fbpx

المتحرش البرازيلي و”بائعة البردي” المصرية… ميراث الذكورية في حقيبة رحّالة

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

انتشر فيديو لفيكتور سورينتينو وهو يتحرش ببائعة ورق بردي مصرية. حالة سورينتينو كرحالة و”يوتيوبر” معروف، تحفز التركيز على أسئلة عدة منها، هل لا يزال الرحّالة غارقين في النظرة الذكورية حول “اشتهاء” أجساد النساء في العالم العربي؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“لم تكن هذه المرة الأولى التي ينتج فيها مسافرون برازيليون متحرشون مقاطع فيديو. فقد شاهدنا مسافرين برازيليين ينتجون فيديوات يتباهون فيها بالتحرش بالروسيات في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، وكانت فضيحة، ما يثير دهشتي أن هذا النوع من الفيديوات يتم إنتاجه، حتى بعد حملة #metoo”.

هكذا علقت الناشطة النسوية البرازيلية أنطونيا بليغرينو (Antonia Pellegrino)، في حديثها لـ”درج” على انتشار فيديو صوره الطبيب البرازيلي  فيكتور سورينتينو، وهو  يتحرش ببائعة ورق بردي مصرية، ونشره على حسابه الشخصي على “إنستاغرام”،  فبينما كانت الفتاة المصرية تبيعه أوراق البردي، كان يسألها بالبرتغالية أكثر من مرة ضاحكاً، “هل تريدينه كبيراً؟ هل تحبينه قاسياً؟ جميعكن هنا تحببنه كذلك”، وفي المقابل كانت الفتاة  تهز رأسها بالإيجاب وهي تظنه يشكرها على جودة أوراق البردي، وسورينتينو  غارق في هيسيتريا من الضحك.

الطبيب البرازيلي فيكتور سورينتينو 

موجة الرفض والإدانة للفيديو  بدأت في البرازيل، مع تحرك ناشطات نسويات بارزات منهن أنطونيا بليغرينو، كاتبة السيناريو، إلى جانب ملايين التغريدات على “تويتر”، أجبرت الطبيب- الذي لا يزال في القاهرة- على حذف الفيديو، لكن موجة مناهضة الطبيب لم تهدأ حتى حاولت ناشطات في البرازيل لفت انتباه نسويات مصر لما حدث مع هذه الفتاة لمعاقبة سورينتينو.

تقول أنطونيا بليغرينو: “كانت معارضة الفيديو ضخمة في البرازيل. كانت هناك ملايين التغريدات التي تدينها. ما فعله هذا الطبيب غير مقبول للنساء في مصر أو في أي بلد”.

وصلت أصداء الفيديو  إلى صفحة “اتكلمي” Speak Up، في مصر التي تهتم بنشر شهادات الناجيات من التحرش، ونشرت الصفحة عن الواقعة وهو ما أحدث غلياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع قوات الأمن المصري لإلقاء القبض على سورينتينو في القاهرة وهو يخضع الآن للتحقيقات.

سورينتينو مشهور في البرازيل بالطبيب الرحّالة، فهو لا يحصد مشاهدات على الفيديوات الطبية التي يذيعها على صفحته على “فايسبوك” و”إنستاغرام” وحسب، بل أيضاً على فيديوات الرحلات التي يقوم بها، ويحصد على فيديوهاته ملايين المتابعات.

حالة سورينتينو  كرحالة و”يوتيوبر”، تحفز التركيز على أسئلة عدة منها، هل لا يزال الرحّالة غارقين في النظرة الذكورية حول “اشتهاء” أجساد النساء في العالم العربي؟ بخاصة في المخيلة الغربية القديمة التي جسدتهن  في شكل “راقصات” في ساحات الخليفة؟ ولماذا يعد جسد المرأة أداة يسهل توظيفها في فيديوات لتحقيق أعلى نسب مشاهدة؟

“شهوة” الرحَالة للتحرش بالعربيات

“الإبهار الإيروتيكي لكلمات شهرزاد صنعت لدينا في الغرب صورة ذات أصداء ذكورية محببة عن الشرق، القدرة على امتلاك امرأة مختلفة كل يوم مثل المسلمين”. 

هذه الكلمات لرحالة من أميركا اللاتينية أيضاً، “آكتور آباد فاسيولينسي” صاحب كتاب “الشرق يبدأ في القاهرة” يعترف فيه  أن الخيال الغربي ما زال يحتفظ بنظرته الاستشراقية البدائية عن المرأة العربية، كامرأة “شهوانية” و”فظة” مجرد  شخصية خيالية مرتبطة بالجنس مثل امرأة مغرية.

و خطاب الطبيب البرازيلي لــ”بائعة البردي” غارق في هذه النظرة أيضاً، ويشير إلى مخزون متراكم من المعرفة والأخيلة القائمة على مواقف وافتراضات عن موضوع المرأة، لم يتطور في نظر الرحالة عن الشرق حتى بعد حقبة الكولونيالية.

هذه الظاهرة كان تناولها جوزيف مسعد في كتاب “اشتهاء العرب”، حيث أشار إلى أن الجنس لطالما لعب دوراً مهماً في خيالات المستشرقين وبحوثهم، وكيف أن المستشرقين وصفوا الشرق باعتباره مؤنثاً فرمزه الأساسي “الحريم”؛ الذي يربط بين خاصيّتين: المرأة المخصّصة للجنس والحاكم المستبد.

ما وراء ضحكة النمر الأميركي

كان الحيز الذي جمع سورينتينو  و “فتاة البردي” عفوياً، لكنه كافٍ لإضافة حالة فانتازية تعزز حالة الولع الاستشراقي، فتاة مصرية محجبة في محل بردي بالقرب من أهرام الجيزة برمالها وجِمالها وخيولها، ورحالة يقف أمام إمرأة عربية يغازل مخيلة سحيقة لا يراها سوى أداة جنسية، تضافُر الفانتازيا  دفع “سورينتينو”  للضحك! لكن ضحكته لا تنقطع في البرازيل أيضاً.

يعيش سورينتينو  في البرازيل حيث يتباهى رئيس الدولة بولسونار،أحد أكثر السياسيين إثارة للجدل في تاريخ البرازيل في مسألة قمع النساء. فهو  يتحدث بدون مواربة عن  آرائه المعادية للمثليين  والنسويات، وهناك تصريح له أثار جدلاً هائلاً في البرازيل حينما قال لعضوة في الكونغرس إنها “لا تستحق الاغتصاب” لأنها “قبيحة للغاية“.

الناشطة النسوية البرازيلية أنطونيا بليغرينو،  قالت لـ”درج“، علينا أن نتذكر أن الرئيس بولسونارو، قال للطبيب المتحرش سورينتينو، ممازحاً في فيديو، إنهما “إخوة في الإيمان”. لذا، فإن هذا يكشف الكثير عن مشروع بولسونارو المناهض لحقوق النساء في البرازيل. يهدف مشروع  بولسونارو إلى إبقاء المرأة في صمت كشكل من أشكال العنف الممارس ضدها، يكفي أن البرازيل اليوم من المنطقة الأكثر عنفاً وخطورة بالنسبة إلى النساء، بمتوسط ​​180 حالة اغتصاب يومياً.

وتوضح أنطونيا بليغرينو: “قصد بأنهما “إخوة في الإيمان”، أنهما من إخوة “سيمبوليكو”،  من العائلة نفسها”.

نساء مصر والبرازيل… جسور من الآلام والمقاومة

لم نتخيل أن المرأة البرازيلية تسمع العبارات الجنسية المسيئة ذاتها التي تسمعها المرأة المصرية،  وتُتهم بأنها السبب في تعرضها للتحرش مثلما تُتهم دائماً المرأة المصرية، لكن ما قالته “أنطونيا بليغرينو مثير للدهشة : “نسمع عادة أن المرأة (تستحق) أن تكون ضحية للعنف الجنسي بسبب الملابس التي نرتديها. لكن فيكتور سورينتينو بعد تحرشه بفتاة محجبة في مصر أوضح أن العنف لا يتعلق بملابس النساء. فدائماً المسألة لها علاقة بسلطة الذكورة”.

وعلى رغم التضييق على حقوق  المرأة البرازيلية، لكن الحركة النسائية استطاعت أن تحسم أموراً عدة، تقول أنطونيا: ” لا يوجد لدينا مصطلح “المزحة الجنسية” نحن لا نسمي ما فعله فيكتور بالفكاهة الجنسية. نحن نسميه تحرشاً. وأحد الإنجازات العظيمة للحركة النسائية في السنوات الأخيرة هو نجاحنا في البرازيل في إدراج التحرش كجريمة . أوضحنا أن هذا ليس طبيعياًٍ. وبحلول عام 2017، تم إدراج جريمة التحرش في قانون العقوبات الخاص بنا”. 

تتحرك المنظمات النسوية في مصر الآن لمناهضة مسودة قانون الأحوال الشخصية الذي يسلب المرأة حق السفر من دون ولي وحق الولاية على أبنائها في التعليم والسفر،  بجانب محاولات المنظمات الحقوقية  للضغط من أجل توفير بيئة آمنة تسمح بحماية الناجيات والشهود في قضايا الاغتصاب والتحرش، مسار طويل تمضى فيه النساء في مصر على أكثر من جبهة، وفي البرازيل تسلك النساء طريقاً طويلاً أيضاً لتحقيق بعض المكاسب.

تقول أنطونيا: “لا تزال أزمة كوفيد- 19 الحالية تفاقم اللامساواة والعنف. سوف يترك الوباء أكثر من نصف نساء أميركا اللاتينية في حالة فقر ، أي حوالى 118 مليوناً. في هذا السياق، فإن وجود سياسة عامة للمرأة هو مسألة حياة أو موت. ويدعم الرئيس  بولسونارو الرشوة ولا يرى حقوق المرأة كهدف من السياسة العامة، كما أنه دمر برامج حماية النساء من العنف”.

في البرازيل  هناك نشطاء #EleNao الذين يشكلون جزءاً من حركة أوسع ضد التحرش الجنسي والتمييز على أساس الجنس، وتنامت “النسوية الشعبية” في البرازيل، على رغم قمع المحافظين. ومنذ عام  2016 وبعد إزاحة أول امرأة رئيسة للبرازيل في ما يشير إليه كثيرون على أنه انقلاب، تعرضت حقوق المرأة لتضييقات شديدة. منها  تجريم الإجهاض في جميع الظروف. وتجريم المثليين، والحد من وصول الرعاية الصحية الأساسية للنساء، كما أن  الأجندة المناهضة للمرأة لها تأثير قاسٍ بشكل خاص على العدد المتزايد من النساء اللائي يعانين من الفقر والذي يؤثر بشكل كبير في البرازيليات من أصل أفريقي.

آخر ما قامت به الناشطات النسويات في البرازيل بشأن فيديو التحرش بـفتاة البردي هو شن حملة ضد متابعي المتحرش البرازيلي ممن شاركوا الفيديو على أنه مزحة، تقول أنطونيا نحن وصفناهم بـــ”الأتباع المتواطئين” وأشرنا إليهم أيضاً باعتبار المتواطئين مجرمين أيضاً.

إقرأوا أيضاً:

انتشر فيديو لفيكتور سورينتينو وهو يتحرش ببائعة ورق بردي مصرية. حالة سورينتينو كرحالة و”يوتيوبر” معروف، تحفز التركيز على أسئلة عدة منها، هل لا يزال الرحّالة غارقين في النظرة الذكورية حول “اشتهاء” أجساد النساء في العالم العربي؟

“لم تكن هذه المرة الأولى التي ينتج فيها مسافرون برازيليون متحرشون مقاطع فيديو. فقد شاهدنا مسافرين برازيليين ينتجون فيديوات يتباهون فيها بالتحرش بالروسيات في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، وكانت فضيحة، ما يثير دهشتي أن هذا النوع من الفيديوات يتم إنتاجه، حتى بعد حملة #metoo”.

هكذا علقت الناشطة النسوية البرازيلية أنطونيا بليغرينو (Antonia Pellegrino)، في حديثها لـ”درج” على انتشار فيديو صوره الطبيب البرازيلي  فيكتور سورينتينو، وهو  يتحرش ببائعة ورق بردي مصرية، ونشره على حسابه الشخصي على “إنستاغرام”،  فبينما كانت الفتاة المصرية تبيعه أوراق البردي، كان يسألها بالبرتغالية أكثر من مرة ضاحكاً، “هل تريدينه كبيراً؟ هل تحبينه قاسياً؟ جميعكن هنا تحببنه كذلك”، وفي المقابل كانت الفتاة  تهز رأسها بالإيجاب وهي تظنه يشكرها على جودة أوراق البردي، وسورينتينو  غارق في هيسيتريا من الضحك.

الطبيب البرازيلي فيكتور سورينتينو 

موجة الرفض والإدانة للفيديو  بدأت في البرازيل، مع تحرك ناشطات نسويات بارزات منهن أنطونيا بليغرينو، كاتبة السيناريو، إلى جانب ملايين التغريدات على “تويتر”، أجبرت الطبيب- الذي لا يزال في القاهرة- على حذف الفيديو، لكن موجة مناهضة الطبيب لم تهدأ حتى حاولت ناشطات في البرازيل لفت انتباه نسويات مصر لما حدث مع هذه الفتاة لمعاقبة سورينتينو.

تقول أنطونيا بليغرينو: “كانت معارضة الفيديو ضخمة في البرازيل. كانت هناك ملايين التغريدات التي تدينها. ما فعله هذا الطبيب غير مقبول للنساء في مصر أو في أي بلد”.

وصلت أصداء الفيديو  إلى صفحة “اتكلمي” Speak Up، في مصر التي تهتم بنشر شهادات الناجيات من التحرش، ونشرت الصفحة عن الواقعة وهو ما أحدث غلياناً على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع قوات الأمن المصري لإلقاء القبض على سورينتينو في القاهرة وهو يخضع الآن للتحقيقات.

سورينتينو مشهور في البرازيل بالطبيب الرحّالة، فهو لا يحصد مشاهدات على الفيديوات الطبية التي يذيعها على صفحته على “فايسبوك” و”إنستاغرام” وحسب، بل أيضاً على فيديوات الرحلات التي يقوم بها، ويحصد على فيديوهاته ملايين المتابعات.

حالة سورينتينو  كرحالة و”يوتيوبر”، تحفز التركيز على أسئلة عدة منها، هل لا يزال الرحّالة غارقين في النظرة الذكورية حول “اشتهاء” أجساد النساء في العالم العربي؟ بخاصة في المخيلة الغربية القديمة التي جسدتهن  في شكل “راقصات” في ساحات الخليفة؟ ولماذا يعد جسد المرأة أداة يسهل توظيفها في فيديوات لتحقيق أعلى نسب مشاهدة؟

“شهوة” الرحَالة للتحرش بالعربيات

“الإبهار الإيروتيكي لكلمات شهرزاد صنعت لدينا في الغرب صورة ذات أصداء ذكورية محببة عن الشرق، القدرة على امتلاك امرأة مختلفة كل يوم مثل المسلمين”. 

هذه الكلمات لرحالة من أميركا اللاتينية أيضاً، “آكتور آباد فاسيولينسي” صاحب كتاب “الشرق يبدأ في القاهرة” يعترف فيه  أن الخيال الغربي ما زال يحتفظ بنظرته الاستشراقية البدائية عن المرأة العربية، كامرأة “شهوانية” و”فظة” مجرد  شخصية خيالية مرتبطة بالجنس مثل امرأة مغرية.

و خطاب الطبيب البرازيلي لــ”بائعة البردي” غارق في هذه النظرة أيضاً، ويشير إلى مخزون متراكم من المعرفة والأخيلة القائمة على مواقف وافتراضات عن موضوع المرأة، لم يتطور في نظر الرحالة عن الشرق حتى بعد حقبة الكولونيالية.

هذه الظاهرة كان تناولها جوزيف مسعد في كتاب “اشتهاء العرب”، حيث أشار إلى أن الجنس لطالما لعب دوراً مهماً في خيالات المستشرقين وبحوثهم، وكيف أن المستشرقين وصفوا الشرق باعتباره مؤنثاً فرمزه الأساسي “الحريم”؛ الذي يربط بين خاصيّتين: المرأة المخصّصة للجنس والحاكم المستبد.

ما وراء ضحكة النمر الأميركي

كان الحيز الذي جمع سورينتينو  و “فتاة البردي” عفوياً، لكنه كافٍ لإضافة حالة فانتازية تعزز حالة الولع الاستشراقي، فتاة مصرية محجبة في محل بردي بالقرب من أهرام الجيزة برمالها وجِمالها وخيولها، ورحالة يقف أمام إمرأة عربية يغازل مخيلة سحيقة لا يراها سوى أداة جنسية، تضافُر الفانتازيا  دفع “سورينتينو”  للضحك! لكن ضحكته لا تنقطع في البرازيل أيضاً.

يعيش سورينتينو  في البرازيل حيث يتباهى رئيس الدولة بولسونار،أحد أكثر السياسيين إثارة للجدل في تاريخ البرازيل في مسألة قمع النساء. فهو  يتحدث بدون مواربة عن  آرائه المعادية للمثليين  والنسويات، وهناك تصريح له أثار جدلاً هائلاً في البرازيل حينما قال لعضوة في الكونغرس إنها “لا تستحق الاغتصاب” لأنها “قبيحة للغاية“.

الناشطة النسوية البرازيلية أنطونيا بليغرينو،  قالت لـ”درج“، علينا أن نتذكر أن الرئيس بولسونارو، قال للطبيب المتحرش سورينتينو، ممازحاً في فيديو، إنهما “إخوة في الإيمان”. لذا، فإن هذا يكشف الكثير عن مشروع بولسونارو المناهض لحقوق النساء في البرازيل. يهدف مشروع  بولسونارو إلى إبقاء المرأة في صمت كشكل من أشكال العنف الممارس ضدها، يكفي أن البرازيل اليوم من المنطقة الأكثر عنفاً وخطورة بالنسبة إلى النساء، بمتوسط ​​180 حالة اغتصاب يومياً.

وتوضح أنطونيا بليغرينو: “قصد بأنهما “إخوة في الإيمان”، أنهما من إخوة “سيمبوليكو”،  من العائلة نفسها”.

نساء مصر والبرازيل… جسور من الآلام والمقاومة

لم نتخيل أن المرأة البرازيلية تسمع العبارات الجنسية المسيئة ذاتها التي تسمعها المرأة المصرية،  وتُتهم بأنها السبب في تعرضها للتحرش مثلما تُتهم دائماً المرأة المصرية، لكن ما قالته “أنطونيا بليغرينو مثير للدهشة : “نسمع عادة أن المرأة (تستحق) أن تكون ضحية للعنف الجنسي بسبب الملابس التي نرتديها. لكن فيكتور سورينتينو بعد تحرشه بفتاة محجبة في مصر أوضح أن العنف لا يتعلق بملابس النساء. فدائماً المسألة لها علاقة بسلطة الذكورة”.

وعلى رغم التضييق على حقوق  المرأة البرازيلية، لكن الحركة النسائية استطاعت أن تحسم أموراً عدة، تقول أنطونيا: ” لا يوجد لدينا مصطلح “المزحة الجنسية” نحن لا نسمي ما فعله فيكتور بالفكاهة الجنسية. نحن نسميه تحرشاً. وأحد الإنجازات العظيمة للحركة النسائية في السنوات الأخيرة هو نجاحنا في البرازيل في إدراج التحرش كجريمة . أوضحنا أن هذا ليس طبيعياًٍ. وبحلول عام 2017، تم إدراج جريمة التحرش في قانون العقوبات الخاص بنا”. 

تتحرك المنظمات النسوية في مصر الآن لمناهضة مسودة قانون الأحوال الشخصية الذي يسلب المرأة حق السفر من دون ولي وحق الولاية على أبنائها في التعليم والسفر،  بجانب محاولات المنظمات الحقوقية  للضغط من أجل توفير بيئة آمنة تسمح بحماية الناجيات والشهود في قضايا الاغتصاب والتحرش، مسار طويل تمضى فيه النساء في مصر على أكثر من جبهة، وفي البرازيل تسلك النساء طريقاً طويلاً أيضاً لتحقيق بعض المكاسب.

تقول أنطونيا: “لا تزال أزمة كوفيد- 19 الحالية تفاقم اللامساواة والعنف. سوف يترك الوباء أكثر من نصف نساء أميركا اللاتينية في حالة فقر ، أي حوالى 118 مليوناً. في هذا السياق، فإن وجود سياسة عامة للمرأة هو مسألة حياة أو موت. ويدعم الرئيس  بولسونارو الرشوة ولا يرى حقوق المرأة كهدف من السياسة العامة، كما أنه دمر برامج حماية النساء من العنف”.

في البرازيل  هناك نشطاء #EleNao الذين يشكلون جزءاً من حركة أوسع ضد التحرش الجنسي والتمييز على أساس الجنس، وتنامت “النسوية الشعبية” في البرازيل، على رغم قمع المحافظين. ومنذ عام  2016 وبعد إزاحة أول امرأة رئيسة للبرازيل في ما يشير إليه كثيرون على أنه انقلاب، تعرضت حقوق المرأة لتضييقات شديدة. منها  تجريم الإجهاض في جميع الظروف. وتجريم المثليين، والحد من وصول الرعاية الصحية الأساسية للنساء، كما أن  الأجندة المناهضة للمرأة لها تأثير قاسٍ بشكل خاص على العدد المتزايد من النساء اللائي يعانين من الفقر والذي يؤثر بشكل كبير في البرازيليات من أصل أفريقي.

آخر ما قامت به الناشطات النسويات في البرازيل بشأن فيديو التحرش بـفتاة البردي هو شن حملة ضد متابعي المتحرش البرازيلي ممن شاركوا الفيديو على أنه مزحة، تقول أنطونيا نحن وصفناهم بـــ”الأتباع المتواطئين” وأشرنا إليهم أيضاً باعتبار المتواطئين مجرمين أيضاً.

إقرأوا أيضاً:

|
آخر القصص
 هل تستطيع الدول العربية الغنيّة تجاهل أزمات جيرانها؟
أفراح ناصر - باحثة في المركز العربي في واشنطن | 12.10.2024
هل هُزم محور “المقاومة”فعلاً؟!
شكري الريان - كاتب فلسطيني سوري | 12.10.2024
لماذا أخفق حزب الله؟
ندى عبدالصمد - كاتبة وصحافية لبنانية | 12.10.2024
خطبة الوداع
بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 11.10.2024

اشترك بنشرتنا البريدية