fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الكاظمي والميليشيات الإيرانية: هل اقتربت المواجهة؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

زيارة قآني إلى العراق بدت محاولة تدارك للتغييرات الأميركية بشأن انتشار قواتها في العراق والمنطقة. البارز كان الرسالة شديدة اللهجة التي وجهها الكاظمي إلى إيران، فما خلفية هذه اللقاءات؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في موقف بدا لافتاً في نبرته العالية، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رسالة إلى اسماعيل قآني، خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس، يطلب فيها كبح جماح الميليشيات العراقية التي تتبع لإيران، بعد ارتفاع وتيرة الاستهداف للارتال العسكرية الامريكية و اللوجستية بالعبوات وقصف قواعد التحالف الدولي بالصواريخ.

رسالة الكاظمي تسرّبت في وسائل الإعلام، وأعقبت وصول قآني إلى العراق مطلع الأسبوع الحالي في زيارة سرية لم يعلن عنها بالتزامن مع انطلاق الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. النبرة العالية في رسالة الكاظمي، تبدو مسنودة إلى دعم أميركي- عربي، يستمده الكاظمي على وقع بدء المفاوضات النووية الأميركية- الإيرانية، وعلى وقع اعادة الأميركيين النظر في شأن تواجدهم في المنطقة، والتخطيط لاعادة انتشار، وانسحاب تكتيكي من الخليج والعراق للتركيز على المواجهة مع الصين. ويشمل هذا التكتيك سحب القوات الأميركية القتالية من العراق لسحب مبررات استنفار الميليشيات الحليفة لايران بذريعة مقاتلة الأميركيين.

زيارة قآني ليومين إلى العراق تبدو كمحاولة لتدارك هذه التغييرات الأميركية في التكتيك، والتي ترجمت في رسالة الكاظمي شديدة اللهجة إلى إيران، وبحسب الكاتب احمد الحسيني، فإن زيارة قآني “تكرست حيثياتها ولقاءاتها مع قادة المليشيات الشيعية على وجه الخصوص للضغط عليها بغية تحجيم مستوى الاستهداف للتواجد العسكري الأمريكي”.

الخطوة الأميركية، تسحب ذرائع الميليشيات الشيعية التي تقول إن تواجدها المسلح في شوارع المدن العراقية هو لمواجهة الأميركيين، وهو ما يضع هذه الميليشيات في مواجهة الجمهور العراقي الذي بدأ يضيق ذرعاً بسلوكياتها الخارجة عن القانون

السياسة الخارجية الإيرانية بحسب الحسيني، لا تسعى إلى التصعيد في الوقت الحالي، وتفضل استهداف الأميركيين بشكل مباشر من قبل ميليشياتها، مع عودة المفاوضات الخاصة بالملف النووي “فهي تعمل على كسب الود الأمريكي الى حدا ما في زمن حكم بايدن عكس ما كان عليه سلفه ترامب”.

الكاتب حسين كريم يرى ان رسالة الكاظمي الى ايران جاءت “نتيجة التمادي الكبير  للمليشيات في عمليات الاستهداف للقوات الامريكية وارتالها بالإضافة الى الانتشار المسلح  في شوارع العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى والذي فيه تحدي للقوات الأمنية العراقية النظامية وهذا يضع الكاظمي بالمواجهة المباشرة مع تلك الميليشات في ظل نفور شعبي منها، خصوصاً انها لا تزال تؤدي فروض طاعتها الى الخارج ومتهمة بقتل المتظاهرين منذ انطلاق الحراك الاحتجاجي في تشرين 2019 وهذا النفور الشعبي يعزز من مستوى دعم الكاظمي شعبيا في حال قرر المواجهة، على الرغم من ان الميليشيات تمتلك السيطرة شبه الكاملة على اجنحة عسكرية في المفاصل الأمنية العراقية وما الاستعراضات المسلحة الاخيرة الا “خير” دليل على ذلك”.

النتائج الاولية التي أعلن عنها الجانب الأمريكي في اللقاء الافتراضي مع العراق والخاص بالحوار الاستراتيجي أشارت الى ان القوات الامريكية القتالية ستخرج من العراق، والعناصر الأميركية الموجودة في الوقت الحالي هي فقط للاستشارة والتدريب. وهذه الخطوة الأميركية، تسحب ذرائع الميليشيات الشيعية التي تقول إن تواجدها المسلح في شوارع المدن العراقية هو لمواجهة الأميركيين، وهو ما يضع هذه الميليشيات في مواجهة الجمهور العراقي الذي بدأ يضيق ذرعاً بسلوكياتها الخارجة عن القانون.

قبيل انطلاق الحوار الاستراتيجي اعلنت ما تسمى بـ”الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية” في بيان انها ستوجه ضربات دقيقة وكبيرة للقوات الامريكية الموجودة في كل مكان من العراق في حال لم يتمخض الحوار عن تحديد موعد للانسحاب الأمريكي وان المقاومة بحسب وصفهم لن تقبل التفاوض بعد ذلك وان حمل السلاح هو ما يصنع الحل.

رئيس الحكومة الكاظمي اعتبر الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي بوابةً لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق والحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات وشدد على رفض الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات، في إشارة واضحة إلى انه تلقى بعض الإشارات من الجانب الأمريكي بضرورة التصدي للميليشيات، ورسالة واضحة أيضاً الى الجانب الإيراني بان القوات الميليشاوية يجب ان تقف عند حدها. 

إقرأوا أيضاً:

وعلى عكس النبرة العالية لبيان “الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية”، جاءت تغريدة مقتدى الصدر لتثني على “دور الحكومة بتقنين التواجد الأمريكي” وما اسماها بالقوات المحتلة ولم يمانع من تواجد بعض القوات لغرض تدريب القوات العسكرية العراقية مطالبا بعدم تدخل تلك القوات المتواجدة على ارض العراق في أي شأن عراقي وان يحدد هذا التواجد لغرض التدريب لفترة معينة وان يكون التمثيل الدبلوماسي في العراق بالمثل لا بأعداد وصفها انها “تبعث على القلق وغير مسبوقة دبلوماسيا”، وفي حال التزام هذه القوات المتواجدة بذلك، بحسب الصدر، لا تمكن مقاومتهم وعلى المقاومة العراقية وقف جميع اعمالها العسكرية، وان على الحكومة “معاقبة كل من يخرق ذلك من الداخل او الخارج”، وهذه تشكّل إشارة إلى انه غير مستعد للمواجهة مع الحكومة والأميركيين. يأتي موقفه هذا مناقضاً لموقف كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران، التي أعلنت وبشكل صريح عبر المتحدث الرسمي لها جعفر الحسيني بان لا قيمة للمفاوضات كون الشعب العراقي حسم قراره بإنهاء الوجود العكسري الأمريكي وان الكتائب ستستمر بالضغط على القوات الامريكية.

مصادر حكومية ذكرت ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ابلغ قادة الميليشات ان الحاجة للتواجد الأمريكي الاستشاري، تتراوح ما بين 5 الى 7 سنوات بحسب قادة عسكريين عراقيين، فالغطاء الجوي والجهد الاستخباري في العراق ليس بالمستوى الذي تؤهله للمواجهة مع تنظيم داعش، من دون دعم استشاري أميركي، فلا يمكن ترك العراق عرضة لخسارة أرواح مدنيين وعسكريين، في حرب جديدة.

إقرأوا أيضاً:

يمنى فواز- صحافية لبنانية | 18.01.2025

ماكرون يحاول تعويض خساراته الفرنسية في شوارع بيروت !

يسير إيمانويل ماكرون في شوارع بيروت يتلفت يميناً ويساراً، يأمل أن تلتقط الكاميرات مجدداً امرأة تهرع إليه كمنقذ وكأنه رئيس لبنان، أو طفل فرح يركض إليه من أي اتجاه، لكنه وجد نفسه محاطاً بجمع من الصحافيين، ومتفرجين من المارّة، في الشارع ذاته الذي استقبله بحفاوة وكأنه رئيس البلاد في 6 آب 2020.
09.04.2021
زمن القراءة: 4 minutes

زيارة قآني إلى العراق بدت محاولة تدارك للتغييرات الأميركية بشأن انتشار قواتها في العراق والمنطقة. البارز كان الرسالة شديدة اللهجة التي وجهها الكاظمي إلى إيران، فما خلفية هذه اللقاءات؟

في موقف بدا لافتاً في نبرته العالية، وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رسالة إلى اسماعيل قآني، خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس، يطلب فيها كبح جماح الميليشيات العراقية التي تتبع لإيران، بعد ارتفاع وتيرة الاستهداف للارتال العسكرية الامريكية و اللوجستية بالعبوات وقصف قواعد التحالف الدولي بالصواريخ.

رسالة الكاظمي تسرّبت في وسائل الإعلام، وأعقبت وصول قآني إلى العراق مطلع الأسبوع الحالي في زيارة سرية لم يعلن عنها بالتزامن مع انطلاق الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية. النبرة العالية في رسالة الكاظمي، تبدو مسنودة إلى دعم أميركي- عربي، يستمده الكاظمي على وقع بدء المفاوضات النووية الأميركية- الإيرانية، وعلى وقع اعادة الأميركيين النظر في شأن تواجدهم في المنطقة، والتخطيط لاعادة انتشار، وانسحاب تكتيكي من الخليج والعراق للتركيز على المواجهة مع الصين. ويشمل هذا التكتيك سحب القوات الأميركية القتالية من العراق لسحب مبررات استنفار الميليشيات الحليفة لايران بذريعة مقاتلة الأميركيين.

زيارة قآني ليومين إلى العراق تبدو كمحاولة لتدارك هذه التغييرات الأميركية في التكتيك، والتي ترجمت في رسالة الكاظمي شديدة اللهجة إلى إيران، وبحسب الكاتب احمد الحسيني، فإن زيارة قآني “تكرست حيثياتها ولقاءاتها مع قادة المليشيات الشيعية على وجه الخصوص للضغط عليها بغية تحجيم مستوى الاستهداف للتواجد العسكري الأمريكي”.

الخطوة الأميركية، تسحب ذرائع الميليشيات الشيعية التي تقول إن تواجدها المسلح في شوارع المدن العراقية هو لمواجهة الأميركيين، وهو ما يضع هذه الميليشيات في مواجهة الجمهور العراقي الذي بدأ يضيق ذرعاً بسلوكياتها الخارجة عن القانون

السياسة الخارجية الإيرانية بحسب الحسيني، لا تسعى إلى التصعيد في الوقت الحالي، وتفضل استهداف الأميركيين بشكل مباشر من قبل ميليشياتها، مع عودة المفاوضات الخاصة بالملف النووي “فهي تعمل على كسب الود الأمريكي الى حدا ما في زمن حكم بايدن عكس ما كان عليه سلفه ترامب”.

الكاتب حسين كريم يرى ان رسالة الكاظمي الى ايران جاءت “نتيجة التمادي الكبير  للمليشيات في عمليات الاستهداف للقوات الامريكية وارتالها بالإضافة الى الانتشار المسلح  في شوارع العاصمة بغداد ومدن عراقية اخرى والذي فيه تحدي للقوات الأمنية العراقية النظامية وهذا يضع الكاظمي بالمواجهة المباشرة مع تلك الميليشات في ظل نفور شعبي منها، خصوصاً انها لا تزال تؤدي فروض طاعتها الى الخارج ومتهمة بقتل المتظاهرين منذ انطلاق الحراك الاحتجاجي في تشرين 2019 وهذا النفور الشعبي يعزز من مستوى دعم الكاظمي شعبيا في حال قرر المواجهة، على الرغم من ان الميليشيات تمتلك السيطرة شبه الكاملة على اجنحة عسكرية في المفاصل الأمنية العراقية وما الاستعراضات المسلحة الاخيرة الا “خير” دليل على ذلك”.

