مطلع العام الحالي، تم الاعلان عن تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، ليكون في شهر مارس/آذار المقبل، بدلاً مطلع الصيف كما كان مقرراً سابقاً. وحين أعلن عن الموعد الجديد، سارع بعض الطامحين في الترشح لجمع التوكيلات اللازمة، والبدء في حملاتهم الانتخابية على عجلة من أمرهم. وبالرغم ذلك، وحتى ساعات خلت، كان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، هو الوحيد الذي قدمت إدارة حملته الانتخابيه كافة الأوراق، بينما قامت بعض الهيئات (مثل اتحاد كرة القدم وغيرها) بمؤتمرات للمبايعة.
“كلنا انهزمنا”، هذا ما تقوله نجلاء عبد الجواد، وهي تستعد للنزول إلى المؤتمر الصحفي للحقوقي خالد علي، الذي كان يستعد للمنافسة على الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعاود اعلان انسحابه.
“٢٥ يناير ليس فقط ذكرى لحراكٍ شعبي، بل أصبحت ذكرى لشهداء سقطوا ويسقطون يوماً بعد يوم”، تضيف نجلاء بكل أسى. وتأتي الذكرى السابعة للثورة المصرية، بينما تخلو الشوارع من أي حراك شعبي على غرار السنوات الماضية. تحلّ الذكرى ثقيلةً، بسبب تدهور الوضع الحقوقي والاقتصادي في البلد، أما الإعلام، فمنهمكٌ في الترويج لحملة الرئيس السيسي، الذي يسعى لاستكمال فترته الرئاسية الثانية. من هنا، تبدو الانتخابات الرئاسية وبعد سحق كل الأصوات المعارضة، مجرد اخراج باهت للتجديد للسيسي، الذي سيبدأ ولايته الثانية، فيما لا يجد كثيرون سبيلاً للتعبير، سوى السخرية من الاخراج الركيك الذي تتم به العملية الانتخابية.
“إنها مهزله. كنا نتخيل أن الثوره قد نجحت. كنا نعتقد أن إنتخابات ٢٠١٢ جاده. لكننا الآن تيقنا أنها كانت مجرد مهزلة”، تقول نجلاء المحبطة مما يجري على الساحة السياسية المصرية، مقارنة بما كانت تأمل وتحلم به لبلادها.
وكان خالد علي، وهو محام وحقوقي بارز ومعارض للنظام، قد أعلن انسحابه من سباق الإنتخابات الرئاسية. وقالت حملته في بيان لها، إن الحملة الخاصة بخالد علي، لن تتقدم بأوراق ترشح في سياقٍ انتخابي استنفذ كل أغراضه قبل أن يبدأ. وقبل انسحاب علي بيوم، كانت السلطات المصرية قد اعتقلت رئيس الأركان الأسبق للقوات المسلحة سامي عنان، وفقاً لما نقله صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك. ووفقا ً لصحيفة الأهرام، أبرز الصحف الحكومية المصرية، فإن عنان أحيل للتحقيق أمام القضاء العسكري، بتهمة مخالفة القواعد العسكرية والتزوير في أوراق رسمية.
“لم يعجبني ما حدث بالأمس”، يقول محمد طاهر، وهو أحد المتطوعين في حملة “علشان تبنيها” التي تدعم الرئيس السيسي في ترشحه لولاية رئاسية ثانية. ويضيف، “أشعر أن المشهد الانتخابي سيرسو على عدم وجود أي مرشحين أصلاً و حيكون شكلنا سيئ للغاية.” لكن رغم ذلك، يستمر طاهر في دعمه للسيسي، الذي وحتى اللحظة، يبدو أنه هو المرشح الأوحد للانتخابات القادمة. فقد تم اعتقال بعض المرشحين، فيما جرى استبعاد البعض الآخر، وفضّل من تبقى الانسحاب، في أجواء أمنية وانتخابية ضاغطة. يحصل هذا فيما تبقى صور وشعارات حملة السيسي، هي المشهد الوحيد الطاغي في الشوارع المصرية والتي لا يمسّها أحد.
وقبل أن يعلن أي من خالد علي و سامي عنان ترشحهما، كان أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، والمرشح الرئاسي الأسبق، قد أعلن نيته خوض الإنتخابات ثم تراجع ،بعد أن تم ترحيله من دولة الإمارات إلى القاهرة، معللاً قراره بأنه قد راجع موقفه فوجد أن السيسي هو أجدر من يترأس مصر في المرحلة الحالية. بعد ذلك أعلن النائب السابق بالبرلمان المصري ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، ترشحه للرئاسة ثم انسحب هو أيضاً بعد مضايقات أمنية وضغط اعلامي.
بالنسبة إلى نجلاء، التي كانت عضوة في حركة 6 إبريل، أكثر الحركات الشبابية نشاطاً خلال الثورة المصرية، فهي لا تعتقد بأن ما يحصل في مصر هو انتخابات، “لا يوجد انتخابات … هذا الرجل (السيسي) قررّ أن لا تقوم إنتخابات”، مضيفةً، “حتى أيام مبارك، كان يوجد من يمثل أنه يترشح ضده، أما هو فيخاف، حتى وهو المشرف على الانتخابات.”
أما محمد عبد السلام، وهو أيضاً أحد الشباب المشاركين في الثورة المصرية، ويعمل كباحث في مجال الحقوق والحريات، فله رأي مشابه، ويقول ل”درج”، “نحن الآن أمام نظام سياسي يتمنى ألا تتم إنتخابات.”. ويوضح قائلاً، “حتى و إن تمت إنتخابات، فهي تتم في ظل حالة طوارئ وتعديات مستمرة على الحق في التعبير، والتضييق على المجتمع المدني، و ملاحقة السياسيين والناشطين.” مضيفاً، “المناخ الحالي أبعد ما يكون عن إنتخابات حقيقية” ، متوقعاً أن يبقى السيسي هو”المرشح الأوحد الذي لا يجرؤ أحد على الترشح أمامه.”
أما طاهر الذي كان طالباً في الجامعة إبان عصر مبارك، و شارك في المظاهرات التى هتفت بسقوطه، فقد كان يخشى البطالة، شأنه شأن الكثير من أبناء جيله. اليوم، يعمل طاهر كمحاسب في شركة، يديرها نائب برلماني يترأس حملة “علشان تبنيها”، الداعمة للسيسي. وبحسب طاهر، فقد طلب مديره متطوعين للحملة فتطوع لها، و يقضي الآن معظم وقته جالسا ً في المكتب الرئيسي للحملة في وسط القاهرة. يقول طاهر إنه مستمر في دعم السيسي لأنه يريد أن يرى استكمال المشاريع التى بدأها على أرض الواقع ويرى أثرها في الحياة اليومية.
لكن كثيرين لا يشاركون طاهر رأيه، فيقول عبد السلام، “البلد تدار من قبل الرئيس ولا يوجد مكان لمشاركة المواطن.” مضيفاً أنه في مرحلة الثورة، كانت الظروف تختلف، حيث كان لدى الناس بعض الأمل، أما الآن، وبعد سبع سنوات، “تحولت هذه الآمال إلى إحباط وإنتهت الأحلام”. ويضيف عبدالسلام ،”لكنها ليست نهاية الكون… دائما ً أشعر أن علينا أن نستقبل الفرص المتاحة، أو التي من الممكن أن نخلقها وإن كانت محدودة.”
أما نجلاء فتقول، ” كلنا انهزمنا، ولكن الثورة مازلت موجودة حتى و إن لم نكن نشعر بها. لا يوجد حراك في الشارع ولكنه مستمر في وعي الناس، ولو بشكل محدود، من خلال إبداء رأي عبر مكالمة هاتف أو سؤال عن معتقل.” [video_player link=””][/video_player]

السيسي وحده لا شريك له في الانتخابات
مطلع العام الحالي، تم الاعلان عن تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، ليكون في شهر مارس/آذار المقبل، بدلاً مطلع الصيف كما كان مقرراً سابقاً. وحين أعلن عن الموعد الجديد، سارع بعض الطامحين في الترشح لجمع التوكيلات اللازمة، والبدء في حملاتهم الانتخابية على عجلة من أمرهم.

مشاريع الاستثمار المتلكّئة في العراق: تفاقم أزمة السكن بدلاً من حلّها!

محاولة لإعادة تعريف البكاء

عن وزارات الكُرد السياديّة في سوريا
مطلع العام الحالي، تم الاعلان عن تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، ليكون في شهر مارس/آذار المقبل، بدلاً مطلع الصيف كما كان مقرراً سابقاً. وحين أعلن عن الموعد الجديد، سارع بعض الطامحين في الترشح لجمع التوكيلات اللازمة، والبدء في حملاتهم الانتخابية على عجلة من أمرهم.
مطلع العام الحالي، تم الاعلان عن تقريب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، ليكون في شهر مارس/آذار المقبل، بدلاً مطلع الصيف كما كان مقرراً سابقاً. وحين أعلن عن الموعد الجديد، سارع بعض الطامحين في الترشح لجمع التوكيلات اللازمة، والبدء في حملاتهم الانتخابية على عجلة من أمرهم. وبالرغم ذلك، وحتى ساعات خلت، كان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، هو الوحيد الذي قدمت إدارة حملته الانتخابيه كافة الأوراق، بينما قامت بعض الهيئات (مثل اتحاد كرة القدم وغيرها) بمؤتمرات للمبايعة.
“كلنا انهزمنا”، هذا ما تقوله نجلاء عبد الجواد، وهي تستعد للنزول إلى المؤتمر الصحفي للحقوقي خالد علي، الذي كان يستعد للمنافسة على الانتخابات الرئاسية، قبل أن يعاود اعلان انسحابه.
“٢٥ يناير ليس فقط ذكرى لحراكٍ شعبي، بل أصبحت ذكرى لشهداء سقطوا ويسقطون يوماً بعد يوم”، تضيف نجلاء بكل أسى. وتأتي الذكرى السابعة للثورة المصرية، بينما تخلو الشوارع من أي حراك شعبي على غرار السنوات الماضية. تحلّ الذكرى ثقيلةً، بسبب تدهور الوضع الحقوقي والاقتصادي في البلد، أما الإعلام، فمنهمكٌ في الترويج لحملة الرئيس السيسي، الذي يسعى لاستكمال فترته الرئاسية الثانية. من هنا، تبدو الانتخابات الرئاسية وبعد سحق كل الأصوات المعارضة، مجرد اخراج باهت للتجديد للسيسي، الذي سيبدأ ولايته الثانية، فيما لا يجد كثيرون سبيلاً للتعبير، سوى السخرية من الاخراج الركيك الذي تتم به العملية الانتخابية.
“إنها مهزله. كنا نتخيل أن الثوره قد نجحت. كنا نعتقد أن إنتخابات ٢٠١٢ جاده. لكننا الآن تيقنا أنها كانت مجرد مهزلة”، تقول نجلاء المحبطة مما يجري على الساحة السياسية المصرية، مقارنة بما كانت تأمل وتحلم به لبلادها.
وكان خالد علي، وهو محام وحقوقي بارز ومعارض للنظام، قد أعلن انسحابه من سباق الإنتخابات الرئاسية. وقالت حملته في بيان لها، إن الحملة الخاصة بخالد علي، لن تتقدم بأوراق ترشح في سياقٍ انتخابي استنفذ كل أغراضه قبل أن يبدأ. وقبل انسحاب علي بيوم، كانت السلطات المصرية قد اعتقلت رئيس الأركان الأسبق للقوات المسلحة سامي عنان، وفقاً لما نقله صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك. ووفقا ً لصحيفة الأهرام، أبرز الصحف الحكومية المصرية، فإن عنان أحيل للتحقيق أمام القضاء العسكري، بتهمة مخالفة القواعد العسكرية والتزوير في أوراق رسمية.
“لم يعجبني ما حدث بالأمس”، يقول محمد طاهر، وهو أحد المتطوعين في حملة “علشان تبنيها” التي تدعم الرئيس السيسي في ترشحه لولاية رئاسية ثانية. ويضيف، “أشعر أن المشهد الانتخابي سيرسو على عدم وجود أي مرشحين أصلاً و حيكون شكلنا سيئ للغاية.” لكن رغم ذلك، يستمر طاهر في دعمه للسيسي، الذي وحتى اللحظة، يبدو أنه هو المرشح الأوحد للانتخابات القادمة. فقد تم اعتقال بعض المرشحين، فيما جرى استبعاد البعض الآخر، وفضّل من تبقى الانسحاب، في أجواء أمنية وانتخابية ضاغطة. يحصل هذا فيما تبقى صور وشعارات حملة السيسي، هي المشهد الوحيد الطاغي في الشوارع المصرية والتي لا يمسّها أحد.
وقبل أن يعلن أي من خالد علي و سامي عنان ترشحهما، كان أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، والمرشح الرئاسي الأسبق، قد أعلن نيته خوض الإنتخابات ثم تراجع ،بعد أن تم ترحيله من دولة الإمارات إلى القاهرة، معللاً قراره بأنه قد راجع موقفه فوجد أن السيسي هو أجدر من يترأس مصر في المرحلة الحالية. بعد ذلك أعلن النائب السابق بالبرلمان المصري ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، ترشحه للرئاسة ثم انسحب هو أيضاً بعد مضايقات أمنية وضغط اعلامي.
بالنسبة إلى نجلاء، التي كانت عضوة في حركة 6 إبريل، أكثر الحركات الشبابية نشاطاً خلال الثورة المصرية، فهي لا تعتقد بأن ما يحصل في مصر هو انتخابات، “لا يوجد انتخابات … هذا الرجل (السيسي) قررّ أن لا تقوم إنتخابات”، مضيفةً، “حتى أيام مبارك، كان يوجد من يمثل أنه يترشح ضده، أما هو فيخاف، حتى وهو المشرف على الانتخابات.”
أما محمد عبد السلام، وهو أيضاً أحد الشباب المشاركين في الثورة المصرية، ويعمل كباحث في مجال الحقوق والحريات، فله رأي مشابه، ويقول ل”درج”، “نحن الآن أمام نظام سياسي يتمنى ألا تتم إنتخابات.”. ويوضح قائلاً، “حتى و إن تمت إنتخابات، فهي تتم في ظل حالة طوارئ وتعديات مستمرة على الحق في التعبير، والتضييق على المجتمع المدني، و ملاحقة السياسيين والناشطين.” مضيفاً، “المناخ الحالي أبعد ما يكون عن إنتخابات حقيقية” ، متوقعاً أن يبقى السيسي هو”المرشح الأوحد الذي لا يجرؤ أحد على الترشح أمامه.”
أما طاهر الذي كان طالباً في الجامعة إبان عصر مبارك، و شارك في المظاهرات التى هتفت بسقوطه، فقد كان يخشى البطالة، شأنه شأن الكثير من أبناء جيله. اليوم، يعمل طاهر كمحاسب في شركة، يديرها نائب برلماني يترأس حملة “علشان تبنيها”، الداعمة للسيسي. وبحسب طاهر، فقد طلب مديره متطوعين للحملة فتطوع لها، و يقضي الآن معظم وقته جالسا ً في المكتب الرئيسي للحملة في وسط القاهرة. يقول طاهر إنه مستمر في دعم السيسي لأنه يريد أن يرى استكمال المشاريع التى بدأها على أرض الواقع ويرى أثرها في الحياة اليومية.
لكن كثيرين لا يشاركون طاهر رأيه، فيقول عبد السلام، “البلد تدار من قبل الرئيس ولا يوجد مكان لمشاركة المواطن.” مضيفاً أنه في مرحلة الثورة، كانت الظروف تختلف، حيث كان لدى الناس بعض الأمل، أما الآن، وبعد سبع سنوات، “تحولت هذه الآمال إلى إحباط وإنتهت الأحلام”. ويضيف عبدالسلام ،”لكنها ليست نهاية الكون… دائما ً أشعر أن علينا أن نستقبل الفرص المتاحة، أو التي من الممكن أن نخلقها وإن كانت محدودة.”
أما نجلاء فتقول، ” كلنا انهزمنا، ولكن الثورة مازلت موجودة حتى و إن لم نكن نشعر بها. لا يوجد حراك في الشارع ولكنه مستمر في وعي الناس، ولو بشكل محدود، من خلال إبداء رأي عبر مكالمة هاتف أو سؤال عن معتقل.” [video_player link=””][/video_player]
آخر القصص

مشاريع الاستثمار المتلكّئة في العراق: تفاقم أزمة السكن بدلاً من حلّها!

عن وزارات الكُرد السياديّة في سوريا

محاولة لإعادة تعريف البكاء

من يتعمّد إقصاء النساء من المشهد العام في سوريا؟
