fbpx

الصدريون ينقضون على الثورة في العراق 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“سجاد” هو أحد الصدريين الذين اقتحموا مبنى المطعم التركي في بغداد. وقف عند أعلى طابق مطلاً على ساحات التظاهر راسماً ابتسامة المنتصر أثناء تحطيمه زجاجات كحول، ابتسم وقال” لقد نظفنا المطعم التركي من الفاسقين…”

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]
صدريون في مبنى المطعم التركي

مع اقتراب المساء، استعرض أكثر من 50 شخصاً من “سرايا السلام”، وهو تنظيم مسلح تابع للزعيم مقتدى الصدر، بالقرب من بناية المطعم التركي في ساحة التحرير.

المشاركون في العرض كانوا يحملون العصي، والسكاكين، والأنابيب المطاطية (الصوندات)، واتجهوا الى بناية المطعم التركي تحت ذريعة تنظيف المبنى من “الفاسقين” و”الديوثين” كما كانوا يرددون. 

ياسر وهو أحد المشاركين في الاعتصامات وثق عبر هاتفه ماحصل،”بعد أن دخل اتباع التيار الصدري وأحد المتظاهرين في الطابق الأول من المطعم التركي بنقاش حاد، قام أتباع التيار بضرب المتظاهر، ومن ثم دخلوا المطعم وسيطروا عليه مستخدمين العنف.” وثّق ياسر بعدسة هاتفه مشاهد لشخصٍ تمّ الإلقاء به من الطابق التاسع أي من اعلى بناية المطعم التركي. وهنا بدأ الخطر يتصاعد ضد ياسر جراء تصويره لإعدام الشاب، “قام بعدها أفراد من “سرايا السلام” بأخذ هاتفي النقال وتهديدي بالقتل لو كررت هذه الفعلة” مؤكداً أن جثة الشخص الذي تم رميه قد اختفت من الساحة تماماً.

ابتسامة انتصار 

عناصر التيار الصدري

“سجاد” هو أحد الصدريين الذين اقتحموا مبنى المطعم التركي، وقف عند أعلى طابق مطلاً على ساحات التظاهر راسماً ابتسامة المنتصر، أثناء تحطيمه لبعض زجاجات المشروبات الكحولية المتواجدة هناك. وبابتسامته تلك قال سجاد لـ”درج”: ” لقد نظفنا المطعم التركي من الفاسقين، وقمنا بتشغيل الآذان فجر اليوم.” 

الصدريون يؤكدون أن زعيمهم لم يأمر بانسحابهم، وأن كل ما حصل هو سوء فهم أو تأويل من قبل الشارع العراقي لتغريدة مقتدى الصدر، التي أكد فيها انه لن يتدخل في التظاهرات لا بالسلب ولا بالايجاب.

يقول سجاد: ” لقد رفعنا خيمنا لكننا لم ننسحب، قررنا البقاء في بيوتنا ليلاً وزيارة الساحة نهاراً وعدنا لنصبها بعد أن امرنا السيد مقتدى بذلك، لكن هذا لا يعني اننا انسحبنا من ساحات التظاهر.”

 الصدر لم يكُن متخبطاً

ما حصل خلال الأيام الماضية هو ترجمة ميدانية لإعلان زعيم التيار الصدري عن تظاهرة مليونية ضد “اي تدخل في سيادة العراق من قبل دول أجنبية أو عربية جارة أو صديقة”، وهو ما تلاه انسحاب الصدريين من ساحات التظاهر، وتبعه رجوعهم لكن ليس لدعم المتظاهرين كما حصل في الأسابيع الماضية، بل للسيطرة بالقوة على أهم مبنى وهو المطعم التركي الذي مثل رمزية مهمة في الاحتجاجات. هذا الانقضاض الصدري لم يكن بسبب تخبط في مواقف مقتدى الصدر كما اعتقد البعض. يقول المحلل السياسي حارث الأعسم، “الصدر لم يكُن عابثاً، نحن فقط من كُنا نُشكك بقدراته بوضع مخطط محترف للاطاحة بالتظاهرات العراقية.”

ويشير الاعسم إلى أن الزيارة الأخيرة للصدر الى إيران ما هي الا “خطوة اولى لتنفيذ واجبه تجاه التظاهرات والاطاحة بها، بعد أن قام الصدر بلقاء جهات متنفذة في ايران لها تدخلات في الشأن العراقي، جاءنا بفكرة تظاهرة مليونية ضد أميركا، او بمعنى آخر ضد أي تدخل خارجي في العراق، ومن ثم انسحب وعاود الرجوع الى الساحة للسيطرة على أهم جزء فيها… الآن يجب ان نكون واقعيين، فالتيار قادر على إنهاء التظاهرة بأي لحظة وقمعها بوحشية بعد أن سيطر على المطعم التركي، وهنالك انباء تقول ان التيار ينوي تسليم بناية المطعم الى قوات حفظ الشغب من أجل السيطرة على ساحة التحرير وقمع التظاهرات.”

وفي سياق تقويض الحركة الاحتجاجية، أعلن الصدر مرشحه محمد توفيق علاوي، كرئيس وزراء للحكومة الانتقالية، وقد نشر الصدر تغريدة مباركة لهذه الحكومة، “بهذا يكون الصدر حقق ما ترمي له الجهات السياسية التي لها مصلحة بتكليف علاوي والتي لها مصلحة بقمع التظاهرات وفضها”، يؤكد الاعسم مضيفاً، ” الصدر يطمح الى قانون انتخابي مبني على أساس الدوائر الانتخابية الصغيرة، لان هذا النوع من الدوائر يضمن له نجاحه كونه يُسيطر على ثلاث ارباع العاصمة بغداد واغلب المحافظات، بينما لا تمتلك الكتل الاخرى هذا النفوذ.”

رغم اجتياحهم ساحات التظاهر واستهدافهم للعديد من الناشطين، يردد الصدريون  أنهم يتظاهرون مع ابناء الشعب العراقي، وأنهم لا ينوون الانسحاب، ولا قمع التظاهرات.

مصدر مقرب من مكتب التيار الصدري، والذي رفض الكشف عن اسمه قال لـ”درج”، “لم نوافق نصاً على ترشيح محمد علاوي، وكذلك سائرون لم يقدموا أي بيان بموافقتهم، وكل ما قمنا به هو أننا وافقنا على ترشيح أي شخص يختاره المتظاهرين.”

المتظاهرون: لاتراجع

المتظاهرون في ساحة التحرير، أكدوا أنهم لن ينسحبوا من الساحات حتى وإن سيطر اتباع التيار الصدري على المطعم التركي، والذي يعني سيطرتهم على الساحة بأكملها. علاء عبد الجبار، هو أحد الطلاب الذين خرجوا من مدارسهم للتظاهر في ساحة التحرير ويقول ” لن نتراجع، وان سيطرت الحكومة والأحزاب على الساحة سنعاود الخروج ونقدم الشهداء لنسيطر عليها. نحن لا خيار لنا سوى هذا.”

بعض من رسائل التهديد التي وصلت لمتظاهرين

شهدت ساحة التحرير تصعيداً حاداً في التظاهرات، بعد التفاف التيار الصدري على المتظاهرين، وتكليف محمد توفيق علاوي، ليملأ المواطنون الساحة رافعين صورة علاوي التي وضعوا عليها علامة “X”، بينما تُصعد ميليشيات “سرايا السلام” من ممارسات عنفية، إذ سجل متظاهرون اندساس اتباع السرايا بين المحتجين واستهدافهم بالسكاكين، ودسّ ظروف تحمل رسائل تهديد في جيوبهم، فضلاً عن اقتحام سيارات تابعة للسرايا لساحة التحرير بعد منتصف الليل وأخذ عدد من المتظاهرين الذين يبيتون في خيمهم وتعذيبهم داخل مبنى المطعم التركي”.

ساحات الاحتجاج العراقية لم تخمد، لكنها بالتأكيد تدخل نفقاً بالغ الدقة والصعوبة.


02.02.2020
زمن القراءة: 4 minutes

“سجاد” هو أحد الصدريين الذين اقتحموا مبنى المطعم التركي في بغداد. وقف عند أعلى طابق مطلاً على ساحات التظاهر راسماً ابتسامة المنتصر أثناء تحطيمه زجاجات كحول، ابتسم وقال” لقد نظفنا المطعم التركي من الفاسقين…”

صدريون في مبنى المطعم التركي

مع اقتراب المساء، استعرض أكثر من 50 شخصاً من “سرايا السلام”، وهو تنظيم مسلح تابع للزعيم مقتدى الصدر، بالقرب من بناية المطعم التركي في ساحة التحرير.

المشاركون في العرض كانوا يحملون العصي، والسكاكين، والأنابيب المطاطية (الصوندات)، واتجهوا الى بناية المطعم التركي تحت ذريعة تنظيف المبنى من “الفاسقين” و”الديوثين” كما كانوا يرددون. 

ياسر وهو أحد المشاركين في الاعتصامات وثق عبر هاتفه ماحصل،”بعد أن دخل اتباع التيار الصدري وأحد المتظاهرين في الطابق الأول من المطعم التركي بنقاش حاد، قام أتباع التيار بضرب المتظاهر، ومن ثم دخلوا المطعم وسيطروا عليه مستخدمين العنف.” وثّق ياسر بعدسة هاتفه مشاهد لشخصٍ تمّ الإلقاء به من الطابق التاسع أي من اعلى بناية المطعم التركي. وهنا بدأ الخطر يتصاعد ضد ياسر جراء تصويره لإعدام الشاب، “قام بعدها أفراد من “سرايا السلام” بأخذ هاتفي النقال وتهديدي بالقتل لو كررت هذه الفعلة” مؤكداً أن جثة الشخص الذي تم رميه قد اختفت من الساحة تماماً.

ابتسامة انتصار 

عناصر التيار الصدري

“سجاد” هو أحد الصدريين الذين اقتحموا مبنى المطعم التركي، وقف عند أعلى طابق مطلاً على ساحات التظاهر راسماً ابتسامة المنتصر، أثناء تحطيمه لبعض زجاجات المشروبات الكحولية المتواجدة هناك. وبابتسامته تلك قال سجاد لـ”درج”: ” لقد نظفنا المطعم التركي من الفاسقين، وقمنا بتشغيل الآذان فجر اليوم.” 

الصدريون يؤكدون أن زعيمهم لم يأمر بانسحابهم، وأن كل ما حصل هو سوء فهم أو تأويل من قبل الشارع العراقي لتغريدة مقتدى الصدر، التي أكد فيها انه لن يتدخل في التظاهرات لا بالسلب ولا بالايجاب.

يقول سجاد: ” لقد رفعنا خيمنا لكننا لم ننسحب، قررنا البقاء في بيوتنا ليلاً وزيارة الساحة نهاراً وعدنا لنصبها بعد أن امرنا السيد مقتدى بذلك، لكن هذا لا يعني اننا انسحبنا من ساحات التظاهر.”

 الصدر لم يكُن متخبطاً

ما حصل خلال الأيام الماضية هو ترجمة ميدانية لإعلان زعيم التيار الصدري عن تظاهرة مليونية ضد “اي تدخل في سيادة العراق من قبل دول أجنبية أو عربية جارة أو صديقة”، وهو ما تلاه انسحاب الصدريين من ساحات التظاهر، وتبعه رجوعهم لكن ليس لدعم المتظاهرين كما حصل في الأسابيع الماضية، بل للسيطرة بالقوة على أهم مبنى وهو المطعم التركي الذي مثل رمزية مهمة في الاحتجاجات. هذا الانقضاض الصدري لم يكن بسبب تخبط في مواقف مقتدى الصدر كما اعتقد البعض. يقول المحلل السياسي حارث الأعسم، “الصدر لم يكُن عابثاً، نحن فقط من كُنا نُشكك بقدراته بوضع مخطط محترف للاطاحة بالتظاهرات العراقية.”

