fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

العراق: عشرات القتلى والمختطفين بعد انتهاء “مهلة وطن”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تصعيد التظاهرات بعد “مهلة وطن” لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة محاولات جادة تقوم بها الحكومة العراقية لتسليم السلطة من جديد لرئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي عادل عبد المهدي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

قبل أن تقترب الساعة من الـ12 بعد منتصف ليل 19- 20 كانون الثاني/ يناير، وانتهاء المهلة التي منحها أهالي الناصرية للحكومة للكشف عن أسماء المتهمين بمقتل المتظاهرين، وتحديد هوية رئيس الوزراء الجديد، تجمع المتظاهرون من جديد من كل صوبٍ في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد. أحمد النجار أحد المتظاهرين يتحدث عن تلك الليلة ويقول: “غاب المتظاهرون قُرابة الشهر عن ساحة التظاهر بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة عليها، وأتباع الكتل السياسية، ومع انتهاء (مهلة وطن) عاد المتظاهرون إلى ساحتهم بزخم لافت وغير مسبوق.”

“صباح يوم الإثنين 20 كانون الثاني، شهد حرقاً للإطارات وسط العاصمة بغداد، فضلاً عن توافد المتظاهرين لملء ساحة التحرير التي خلت قُرابة شهر منهم، وكانت امتلأت بتابعين لميليشيات مسلحة أو أتباع كتل سياسية” يقول النجار. توافد المحتجين دفع القوى الأمنية إلى إغلاق أكبر عدد من الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير .

مُهلة الناصرية

التسويف باختيار رئيس الوزراء، والتغاضي عن كشف أسماء المتسببين بقتل أكثر من 500 شاب عراقي منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وحتى الآن، وتصاعد الأوضاع في محافظة ذي قار/ الناصرية، عوامل دفعت أهالي المحافظة الغاضبين إلى منح الحكومة العراقية مهلة تنتهي في 20 كانون الثاني 2020. يقول مخلد الربيعي أحد منسقي تظاهرات الناصرية “نحن نؤكد أن كل ما سنقوم به بعد هذا التاريخ سلمي، لكننا سنضطر للإضرار باقتصاد البلاد من خلال غلق الطريق الدولي السريع بين الناصرية والمحافظات الأخرى، وسيغلق الطريق باتجاهاته الأربعة. وبهذا ستتوقف عمليات التبادل التجاري. هدفنا ليس الضرر بكل تأكيد، ولكننا مضطرون لذلك، حتى حل الأزمة واختيار رئيس حكومة يُرضي المطالب الشعبية، فضلاً عن الكشف عن أسماء القتلة الذين يقفون وراء موت أكثر من 500 عراقي، وأولئك الذين تسببوا بمذبحة في النجف والناصرية ومحافظات أخرى”. وأشار إلى أن “لا تنسيق مع القوات الأمنية، لأنها أعلنت عن عدم مسؤوليتها أو تدخلها بما يحصل في المحافظة لذا سيكون ما نقوم به خاصاً بنا كمواطنين.”

المحافظات الأخرى كالكوت والسماوة والنجف والبصرة وبغداد، أعلنت اتفاقها الكلي مع مهلة الناصرية، يقول أكرم عذاب أحد منسقي تظاهرات بغداد إن “بغداد ستكون متفقة تماماً مع مهلة الناصرية، بخاصة بعد الانطفاء الذي تشهده ساحة التحرير، ومحاولات تسويف التظاهرات وفضها في بغداد، نحن سنكون داعمين تماماً لما سيحصل في الناصرية وسنكون مع المهلة التي منحها أبناء المحافظة للحكومة، نحن أيضاً في بغداد سنعمل على تصعيد الموقف، ولكننا سنحرص على أن يكون التصعيد سلمياً.”

متظاهرو النجف أغلقوا أبواب الدوائر الحكومية، يقول حسنين المؤمن: “فجر يوم الأحد وقبل أن يبزغ خيط النهار قُمنا بإغلاق أبواب معظم الدوائر الحكومية، إذ قُمنا (بلحمها) حتى لا يتمكن أحد من فتحها، وتمكنا بذلك من إعلان العصيان المدني تمهيداً لانتهاء المهلة التي منحتها الناصرية للحكومة والتي انتهت صباح 20 كانون الثاني.”

ويؤكد فارس حرام وهو ناشط في تظاهرات الناصرية أن “هنالك تناغماً في تصعيد التظاهرات بين الناصرية والمحافظات الأخرى، بعد ما تعرضت له الناصرية من انتهاكات كثيرة وقتل الكثير من أبنائها، في مجازر متتالية.”

عودة عبد المهدي

تصعيد التظاهرات بعد “مهلة وطن” لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة محاولات جادة تقوم بها الحكومة العراقية لتسليم السلطة من جديد لرئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي عادل عبد المهدي، وهذه المحاولات يُقابلها رفض من المتظاهرين. يقول المحلل السياسي ورئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري أن “أي محاولة لإعادة عبد المهدي فاشلة، الرجل انسحب لعجزه عن حل الأزمة، وفي حال أراد البرلمانيون إرجاعه فهذا غير منطقي، انسحابه كان إعلان لفشله في حل الأزمة، وإعادته مع تصاعد الأزمة لا يتقبلها عقل أو منطق.”

“غاب المتظاهرون قُرابة الشهر عن ساحة التظاهر بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة عليها، وأتباع الكتل السياسية، ومع انتهاء (مهلة وطن) عاد المتظاهرون إلى ساحتهم بزخم لافت وغير مسبوق.”

محاولات إعادة عبد المهدي ليست عبثية، بل خاضعة لمزاج إقليمي ودولي، يقول الشمري: “لنكن واقعيين، الإصرار اليوم على عبد المهدي، ما هو سوى خضوع لمزاج إيراني وحتى أميركي. كما أن ما يحصل في العراق اليوم هو خرق دستوري يتغاضى عنه جميع السياسيين، ويتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية، فوفقاً للمادة 76 من الدستور العراقي يجب اختيار رئيس وزراء بعد 15 يوماً من تقديم استقالة عبد المهدي، وقد مرّ أكثر من شهر على استقالة الأخير ولم تُحل أزمة اختيار رئيس الوزراء بعد، كيف ببرلمان لا يلتزم بالدستور أن يُمنح الثقة من قبل الشعب؟”.

الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي في العراق مشلول تماماً بل مُتهالك، وحتى الاتصالات السياسية الدولية. يردف الشمري: “إن أي دولة تؤجل تواصلها مع العراق، وإن كانت تنوي توقيع اتفاقات ستؤجلها أيضاً والسبب هو أن الحكومة العراقية الحالية، هي حكومة تصريف أعمال لا غير”. وأكد ” أن أي محاولة لإعادة عبد المهدي ستؤدي إلى شحن الشارع وقلبه ضد البرلمانيين، كما من شأنها أن تُخل بالواقع الأمني فيزداد الوضع سوءاً.”

شعاراتٌ وصور 

رفع المتظاهرون في ساحة التحرير ليلة الأحد 19 كانون الثاني، شعارات كثيرة، كان أبرزها “شلع قلع … والكالها وياهم”، مؤكدين رفضهم جميع الجهات السياسية أو زعماء الكتل السياسية الذين يحاولون التدخل في التظاهرات. كما أحرق عدد من المتظاهرين صور نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس (قتل مع قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في قصف أميركي) والتي كانت عُلقت في ساحة الطيران. يقول أحمد النجار، “الغضب سيطر على الشارع مع انتهاء المهلة، والسبب هو أننا لا نزال نُقتل بدماءٍ باردة، فمع انتهاء المهلة بدأت قوات مكافحة الشغب ترمي المتظاهرين بالرصاص الحي، على جسر السنك وجسر الجمهورية وساحة الطيران وطريق محمد القاسم المؤدي إلى الباب الشرقي، فضلاً عن ضربهم بالغاز مسيل الدموع.”

انتهاء المهلة أدخل الجهات الأمنية والميليشيات في حالة استنفارٍ في شوارع العاصمة بغداد. يؤكد النجار أنه “عند التاسعة من مساء يوم الأحد انتشرت قوات (سوات) التي كانت ترتدي الزي الأسود مجهزة بكافة الأسلحة لتصفية التظاهرات، ولم يكتفِ العناصر بإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة التظاهر كطريق محمد القاسم، كما لم تكتفِ قوات مكافحة الشغب برمي المتظاهرين بالرصاص الحي والغاز مسيل الدموع، بل تمت ملاحقة المتظاهرين الجرحى والمصابين برؤوسهم إلى طوارئ مستشفى جراحة الجملة العصبية وقاموا باعتقالهم هناك.”

اختطافٌ وقتل 

تتصاعد عمليات الاعتقال والقتل، يقول علي سعدون أحد المتظاهرين في ساحة الطيران لـ”درج”: “أكثر من 10 قتلى ذهبوا ضحية التصعيد في ساحة الطيران، بعضهم قتلوا طعناً بالسكين من قِبل ميليشياتٍ اندست وسط المتظاهرين، وأثناء رمينا بالرصاص الحي من قبل قوات مكافحة الشغب، كما قتل متظاهران بعدما أصيبا بقنبلة مسيلة للدموع في رأسيهما.”

“هنالك تناغماً في تصعيد التظاهرات بين الناصرية والمحافظات الأخرى، بعد ما تعرضت له الناصرية من انتهاكات كثيرة وقتل الكثير من أبنائها، في مجازر متتالية.”

لم تنته حالات القتل، واستمرت حتى مساء الاثنين، ليكون آخر ضحايا هذا اليوم الناشط عباس الكوخي وهو من ابرز نشطاء ثورة أكتوبر. لم تتوقف الانتهاكات عند القتل فحسب، بل امتدت إلى الاختطاف، وقُبيل انتهاء المهلة شهدت بغداد حملة موسعة لاختطاف الكثير من النشطاء. يذكر علي أن “أكثر من 5 نشطاء تم اختطافهم ومصيرهم مجهول حتى الآن. ومنذ قبيل الشهر، تم اختطاف الكثير من النشطاء في ساحة التحرير وذلك باستخدام بعض الفتيات وسيلة لإنجاح مخطط الاختطاف، وكان من ابرزهم الناشط علي عدنان الذي اختطف بعدما خرج برفقة إحدى الفتيات لجلب دعمٍ للمتظاهرين ولم يعد، وكانت هذه الفتاة جديدة على ساحات التظاهر، ولا يزال مصير علي مجهولاً”.

الطريق التجاري 

أسلوبٌ جديد استخدمه أبناء الناصرية لوضع الحكومة العراقية في موقفٍ حرج، وتأجيج الشارع العراقي ضدها، وهو غلق الطريق التجاري الدولي بين الناصرية وسوق الشيوخ. جاسم عبد صالح يؤكد أننا “نستخدم ورقة إغلاق هذا الطريق ليس لتعطيل أرزاق الناس وإنما لإجبار الحكومة على اتخاذ موقف حقيقي وصارم حول اختيار رئيس وزراء، والكشف عن أسماء القتلة الذين تسببوا بموت أكثر من 500 شاب”. 

ويردف صالح: “ننوي إعلان الناصرية عاصمة موقتة للعراق ليس انتقاصاً من قلب العراق العاصمة بغداد، لكن ما تشهده الناصرية كبير جداً، وهي المحافظة الوحيدة التي لم تتراجع واستخدمت كل ما تملكه من وسائل تأثير وضغط على الحكومة، وهي كلها وسائل سلمية.”

20.01.2020
زمن القراءة: 6 minutes

تصعيد التظاهرات بعد “مهلة وطن” لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة محاولات جادة تقوم بها الحكومة العراقية لتسليم السلطة من جديد لرئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي عادل عبد المهدي.

قبل أن تقترب الساعة من الـ12 بعد منتصف ليل 19- 20 كانون الثاني/ يناير، وانتهاء المهلة التي منحها أهالي الناصرية للحكومة للكشف عن أسماء المتهمين بمقتل المتظاهرين، وتحديد هوية رئيس الوزراء الجديد، تجمع المتظاهرون من جديد من كل صوبٍ في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد. أحمد النجار أحد المتظاهرين يتحدث عن تلك الليلة ويقول: “غاب المتظاهرون قُرابة الشهر عن ساحة التظاهر بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة عليها، وأتباع الكتل السياسية، ومع انتهاء (مهلة وطن) عاد المتظاهرون إلى ساحتهم بزخم لافت وغير مسبوق.”

“صباح يوم الإثنين 20 كانون الثاني، شهد حرقاً للإطارات وسط العاصمة بغداد، فضلاً عن توافد المتظاهرين لملء ساحة التحرير التي خلت قُرابة شهر منهم، وكانت امتلأت بتابعين لميليشيات مسلحة أو أتباع كتل سياسية” يقول النجار. توافد المحتجين دفع القوى الأمنية إلى إغلاق أكبر عدد من الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير .

مُهلة الناصرية

التسويف باختيار رئيس الوزراء، والتغاضي عن كشف أسماء المتسببين بقتل أكثر من 500 شاب عراقي منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وحتى الآن، وتصاعد الأوضاع في محافظة ذي قار/ الناصرية، عوامل دفعت أهالي المحافظة الغاضبين إلى منح الحكومة العراقية مهلة تنتهي في 20 كانون الثاني 2020. يقول مخلد الربيعي أحد منسقي تظاهرات الناصرية “نحن نؤكد أن كل ما سنقوم به بعد هذا التاريخ سلمي، لكننا سنضطر للإضرار باقتصاد البلاد من خلال غلق الطريق الدولي السريع بين الناصرية والمحافظات الأخرى، وسيغلق الطريق باتجاهاته الأربعة. وبهذا ستتوقف عمليات التبادل التجاري. هدفنا ليس الضرر بكل تأكيد، ولكننا مضطرون لذلك، حتى حل الأزمة واختيار رئيس حكومة يُرضي المطالب الشعبية، فضلاً عن الكشف عن أسماء القتلة الذين يقفون وراء موت أكثر من 500 عراقي، وأولئك الذين تسببوا بمذبحة في النجف والناصرية ومحافظات أخرى”. وأشار إلى أن “لا تنسيق مع القوات الأمنية، لأنها أعلنت عن عدم مسؤوليتها أو تدخلها بما يحصل في المحافظة لذا سيكون ما نقوم به خاصاً بنا كمواطنين.”

المحافظات الأخرى كالكوت والسماوة والنجف والبصرة وبغداد، أعلنت اتفاقها الكلي مع مهلة الناصرية، يقول أكرم عذاب أحد منسقي تظاهرات بغداد إن “بغداد ستكون متفقة تماماً مع مهلة الناصرية، بخاصة بعد الانطفاء الذي تشهده ساحة التحرير، ومحاولات تسويف التظاهرات وفضها في بغداد، نحن سنكون داعمين تماماً لما سيحصل في الناصرية وسنكون مع المهلة التي منحها أبناء المحافظة للحكومة، نحن أيضاً في بغداد سنعمل على تصعيد الموقف، ولكننا سنحرص على أن يكون التصعيد سلمياً.”

متظاهرو النجف أغلقوا أبواب الدوائر الحكومية، يقول حسنين المؤمن: “فجر يوم الأحد وقبل أن يبزغ خيط النهار قُمنا بإغلاق أبواب معظم الدوائر الحكومية، إذ قُمنا (بلحمها) حتى لا يتمكن أحد من فتحها، وتمكنا بذلك من إعلان العصيان المدني تمهيداً لانتهاء المهلة التي منحتها الناصرية للحكومة والتي انتهت صباح 20 كانون الثاني.”

ويؤكد فارس حرام وهو ناشط في تظاهرات الناصرية أن “هنالك تناغماً في تصعيد التظاهرات بين الناصرية والمحافظات الأخرى، بعد ما تعرضت له الناصرية من انتهاكات كثيرة وقتل الكثير من أبنائها، في مجازر متتالية.”

عودة عبد المهدي

تصعيد التظاهرات بعد “مهلة وطن” لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة محاولات جادة تقوم بها الحكومة العراقية لتسليم السلطة من جديد لرئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي عادل عبد المهدي، وهذه المحاولات يُقابلها رفض من المتظاهرين. يقول المحلل السياسي ورئيس مركز التفكير السياسي احسان الشمري أن “أي محاولة لإعادة عبد المهدي فاشلة، الرجل انسحب لعجزه عن حل الأزمة، وفي حال أراد البرلمانيون إرجاعه فهذا غير منطقي، انسحابه كان إعلان لفشله في حل الأزمة، وإعادته مع تصاعد الأزمة لا يتقبلها عقل أو منطق.”

“غاب المتظاهرون قُرابة الشهر عن ساحة التظاهر بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة عليها، وأتباع الكتل السياسية، ومع انتهاء (مهلة وطن) عاد المتظاهرون إلى ساحتهم بزخم لافت وغير مسبوق.”

محاولات إعادة عبد المهدي ليست عبثية، بل خاضعة لمزاج إقليمي ودولي، يقول الشمري: “لنكن واقعيين، الإصرار اليوم على عبد المهدي، ما هو سوى خضوع لمزاج إيراني وحتى أميركي. كما أن ما يحصل في العراق اليوم هو خرق دستوري يتغاضى عنه جميع السياسيين، ويتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية، فوفقاً للمادة 76 من الدستور العراقي يجب اختيار رئيس وزراء بعد 15 يوماً من تقديم استقالة عبد المهدي، وقد مرّ أكثر من شهر على استقالة الأخير ولم تُحل أزمة اختيار رئيس الوزراء بعد، كيف ببرلمان لا يلتزم بالدستور أن يُمنح الثقة من قبل الشعب؟”.

الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي في العراق مشلول تماماً بل مُتهالك، وحتى الاتصالات السياسية الدولية. يردف الشمري: “إن أي دولة تؤجل تواصلها مع العراق، وإن كانت تنوي توقيع اتفاقات ستؤجلها أيضاً والسبب هو أن الحكومة العراقية الحالية، هي حكومة تصريف أعمال لا غير”. وأكد ” أن أي محاولة لإعادة عبد المهدي ستؤدي إلى شحن الشارع وقلبه ضد البرلمانيين، كما من شأنها أن تُخل بالواقع الأمني فيزداد الوضع سوءاً.”

شعاراتٌ وصور 

رفع المتظاهرون في ساحة التحرير ليلة الأحد 19 كانون الثاني، شعارات كثيرة، كان أبرزها “شلع قلع … والكالها وياهم”، مؤكدين رفضهم جميع الجهات السياسية أو زعماء الكتل السياسية الذين يحاولون التدخل في التظاهرات. كما أحرق عدد من المتظاهرين صور نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس (قتل مع قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني في قصف أميركي) والتي كانت عُلقت في ساحة الطيران. يقول أحمد النجار، “الغضب سيطر على الشارع مع انتهاء المهلة، والسبب هو أننا لا نزال نُقتل بدماءٍ باردة، فمع انتهاء المهلة بدأت قوات مكافحة الشغب ترمي المتظاهرين بالرصاص الحي، على جسر السنك وجسر الجمهورية وساحة الطيران وطريق محمد القاسم المؤدي إلى الباب الشرقي، فضلاً عن ضربهم بالغاز مسيل الدموع.”

