fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الايكونوميست: عجزة متوعكون صحياً يحكمون العالم العربي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لا عجب أن العديد من العرب يشعرون بأن زعماءهم بعيدو المنال. يُعتبر عبد العزيز بوتفليقة بالنسبة إلى الجزائريين، مثل قطة شرودنغر، إذ إنه حي وميت في آنٍ واحد، إلى أن يُبت في حالته الصحية الفعلية. من حين إلى آخر، يخرج بوتفليقة، رئيس الجزائر البالغ من العمر 81 عاماً، الذي عانى على الأقل من سكتة دماغية واحدة، على كرسيه المتحرك من أجل الظهور. على سبيل المثال، فقد اجتمع مع دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأظهر شريط فيديو قصير للمقابلة، بوتفليقة وهو يحدق بعيداً بصورة حائرة وتمتم ببضع كلمات

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لا عجب أن العديد من العرب يشعرون بأن زعماءهم بعيدو المنال. يُعتبر عبد العزيز بوتفليقة بالنسبة إلى الجزائريين، مثل قطة شرودنغر، إذ إنه حي وميت في آنٍ واحد، إلى أن يُبت في حالته الصحية الفعلية. من حين إلى آخر، يخرج بوتفليقة، رئيس الجزائر البالغ من العمر 81 عاماً، الذي عانى على الأقل من سكتة دماغية واحدة، على كرسيه المتحرك من أجل الظهور. على سبيل المثال، فقد اجتمع مع دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأظهر شريط فيديو قصير للمقابلة، بوتفليقة وهو يحدق بعيداً بصورة حائرة وتمتم ببضع كلمات. وخلف الستار، تدير زمرة من الضباط العسكريين والمسؤولين الاقتصاديين البلاد بالفعل.
يدل بوتفليقة على الوضع البائس الذي تعاني منه سياسة المنطقة. فمن بين البلدان والأقاليم العربية الثمانية عشر، يحكم قرابة الثلث الرجال المسنون الذين تزداد حالتهم سوءاً من دون أي فرصة للتحسن. الأمر الذي يُعتبر تناقضاً صارخاً مع غالبية السكان من فئة الشباب في المنطقة. وفي حين أن متوسط عمر الفرد في العالم العربي هو 25 عاماً، يصل هذا المتوسط بين رؤساء الدول العربية إلى 72 عاماً. وعلى رغم أنهم ما يزالوا واعين، فإن هؤلاء العجزة يبدون بعيدين كل البعد من مواطنيهم الشباب الأكثر تقدماً والأكثر إحباطاً. وينجم عن حكمهم المطول، إحساس عميق بعدم الاطمئنان تجاه من سيحل محلهم يوماً ما.
على سبيل المثال، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يُعتبر في وضع أفضل من العديد من القادة العرب، على رغم أنه بلغ سن 82 عاماً. إلا أنه يتمتع بحال جيدة بما فيه الكفاية للقيام برحلة عرضية إلى بروكسيل أو الأمم المتحدة. ولكن حالته الصحية أيضاً آخذة في التدهور. وقبل ثلاث سنوات، في محاولة منه لنفي الشائعات عن إصابته بسكتة دماغية، تمشى إلى سوبر ماركت جورميه في وسط عاصفة ثلجية (برفقة طاقم تصوير).
في حين أن ناخبيه غاضبون من الفساد المُتفشي والاحتلال الذي لا ينتهي، يقضي عباس معظم وقته في عَمان، معزولاً عن مثل هذه المخاوف. وليس لديه بديل واضح. ويخشى كثيرون من أن موته سيُفضي إلى فترة من عدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية.
قد تكون عُمان تواجه مرحلة انتقالية أكثر قسوةً. إذ يظهر زعيمها، السلطان قابوس، البالغ من العمر 77 عاماً، على الأقل أمام رعاياه مرات عدّة كل عام. فقد عانى من السرطان لسنوات عدّة. كما أنه أعزب منذ السبعينات، وليس لديه ورثة. واسم خليفته المختار مكتوب داخل ظرف مغلق ومختوم في قصره.
وبينما يزداد عدد المنافسين في عائلته الملكية الممتدة، فبدلاً من ترقية المنافسين المحتملين، يشغل السلطان المريض أيضاً منصب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ووزير المالية، ووزير الخارجية. وفي وقت فراغه، يدير البنك المركزي. لا أحد يعرف مقدار الاهتمام الذي يكرسه فعلياً لهذه المناصب الوزارية الممتدة.
ولا يعتبر قادة دول الخليج الآخرون، أفضل حالاً. إذ يبلغ الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، من العُمر 88 عاماً ويتعثر عندما يُلقي خطاباته. بينما ظل خليفة بن زايد، حاكم الإمارات العربية المتحدة، في عزلة منذ أن تعرض لسكتة دماغية في عام 2014. ويبدو أن الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، أوشك على الاختفاء. إذ يُبقي خطاباته قصيرة وجدول مواعيده العام محدوداً. ففي شهر فبراير/ شباط، ترأس قمة للمساعدات الإنسانية في الرياض، التي نظمتها مؤسسة خيرية تحمل اسمه، لكنه لم يتفوه بكلمةٍ واحدةٍ.
لا تعتبر ظاهرة القادة المُسنين، شيئاً جديداً في العالم العربي، حيث الأنظمة الملكية والديكتاتوريات هي القاعدة. في بعض البلدان، على الأقل، يمتلك الحكام الهرمون صلاحيات محدودة أو أنهم ينقلون السلطة إلى الشباب الأصغر سناً. كما في الكويت التي تمتاز بوجود برلمان منتخب ودستور ليبرالي نسبياً. بينما القوة الحقيقية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تقع على عاتق أولياء العهد، الذين يتسمون نسبياً بالشباب والشعبية.
لكن بعد سبع سنوات من سلسلة من الثورات التي قادها الشباب، يبدو الملوك والرؤساء المسنون أكثر شيوعاً من أي وقت مضى. حتى الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في العالم العربي انتخبت شخصاً غير تقليدي، وهو الباجي قائد السبسي، الرئيس التونسي، الذي يعتبر أكبر الزعماء العرب سناً، بعد أن أصبح عُمره 91 عاماً. قال أحد الصحافيين في لبنان، مازحاً “إنهم يتمتعون بجينات جيدة”، إذ يكون الرئيس أقدم من البلاد. أو ربما يعزو الأمر فقط إلى الأطباء المهرة. فقد دخل عباس بهدوء إلى مستشفى في مدينة بالتيمور لإجراء فحوص طبية في شهر فبراير/ شباط. وكان السلطان قابوس يُعالج من إصابته بمرض السرطان في ألمانيا. وغني عن القول إن هذه الخيارات ليست متاحة للعديد من مواطنيهم.

هذا المقال مترجم عن موقع the economist ولمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

[video_player link=””][/video_player]

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
"درج"
لبنان
26.03.2018
زمن القراءة: 4 minutes

لا عجب أن العديد من العرب يشعرون بأن زعماءهم بعيدو المنال. يُعتبر عبد العزيز بوتفليقة بالنسبة إلى الجزائريين، مثل قطة شرودنغر، إذ إنه حي وميت في آنٍ واحد، إلى أن يُبت في حالته الصحية الفعلية. من حين إلى آخر، يخرج بوتفليقة، رئيس الجزائر البالغ من العمر 81 عاماً، الذي عانى على الأقل من سكتة دماغية واحدة، على كرسيه المتحرك من أجل الظهور. على سبيل المثال، فقد اجتمع مع دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأظهر شريط فيديو قصير للمقابلة، بوتفليقة وهو يحدق بعيداً بصورة حائرة وتمتم ببضع كلمات

لا عجب أن العديد من العرب يشعرون بأن زعماءهم بعيدو المنال. يُعتبر عبد العزيز بوتفليقة بالنسبة إلى الجزائريين، مثل قطة شرودنغر، إذ إنه حي وميت في آنٍ واحد، إلى أن يُبت في حالته الصحية الفعلية. من حين إلى آخر، يخرج بوتفليقة، رئيس الجزائر البالغ من العمر 81 عاماً، الذي عانى على الأقل من سكتة دماغية واحدة، على كرسيه المتحرك من أجل الظهور. على سبيل المثال، فقد اجتمع مع دميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأظهر شريط فيديو قصير للمقابلة، بوتفليقة وهو يحدق بعيداً بصورة حائرة وتمتم ببضع كلمات. وخلف الستار، تدير زمرة من الضباط العسكريين والمسؤولين الاقتصاديين البلاد بالفعل.
يدل بوتفليقة على الوضع البائس الذي تعاني منه سياسة المنطقة. فمن بين البلدان والأقاليم العربية الثمانية عشر، يحكم قرابة الثلث الرجال المسنون الذين تزداد حالتهم سوءاً من دون أي فرصة للتحسن. الأمر الذي يُعتبر تناقضاً صارخاً مع غالبية السكان من فئة الشباب في المنطقة. وفي حين أن متوسط عمر الفرد في العالم العربي هو 25 عاماً، يصل هذا المتوسط بين رؤساء الدول العربية إلى 72 عاماً. وعلى رغم أنهم ما يزالوا واعين، فإن هؤلاء العجزة يبدون بعيدين كل البعد من مواطنيهم الشباب الأكثر تقدماً والأكثر إحباطاً. وينجم عن حكمهم المطول، إحساس عميق بعدم الاطمئنان تجاه من سيحل محلهم يوماً ما.
على سبيل المثال، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يُعتبر في وضع أفضل من العديد من القادة العرب، على رغم أنه بلغ سن 82 عاماً. إلا أنه يتمتع بحال جيدة بما فيه الكفاية للقيام برحلة عرضية إلى بروكسيل أو الأمم المتحدة. ولكن حالته الصحية أيضاً آخذة في التدهور. وقبل ثلاث سنوات، في محاولة منه لنفي الشائعات عن إصابته بسكتة دماغية، تمشى إلى سوبر ماركت جورميه في وسط عاصفة ثلجية (برفقة طاقم تصوير).
في حين أن ناخبيه غاضبون من الفساد المُتفشي والاحتلال الذي لا ينتهي، يقضي عباس معظم وقته في عَمان، معزولاً عن مثل هذه المخاوف. وليس لديه بديل واضح. ويخشى كثيرون من أن موته سيُفضي إلى فترة من عدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية.
قد تكون عُمان تواجه مرحلة انتقالية أكثر قسوةً. إذ يظهر زعيمها، السلطان قابوس، البالغ من العمر 77 عاماً، على الأقل أمام رعاياه مرات عدّة كل عام. فقد عانى من السرطان لسنوات عدّة. كما أنه أعزب منذ السبعينات، وليس لديه ورثة. واسم خليفته المختار مكتوب داخل ظرف مغلق ومختوم في قصره.
وبينما يزداد عدد المنافسين في عائلته الملكية الممتدة، فبدلاً من ترقية المنافسين المحتملين، يشغل السلطان المريض أيضاً منصب رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ووزير المالية، ووزير الخارجية. وفي وقت فراغه، يدير البنك المركزي. لا أحد يعرف مقدار الاهتمام الذي يكرسه فعلياً لهذه المناصب الوزارية الممتدة.
ولا يعتبر قادة دول الخليج الآخرون، أفضل حالاً. إذ يبلغ الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير الكويت، من العُمر 88 عاماً ويتعثر عندما يُلقي خطاباته. بينما ظل خليفة بن زايد، حاكم الإمارات العربية المتحدة، في عزلة منذ أن تعرض لسكتة دماغية في عام 2014. ويبدو أن الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، أوشك على الاختفاء. إذ يُبقي خطاباته قصيرة وجدول مواعيده العام محدوداً. ففي شهر فبراير/ شباط، ترأس قمة للمساعدات الإنسانية في الرياض، التي نظمتها مؤسسة خيرية تحمل اسمه، لكنه لم يتفوه بكلمةٍ واحدةٍ.
لا تعتبر ظاهرة القادة المُسنين، شيئاً جديداً في العالم العربي، حيث الأنظمة الملكية والديكتاتوريات هي القاعدة. في بعض البلدان، على الأقل، يمتلك الحكام الهرمون صلاحيات محدودة أو أنهم ينقلون السلطة إلى الشباب الأصغر سناً. كما في الكويت التي تمتاز بوجود برلمان منتخب ودستور ليبرالي نسبياً. بينما القوة الحقيقية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تقع على عاتق أولياء العهد، الذين يتسمون نسبياً بالشباب والشعبية.
لكن بعد سبع سنوات من سلسلة من الثورات التي قادها الشباب، يبدو الملوك والرؤساء المسنون أكثر شيوعاً من أي وقت مضى. حتى الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في العالم العربي انتخبت شخصاً غير تقليدي، وهو الباجي قائد السبسي، الرئيس التونسي، الذي يعتبر أكبر الزعماء العرب سناً، بعد أن أصبح عُمره 91 عاماً. قال أحد الصحافيين في لبنان، مازحاً “إنهم يتمتعون بجينات جيدة”، إذ يكون الرئيس أقدم من البلاد. أو ربما يعزو الأمر فقط إلى الأطباء المهرة. فقد دخل عباس بهدوء إلى مستشفى في مدينة بالتيمور لإجراء فحوص طبية في شهر فبراير/ شباط. وكان السلطان قابوس يُعالج من إصابته بمرض السرطان في ألمانيا. وغني عن القول إن هذه الخيارات ليست متاحة للعديد من مواطنيهم.

هذا المقال مترجم عن موقع the economist ولمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي.

[video_player link=””][/video_player]