ويشير الاعسم إلى أن الزيارة الأخيرة للصدر الى إيران ما هي الا “خطوة اولى لتنفيذ واجبه تجاه التظاهرات والاطاحة بها، بعد أن قام الصدر بلقاء جهات متنفذة في ايران لها تدخلات في الشأن العراقي، جاءنا بفكرة تظاهرة مليونية ضد أميركا، او بمعنى آخر ضد أي تدخل خارجي في العراق، ومن ثم انسحب وعاود الرجوع الى الساحة للسيطرة على أهم جزء فيها… الآن يجب ان نكون واقعيين، فالتيار قادر على إنهاء التظاهرة بأي لحظة وقمعها بوحشية بعد أن سيطر على المطعم التركي، وهنالك انباء تقول ان التيار ينوي تسليم بناية المطعم الى قوات حفظ الشغب من أجل السيطرة على ساحة التحرير وقمع التظاهرات.”

وفي سياق تقويض الحركة الاحتجاجية، أعلن الصدر مرشحه محمد توفيق علاوي، كرئيس وزراء للحكومة الانتقالية، وقد نشر الصدر تغريدة مباركة لهذه الحكومة، “بهذا يكون الصدر حقق ما ترمي له الجهات السياسية التي لها مصلحة بتكليف علاوي والتي لها مصلحة بقمع التظاهرات وفضها”، يؤكد الاعسم مضيفاً، ” الصدر يطمح الى قانون انتخابي مبني على أساس الدوائر الانتخابية الصغيرة، لان هذا النوع من الدوائر يضمن له نجاحه كونه يُسيطر على ثلاث ارباع العاصمة بغداد واغلب المحافظات، بينما لا تمتلك الكتل الاخرى هذا النفوذ.”

رغم اجتياحهم ساحات التظاهر واستهدافهم للعديد من الناشطين، يردد الصدريون  أنهم يتظاهرون مع ابناء الشعب العراقي، وأنهم لا ينوون الانسحاب، ولا قمع التظاهرات.

مصدر مقرب من مكتب التيار الصدري، والذي رفض الكشف عن اسمه قال لـ”درج”، “لم نوافق نصاً على ترشيح محمد علاوي، وكذلك سائرون لم يقدموا أي بيان بموافقتهم، وكل ما قمنا به هو أننا وافقنا على ترشيح أي شخص يختاره المتظاهرين.”

المتظاهرون: لاتراجع

المتظاهرون في ساحة التحرير، أكدوا أنهم لن ينسحبوا من الساحات حتى وإن سيطر اتباع التيار الصدري على المطعم التركي، والذي يعني سيطرتهم على الساحة بأكملها. علاء عبد الجبار، هو أحد الطلاب الذين خرجوا من مدارسهم للتظاهر في ساحة التحرير ويقول ” لن نتراجع، وان سيطرت الحكومة والأحزاب على الساحة سنعاود الخروج ونقدم الشهداء لنسيطر عليها. نحن لا خيار لنا سوى هذا.”

بعض من رسائل التهديد التي وصلت لمتظاهرين

شهدت ساحة التحرير تصعيداً حاداً في التظاهرات، بعد التفاف التيار الصدري على المتظاهرين، وتكليف محمد توفيق علاوي، ليملأ المواطنون الساحة رافعين صورة علاوي التي وضعوا عليها علامة “X”، بينما تُصعد ميليشيات “سرايا السلام” من ممارسات عنفية، إذ سجل متظاهرون اندساس اتباع السرايا بين المحتجين واستهدافهم بالسكاكين، ودسّ ظروف تحمل رسائل تهديد في جيوبهم، فضلاً عن اقتحام سيارات تابعة للسرايا لساحة التحرير بعد منتصف الليل وأخذ عدد من المتظاهرين الذين يبيتون في خيمهم وتعذيبهم داخل مبنى المطعم التركي”.

ساحات الاحتجاج العراقية لم تخمد، لكنها بالتأكيد تدخل نفقاً بالغ الدقة والصعوبة.