول التلاميذ اليها. وخلفت السيول أضراراً بالغة في بعض المناطق، وأدت إلى تخريب البنى التحية للمياه، فلجأت المجتمعات المتضررة بحسب منظمة اليونيسيف إلى استخدام مياه الفيضانات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ما أدى إلى مخاطر صحية كبيرة. وقد تأثرت المدارس في أنحاء البلاد بالسيول الجارفة، فلجأت المنظمة إلى توفير مدارس جاهزة ومتنقلة مع الحمامات وخزانات المياه، فضلاً عن بناء سدود طينية حول عدد من المدارس لعزلها عن السيول. ويعزو المراقبون تلك الأضرار بالدرجة الأولى إلى تهالك البنى التحية في المدارس العراقية أمام المتغيرات المناخية، الأمر الذي وضع أكثر من 100 ألف طفل أمام الأخطار والمساعدة العاجلة.

وفي خريف عام 2018، حصدت السيول أرواح أكثر من 20 طالباً في وادي زرقا في منطقة البحر الميت في الأردن، بسبب انهيارات في الجسور والطرق، نتيجة السيول. وجاءت تلك الفيضانات متزامنة مع تحذيرات أطلقتها “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيّر المناخي” التابعة للأم المتحدة، من أثر التغيّر المناخي على الناس والنظم البيئية وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة الجفاف أو الفيضانات التي تؤثر بشكل غير متناسب في المناطق الأكثر فقراً والأكثر هشاشة.

بناءً على ما تقدم، يمكن القول إن الأطفال في منطقة الشرق الأوسط هم من بين الفئات الأكثر ضعفاً أمام التغيرات المناخية، وذلك لأسباب نأتي على ذكرها:

أولاً، ستحول السيول والفيضانات دون ذهاب الأطفال إلى المدارس لأيام، إنما تبقى آثار الجفاف وندرة المياه والعواصف الغبارية وفترات الحرّ الشديد طويلة الأمد وتعرقل ذهاب التلاميذ الى المدارس لفترات أطول قياساً بآثار السيول.

ثانياً، يعد انقطاع التيار الكهربائي أحد الآثار الناتجة عن التغير المناخي بسبب قلة التدفق المائي، إضافة إلى توقف المكيفات في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

في خريف عام 2018، حصدت السيول أرواح أكثر من 20 طالباً في وادي زرقا في منطقة البحر الميت في الأردن، بسبب انهيارات في الجسور والطرق

ثالثاً، يؤدي اتساع مساحات التصحر الناتج عن انحسار مياه الأنهار في العراق وقلة الأمطار في الأردن على سبيل المثال، إلى تعطيل الممارسات الزراعية وإنتاج الغذاء. وقد ظهرت آثار التغير المناخي على انتاج التمور والسمسم والرز وأنواع أخرى من العناصر الغذائية الرئيسية، ناهيك بالثروة السمكية في العراق. أما في الأردن فـ9.7 من إجمالي السكان، يعيشون، في المناطق الريفية حيث ستتأثر الممارسات الزراعية ما يضر بالاكتفاء الغذائي، بسبب القحط المائي.

وبين تقرير التنمية الريفية التابعة للأمم المتحدة، “أن شباب الريف في الأردن وغيرها من الدول، أسوأ حالاً من سائر السكان بسبب ضعف قدرتهم على مواجهة تغير المناخ”. ومن المعروف أن الشباب والأطفال في الصفوف التعليمية الابتدائية والمتوسطة، يحتاجون الى تغذية جيدة وسعرات حرارية كافية للقدرة على التعلم، وإلا سيكونون عرضة للرسوب والكسل والتسرّب من المدرسة.

رابعاً، سيؤدي التغير المناخي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى انتشار الأمراض من خلال المياه الملوثة، ازدياد البعوض والحشرات المقاومة لارتفاع درجات الحرارة مثل الذباب والصراصير، فضلاً عن ازدياد العقارب والحشرات اللادغة، إثر المتغيرات المناخية وبحثها عن أماكن رطبة.

خامساً، يؤدي الفقر الناتج عن الممارسات الزراعية وقلة الغذاء بشكل رئيسي إلى منع الفتيات من مواصلة التعليم واستغلالهن للعمل المنزلي أو في الحقول، او التزويج المبكر وحرمانهن من الدراسة بسبب الفقر.

يقول خبير شؤون البيئة والتغير المناخي في منتدى الشرق الأوسط للمياه لشؤون البيئة والتغير المناخي أحمد النوباني، “لا شك في أن التغير المناخي أثر وبشكل مباشر في حياتنا اليومية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً المجتمعات الهشة مثل الأطفال وطلاب المدارس. لذلك، لا بد لصناع القرار من اتخاذ إجراءات احترازية للتأقلم مع التغير المناخي”. لا يرى النوباني تأثيراً مباشراً للتغير المناخي في عدد ساعات الدوام الرسمي في المدارس، إنما يشير إلى “تسجيل حالات كانت الحرارة فيها بأعلى او بأدنى مستوى تم تسجيله في المنطقة، ما عطل دوام الطلاب في المدارس بشكل كامل أياماً عدة”. هذا فضلاً عن حدوث فيضانات وميضية وموجات حارة ناتجة عن التغير المناخي، إذ تتعرض حياة الأطفال للخطر كما يلاحظ النوباني.
ويتحدث في هذا السياق عن واقع المناطق الهشة والأكثر ضعفاً أمام التغيرات المناخية وتأثيراتها، مشيراً إلى أن “المدارس الواقعة في المناطق الهشة ذات البنية التحتية الضعيفة تكون عرضة وبشكل كبير لمخاطر التغير المناخي، إذا قورنت بالمدارس الواقعة في المناطق الحضرية ذات البنية التحتية المُهيأة لمثل هذه المخاطر”. يذكر أن هناك مشاريع حكومية عدة في الأردن، ممولة غالباً من المنظمات الدولية والتي تهدف إلى رفع مستوى التأقلم مع آثار التغير المناخي، ومنها اعادة تدوير المياه الرمادية، حصاد مياه الامطار، أنظمة الإنذار المبكر وحملات الوقاية الصحية لطلاب المدارس وغيرها. وفي الأردن “تم إدراج دروس معينة مختصة بالتغير المناخي في بعض المناهج الرسمية” وفق النوباني.

سيؤدي التغير المناخي بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى انتشار الأمراض من خلال المياه الملوثة، ازدياد البعوض والحشرات المقاومة لارتفاع درجات الحرارة مثل الذباب والصراصير

يعتبر التعليم عنصراً حاسماً في معالجة قضية تغير المناخ، ودعت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /2007، الدول الأعضاء إلى القيام بحملات توعية وتثقيف للجمهور بشأن تغير المناخ، وضمان مشاركته في البرامج والوصول إلى المعلومات بشأن هذه القضية. وتعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة من خلال برنامجها على تطوير برنامج مستدام بغية مساعدة الناس على فهم تأثير الاحتباس الحراري، وتثقيف الصغار للحد من “الجهل بالحالة المناخية”.

إن وعي ما يحصل من التغير المناخي، يشجع الناس على تغيير مواقفهم وسلوكهم، كما يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة. تالياً، يشكل التعليم عنصراً جوهرياً في فهم التغير المناخي والتأقلم والتقليل من آثاره وليس تصويرها بطابع الهلاك والكآبة. ومن هذا المنطلق، تعمل منظمة “اليونيسكو” على برنامج مستدام من أجل التعليم في مجال التغير المناخي ومساعدة الناس على مواجهة التحديات المناخية بما يتيح لهم من الوسائل. وتنص المادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على أنه ينبغي على الدول أن تعمل على تشجيع برامج التعليم والتوعية العامة بشأن تغير المناخ وتيسيرها.

 

تم انجاز هذه المادة بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ 

العراق: إهدار 112 مليون دولار على مشاريع ثقافية وهمية