fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الجيش الإسرائيلي يستهدف التعليم في غزة… سياسة تجهيل الأجيال القادمة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

منذ بداية الحرب تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدارس التي تعج بالنازحين الفلسطينيين داخل القطاع، بل استهدفت حتى قبل النزوح، في خطوة واضحة وممنهجة، نحو تجهيل الجيل الفلسطيني الذي عاصر “نكبة”السابع من أكتوبر، التي أجهزت على “كل شيء” داخل قطاع غزة.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تتلاشى الأحلام في غزة يوماً بعد يوم، على أمل العودة لأي فُتات تبقى من مظاهر الحياة، ومع استمرار الحصار والقصف والحرب الوحشية لأكثر من 200 يوم، تحطمت كل الأحلام الفتية والوردية، وأصبح سؤال “ماذا تحلم أن تصبح حين تكبر؟”، بلا جواب واضح، فأين سيدرس الأطفال والشباب بعد أن دمرت 70% من المدارس، ومحت جامعات عن بكرة أبيها.

توجه في العام الدراسي الجديد 2023-2024 أكثر من 625 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة في جميع محافظات قطاع غزة، بينهم 305 ألف في المدارس الحكومية، موزعين على 448 مدرسة، ونحو 300 ألف في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، موزعين على 228 مدرسة، و21 ألفا في المدارس الخاصة، ويبلغ عددها 67 مدرسة، وبلغ عدد المعلمين الإجمالي أكثر من 22 ألفا، موزعين على 12 ألفا في المدارس الحكومية، و9300 معلم/ة في مدارس الوكالة، و1300 معلم/ة في المدارس الخاصة.

سياسة التجهيل

يسرد محمد الخضري، معلم اللغة العربية في مدارس القطاع لـ”درج”، أن التعليم في قطاع غزة قبل الحرب، مر بمحن كثيرة في ظل جائحة كورونا، التي أدت إلى عزوف الكثير من الطلاب والطالبات عن التعليم، كما أن التعليم الإلكتروني آنذاك لم يأخذ حيزاً كبيراً في العملية التعليمية بالعكس أضر العملية التعليمية، ولكن كان خطوة لسد الفجوة.

يضيف الخضري أن الحرب على قطاع غزة شلت العملية التعليمية بشكل تام على كافة المستويات، مشيراً إلى أن 30% من القتلى طلاب مدارس، ولا توجد أي مدرسة خلال الحرب تقوم بإعطاء الدروس، إذ دمر الجيش الإسرائيليّ 70% من المدارس، أما النسبة المتبقية فأصبحت أماكن للنزوح.

ويؤكد الخضري أن المدرسة في المراحل العمرية الأولى أساسية لدى الطالب، مع جائحة كورونا ثم هذه الحرب واستدراك ما بعد الحرب، يعني تقديريا ضياع 3 سنوات من المرحلة التأسيسية للصغار، قائلاً: “”هذا يعني دماراً وتجهيلاً حقيقياً، وفجوة كبيرة بين هؤلاء الطلاب والمراحل الأخرى التي تسبقهم في التأسيس، وبالتالي سيعانون معاناة شديدة لاستكمال دراستهم، المهم الآن أن يلتف أصحاب القرار إلى المدارس بالدرجة الأولى قبل إعمار البيوت “.

في وقت سابق أشارت وزارة التربية والتعليم في بيان لها إلى أن عدد الطلبة الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب وصل إلى أكثر من 5994 طالبا، والذين أصيبوا إلى 9890، كما قتل 266 معلما وإداريا وأصيب 973 بجروح.

يقول حسين سعد، دكتور متخصص في الإعلام، لـ”درج” :”مع بداية الحرب البرية على قطاع غزة لم نكن نتوقع أن تلك الحرب ستكون موجهة باتجاهات عدة ،وأهم تلك الاتجاهات هو تدمير البنية التعليمية الفلسطينية التي استهدفت من خلالها الجامعات الفلسطينية والمعاهد والكليات والمدارس ورياض الأطفال”.

ويضيف سعد أنه منذ بداية الحرب وضع الجيش الإسرائيلي الجامعات الفلسطينية ضمن بنك أهدافه، في رسالة إلى المجتمع الفلسطيني مفادها بأنه سوف يدمر التعليم ويعيدنا إلى خمسين سنة إلى الوراء.

يرى سعد أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى اغتيال المدينة عبر تدمير التعليم والمؤسسات المدنية والرسمية والحكومية والمؤسسات الأهلية، وكل ما يتعلق بالبنية التحتية في القطاع، موضحا أن تدمير الجامعات على مراحل يهدف إلى شلّ قدرتها على النهوض مجدداً ما بعد الحرب بشكل متكامل.

يقول سعد: “كانت عملية منظمة، تبدأ بقصف الجامعات، ومن ثم سرقها بمعنى سرقة خزائن الجامعات المكدسة بالأموال وسرقة المعدات والأجهزة والحواسيب والمختبرات الموجودة داخل الجامعة. وأيضا مقدرات الجامعة الأخرى المتمثلة في الأثاث الكهرباء والمعدات اللازمة لتشغيل الجامعة عبر الطاقة البديلة”.

خلال الحرب الحالية في قطاع غزة، وثّق المرصد الأورومتوسطي، مقتل 94 أستاذاً جامعياً، توزعوا ما بين 17 شخصية يحملون درجة البروفيسور، و59 يحملون درجة الدكتوراه، و18 يحملون درجة الماجستير.

مبادرات تعليمية في الخيام

أسامة مرتجى، المدير التنفيذي للجمعية الوطنية الفلسطينية للشباب (بناء)، وائتلاف سنابل الخير الذي يضم 7 مؤسسات شبابية على مستوى قطاع غزة، يقول لـ”درج”: بادرنا للحفاظ على المنظومة التعليمية نتيجة الحرب على غزة وتدمير الاحتلال للمسيرة التعليمية ومحاولة تجهيل الطلاب الذين مروا بظروف الحرب وجائحة كورونا، ولم يقدم لهم التعليم بالشكل المناسب، وتم إنشاء مدرسة أسميت بـ”بارقة أمل” من أجل المحافظة على الطلاب، وعلى مستواهم التعليمي”.

يضيف مرتجى أنهم جمعوا 150 طفلاً من منطقة المواصي في خان يونس، أعمارهم بين 6-8 سنوات في خيم حصلوا عليه من الهلال الأحمر الفلسطيني، يتم داخلها تدريس الطلاب مادتي الرياضيات واللغة العربية من قبل 6 معلمات.

وينوه مرتجى إلى أنه لا يوجد تعليم في قطاع غزة منذ 6 أشهر، والأطفال مشغولون في ويلات الحرب، التي بعدها سيواجه القطاع مشكلة واضحة في التعليم، فلا يوجد أي مدرسة قائمة ،جميع المدارس مشغولة في بالنازحين “نحن جميعنا نسعى للمحافظة من خلال مبادراتنا على التعليم، ونسعى لأن نحمي الأطفال من القتل الممنهج الذي يستهدفهم”.

التعليم حق مكفول دوليا لكن..

تنص اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 50 على أن “تكفل دولة الاحتلال، بالاستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية، حسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الأطفال وتعليمهم، وعليها أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لتيسير التحقق من هوية الأطفال وتسجيل نسبهم. ولا يجوز لها بأي حال أن تغير حالتهم الشخصية أو أن تلحقهم بتشكيلات أو منظمات تابعة لها.

 وإذا كانت المؤسسات المحلية عاجزة، وجب على دولة الاحتلال أن تتخذ إجراءات لتأمين إعالة وتعليم الأطفال الذين تيتموا أو افترقوا عن والديهم بسبب الحرب في حالة عدم وجود قريب أو صديق يستطيع رعايتهم، على أن يكون ذلك كلما أمكن بواسطة أشخاص من جنسيتهم ولغتهم ودينهم”.

في وقت سابق قال الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور في تصريح خاص لـ”درج”: “لا زال الوقت مبكراً، لكن لا بد من إعادة النظر في أجندة العام الدراسي مع تبني خطط لتعويض الفاقد التعليمي مع تفعيل أي وسائل يمكنها المساعدة”.

يضيف الخضور أن الخسائر لا تقتصر على الجانب المادي، وإنما أيضاً مقتل الكثير من الكادر التدريسي، وبداية يبج إصلاح الأضرار في البنية التحتية للمدارس، الشن الذي يتطلب عشرات ملايين الدولارات، فـ”حجم الخسائر لا يقف عند حدود هذا المبنى أو ذاك.. أما العودة للتعليم فور انتهاء العدوان، فتتطلب أولا تقييم شامل وبلورة تدخلات تأخذ بعين الاعتبار الوضع الفعلي على الأرض”.

يشير الدكتور حسين سعد: “هناك نقطة قد لا يتطرق لها الإعلام، وتمثل تخوف حقيقياً وكبيراً، لنفترض أن الحرب توقفت اليوم، وبدأت الجامعات الفلسطينية في البناء كأولوية، وتم بناء الجامعات وافتتاحها بداية سبتمبر/ أيلول كما الآمال. لكن هناك حسرة وألم كبير جدا، فطلاب المرحلة الثانوية جميعهم في قطاع غزة رسبوا “بالإكراه” وبالتالي لن يستطيعوا الالتحاق بالجامعات في المرحلة المقبلة.

يختم حسين سعد: “عدم التحاق الطلاب هذا سيؤثر بشكل كبير جدا على القدرة المالية للجامعات الفلسطينية، إذ ستستقبل في عام الدراسي طلبة جدد إلى جانب الراسبين، ما سيؤثر على قدراتها الانفاقية وميزانيتها، وستواجه عجزاً مالياً رهيباً، فبعض الجامعات،كجامعة فلسطين، سرحت موظفيها، وألغت عقودها مع العاملين في الشأن الأكاديمي والإداري”.

11.05.2024
زمن القراءة: 5 minutes

منذ بداية الحرب تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدارس التي تعج بالنازحين الفلسطينيين داخل القطاع، بل استهدفت حتى قبل النزوح، في خطوة واضحة وممنهجة، نحو تجهيل الجيل الفلسطيني الذي عاصر “نكبة”السابع من أكتوبر، التي أجهزت على “كل شيء” داخل قطاع غزة.

تتلاشى الأحلام في غزة يوماً بعد يوم، على أمل العودة لأي فُتات تبقى من مظاهر الحياة، ومع استمرار الحصار والقصف والحرب الوحشية لأكثر من 200 يوم، تحطمت كل الأحلام الفتية والوردية، وأصبح سؤال “ماذا تحلم أن تصبح حين تكبر؟”، بلا جواب واضح، فأين سيدرس الأطفال والشباب بعد أن دمرت 70% من المدارس، ومحت جامعات عن بكرة أبيها.

توجه في العام الدراسي الجديد 2023-2024 أكثر من 625 ألف طالب إلى مقاعد الدراسة في جميع محافظات قطاع غزة، بينهم 305 ألف في المدارس الحكومية، موزعين على 448 مدرسة، ونحو 300 ألف في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، موزعين على 228 مدرسة، و21 ألفا في المدارس الخاصة، ويبلغ عددها 67 مدرسة، وبلغ عدد المعلمين الإجمالي أكثر من 22 ألفا، موزعين على 12 ألفا في المدارس الحكومية، و9300 معلم/ة في مدارس الوكالة، و1300 معلم/ة في المدارس الخاصة.

سياسة التجهيل

يسرد محمد الخضري، معلم اللغة العربية في مدارس القطاع لـ”درج”، أن التعليم في قطاع غزة قبل الحرب، مر بمحن كثيرة في ظل جائحة كورونا، التي أدت إلى عزوف الكثير من الطلاب والطالبات عن التعليم، كما أن التعليم الإلكتروني آنذاك لم يأخذ حيزاً كبيراً في العملية التعليمية بالعكس أضر العملية التعليمية، ولكن كان خطوة لسد الفجوة.

يضيف الخضري أن الحرب على قطاع غزة شلت العملية التعليمية بشكل تام على كافة المستويات، مشيراً إلى أن 30% من القتلى طلاب مدارس، ولا توجد أي مدرسة خلال الحرب تقوم بإعطاء الدروس، إذ دمر الجيش الإسرائيليّ 70% من المدارس، أما النسبة المتبقية فأصبحت أماكن للنزوح.

ويؤكد الخضري أن المدرسة في المراحل العمرية الأولى أساسية لدى الطالب، مع جائحة كورونا ثم هذه الحرب واستدراك ما بعد الحرب، يعني تقديريا ضياع 3 سنوات من المرحلة التأسيسية للصغار، قائلاً: “”هذا يعني دماراً وتجهيلاً حقيقياً، وفجوة كبيرة بين هؤلاء الطلاب والمراحل الأخرى التي تسبقهم في التأسيس، وبالتالي سيعانون معاناة شديدة لاستكمال دراستهم، المهم الآن أن يلتف أصحاب القرار إلى المدارس بالدرجة الأولى قبل إعمار البيوت “.

في وقت سابق أشارت وزارة التربية والتعليم في بيان لها إلى أن عدد الطلبة الذين قتلوا في قطاع غزة منذ بداية الحرب وصل إلى أكثر من 5994 طالبا، والذين أصيبوا إلى 9890، كما قتل 266 معلما وإداريا وأصيب 973 بجروح.

يقول حسين سعد، دكتور متخصص في الإعلام، لـ”درج” :”مع بداية الحرب البرية على قطاع غزة لم نكن نتوقع أن تلك الحرب ستكون موجهة باتجاهات عدة ،وأهم تلك الاتجاهات هو تدمير البنية التعليمية الفلسطينية التي استهدفت من خلالها الجامعات الفلسطينية والمعاهد والكليات والمدارس ورياض الأطفال”.

ويضيف سعد أنه منذ بداية الحرب وضع الجيش الإسرائيلي الجامعات الفلسطينية ضمن بنك أهدافه، في رسالة إلى المجتمع الفلسطيني مفادها بأنه سوف يدمر التعليم ويعيدنا إلى خمسين سنة إلى الوراء.

يرى سعد أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى اغتيال المدينة عبر تدمير التعليم والمؤسسات المدنية والرسمية والحكومية والمؤسسات الأهلية، وكل ما يتعلق بالبنية التحتية في القطاع، موضحا أن تدمير الجامعات على مراحل يهدف إلى شلّ قدرتها على النهوض مجدداً ما بعد الحرب بشكل متكامل.

يقول سعد: “كانت عملية منظمة، تبدأ بقصف الجامعات، ومن ثم سرقها بمعنى سرقة خزائن الجامعات المكدسة بالأموال وسرقة المعدات والأجهزة والحواسيب والمختبرات الموجودة داخل الجامعة. وأيضا مقدرات الجامعة الأخرى المتمثلة في الأثاث الكهرباء والمعدات اللازمة لتشغيل الجامعة عبر الطاقة البديلة”.

خلال الحرب الحالية في قطاع غزة، وثّق المرصد الأورومتوسطي، مقتل 94 أستاذاً جامعياً، توزعوا ما بين 17 شخصية يحملون درجة البروفيسور، و59 يحملون درجة الدكتوراه، و18 يحملون درجة الماجستير.

مبادرات تعليمية في الخيام

أسامة مرتجى، المدير التنفيذي للجمعية الوطنية الفلسطينية للشباب (بناء)، وائتلاف سنابل الخير الذي يضم 7 مؤسسات شبابية على مستوى قطاع غزة، يقول لـ”درج”: بادرنا للحفاظ على المنظومة التعليمية نتيجة الحرب على غزة وتدمير الاحتلال للمسيرة التعليمية ومحاولة تجهيل الطلاب الذين مروا بظروف الحرب وجائحة كورونا، ولم يقدم لهم التعليم بالشكل المناسب، وتم إنشاء مدرسة أسميت بـ”بارقة أمل” من أجل المحافظة على الطلاب، وعلى مستواهم التعليمي”.

يضيف مرتجى أنهم جمعوا 150 طفلاً من منطقة المواصي في خان يونس، أعمارهم بين 6-8 سنوات في خيم حصلوا عليه من الهلال الأحمر الفلسطيني، يتم داخلها تدريس الطلاب مادتي الرياضيات واللغة العربية من قبل 6 معلمات.

وينوه مرتجى إلى أنه لا يوجد تعليم في قطاع غزة منذ 6 أشهر، والأطفال مشغولون في ويلات الحرب، التي بعدها سيواجه القطاع مشكلة واضحة في التعليم، فلا يوجد أي مدرسة قائمة ،جميع المدارس مشغولة في بالنازحين “نحن جميعنا نسعى للمحافظة من خلال مبادراتنا على التعليم، ونسعى لأن نحمي الأطفال من القتل الممنهج الذي يستهدفهم”.

التعليم حق مكفول دوليا لكن..

تنص اتفاقية جنيف الرابعة في المادة 50 على أن “تكفل دولة الاحتلال، بالاستعانة بالسلطات الوطنية والمحلية، حسن تشغيل المنشآت المخصصة لرعاية الأطفال وتعليمهم، وعليها أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لتيسير التحقق من هوية الأطفال وتسجيل نسبهم. ولا يجوز لها بأي حال أن تغير حالتهم الشخصية أو أن تلحقهم بتشكيلات أو منظمات تابعة لها.

 وإذا كانت المؤسسات المحلية عاجزة، وجب على دولة الاحتلال أن تتخذ إجراءات لتأمين إعالة وتعليم الأطفال الذين تيتموا أو افترقوا عن والديهم بسبب الحرب في حالة عدم وجود قريب أو صديق يستطيع رعايتهم، على أن يكون ذلك كلما أمكن بواسطة أشخاص من جنسيتهم ولغتهم ودينهم”.

في وقت سابق قال الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم صادق الخضور في تصريح خاص لـ”درج”: “لا زال الوقت مبكراً، لكن لا بد من إعادة النظر في أجندة العام الدراسي مع تبني خطط لتعويض الفاقد التعليمي مع تفعيل أي وسائل يمكنها المساعدة”.

يضيف الخضور أن الخسائر لا تقتصر على الجانب المادي، وإنما أيضاً مقتل الكثير من الكادر التدريسي، وبداية يبج إصلاح الأضرار في البنية التحتية للمدارس، الشن الذي يتطلب عشرات ملايين الدولارات، فـ”حجم الخسائر لا يقف عند حدود هذا المبنى أو ذاك.. أما العودة للتعليم فور انتهاء العدوان، فتتطلب أولا تقييم شامل وبلورة تدخلات تأخذ بعين الاعتبار الوضع الفعلي على الأرض”.

يشير الدكتور حسين سعد: “هناك نقطة قد لا يتطرق لها الإعلام، وتمثل تخوف حقيقياً وكبيراً، لنفترض أن الحرب توقفت اليوم، وبدأت الجامعات الفلسطينية في البناء كأولوية، وتم بناء الجامعات وافتتاحها بداية سبتمبر/ أيلول كما الآمال. لكن هناك حسرة وألم كبير جدا، فطلاب المرحلة الثانوية جميعهم في قطاع غزة رسبوا “بالإكراه” وبالتالي لن يستطيعوا الالتحاق بالجامعات في المرحلة المقبلة.

يختم حسين سعد: “عدم التحاق الطلاب هذا سيؤثر بشكل كبير جدا على القدرة المالية للجامعات الفلسطينية، إذ ستستقبل في عام الدراسي طلبة جدد إلى جانب الراسبين، ما سيؤثر على قدراتها الانفاقية وميزانيتها، وستواجه عجزاً مالياً رهيباً، فبعض الجامعات،كجامعة فلسطين، سرحت موظفيها، وألغت عقودها مع العاملين في الشأن الأكاديمي والإداري”.