لمناسبة إطلاقها كتابها الجديد، تتحدّث نادية حسين عن نجاحها كطاهية شابّة بريطانية مسلمة من أصول بنغالية. وقد بات اسم نادية حسين معروفاً في بريطانيا بعد فوزها عام 2015 في مسابقة الخبز الشهير Bake Off حيث بات لها متابعون بالملايين، كما أنها اختيرت لإعداد كعكة للملكة اليزابيث في ذكرى ميلادها التسعين. هنا تتحدّث نادية عن كتابها…
بعد برنامج Bake Off ، كل ما أردتُ القيام به هو أن أخبز، لم تكن لدي أدنى نيّة بأن أصبح قدوة أو ممثّلة. ما أهمية كوني سمراء وامرأة ومسلمة؟ لكنني أدرك الآن أنه ينبغي أن أكون هنا، ومن المهم بالنسبة إلي أن أبقى، لأوفّر مساحة لأشخاص مثلي في هذا المجال.
منعت من دخول الحديقة المحلية عندما كنت مراهقة. عندما تكون واحداً من بين ستة أطفال أشقاء، لا تحصل على ألعاب جديدة، لذلك عندما حصلت على زلاجات شقيقتي، كنت أعلم أن وقتها بحوزتي محدود. كنت أقوم كل يوم ولمدّة تسعة أشهر بحيل على مقاعد الحديقة، حتى طلب مني في يوم من الأيام ألا أعود مرة أخرى.
شهدت الإسلاموفوبيا للمرّة الأولى في حياتي في 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001. كنت عائدةً من الجامعة ولم أكن أعرف ماذا حدث. توقفت شاحنة بيضاء وخرج منها رجل، وبصق علي، وصاح بألفاظ نابية، ثم ألقى علبة كوكاكولا في اتجاهي. بكيت وأنا في طريقي إلى المنزل. ومنذ ذلك الحين لم يتوقف الأمر.
لم يسمح لي أهلي بالذهاب إلى الجامعة. حصلت على مقعد في الجامعة، ولكن قبل ثلاثة أسابيع من بدء الفصل الدراسي رفضت والدتي أن أذهب، خوفاً من أن أتصرّف بجموح. شعرت بالغضب والمرارة وابتعدت من البيت. كنت مستاءةً من عائلتي، لكنني لم أكن أستطيع فهم ما كانوا يمرّون به من صراعات. ومع ذلك، كنت أتمنى لو أنني ذهبت في أي حال.
للزواج المدبّر سمعة سيئة. هل تنجح الزيجات من هذا النوع دائماً؟ لا، لكن هذا الأمر ينطبق على الزيجات كلها. طالما أنك لست مجبراً، من يهتم بكيفية الالتقاء؟ لقد تحدّثت مع زوجي لمدّة ستة أشهر قبل أن نتقابل، في اليوم الذي خطبنا فيه. كان لديه وجه جميل ومؤخرة جميلة. ما الذي أريده أكثر وأنا في الواحدة والعشرين؟ لقد كان مناسباً!
“إذا رأيت تريفور ماكدونالد في الحياة الحقيقيّة، سأموت”
استغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة إلي كي أدرك كم أحببت زوجي. اكتشفنا في وقت مبكر أن أحد أبنائنا يعاني من الربو. كنا انتقلنا للتو إلى المنزل وانتهى بنا المطاف في المستشفى لأسابيع. شعرت بأن كل شيء ينهار. كان زوجي داعماً لي، يعتني بي ويتأكّد من أنني وابني بخير. في تلك اللحظة أدركت أنه إذا ورث أبنائي ولو ذرة من خصال زوجي فسوف يصبحون رجالاً مدهشين.
المعكرونة الجاهزة هي حبي الحقيقي لأنني لست في حاجة إلى طهوها. لدي طقوسي الخاصة، آخذ وعاءً واحداً من المعكرونة، ثم أضيف إليها ملعقة صغيرة من رقائق الفلفل ونصف ملعقة من الملح، إضافة إلى كل التوابل المرفقة معها.
إذا رأيت تريفور ماكدونالد في الحياة الحقيقية، سأموت. هؤلاء الناس على شاشة التلفزيون، هم رُسل الأخبار، سواء كانت أخباراً جيدة أو سيئة. لم أصدّق نفسي عندما جاء جون سنو من القناة الرابعة وقال لي، “شكراً لكِ، على كل ما فعلته من أجلنا”. لا أزال أجهل ما الذي يعتقد أنني قمت به.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يجعلني غير مرتاحة. يبدو الأمر كما لو أننا في أرض خالية من البشر، وهو ما يشعرني بعدم الأمان. مَن صوّتوا للمغادرة فعلوا ذلك بسبب الشائعات المقلقة التي راجت آنذاك. كان يتعلق الأمر بالهجرة، لكن الهجرة شيء عظيم. أنا ابنة لمهاجرين وأعرف كم قدّم والداي للمجتمع. سأرغب كثيراً في استفتاء ثانٍ، لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور.
ماري بيري أكثر ترويعاً من بول هوليوود. هي ملكة المخبوزات. رأيت ماري أخيراً، في حفل لتوزيع الجوائز وعانقتها من الخلف. دعتني “الصغيرة” وأمسكت وجهي وأخبرتني بأنني قدمت عملاً جيداً. ثم التفتت إلى زوجي وقالت “أتمنّى لها أن تواصل القيام بما تفعله طويلاً كما فعلت أنا”.
المقال مترجم عن موقع The Guardian ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي