fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الزلزال بين سامي خضرا وعلي حمية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نحن إذاً أمام تذاكيين اثنين. أحدهما يستحضر المأساة ليستثمر في السياسة. والآخر يستدرج إليها الدين. والتذاكيان على تعسفهما الأخلاقي، يصلحان كنموذجين عن التهافت الإنساني.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 “من واجبنا الوقوف إلى جانب سوريا، ومرافق لبنان البرية والجوية هي مرافق سوريا لأنها لم تبخل يوماً على لبنان”.

الكلام أعلاه لوزير الأشغال اللبناني علي حمية، الذي لم يترك مجالاً للاستدراك. إن سوريا التي يتحدث عنها حَمَيّة هي سوريا- النظام.

يحاول حمية استحضار كرم النظام السوري في مساعدة لبنان ودعمه، وهي مسألة جدلية، يرفضها العدد الأكبر من اللبنانيين، الذي قاسوا الويلات في عهد الوصاية وتواطؤ السلطة اللبنانية معها. هذه السلطة يشكّل حمية نموذجاً حياً لها. 

والمرء، وفي كثافة حدث إنساني كالذي وقع على السوريين، لم يكن ليكابد في إزاحة السياسة وآفاتها عن المشاهد الأليمة لمآله. هذا نزوع إنساني فطري. لكن حمية يستدرجنا مرغمين إلى السياسة، وهو يمنح كرماً فائضاً لنظام يتشارك نصف اللبنانيين والسوريين عداوة غير مجانية له.

 لكن، هناك مكرمة إنسانية تطفو كحقيقة فوق كلام حمية الشديد الالتباس، والتي أدرجها جمهور شيعي في سياق متلازم مع ما ساقه وزير “حزب الله”، وتصلح ربما لمرة واحدة أن تدوّن، وإن بخفر، ككرم في السجل “البخيل” للنظام السوري. 

 في حرب تموز/ يوليو 2006، وطلباً للأمان من وقائعها الدموية، شهدت سوريا نزوحاً لبنانياً كثيفاً نحوها. النزوح المذكور في غالبيته هو من المدن والقرى الشيعية، في الجنوب والبقاع، والتي تنكبت أكثر من غيرها ويلات تلك الحرب. 

  كان شعب سوريا حينها غير منشطر تحت سقف الحرب السورية. والاستقبال، كما الاحتضان، الذي حظي به النازحون اللبنانيون من السوريين، لا يزال كثيفاً في الذاكرة. والموضوعية تقتضي القول، إن الحياة الكريمة، والبديلة، ساهمت فيها الروابط السياسية المتينة بين النظام السوري وأحزاب البيئة المنكوبة. لكن مساهمة كهذه لم تكن لتفضي إلى تجريد الشعب السوري من إنسانية يقيم النظام خارجها أصلاً.

إنه قدر الشعب السوري الذي تواطأت عليه المأساة مرتين.

 راهناً، وفي لحظة الاشتباك الإنساني السياسي الذي افتعله ممانعون، هناك من يريد أن يتذاكى باستدراجنا إلى المساواة بين النظام والسوريين، والإيحاء بأن العداء مع النظام، يفترض بالضرورة قطعاً مع الإنسانية التي يستحقها شعب سوريا في محنته الراهنة.

لن تكون العداوة مع النظام مانعة للإنسانية تجاه الشعب السوري، موالاةً ومعارضة. هذه ميزة تثقل على الأرجح عقلاً ممانعاً يريد تجريدنا منها، حتى وهو يمارس فعل التشفّي بالمنكوبين. إنها “زلزلة رومانسية” يقول سامي خضرا.

  رجل الدين الذي يتبوأ مكانة مرموقة في ثقافة “حزب الله”، “غرد” رابطاً بين فعل الطبيعة وأثره في عودة الإنسان إلى حجمه الطبيعي. “من تنكبوا المأساة هم مرتكبو المنكر، والذين يعيشون مسكِرات الدنيا”. بعد الحملة ضد تغريدة خضرا، عمد إلى محوها، لكن ذلك لا يمنع من إعادة التفكير بها، كخطاب راج بالتزامن مع الكارثة، يعتبر أن الزلزال نتيجة للبعد من الله والدين.

   نحن إذاً أمام تذاكيين اثنين. أحدهما يستحضر المأساة ليستثمر في السياسة. والآخر يستدرج إليها الدين. والتذاكيان على تعسفهما الأخلاقي، يصلحان كنموذجين عن التهافت الإنساني.   

غالباً ما كانت السياسة ضيفاً ثقيلاً، ومزمناً، في مشقة العلاقة بين لبنان وسوريا. لكن مشاهد الأطفال تحت ركام المنازل المهدّمة، هي من تباشر راهناً  في المرء جدلاً نفسياً عن الأديان ورموزها وطقوسها. وسامي خضرا كممثل للدين هو من يغذي هذه المباشرة. إنه الاغتراب بين وجوه الأطفال المسحوقة بالزلازل، وبين مقاربة دينية للمأساة تعصف بعقل رجل دين كرومانسية “إلهية”.

 والحال، إنه قدر الشعب السوري الذي تواطأت عليه المأساة مرتين، وفي مشاهد متناسلة عن أجساد مسحوقة تحت ملاذاتها القسرية. مشاهد باشرها النظام السوري، وتتكفّل الطبيعة براهنها. 

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
08.02.2023
زمن القراءة: 3 minutes

نحن إذاً أمام تذاكيين اثنين. أحدهما يستحضر المأساة ليستثمر في السياسة. والآخر يستدرج إليها الدين. والتذاكيان على تعسفهما الأخلاقي، يصلحان كنموذجين عن التهافت الإنساني.

 “من واجبنا الوقوف إلى جانب سوريا، ومرافق لبنان البرية والجوية هي مرافق سوريا لأنها لم تبخل يوماً على لبنان”.

الكلام أعلاه لوزير الأشغال اللبناني علي حمية، الذي لم يترك مجالاً للاستدراك. إن سوريا التي يتحدث عنها حَمَيّة هي سوريا- النظام.

يحاول حمية استحضار كرم النظام السوري في مساعدة لبنان ودعمه، وهي مسألة جدلية، يرفضها العدد الأكبر من اللبنانيين، الذي قاسوا الويلات في عهد الوصاية وتواطؤ السلطة اللبنانية معها. هذه السلطة يشكّل حمية نموذجاً حياً لها. 

والمرء، وفي كثافة حدث إنساني كالذي وقع على السوريين، لم يكن ليكابد في إزاحة السياسة وآفاتها عن المشاهد الأليمة لمآله. هذا نزوع إنساني فطري. لكن حمية يستدرجنا مرغمين إلى السياسة، وهو يمنح كرماً فائضاً لنظام يتشارك نصف اللبنانيين والسوريين عداوة غير مجانية له.

 لكن، هناك مكرمة إنسانية تطفو كحقيقة فوق كلام حمية الشديد الالتباس، والتي أدرجها جمهور شيعي في سياق متلازم مع ما ساقه وزير “حزب الله”، وتصلح ربما لمرة واحدة أن تدوّن، وإن بخفر، ككرم في السجل “البخيل” للنظام السوري. 

 في حرب تموز/ يوليو 2006، وطلباً للأمان من وقائعها الدموية، شهدت سوريا نزوحاً لبنانياً كثيفاً نحوها. النزوح المذكور في غالبيته هو من المدن والقرى الشيعية، في الجنوب والبقاع، والتي تنكبت أكثر من غيرها ويلات تلك الحرب. 

  كان شعب سوريا حينها غير منشطر تحت سقف الحرب السورية. والاستقبال، كما الاحتضان، الذي حظي به النازحون اللبنانيون من السوريين، لا يزال كثيفاً في الذاكرة. والموضوعية تقتضي القول، إن الحياة الكريمة، والبديلة، ساهمت فيها الروابط السياسية المتينة بين النظام السوري وأحزاب البيئة المنكوبة. لكن مساهمة كهذه لم تكن لتفضي إلى تجريد الشعب السوري من إنسانية يقيم النظام خارجها أصلاً.

إنه قدر الشعب السوري الذي تواطأت عليه المأساة مرتين.

 راهناً، وفي لحظة الاشتباك الإنساني السياسي الذي افتعله ممانعون، هناك من يريد أن يتذاكى باستدراجنا إلى المساواة بين النظام والسوريين، والإيحاء بأن العداء مع النظام، يفترض بالضرورة قطعاً مع الإنسانية التي يستحقها شعب سوريا في محنته الراهنة.

لن تكون العداوة مع النظام مانعة للإنسانية تجاه الشعب السوري، موالاةً ومعارضة. هذه ميزة تثقل على الأرجح عقلاً ممانعاً يريد تجريدنا منها، حتى وهو يمارس فعل التشفّي بالمنكوبين. إنها “زلزلة رومانسية” يقول سامي خضرا.

  رجل الدين الذي يتبوأ مكانة مرموقة في ثقافة “حزب الله”، “غرد” رابطاً بين فعل الطبيعة وأثره في عودة الإنسان إلى حجمه الطبيعي. “من تنكبوا المأساة هم مرتكبو المنكر، والذين يعيشون مسكِرات الدنيا”. بعد الحملة ضد تغريدة خضرا، عمد إلى محوها، لكن ذلك لا يمنع من إعادة التفكير بها، كخطاب راج بالتزامن مع الكارثة، يعتبر أن الزلزال نتيجة للبعد من الله والدين.

   نحن إذاً أمام تذاكيين اثنين. أحدهما يستحضر المأساة ليستثمر في السياسة. والآخر يستدرج إليها الدين. والتذاكيان على تعسفهما الأخلاقي، يصلحان كنموذجين عن التهافت الإنساني.   

غالباً ما كانت السياسة ضيفاً ثقيلاً، ومزمناً، في مشقة العلاقة بين لبنان وسوريا. لكن مشاهد الأطفال تحت ركام المنازل المهدّمة، هي من تباشر راهناً  في المرء جدلاً نفسياً عن الأديان ورموزها وطقوسها. وسامي خضرا كممثل للدين هو من يغذي هذه المباشرة. إنه الاغتراب بين وجوه الأطفال المسحوقة بالزلازل، وبين مقاربة دينية للمأساة تعصف بعقل رجل دين كرومانسية “إلهية”.

 والحال، إنه قدر الشعب السوري الذي تواطأت عليه المأساة مرتين، وفي مشاهد متناسلة عن أجساد مسحوقة تحت ملاذاتها القسرية. مشاهد باشرها النظام السوري، وتتكفّل الطبيعة براهنها. 

08.02.2023
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية