fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الشرع في بلاد الـ”باسكت بول”   

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الكثافة المأساوية لمشهدية اللهو “السلّوي” لأحمد الشرع أمام الغرب، تتلازم مع مشهدية دموية تتولاها فصائل “الجولاني” بحق العلويين والدروز السوريين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لاعباً بكرة السلة، يبعث لنا الرئيس السوري أحمد الشرع آخر تحديث لأبي محمد الجولاني.

 الـ”داونلود” الأخير يندرج على الأرجح في سياق تبديد صورة زعيم جبهة “النصرة” وقد آل إليه حكم سوريا، في حين أن المظهر الذي يزاول فيه هوايته المكتشفة منّا راهناً، يريدها الشرع مساهمة جديدة في التواطؤ على مظهر آخر. إنه ماضي الرجل بجلباب المتطرفين.

 الشرع السلّوي (نسبة لكرة لسلة) لم تنقصه لحظة ذكاء وهو يزاول هوايته بشيء من المهارة على ما أظهره المشهد الراهن. ذكاء يفترِض أن يحفّزنا نحن أيضاً على الذكاء، وقد فعلها.

يستدعي ذكاؤنا أن ندرك أن “حداثة” الشرع مرسلة بالضرورة إلى خارج سوريا، وتحديداً إلى بلاد الـ”باسكت بول”، ولا بأس أيضاً بمراسلة ملحقة نحو الغرب بشكل عام. إنها حداثة مصطنعة تتلاشى كل مظاهرها أمام الدم السوري المسال بأبعاد مذهبية، وبأمر من الرجل ، أو بصمت منه، ويشي أننا لم نزل أمام حكم هجين هو بالضرورة نتاج فصائل “النصرة” المهجنة.

رجل شرقي إذاً، وبكل ما تكتوي به مشرقيته من استغراق تاريخي ومذهبي بائس، يختار نمطاً ترفيهياً وشعبياً غربياً، وبتقليد للمواصفات المكتملة عن مدربي الـNBA. لباس رسمي، ربطة عنق، وكرة سلة تطيع مهارة متعمّدة، ولا تبدد كل تلك المواصفات “لحية”، هي من ذلك الإرث الذي لا يزال يحمله الرجل من ماضيه إلى حاضره.

عموماً، رجل بلحية مشذّبة ليس مؤشراً إلى ماضٍ متطرف، أو اعتدال مُحدّث لا يريد الخروج من ذلك الماضي. مجدداً نحن أمام نمط سائد في الولايات المتحدة الأميركية، وفي أوروبا، وأي مماثلة لهذا السائد يتأتى التباسها من أحمد الشرع نفسه حين تعرفنا على ملامحه.

قبل ظهوره العلني للمرة الأولى، كان أبو محمد الجولاني رجلاً تعرِّف عنه سيرته “الجهادية”، وظلت ملامحه استعصاءً غالباً على بصائر، كان الاستثناء فيها، وعلى الأرجح، مخابرات بشار الأسد، والـ CIA، وهنا المفارقة، وباستثناء الأخيرَين، كان بإمكان الجولاني أن ينزع عنه ثوبه الجهادي، ويمارس حينها أيضاً لعبة كرة السلة من دون أن يثير فينا لحظة متأتية من موقعيه القديم والجديد في سوريا.

وبالمجازفة، قد يفضي مشهد الرجل السلّوي إلى مخادعة العقل الغربي، ليس لأن الأخير هو عقل يسهل خداعه، فمقاربة كهذه تنم عن اعتلال في عقل من يعتقد بها فقط، في حين أن المخادعة المذكورة تسقط على العقل الغربي بمقاربة تتقاطع مع مصالحه، وفي أحمد الشرع ما يُثري عقلاً أميركياً غربياً يمتهن لعبة المصالح، وبمهارة لاعب كرة سلة يتفوق بمراحل على ما ظهر من مهارة أحمد الشرع قيد التجربة.

ولأن أحمد الشرع رئيس حاليّ لسوريا، يفترِض ذكاؤنا، وذكاء السوريين أولاً، والذي حفّزه فينا في مشهديته السلوية، أن يشرّح الرجل من خارج لعبة الدول، ووقائع سوريا في راهنها الدموي هي من تتكفّل بتشريحه.

كل ما في أحمد الشرع، وفصائله، يشي بأن الأخير ما زال مسكوناً بأبي محمد الجولاني، وأن ممارسة لعبة رياضية بمظهر حداثي، أو أن تشرَّع لأطفال سوريين أبواب  قصر رئاسي كان قبله يقيم في وعيهم، ووعي ذويهم، كمكان مقفل على أوامر القتل، فالأمر قد يبدو في أحسن الأحوال سياقاً من سياقات العرض الذي يستجدي به شرعية حكمه لسوريا، ومن غير السوريين حكماً.

الكثافة المأساوية لمشهدية اللهو “السلّوي” لأحمد الشرع أمام الغرب، تتلازم مع مشهدية دموية تتولاها فصائل “الجولاني” بحق العلويين والدروز السوريين.

رنا الصبّاغ- كاتبة وصحافية أردنية | 23.05.2025

الرقص على أوجاع الغزّيين !…عندما تعطّل واشنطن وتل أبيب ديناميات الأمم المتّحدة 

أثناء كتابة هذا المقال، بدأت كوادر في الشركات الجديدة ومتعهّدون أمنيون ومرتزقة، بالوصول مع معدّاتهم إلى إسرائيل، استعداداً لدخول غزّة، وتطبيق الخطّة الإشكالية البديلة عن المسار الأممي.
07.05.2025
زمن القراءة: 3 minutes

الكثافة المأساوية لمشهدية اللهو “السلّوي” لأحمد الشرع أمام الغرب، تتلازم مع مشهدية دموية تتولاها فصائل “الجولاني” بحق العلويين والدروز السوريين.

لاعباً بكرة السلة، يبعث لنا الرئيس السوري أحمد الشرع آخر تحديث لأبي محمد الجولاني.

 الـ”داونلود” الأخير يندرج على الأرجح في سياق تبديد صورة زعيم جبهة “النصرة” وقد آل إليه حكم سوريا، في حين أن المظهر الذي يزاول فيه هوايته المكتشفة منّا راهناً، يريدها الشرع مساهمة جديدة في التواطؤ على مظهر آخر. إنه ماضي الرجل بجلباب المتطرفين.

 الشرع السلّوي (نسبة لكرة لسلة) لم تنقصه لحظة ذكاء وهو يزاول هوايته بشيء من المهارة على ما أظهره المشهد الراهن. ذكاء يفترِض أن يحفّزنا نحن أيضاً على الذكاء، وقد فعلها.

يستدعي ذكاؤنا أن ندرك أن “حداثة” الشرع مرسلة بالضرورة إلى خارج سوريا، وتحديداً إلى بلاد الـ”باسكت بول”، ولا بأس أيضاً بمراسلة ملحقة نحو الغرب بشكل عام. إنها حداثة مصطنعة تتلاشى كل مظاهرها أمام الدم السوري المسال بأبعاد مذهبية، وبأمر من الرجل ، أو بصمت منه، ويشي أننا لم نزل أمام حكم هجين هو بالضرورة نتاج فصائل “النصرة” المهجنة.

رجل شرقي إذاً، وبكل ما تكتوي به مشرقيته من استغراق تاريخي ومذهبي بائس، يختار نمطاً ترفيهياً وشعبياً غربياً، وبتقليد للمواصفات المكتملة عن مدربي الـNBA. لباس رسمي، ربطة عنق، وكرة سلة تطيع مهارة متعمّدة، ولا تبدد كل تلك المواصفات “لحية”، هي من ذلك الإرث الذي لا يزال يحمله الرجل من ماضيه إلى حاضره.

عموماً، رجل بلحية مشذّبة ليس مؤشراً إلى ماضٍ متطرف، أو اعتدال مُحدّث لا يريد الخروج من ذلك الماضي. مجدداً نحن أمام نمط سائد في الولايات المتحدة الأميركية، وفي أوروبا، وأي مماثلة لهذا السائد يتأتى التباسها من أحمد الشرع نفسه حين تعرفنا على ملامحه.

قبل ظهوره العلني للمرة الأولى، كان أبو محمد الجولاني رجلاً تعرِّف عنه سيرته “الجهادية”، وظلت ملامحه استعصاءً غالباً على بصائر، كان الاستثناء فيها، وعلى الأرجح، مخابرات بشار الأسد، والـ CIA، وهنا المفارقة، وباستثناء الأخيرَين، كان بإمكان الجولاني أن ينزع عنه ثوبه الجهادي، ويمارس حينها أيضاً لعبة كرة السلة من دون أن يثير فينا لحظة متأتية من موقعيه القديم والجديد في سوريا.

وبالمجازفة، قد يفضي مشهد الرجل السلّوي إلى مخادعة العقل الغربي، ليس لأن الأخير هو عقل يسهل خداعه، فمقاربة كهذه تنم عن اعتلال في عقل من يعتقد بها فقط، في حين أن المخادعة المذكورة تسقط على العقل الغربي بمقاربة تتقاطع مع مصالحه، وفي أحمد الشرع ما يُثري عقلاً أميركياً غربياً يمتهن لعبة المصالح، وبمهارة لاعب كرة سلة يتفوق بمراحل على ما ظهر من مهارة أحمد الشرع قيد التجربة.

ولأن أحمد الشرع رئيس حاليّ لسوريا، يفترِض ذكاؤنا، وذكاء السوريين أولاً، والذي حفّزه فينا في مشهديته السلوية، أن يشرّح الرجل من خارج لعبة الدول، ووقائع سوريا في راهنها الدموي هي من تتكفّل بتشريحه.

كل ما في أحمد الشرع، وفصائله، يشي بأن الأخير ما زال مسكوناً بأبي محمد الجولاني، وأن ممارسة لعبة رياضية بمظهر حداثي، أو أن تشرَّع لأطفال سوريين أبواب  قصر رئاسي كان قبله يقيم في وعيهم، ووعي ذويهم، كمكان مقفل على أوامر القتل، فالأمر قد يبدو في أحسن الأحوال سياقاً من سياقات العرض الذي يستجدي به شرعية حكمه لسوريا، ومن غير السوريين حكماً.

الكثافة المأساوية لمشهدية اللهو “السلّوي” لأحمد الشرع أمام الغرب، تتلازم مع مشهدية دموية تتولاها فصائل “الجولاني” بحق العلويين والدروز السوريين.

07.05.2025
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
وثائق إيلي كوهين تعود إلى تل أبيب: حفظ الحقيقة أم تكريس للسلطة الاستعمارية؟
جيفري كرم - أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية | 23.05.2025
شهر على جيرة البحيرة
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 23.05.2025

اشترك بنشرتنا البريدية