fbpx

صدى مآسي اللاجئين الأفغان في إيران يتردد في لبنان وسوريا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

رداً على العقوبات الدولية الجديدة، ارتفعت لهجة الخطاب العنصري، الرسمي والشعبي ضد اللجوء الأفغاني في إيران.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

أوضاع اللاجئين الأفغان في إيران، تشبه إلى حد بعيد ما يعيشه اللاجئون السوريون في لبنان. الإيرانيون حكومة وشعباً، يرجعون أسباب تدهور الوضع الاقتصادي وتردي الخدمات وارتفاع نسبة البطالة والجريمة الاجتماعية، إلى اللجوء الأفغاني. كما يتهمون المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية، بالوقوف وراء التسيّب الأمني والفقر والتخلف الاقتصادي في أفغانستان، ما تسبب بنزوح ملايين المواطنين الأفغان إلى إيران، الذي حمّل إيران أعباء اقتصادية وسياسية وأمنية مجانية.

والآن، رداً على العقوبات الدولية الجديدة، ارتفعت لهجة الخطاب العنصري، الرسمي والشعبي ضد اللجوء الأفغاني، وبرزت تهديدات سياسية للمجتمع الدولي، تلوّح بإمكان اتخاذ إيران قراراً جدياً وحاسماً، بترحيل اللاجئين الأفغان، قسراً، إلى بلادهم.

أعلن المعاون السياسي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف سید عباس عراقجي، أن “العقوبات الأميركية الجديدة، فرضت على إيران، التفكير في إخراج اللاجئين الأفغان من أراضيها، فاليد العاملة الأفغانية، باتت تشكل خطراً على الخزينة الإيرانية، عبر تحويل كل ما تجنيه من أموال إلى أفغانستان”.

وقال عراقجي إنه علاوة على ذلك “تتحمل إيران، أعباء تعليم أكثر 400 ألف طالب وطالبة أفغانية في مدارسها وحوالى 23 ألف جامعي وجامعية، من دون مساعدة من المجتمع الدولي”، مؤكداً أنه “حين تدخل العقوبات الدولية، مرحلة التأثير الفعلي في الاقتصاد الوطني، سوف نُقدم على تنفيذ خطوة إخراجهم من إيران، ولتتحمل أميركا تكاليف تهجيرهم وليس إيران”.

تحميل اللجوء الأفغاني، مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران، ليس سببه العقوبات الأميركية الأخيرة، كما تحاول وزارة الخارجية إشاعته، إنما هو جزء من سياسات المكابرة، التي انتهجتها الحكومات الإيرانية المتعاقبة، في تبرير فشلها المتكرر في إدارة الأزمات الاقتصادية. فلطالما تذرّع الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، باللجوء الأفغاني، لتغطية سياساته الاقتصادية الفاشلة، ولطالما ادّعى أن إخراج اللاجئين الأفغان من البلاد، أولوية لبناء اقتصاد وطني قوي، وأنه سيكون الخطوة الأولى في رحلة تخفيض نسبة البطالة إلى الصفر، وتأمين فرص عمل كثيرة للإيرانيين.

يتماهى هذا الخطاب السياسي المتعالي، مع خطاب شعبي عنصري، على رغم أن غالبية اللاجئين الأفغان من الهزارة (أقلية شيعية أفغانية تتكلم الفارسية). فقد وصلت العنصرية، إلى أعلى مستوياتها على الصعيد المجتمعي، ففي اليوم الثالث عشر من عيد النوروز، المعروف بـ”سيزده به در”، حيث يخرج الإيرانيون إلى الطبيعة، تحظر البلديات تجول اللاجئين الأفغان، لأسباب أمنية! إضافة إلى انتشار لافتات، من وقت إلى آخر، في عدد من المدن، تتوعد بتطهير إيران من الغرباء.

يتباهى القائد في الحرس الثوري محمد علی فلکي، بقوله: “لا تفكروا أننا نحن – الإيرانيين- من يقاتل في سوريا، إنما الرجال الأفغان المندفعون”

شريحة كبيرة من الشعب الإيراني، تعتبر اللجوء الأفغاني، غزواً، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتتباهى 12 محافظة إيرانية بخلوها من “العرق الآخر”، بينما تحظر بلديات مدن كبرى على اللاجئين الأفغان، قيادة السيارات، الإقامة الشرعية، حيازة هاتف جوال، الدخول إلى المدارس والجامعات وحتى المساجد والمطاعم والمولات، وفي مدينتي إصفهان ونوشهر على سبيل المثال، هناك مناطق محددة، يُسمح للاجئ الأفغاني بدخولها أو التجول فيها.

على صعيد آخر، ما زالت دوائر النفوس في الجمهورية الإسلامية، ترفض حتى الآن، تسجيل حوالى مليون ومئة ألف مولود أفغاني من أم إيرانية، وتكتفي بإعطائهم وثائق ولادة بعنوان “طفل بلا هوية”، ويواجه هذا العدد الكبير من المواليد، خطاباً تمييزاً شعبياً أيضاً، لناحية الأب “المحتل” أو لناحية الأم التي باعت نفسها “للأجنبي”. كما أن هؤلاء المواليد ممنوعون من حق التعلم في عدد كبير من الاختصاصات الجامعية ومحرومون من التغطية الصحية الحكومية، وفي حال سفرهم إلى أفغانستان، يسقط حق عودتهم إلى إيران مجدداً.

إقرأ أيضاً: اللاجئون: السلعة المفضلة للجميع

وفق الإحصاءات الرسمية الإيرانية، يعيش مليون لاجئ أفغاني بصورة شرعية في إيران، بينما هناك مليونان غيرهم يتجولون على الأراضي الإيرانية بطريقة غير شرعية. معظم هؤلاء اللاجئين، يعملون في مهن خدماتية، متواضعة وخطرة، يأنف الإيرانيون عن العمل فيها، وبأجور متدنية جداً، وبلا تأمينات على الحياة، كالبستنة والبناء وأعمال النظافة وشق الطرق وحفر الأنفاق والبنى التحتية والحروب.

وعلى رغم ما تقدم، تعتمد إيران، حالياً، على سواعد اللاجئين الأفغان في إعادة بناء ما دمرته السيول التي ضربتها الشهر الماضي، في حين ما زالت منذ اندلاع الأزمة السورية، تعتمد على أجسادهم وأرواحهم، لثتبيت قدمها في المنطقة. وفي هذا الشأن، يتباهى القائد في الحرس الثوري محمد علی فلکي، بقوله: “لا تفكروا أننا نحن – الإيرانيين- من يقاتل في سوريا، إنما الرجال الأفغان المندفعون”، على رغم أن أكثر المقاتلين الذين تم تجنيدهم، مكرهين في غالب الأحيان، ضمن “لواء فاطميون”، هم من الأطفال.
في المقابل، هناك منظمات مدنية وشخصيات، ترفض هذا الخطاب العنصري، وتناضل من أجل مجتمع أكثر إنسانية، في التعامل مع اللاجئين الأفغان، من بينهم الممثلة الإيرانية المعروفة ليلا حاتمي.

اللاجئون السوريّون في لبنان وأزمة العودة 

 

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.