fbpx

العطلة الأسبوعية لا تكفي للتعافي من قلة النوم..

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

فترات الاستلقاء في نهاية الأسبوع قد لا تكون كافية في أيّ حال، لتعويض الجسم عن أسبوع عمل تتخلله فترات قصيرة من النوم.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تشير الأبحاث إلى أن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع، قد لا يعوض عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم في أيام الأسبوع.

سبق أن اكتشف علماء أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري. ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كان تعويض ذلك النقص بالنوم لفترات أطول في عطلة نهاية الأسبوع، يمكنه إحداث التوازن في عدد ساعات الراحة المطلوبة ومنع احتمالات الإصابة المرتفعة بهذين المرضين أو غيرهما. 

ما توصل إليه الباحثون اليوم، هو أن جميع الإشارات الحالية لا ترجح ذلك. حتى وإن كان الأشخاص يستلقون ويستغرقون في النوم خلال العطلة بعد أسبوع حافل بالمشاغل، فقد تبيّن أن المنافع من وراء ذلك تكون موقتة، ومع حلول منتصف أسبوع العمل التالي، فإن قدرة الجسم على القيام بعملية الأيض تضطرب بالدرجة ذاتها، إن لم يكن أكثر، عمّا لو أن الأشخاص لم يحصلوا على ذلك القسط من النوم في العطلة.

يقول البروفيسور كينيث رايت، أحد المشاركين في تأليف البحث في جامعة كولورادو بولدر، “يكون الأمر بمقدار السوء ذاته، إن لم يكن أكثر في بعض الحالات”. وقال إنه ليس واضحاً ما إذا كانت ممارسة هذه العادة قد توفر بعض المزايا إن تم اللجوء إليها في بعض الأحيان وحسب، أو مع نقصٍ قليل في المقدار الطبيعي من النوم، فإنها رسالة تستوجب توخي الحذر والاحتياط في كل حال. يقول رايت، “من المحتمل أن تتسبب تلك الحالة المتقلبة من التحرك ذهاباً وإياباً لبذل أقصى جهد لديك (حد الإنهاك)، ثم تعويضه في نهاية الأسبوع، وإعادة الكرّة مراراً وتكراراً، في إلحاق الأذى بك على المدى الطويل”. 

في كتاباتهم في مجلة Current Biology، وصف رايت وزملاؤه كيفية متابعتهم 36 شخصاً أمضوا 13 ليلة في المختبر، مع حصولهم على ما يقرب من 8 ساعات من النوم يومياً في أول ثلاث ليالٍ.

وفيما سُمح لـ8 أشخاص منهم بالاستمرار على هذا النسق حتى نهاية الدراسة، انقسم البقية إلى مجموعتين، تتكون كل منهما من 14 شخصاً، محرومون من النوم، ويحصلون على أقل من 5 ساعات من النوم فقط في كل ليلة. بيد أن مجموعة منهم، سُمح لها بالاستلقاء لبعض الوقت وتحديد أوقات النوم بعد مرور 4 ليالٍ، إنما لم يُسمح بذلك للمجموعة الأخرى. وبعد عطلة نهاية الأسبوع، حُرمت المجموعتان من النوم لمدة ليلتين إضافيتين، قبل أن يُسمح لأفرادها بالدخول في فترة التعافي.

أظهرت النتائج أن من سُمح لهم بالاستلقاء، تعافوا من قلة النوم، مع ملاحظة أن الرجال كانوا ينامون أكثر من النساء، ولم ينهض المشاركون إلا مع حلول منتصف النهار يوم السبت. إلا أن الفريق قال إنه حتى في هذه الحالة، فإن إجمالي عدد ساعات النوم، لم يعوّض عدد الساعات المفقودة في وقت سابق من الأسبوع ذاته.

فضلاً عن ذلك، فإنه بمتابعة مستويات هرمون الميلاتونين، وجد الفريق أن الساعات البيولوجية الداخلية للمشاركين تحولت بدرجة أكبر عندما اجتمع الحرمان من النوم مع فترات الاستلقاء، أكثر مما كانت عليه إن كان نمط النوم منتظماً. 

تحوَّل المشاركون من اتباع نظام غذائي صارم، إلى تناول أيّ شيءٍ يريدونه بعد الليالي الثلاث الأولى؛ وأظهر الجميع تنامياً مماثلاً في السعرات الحرارية المُستهلكة.

وإذ لم يُظهر أولئك الذين حصلوا على 8 ساعات من النوم المستمر في الليلة الواحدة، أيّ تغيُّرٍ واضح في أوزانهم مع نهاية الدراسة، فإن المشاركين في المجموعتين الأخريين زادت أوزانهم بدرجات متقاربة، إذ اكتسبوا أقل من 1.5 كيلوغرام في المتوسط، بينما انخفضت أيضاً نسبة حساسيتهم للأنسولين، وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. أشارت التحاليل الإضافية إلى أن مثل تلك الآثار قد تكون، حتى ولو جزئياً، بسبب تناول المشاركين في تلك المجموعتين مزيداً من الوجبات الخفيفة بعد وجبة العشاء، في الأيام التي يعانون فيها من عدم النوم، وهو ما قال الباحثون إنه قد يتسبب في حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي (عملية الأيض)، بطرائق شتى.

سبق أن أشارت الأبحاث إلى أنه، فيما قد يتسبب الفشل في الحصول على قسط كافٍ من النوم، في زيادة خطر الموت المبكر، فإن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع قد يتصدى لذلك التأثير. إلا أن رايت قال إن الوفاة ليست هي وحدها ما يهم هنا، وإنما مواصلة الحياة بصحة جيدة.

لاحظ الآخرون أنه في حين تُعد الدراسة الأخيرة صغيرة، فإنها تشير إلى أن فترات الاستلقاء في نهاية الأسبوع قد لا تكون كافية في أيّ حال، لتعويض الجسم عن أسبوع عمل تتخلله فترات قصيرة من النوم. 

يقول الدكتور ستيوارت بيرسون، وهو خبير في النوم والساعات البيولوجية من جامعة أوكسفورد، والذي لم يشارك في الدراسة، “قد تعيش لفترات طويلة، إلا أن هذه الحقائق والبيانات تشير -وبالتأكيد على المدى القصير- أنه قد تكون هناك عواقب أيضية”.

إلا أن بيرسون لاحظ أن الدراسة لم تأخذ في الحسبان المهارة المعرفية، التي كما قال، كان من الممكن أن تستفيد من بعض الغفوات التي يحصل عليها المحرومون من النوم، لاستدراك ما فاتهم.

 

 هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي.

 

14.03.2019
زمن القراءة: 4 minutes

فترات الاستلقاء في نهاية الأسبوع قد لا تكون كافية في أيّ حال، لتعويض الجسم عن أسبوع عمل تتخلله فترات قصيرة من النوم.

تشير الأبحاث إلى أن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع، قد لا يعوض عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم في أيام الأسبوع.

سبق أن اكتشف علماء أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري. ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كان تعويض ذلك النقص بالنوم لفترات أطول في عطلة نهاية الأسبوع، يمكنه إحداث التوازن في عدد ساعات الراحة المطلوبة ومنع احتمالات الإصابة المرتفعة بهذين المرضين أو غيرهما. 

ما توصل إليه الباحثون اليوم، هو أن جميع الإشارات الحالية لا ترجح ذلك. حتى وإن كان الأشخاص يستلقون ويستغرقون في النوم خلال العطلة بعد أسبوع حافل بالمشاغل، فقد تبيّن أن المنافع من وراء ذلك تكون موقتة، ومع حلول منتصف أسبوع العمل التالي، فإن قدرة الجسم على القيام بعملية الأيض تضطرب بالدرجة ذاتها، إن لم يكن أكثر، عمّا لو أن الأشخاص لم يحصلوا على ذلك القسط من النوم في العطلة.

يقول البروفيسور كينيث رايت، أحد المشاركين في تأليف البحث في جامعة كولورادو بولدر، “يكون الأمر بمقدار السوء ذاته، إن لم يكن أكثر في بعض الحالات”. وقال إنه ليس واضحاً ما إذا كانت ممارسة هذه العادة قد توفر بعض المزايا إن تم اللجوء إليها في بعض الأحيان وحسب، أو مع نقصٍ قليل في المقدار الطبيعي من النوم، فإنها رسالة تستوجب توخي الحذر والاحتياط في كل حال. يقول رايت، “من المحتمل أن تتسبب تلك الحالة المتقلبة من التحرك ذهاباً وإياباً لبذل أقصى جهد لديك (حد الإنهاك)، ثم تعويضه في نهاية الأسبوع، وإعادة الكرّة مراراً وتكراراً، في إلحاق الأذى بك على المدى الطويل”. 

في كتاباتهم في مجلة Current Biology، وصف رايت وزملاؤه كيفية متابعتهم 36 شخصاً أمضوا 13 ليلة في المختبر، مع حصولهم على ما يقرب من 8 ساعات من النوم يومياً في أول ثلاث ليالٍ.

وفيما سُمح لـ8 أشخاص منهم بالاستمرار على هذا النسق حتى نهاية الدراسة، انقسم البقية إلى مجموعتين، تتكون كل منهما من 14 شخصاً، محرومون من النوم، ويحصلون على أقل من 5 ساعات من النوم فقط في كل ليلة. بيد أن مجموعة منهم، سُمح لها بالاستلقاء لبعض الوقت وتحديد أوقات النوم بعد مرور 4 ليالٍ، إنما لم يُسمح بذلك للمجموعة الأخرى. وبعد عطلة نهاية الأسبوع، حُرمت المجموعتان من النوم لمدة ليلتين إضافيتين، قبل أن يُسمح لأفرادها بالدخول في فترة التعافي.

أظهرت النتائج أن من سُمح لهم بالاستلقاء، تعافوا من قلة النوم، مع ملاحظة أن الرجال كانوا ينامون أكثر من النساء، ولم ينهض المشاركون إلا مع حلول منتصف النهار يوم السبت. إلا أن الفريق قال إنه حتى في هذه الحالة، فإن إجمالي عدد ساعات النوم، لم يعوّض عدد الساعات المفقودة في وقت سابق من الأسبوع ذاته.

فضلاً عن ذلك، فإنه بمتابعة مستويات هرمون الميلاتونين، وجد الفريق أن الساعات البيولوجية الداخلية للمشاركين تحولت بدرجة أكبر عندما اجتمع الحرمان من النوم مع فترات الاستلقاء، أكثر مما كانت عليه إن كان نمط النوم منتظماً. 

تحوَّل المشاركون من اتباع نظام غذائي صارم، إلى تناول أيّ شيءٍ يريدونه بعد الليالي الثلاث الأولى؛ وأظهر الجميع تنامياً مماثلاً في السعرات الحرارية المُستهلكة.

وإذ لم يُظهر أولئك الذين حصلوا على 8 ساعات من النوم المستمر في الليلة الواحدة، أيّ تغيُّرٍ واضح في أوزانهم مع نهاية الدراسة، فإن المشاركين في المجموعتين الأخريين زادت أوزانهم بدرجات متقاربة، إذ اكتسبوا أقل من 1.5 كيلوغرام في المتوسط، بينما انخفضت أيضاً نسبة حساسيتهم للأنسولين، وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. أشارت التحاليل الإضافية إلى أن مثل تلك الآثار قد تكون، حتى ولو جزئياً، بسبب تناول المشاركين في تلك المجموعتين مزيداً من الوجبات الخفيفة بعد وجبة العشاء، في الأيام التي يعانون فيها من عدم النوم، وهو ما قال الباحثون إنه قد يتسبب في حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي (عملية الأيض)، بطرائق شتى.

سبق أن أشارت الأبحاث إلى أنه، فيما قد يتسبب الفشل في الحصول على قسط كافٍ من النوم، في زيادة خطر الموت المبكر، فإن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع قد يتصدى لذلك التأثير. إلا أن رايت قال إن الوفاة ليست هي وحدها ما يهم هنا، وإنما مواصلة الحياة بصحة جيدة.

لاحظ الآخرون أنه في حين تُعد الدراسة الأخيرة صغيرة، فإنها تشير إلى أن فترات الاستلقاء في نهاية الأسبوع قد لا تكون كافية في أيّ حال، لتعويض الجسم عن أسبوع عمل تتخلله فترات قصيرة من النوم. 

يقول الدكتور ستيوارت بيرسون، وهو خبير في النوم والساعات البيولوجية من جامعة أوكسفورد، والذي لم يشارك في الدراسة، “قد تعيش لفترات طويلة، إلا أن هذه الحقائق والبيانات تشير -وبالتأكيد على المدى القصير- أنه قد تكون هناك عواقب أيضية”.

إلا أن بيرسون لاحظ أن الدراسة لم تأخذ في الحسبان المهارة المعرفية، التي كما قال، كان من الممكن أن تستفيد من بعض الغفوات التي يحصل عليها المحرومون من النوم، لاستدراك ما فاتهم.

 

 هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة المقال الأصلي زوروا الرابط التالي.

 

14.03.2019
زمن القراءة: 4 minutes
|
آخر القصص
 هل تستطيع الدول العربية الغنيّة تجاهل أزمات جيرانها؟
أفراح ناصر - باحثة في المركز العربي في واشنطن | 12.10.2024
هل هُزم محور “المقاومة”فعلاً؟!
شكري الريان - كاتب فلسطيني سوري | 12.10.2024
لماذا أخفق حزب الله؟
ندى عبدالصمد - كاتبة وصحافية لبنانية | 12.10.2024
خطبة الوداع
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 11.10.2024

اشترك بنشرتنا البريدية