النتائج الاولية التي أعلن عنها الجانب الأمريكي في اللقاء الافتراضي مع العراق والخاص بالحوار الاستراتيجي أشارت الى ان القوات الامريكية القتالية ستخرج من العراق، والعناصر الأميركية الموجودة في الوقت الحالي هي فقط للاستشارة والتدريب. وهذه الخطوة الأميركية، تسحب ذرائع الميليشيات الشيعية التي تقول إن تواجدها المسلح في شوارع المدن العراقية هو لمواجهة الأميركيين، وهو ما يضع هذه الميليشيات في مواجهة الجمهور العراقي الذي بدأ يضيق ذرعاً بسلوكياتها الخارجة عن القانون.

قبيل انطلاق الحوار الاستراتيجي اعلنت ما تسمى بـ”الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية” في بيان انها ستوجه ضربات دقيقة وكبيرة للقوات الامريكية الموجودة في كل مكان من العراق في حال لم يتمخض الحوار عن تحديد موعد للانسحاب الأمريكي وان المقاومة بحسب وصفهم لن تقبل التفاوض بعد ذلك وان حمل السلاح هو ما يصنع الحل.

رئيس الحكومة الكاظمي اعتبر الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي بوابةً لاستعادة الوضع الطبيعي في العراق والحوار هو الطريق السليم لحل الأزمات وشدد على رفض الصراعات والحروب والسلاح المنفلت والمغامرات، في إشارة واضحة إلى انه تلقى بعض الإشارات من الجانب الأمريكي بضرورة التصدي للميليشيات، ورسالة واضحة أيضاً الى الجانب الإيراني بان القوات الميليشاوية يجب ان تقف عند حدها. 

إقرأوا أيضاً:

وعلى عكس النبرة العالية لبيان “الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية”، جاءت تغريدة مقتدى الصدر لتثني على “دور الحكومة بتقنين التواجد الأمريكي” وما اسماها بالقوات المحتلة ولم يمانع من تواجد بعض القوات لغرض تدريب القوات العسكرية العراقية مطالبا بعدم تدخل تلك القوات المتواجدة على ارض العراق في أي شأن عراقي وان يحدد هذا التواجد لغرض التدريب لفترة معينة وان يكون التمثيل الدبلوماسي في العراق بالمثل لا بأعداد وصفها انها “تبعث على القلق وغير مسبوقة دبلوماسيا”، وفي حال التزام هذه القوات المتواجدة بذلك، بحسب الصدر، لا تمكن مقاومتهم وعلى المقاومة العراقية وقف جميع اعمالها العسكرية، وان على الحكومة “معاقبة كل من يخرق ذلك من الداخل او الخارج”، وهذه تشكّل إشارة إلى انه غير مستعد للمواجهة مع الحكومة والأميركيين. يأتي موقفه هذا مناقضاً لموقف كتائب حزب الله العراقية الموالية لإيران، التي أعلنت وبشكل صريح عبر المتحدث الرسمي لها جعفر الحسيني بان لا قيمة للمفاوضات كون الشعب العراقي حسم قراره بإنهاء الوجود العكسري الأمريكي وان الكتائب ستستمر بالضغط على القوات الامريكية.

مصادر حكومية ذكرت ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ابلغ قادة الميليشات ان الحاجة للتواجد الأمريكي الاستشاري، تتراوح ما بين 5 الى 7 سنوات بحسب قادة عسكريين عراقيين، فالغطاء الجوي والجهد الاستخباري في العراق ليس بالمستوى الذي تؤهله للمواجهة مع تنظيم داعش، من دون دعم استشاري أميركي، فلا يمكن ترك العراق عرضة لخسارة أرواح مدنيين وعسكريين، في حرب جديدة.

إقرأوا أيضاً: