عاماً بعد عام، تتحدّى الأرقام الصور النمطيّة السائدة للمُستخدِمين والقرّاء باللّغة العربيّة، وتثبت لنا أنّ اهتماماتهم ليست محصورة بالأخبار الخفيفة أو السريعة أو المثيرة، إنّما تطال أيضاً التحقيقات الاستقصائيّة والتقارير الإخباريّة المعمّقة، ممّا يدلّ إلى أنّ المُستخدمين يبحثون اليوم عن المعلومة الدقيقة والقصّة الصحافيّة المرتبطة بالقضايا التي تهمّهم ودلالاتها المحتملة، بعيداً من تجاذبات المحاور السياسيّة وتأثيرات رؤوس الأموال.
وبذلك، تسقط مقولة “الجمهور عايز كده” التي تسلّحت بها وسائل إعلام عربيّة كثيرة في العقود الماضية لتبرير سياسات المحتوى الرديء التي تتّبعها، بحجّة جذب هذا النوع من المحتوى عدداً أكبر من المشاهدين وغالباً عبر عناوين خادعة أو أخبار مزيّفة أو تغطيات لا تستوفي الحدّ الأدنى من الشروط المهنيّة.
وقد بيّنت الأرقام التي سجّلها “درج” خلال سنة 2019 أنّ المُستخدمين اليوم يميلون أكثر لمتابعة المحتويات والقصص الصحافيّة الجدّية والمؤثّرة، فيما لو توفّرت لهم، إلى جانب التحقيقات الاستقصائيّة التي تتعقّب أثر ممارسات أصحاب النفوذ ومرتكبي الانتهاكات وتفضح ملفّاتهم وتوثّق آثارها وخسائر المتضرّرين منها.
وعلى غرار عام 2018، لم تغب عن قائمة المواضيع الأكثر قراءة خلال عام 2019 التحقيقاتُ الاستقصائيّة والتغطيات الخاصّة بالقضايا الحقوقيّة والمواضيع الساخنة والجدليّة. وبالإمكان تبويب اهتمامات مُستخدمي “درج” تحت 3 عناوين كبرى:
1) قضايا العنف ضد النساء والانتهاكات المُسجّلة بحقّ “أفراد الميم”؛
2) التغطيات الخاصّة بقصص اللاجئين السوريّين المُعرّضين لشتّى أساليب القهر والترحيل؛
3) تحقيقات “المصنع” الخاصّة بداعش ومزاعم القضاء عليه في العراق وسوريا.
إليكم 10 مختارات من أكثر المقالات والتحقيقات قراءةً خلال هذا العام:
يطارد “الابتزاز الجنسي” السوريات في مراكز اللجوء خارج البلاد وفي مخيمات النزوح في الداخل، ويطاردهنّ أيضاً في “مراكز الإيواء” في العاصمة دمشق وريفها. وقد وثّق هذا التحقيق لحكايات ٨ نساء وفتيات سوريات ومعاناتهنّ داخل هذه المراكز التي كان يُفترض أن تكون آمنة.
يظل موضوع الجسد هاجساً لدى السلطة المصريّة التي تعمد إلى قمعه وتقويض حريته، وفرض السيطرة عليه؛ وإنتاج قيمها الخاصة التي تقوم بتمريرها للأفراد التابعين لها. يتناول هذا التحقيق قضيّة المثليّة الجنسيّة وارتباك الشرطة حيالها انطلاقاً من قصّة “ناجي”.
في سابقة فريدة من نوعها في بلاد ولاية الفقيه، اعتقل عناصر “دورية الإرشاد” في طهران، امرأة بسبب عدم ارتدائها حمالة صدر… المزيد حول هذه الحادثة في هذا المقال.
لم يسبق أن تعاملت الجيوش الإلكترونيّة والواقعيّة والشخصيّات المحسوبة على “حزب الله” مع خصومها، كما تتعامل مع ديما صادق… المزيد حول ما جرى مع ديما في هذا المقال.
يضيء هذا التحقيق على قصص مئات اللاجئين الذين أوقفوا في مطار القاهرة الدولي فقط لأنهم سوريون، ويُهدّدون جميعاً بالترحيل القسري إلى سوريا التي تُجمع التقارير الحقوقيّة والدوليّة على أنّ العودة إليها ليست آمنة أبداً.
يتناول هذا التحقيق ترحيل السلطات التركية لاجئين سوريين من أراضيها إلى إدلب، ليس من يحملون بطاقة الحماية الموقتة وحسب، بل حتّى من يحملونها من دائرة الهجرة في اسطنبول، والذين أكّد الوزير التركي أن الإجراءات لن تشملهم أبداً.
بدأت قصص المأساة التي خلفتها “دولة الخلافة” تلوح بصفتها أسراراً، كانت تقيم في أبنية تلك المدن التي انهزم التنظيم فيها. بين المخيّمات والسجون ووجوه النسوة والأطفال، تختبئ القصة الفعلية التي حاول الجميع إخفاءها. “درج” تعقّب هذه الحكايات.
عاد “درج” إلى قصّة إقدام تنظيم “داعش” على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، الذي أسقطت طائرته في شرق سوريا عام 2015؛ فتقصّى الحكاية من خلال لقاءات مع “قادة” في التنظيم، في مراكز احتجازهم في بغداد.
يرصد هذا التحقيق انتهاكات تتعرّض لها نساء عائلات عناصر تنظيم داعش في الموصل على يد القوى الأمنية النظامية. في أعقاب اللقاء الذي أجراه فريق التحقيق مع شيماء، وهي واحدة من الضحايا، أقدمت الشابة على الانتحار حرقاً…
وأخيراً… عودة إلى رموز الربيع العربي: “أيقونة هذا الربيع يعود في صورة شاب نحيل، يتكلم بهستيريا واضحة، ويحلق شعر حواجبه بذهول، ويهذي بكلام لا معنى له…” ماذا حدث لوائل غنيم؟