ما الذي قد يدفع شخصاً إلى التمسك بمعلومة غير صحيحة، حتى بعد دحضها نهائياً؟
إحدى الإجابات الواضحة هي وجود النزعة القبلية. فإذا كانت هناك معلومة، تُظهر الطرف الآخر بشكل سيء، ولنقل مثلاً أنه تم “اكتشاف” أن باراك أوباما وُلد في كينيا، فحينها يكون لدينا حافز عاطفي، يدفعنا للاستمرار في الاعتقاد بصدق هذه المعلومة دون تكذيب. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة واقعية للغاية، إلا أن البحث الجديد، الذي أُجري في بلجيكا، توصل إلى تفسير أبسط، يشير فيه إلى ظاهرة واسعة الانتشار، تجعل الشخص ضعيفاً أمام المعلومات المضللة بشكل خاص، وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها في جميع الأعراق والجنسيات والأحزاب السياسية.
يُعرف هذا الأمر عامة بالغباء.
إذ، يعتمد “التأثير المستمر” للأخبار المزيفة، على مستوى القدرة الإدراكية للفرد، وفقاً لما كتبه عالما النفس جوناس دي كيرسمايكر، وأرني رويتس، من جامعة غنت في مجلة Intelligence.
يقول العالمان إن الأشخاص الذین يمتلكون مھارات ٍإدراكیة أکبر، یمکنھم، ويقومون بالفعل، بتصحيح معلوماتهم عندما تحل معلومة جدیدة محل المعلومة السابقة الخاطئة. أما أصحاب التفكير والقدرات الأقل على حلّ المشاكل، فيواجهون صعوبات في إجراء هذا التعديل.
ضمت هذه الدراسة ٣٩٠ شخصاً، اُستُقدموا عبر الإنترنت، نصفهم قرأ وصفاً لامرأة شابة تدعى ناتالي، وهي ممرضة متزوجة تعمل في مستشفى. ثم تحدثوا عن انطباعاتهم العامة عنها، وأعطوا تقديراتهم لبعض الصفات فيها مثل الحنان والثقة والصدق.
النصف الآخر قرأ نسخة مطولة لوصف تلك المرأة، ذُكر فيها أن ناتالي، قد قُبض عليها جراء سرقة أدوية من المستشفى، باعتها بعد ذلك كي تتمكن من شراء الأزياء العصرية. ثم قاموا بإعطاء تقديراتهم لنفس الصفات السابقة.
وبعد ذلك قرأوا رسالة واضحة تفيد بأن المعلومات المتعلقة بسرقة الأدوية وبيعها لم تكن صحيحة. ثم قرأوا مجدداً نسخة معدلة من وصف الممرضة، وعبروا عن مشاعرهم تجاهها مرة أخرى.
قام جميع المشاركين بملء استبيانين يهدفان إلى تحديد السمات النفسية، التي تتعلق بعزوف الأشخاص عن تغيير آرائهم. واحد منهما يقيس الاستبدادية اليمينية، والآخر يقيس “الحاجة إلى وجود خاتمة”، أو ما يُعرف بانعدام القدرة على الراحة مع غموض الوضع.
الأهم من ذلك، أنهم خضعوا لاختبار المفردات العشرة، الذي يُستخدم كثيراً، “كمؤشر على القدرة المعرفية أو الذكاء”. في كل جولة من هذا الاختبار، تُعرض عليهم كلمة، وخمس مفردات لها، ثم يتم سؤالهم أي من المفردات الخمس هي الأقرب في المعنى إلى تلك الكلمة.
أفاد الباحثون أن “أثر المعلومات الكاذبة لم يمح بالكامل عند الأفراد ذوي القدرات المعرفية الأقل”، وحتى بعد معرفتهم المعلومات الصحيحة، ظل هؤلاء الأشخاص يصدرون على الممرضة أحكاماً أكثر قسوة، من أولئك الذين لم يتلقوا معلومات عن سلوكها الإجرامي المزعوم.
على النقيض من ذلك، لم تكن التقييمات التي قدمها أصحاب القدرات المعرفية الأعلى، الذين قرأوا تصحيح المعلومة المتعلقة بالسرقة، مختلفة كثيراً عن تلك التي قدمها الأشخاص الذين لم يتعرضوا للتضليل منذ البداية. وكما كتب الباحثون، فقد أجرى هؤلاء المشاركون “تعديلات سلوكية ملائمة”.
لذلك يمكن “للوقائع البديلة”، أن تظل باقية وسط مجموعة جزئية كبيرة من السكان. وكما لاحظ الباحثون، فالانطباع الخاطئ الذي يُترك “لا يمكن إبطاله ببساطة عن طريق الإشارة إلى كون المعلومات السابقة غير صحيحة”.
من شأن ذلك أن يشكل حافزاً قوياً للمنظمات الإخبارية، لنشر المعلومات الحقيقية من المرة الأولى. ولسوء الحظ كذلك، فإنه يعطي السياسيين غير الأخلاقيين رخصةً للكذب.
هذا الموضوع تمت ترجمته واعداده عن موقع psmag وللاطلاع عن الموضوع الاصلي مراجعة الرابط التالي.
[video_player link=””][/video_player]
الأقل ذكاء هم أكثر قابلية لتصديق الأخبار الكاذبة
ما الذي ننتظره من مسلسلات رمضان 2025 في سوريا؟
وإذ بخيبات الأمل المتتالية تنغّص علينا الفرحة…
ما منصب أحمد الشرع؟
"درج"
ما الذي قد يدفع شخصاً إلى التمسك بمعلومة غير صحيحة، حتى بعد دحضها نهائياً؟ إحدى الإجابات الواضحة هي وجود النزعة القبلية. فإذا كانت هناك معلومة، تُظهر الطرف الآخر بشكل سيء
ما الذي قد يدفع شخصاً إلى التمسك بمعلومة غير صحيحة، حتى بعد دحضها نهائياً؟
إحدى الإجابات الواضحة هي وجود النزعة القبلية. فإذا كانت هناك معلومة، تُظهر الطرف الآخر بشكل سيء، ولنقل مثلاً أنه تم “اكتشاف” أن باراك أوباما وُلد في كينيا، فحينها يكون لدينا حافز عاطفي، يدفعنا للاستمرار في الاعتقاد بصدق هذه المعلومة دون تكذيب. وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة واقعية للغاية، إلا أن البحث الجديد، الذي أُجري في بلجيكا، توصل إلى تفسير أبسط، يشير فيه إلى ظاهرة واسعة الانتشار، تجعل الشخص ضعيفاً أمام المعلومات المضللة بشكل خاص، وهي ظاهرة يمكن ملاحظتها في جميع الأعراق والجنسيات والأحزاب السياسية.
يُعرف هذا الأمر عامة بالغباء.
إذ، يعتمد “التأثير المستمر” للأخبار المزيفة، على مستوى القدرة الإدراكية للفرد، وفقاً لما كتبه عالما النفس جوناس دي كيرسمايكر، وأرني رويتس، من جامعة غنت في مجلة Intelligence.
يقول العالمان إن الأشخاص الذین يمتلكون مھارات ٍإدراكیة أکبر، یمکنھم، ويقومون بالفعل، بتصحيح معلوماتهم عندما تحل معلومة جدیدة محل المعلومة السابقة الخاطئة. أما أصحاب التفكير والقدرات الأقل على حلّ المشاكل، فيواجهون صعوبات في إجراء هذا التعديل.
ضمت هذه الدراسة ٣٩٠ شخصاً، اُستُقدموا عبر الإنترنت، نصفهم قرأ وصفاً لامرأة شابة تدعى ناتالي، وهي ممرضة متزوجة تعمل في مستشفى. ثم تحدثوا عن انطباعاتهم العامة عنها، وأعطوا تقديراتهم لبعض الصفات فيها مثل الحنان والثقة والصدق.
النصف الآخر قرأ نسخة مطولة لوصف تلك المرأة، ذُكر فيها أن ناتالي، قد قُبض عليها جراء سرقة أدوية من المستشفى، باعتها بعد ذلك كي تتمكن من شراء الأزياء العصرية. ثم قاموا بإعطاء تقديراتهم لنفس الصفات السابقة.
وبعد ذلك قرأوا رسالة واضحة تفيد بأن المعلومات المتعلقة بسرقة الأدوية وبيعها لم تكن صحيحة. ثم قرأوا مجدداً نسخة معدلة من وصف الممرضة، وعبروا عن مشاعرهم تجاهها مرة أخرى.
قام جميع المشاركين بملء استبيانين يهدفان إلى تحديد السمات النفسية، التي تتعلق بعزوف الأشخاص عن تغيير آرائهم. واحد منهما يقيس الاستبدادية اليمينية، والآخر يقيس “الحاجة إلى وجود خاتمة”، أو ما يُعرف بانعدام القدرة على الراحة مع غموض الوضع.
الأهم من ذلك، أنهم خضعوا لاختبار المفردات العشرة، الذي يُستخدم كثيراً، “كمؤشر على القدرة المعرفية أو الذكاء”. في كل جولة من هذا الاختبار، تُعرض عليهم كلمة، وخمس مفردات لها، ثم يتم سؤالهم أي من المفردات الخمس هي الأقرب في المعنى إلى تلك الكلمة.
أفاد الباحثون أن “أثر المعلومات الكاذبة لم يمح بالكامل عند الأفراد ذوي القدرات المعرفية الأقل”، وحتى بعد معرفتهم المعلومات الصحيحة، ظل هؤلاء الأشخاص يصدرون على الممرضة أحكاماً أكثر قسوة، من أولئك الذين لم يتلقوا معلومات عن سلوكها الإجرامي المزعوم.
على النقيض من ذلك، لم تكن التقييمات التي قدمها أصحاب القدرات المعرفية الأعلى، الذين قرأوا تصحيح المعلومة المتعلقة بالسرقة، مختلفة كثيراً عن تلك التي قدمها الأشخاص الذين لم يتعرضوا للتضليل منذ البداية. وكما كتب الباحثون، فقد أجرى هؤلاء المشاركون “تعديلات سلوكية ملائمة”.
لذلك يمكن “للوقائع البديلة”، أن تظل باقية وسط مجموعة جزئية كبيرة من السكان. وكما لاحظ الباحثون، فالانطباع الخاطئ الذي يُترك “لا يمكن إبطاله ببساطة عن طريق الإشارة إلى كون المعلومات السابقة غير صحيحة”.
من شأن ذلك أن يشكل حافزاً قوياً للمنظمات الإخبارية، لنشر المعلومات الحقيقية من المرة الأولى. ولسوء الحظ كذلك، فإنه يعطي السياسيين غير الأخلاقيين رخصةً للكذب.
هذا الموضوع تمت ترجمته واعداده عن موقع psmag وللاطلاع عن الموضوع الاصلي مراجعة الرابط التالي.
[video_player link=””][/video_player]