انتهاء المهلة أدخل الجهات الأمنية والميليشيات في حالة استنفارٍ في شوارع العاصمة بغداد. يؤكد النجار أنه “عند التاسعة من مساء يوم الأحد انتشرت قوات (سوات) التي كانت ترتدي الزي الأسود مجهزة بكافة الأسلحة لتصفية التظاهرات، ولم يكتفِ العناصر بإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة التظاهر كطريق محمد القاسم، كما لم تكتفِ قوات مكافحة الشغب برمي المتظاهرين بالرصاص الحي والغاز مسيل الدموع، بل تمت ملاحقة المتظاهرين الجرحى والمصابين برؤوسهم إلى طوارئ مستشفى جراحة الجملة العصبية وقاموا باعتقالهم هناك.”

اختطافٌ وقتل 

تتصاعد عمليات الاعتقال والقتل، يقول علي سعدون أحد المتظاهرين في ساحة الطيران لـ”درج”: “أكثر من 10 قتلى ذهبوا ضحية التصعيد في ساحة الطيران، بعضهم قتلوا طعناً بالسكين من قِبل ميليشياتٍ اندست وسط المتظاهرين، وأثناء رمينا بالرصاص الحي من قبل قوات مكافحة الشغب، كما قتل متظاهران بعدما أصيبا بقنبلة مسيلة للدموع في رأسيهما.”

“هنالك تناغماً في تصعيد التظاهرات بين الناصرية والمحافظات الأخرى، بعد ما تعرضت له الناصرية من انتهاكات كثيرة وقتل الكثير من أبنائها، في مجازر متتالية.”

لم تنته حالات القتل، واستمرت حتى مساء الاثنين، ليكون آخر ضحايا هذا اليوم الناشط عباس الكوخي وهو من ابرز نشطاء ثورة أكتوبر. لم تتوقف الانتهاكات عند القتل فحسب، بل امتدت إلى الاختطاف، وقُبيل انتهاء المهلة شهدت بغداد حملة موسعة لاختطاف الكثير من النشطاء. يذكر علي أن “أكثر من 5 نشطاء تم اختطافهم ومصيرهم مجهول حتى الآن. ومنذ قبيل الشهر، تم اختطاف الكثير من النشطاء في ساحة التحرير وذلك باستخدام بعض الفتيات وسيلة لإنجاح مخطط الاختطاف، وكان من ابرزهم الناشط علي عدنان الذي اختطف بعدما خرج برفقة إحدى الفتيات لجلب دعمٍ للمتظاهرين ولم يعد، وكانت هذه الفتاة جديدة على ساحات التظاهر، ولا يزال مصير علي مجهولاً”.

الطريق التجاري 

أسلوبٌ جديد استخدمه أبناء الناصرية لوضع الحكومة العراقية في موقفٍ حرج، وتأجيج الشارع العراقي ضدها، وهو غلق الطريق التجاري الدولي بين الناصرية وسوق الشيوخ. جاسم عبد صالح يؤكد أننا “نستخدم ورقة إغلاق هذا الطريق ليس لتعطيل أرزاق الناس وإنما لإجبار الحكومة على اتخاذ موقف حقيقي وصارم حول اختيار رئيس وزراء، والكشف عن أسماء القتلة الذين تسببوا بموت أكثر من 500 شاب”. 

ويردف صالح: “ننوي إعلان الناصرية عاصمة موقتة للعراق ليس انتقاصاً من قلب العراق العاصمة بغداد، لكن ما تشهده الناصرية كبير جداً، وهي المحافظة الوحيدة التي لم تتراجع واستخدمت كل ما تملكه من وسائل تأثير وضغط على الحكومة، وهي كلها وسائل سلمية.”

20.01.2020
زمن القراءة: 6 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية