fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الدعم السريع أغرقت قارب نازحين في النيل…ولم تنجُ سوى طفلة واحدة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

وصل خبر محاولة هرب مركب يحمل نازحين من قرية لوني لعناصر من قوات الدعم السريع، فسارعوا خلفهم وبدأوا بإطلاق النار باتجاه المركب، مما أفقده توازنه وغرق في الحال.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تم إنجاز التحقيق بالتعاون بين Tinyhand و”درج”

سمع عمر بغرق قارب خشبي في نهر النيل كان على متنه نازحون من قرية لوني السودانية، خفق قلبه لحظتها بشدة، وشَعر بالرعب الشديد، الشاب الذي ينحدر من تلك القرية، كان ينتظر وصول والدته وأقاربه الذين نزحوا إلى مكان إقامته في مدينة القضارف شرقي السودان.

ساعات قليلة بعد غرق القارب، علم عمر أن والدته لم تكن على متنه، لكن وصلته أخبار سيئة تفيد أن نساءً من أقاربه كن على القارب، منهن مروة التي كانت حاملاً ومعها طفلها سيف، وأيضاً قريبتهم نفيسة مع أبنائها، غرقوا جميعهم وتم انتشال جثثهم لاحقاً من نهر النيل. 

نجت عائلة عمر القريبة، لكن من غرقوا، جزء من عائلته الأكبر، الذين تركوا منازلهم بعد هجوم “قوات الدعم السريع” على القرى التابعة لولاية سنار؛ المركز التجاري في البلاد، وصولاً إلى قريتهم.

 لكن من كان على متن القارب؟ حوى القارب 25 شخصاً: رجلان، و6 سيدات، و17 طفلاً أعمارهم أقل من 16 عاماً.

يقول عمر: “خلال محاولتهم الفرار، لحق بهم عناصر من قوات الدعم السريع وبدأوا بإطلاق النار نحوهم، فانقلب القارب الخشبي، ونجت منه امرأة وطفلة ورجل”.

لكن سيف، قريبه الصغير الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام، لم ينجُ ولقي حتفه غرقاً في النهر، عمر لديه صورة لسيف شاركها معنا، ويقول: “كانت والدته حاملاً، لكنهم غرقوا جميعاً، سيف ووالدته والجنين”.

يخبرنا عمر تفاصيل غرق القارب بناءً على شهادات من أهل قريته : “وصل خبر محاولة هرب المركب لعناصر من قوات الدعم السريع، فسارعوا خلفهم وبدأوا بإطلاق النار باتجاه المركب، مما أفقده توازنه وغرق في الحال”.

يقول عمر “إن الهلع انتشر بين أهالي القرية بعد اقتحام عناصر قوات الدعم السريع بداية شهر يوليو الجاري، ويضيف أنه “خلال عمليات النهب والسرقة، توجهوا إلى منزل أحد سكان القرية وطالبوهم بتسليم ابنتهم ذات السبعة عشر عاماً”، لكن والد الفتاة وشقيقها رفضا، وقام الشقيق بطعن أحد عناصر “قوات الدعم السريع”، الذين قاموا بدورهم بإطلاق النار فقتلوا الأب والشقيق.

تجمهر أهالي القرية على صوت إطلاق النار وقاموا بحماية الفتاة من الخطف، وعندها قرروا تهريب عدد من النساء والأطفال بالقارب الخشبي، من القرية إلى الضفة المقابلة للنهر، لكنهم لم ينجوا، غرقوا، وغرق معهم الطفل سيف في رحلة إلى بر الأمان لم تكتمل.

يختم عمر كلامه معنا بقوله: “كانت حياتهم بسيطة هناك، يعتمدون على الزراعة والتجارة، هذا الخبر مؤلم جداً”.

أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار في جنوب شرق السودان، وذلك ضمن أحدث موجة نزوح سببتها الحرب الدائرة منذ نحو 15 شهراً في السودان.

يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه “قوات الدعم السريع” منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، بحملة للاستيلاء على مدينة سنار إلى جانب مدينتي سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المدن الثلاثة، وبشكل خاص إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

كأننا أصبحنا حملاً على هذه البلاد

يشهد السودان اليوم أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث فر أكثر من 4.6 مليون طفل من منازلهم منذ أبريل/ نيسان 2023، بما في ذلك ما يقرب من مليون طفل عبر الحدود، وخاصة إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.

منهم من نزح للمرة الثالثة أو الرابعة، أحمد وعائلته أحد هؤلاء، إذ نزح أحمد ثلاث مرات مع زوجته وأطفاله ووالدته وأخيه، الذي يعاني من مرض في الكلى.

“كأنما يلاحقنا الموت، كأننا أصبحنا حملاً على هذه البلاد”، بهذه الكلمات كان الحاج أحمد يصف ما عاشه، فهذه رحلة النزوح الثالثة التي يختبرها، منذ خروجه من الخرطوم بحري إلى مدينة ود مدني، حتى سنجة بعد سقوط ولاية الجزيرة في ديسمبر/ أيلول من العام الماضي.

رحلة النزوح الأخيرة كانت من سنجة؛ المدينة الفاصلة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق في جنوب شرق السودان، رحلة شاقة للغاية انتهت بوالدته وأخيه في المشفى يتعالجان، حيث يواجه الآلاف من الهاربين من المعارك الجارية صعوبات كبيرة مع إغلاق الجسور والطرقات الأساسية، التي تصل المدن والمناطق المختلفة، واضطرارهم إلى عبور طرقات وعرة.

رعب فقدان الاتصال

ماذا يعني أن تعود إلى منزلك خلال الحروب والنزاعات ولا تجد زوجتك وأطفالك؟ هذا ما حصل مع عصام(اسم وهمي) أب لثلاثة أطفال أصغرهم لا يزال رضيعاً.

يقول لنا إنه “في بداية الحرب نزحنا من الخرطوم إلى سنجة حيث تعيش عائلة زوجتي”، لكن ما حصل معه عندما بدأت “قوات الدعم السريع” تقتحم المكان لن ينساه طيلة حياته، يقول عصام إنه غادر المنزل لمقابلة صديق له في قرية مجاورة، وعندما عاد اكتشف أن عائلته نزحت، لكن في ظل انقطاع الاتصالات لم يستطع التواصل معهم.

قرار المغادرة كان صعباً، هل يغادر أم يبقى في المكان، ربما عادوا؟ هل سيلتقي بأطفاله مجدداً؟

حسم أمره وغادر، خلال رحلته بحث داخل السيارات والعربات عن عائلته، فلم يجدها، أمضى ٣ أيام بدون طعام سوى بضع تمرات، وجد خلال رحلة الهرب في مدينة الدندر، في الوقت الذي كانت تقتحمها “قوات الدعم السريع”، أسراً مقتولة، وأسراً تبحث عن أفرادها بعد أن تفرقوا، تماماً مثلما حصل معه.

أصيبت قدمه بسبب إطلاق رصاص كثيف، عندما أقلته سيارة إلى ولاية القضارف، هناك استطاع الاتصال بعائلته والاطمئنان على حالهم، كانوا لا يزالون على قيد الحياة: “كنا كلنا في حالة ذهول عندما تحدثنا مع بعضنا بعضاً، شعرنا أننا عدنا من الموت والتقينا مجدداً في القضارف”.

يقول عصام: “لا أعلم ما ستؤول إليه حالتهم، فهم لا يستطيعون أن يتحملوا مشقة النزوح والرعب مرة ثالثة”.

قبل التصعيد الحالي للعنف والنزوح الجماعي، كان السودان يمر بأسوأ حالة طوارئ إنسانية على الإطلاق، بسبب سنوات من الصراع والكوارث الطبيعية الناجمة عن المناخ وتفشي الأمراض والأزمة الاقتصادية، والآن نشهد المزيد من الأطفال الذين يعانون من الجوع أكثر من أي وقت مضى، حوالي 12٪ من أطفال البلاد البالغ عددهم 22 مليوناً، لا يحصلون على ما يكفي من الطعام يومياً بحسب منظمة “إنقاذ الطفل”.

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.

وصل خبر محاولة هرب مركب يحمل نازحين من قرية لوني لعناصر من قوات الدعم السريع، فسارعوا خلفهم وبدأوا بإطلاق النار باتجاه المركب، مما أفقده توازنه وغرق في الحال.

تم إنجاز التحقيق بالتعاون بين Tinyhand و”درج”

سمع عمر بغرق قارب خشبي في نهر النيل كان على متنه نازحون من قرية لوني السودانية، خفق قلبه لحظتها بشدة، وشَعر بالرعب الشديد، الشاب الذي ينحدر من تلك القرية، كان ينتظر وصول والدته وأقاربه الذين نزحوا إلى مكان إقامته في مدينة القضارف شرقي السودان.

ساعات قليلة بعد غرق القارب، علم عمر أن والدته لم تكن على متنه، لكن وصلته أخبار سيئة تفيد أن نساءً من أقاربه كن على القارب، منهن مروة التي كانت حاملاً ومعها طفلها سيف، وأيضاً قريبتهم نفيسة مع أبنائها، غرقوا جميعهم وتم انتشال جثثهم لاحقاً من نهر النيل. 

نجت عائلة عمر القريبة، لكن من غرقوا، جزء من عائلته الأكبر، الذين تركوا منازلهم بعد هجوم “قوات الدعم السريع” على القرى التابعة لولاية سنار؛ المركز التجاري في البلاد، وصولاً إلى قريتهم.

 لكن من كان على متن القارب؟ حوى القارب 25 شخصاً: رجلان، و6 سيدات، و17 طفلاً أعمارهم أقل من 16 عاماً.

يقول عمر: “خلال محاولتهم الفرار، لحق بهم عناصر من قوات الدعم السريع وبدأوا بإطلاق النار نحوهم، فانقلب القارب الخشبي، ونجت منه امرأة وطفلة ورجل”.

لكن سيف، قريبه الصغير الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام، لم ينجُ ولقي حتفه غرقاً في النهر، عمر لديه صورة لسيف شاركها معنا، ويقول: “كانت والدته حاملاً، لكنهم غرقوا جميعاً، سيف ووالدته والجنين”.

يخبرنا عمر تفاصيل غرق القارب بناءً على شهادات من أهل قريته : “وصل خبر محاولة هرب المركب لعناصر من قوات الدعم السريع، فسارعوا خلفهم وبدأوا بإطلاق النار باتجاه المركب، مما أفقده توازنه وغرق في الحال”.

يقول عمر “إن الهلع انتشر بين أهالي القرية بعد اقتحام عناصر قوات الدعم السريع بداية شهر يوليو الجاري، ويضيف أنه “خلال عمليات النهب والسرقة، توجهوا إلى منزل أحد سكان القرية وطالبوهم بتسليم ابنتهم ذات السبعة عشر عاماً”، لكن والد الفتاة وشقيقها رفضا، وقام الشقيق بطعن أحد عناصر “قوات الدعم السريع”، الذين قاموا بدورهم بإطلاق النار فقتلوا الأب والشقيق.

تجمهر أهالي القرية على صوت إطلاق النار وقاموا بحماية الفتاة من الخطف، وعندها قرروا تهريب عدد من النساء والأطفال بالقارب الخشبي، من القرية إلى الضفة المقابلة للنهر، لكنهم لم ينجوا، غرقوا، وغرق معهم الطفل سيف في رحلة إلى بر الأمان لم تكتمل.

يختم عمر كلامه معنا بقوله: “كانت حياتهم بسيطة هناك، يعتمدون على الزراعة والتجارة، هذا الخبر مؤلم جداً”.

أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 136 ألف شخص فروا من ولاية سنار في جنوب شرق السودان، وذلك ضمن أحدث موجة نزوح سببتها الحرب الدائرة منذ نحو 15 شهراً في السودان.

يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه “قوات الدعم السريع” منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، بحملة للاستيلاء على مدينة سنار إلى جانب مدينتي سنجة والدندر، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المدن الثلاثة، وبشكل خاص إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

كأننا أصبحنا حملاً على هذه البلاد

يشهد السودان اليوم أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، حيث فر أكثر من 4.6 مليون طفل من منازلهم منذ أبريل/ نيسان 2023، بما في ذلك ما يقرب من مليون طفل عبر الحدود، وخاصة إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.

منهم من نزح للمرة الثالثة أو الرابعة، أحمد وعائلته أحد هؤلاء، إذ نزح أحمد ثلاث مرات مع زوجته وأطفاله ووالدته وأخيه، الذي يعاني من مرض في الكلى.

“كأنما يلاحقنا الموت، كأننا أصبحنا حملاً على هذه البلاد”، بهذه الكلمات كان الحاج أحمد يصف ما عاشه، فهذه رحلة النزوح الثالثة التي يختبرها، منذ خروجه من الخرطوم بحري إلى مدينة ود مدني، حتى سنجة بعد سقوط ولاية الجزيرة في ديسمبر/ أيلول من العام الماضي.

رحلة النزوح الأخيرة كانت من سنجة؛ المدينة الفاصلة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق في جنوب شرق السودان، رحلة شاقة للغاية انتهت بوالدته وأخيه في المشفى يتعالجان، حيث يواجه الآلاف من الهاربين من المعارك الجارية صعوبات كبيرة مع إغلاق الجسور والطرقات الأساسية، التي تصل المدن والمناطق المختلفة، واضطرارهم إلى عبور طرقات وعرة.

رعب فقدان الاتصال

ماذا يعني أن تعود إلى منزلك خلال الحروب والنزاعات ولا تجد زوجتك وأطفالك؟ هذا ما حصل مع عصام(اسم وهمي) أب لثلاثة أطفال أصغرهم لا يزال رضيعاً.

يقول لنا إنه “في بداية الحرب نزحنا من الخرطوم إلى سنجة حيث تعيش عائلة زوجتي”، لكن ما حصل معه عندما بدأت “قوات الدعم السريع” تقتحم المكان لن ينساه طيلة حياته، يقول عصام إنه غادر المنزل لمقابلة صديق له في قرية مجاورة، وعندما عاد اكتشف أن عائلته نزحت، لكن في ظل انقطاع الاتصالات لم يستطع التواصل معهم.

قرار المغادرة كان صعباً، هل يغادر أم يبقى في المكان، ربما عادوا؟ هل سيلتقي بأطفاله مجدداً؟

حسم أمره وغادر، خلال رحلته بحث داخل السيارات والعربات عن عائلته، فلم يجدها، أمضى ٣ أيام بدون طعام سوى بضع تمرات، وجد خلال رحلة الهرب في مدينة الدندر، في الوقت الذي كانت تقتحمها “قوات الدعم السريع”، أسراً مقتولة، وأسراً تبحث عن أفرادها بعد أن تفرقوا، تماماً مثلما حصل معه.

أصيبت قدمه بسبب إطلاق رصاص كثيف، عندما أقلته سيارة إلى ولاية القضارف، هناك استطاع الاتصال بعائلته والاطمئنان على حالهم، كانوا لا يزالون على قيد الحياة: “كنا كلنا في حالة ذهول عندما تحدثنا مع بعضنا بعضاً، شعرنا أننا عدنا من الموت والتقينا مجدداً في القضارف”.

يقول عصام: “لا أعلم ما ستؤول إليه حالتهم، فهم لا يستطيعون أن يتحملوا مشقة النزوح والرعب مرة ثالثة”.

قبل التصعيد الحالي للعنف والنزوح الجماعي، كان السودان يمر بأسوأ حالة طوارئ إنسانية على الإطلاق، بسبب سنوات من الصراع والكوارث الطبيعية الناجمة عن المناخ وتفشي الأمراض والأزمة الاقتصادية، والآن نشهد المزيد من الأطفال الذين يعانون من الجوع أكثر من أي وقت مضى، حوالي 12٪ من أطفال البلاد البالغ عددهم 22 مليوناً، لا يحصلون على ما يكفي من الطعام يومياً بحسب منظمة “إنقاذ الطفل”.

آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية