fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“المقاومة” تفرج عن عامر فاخوري “بيروقراطي” سجن الخيام 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

السلطة والممانعة ورئيسها وحكومتها وحزبها، هم من أفرجوا عن عامر فاخوري. واشنطن مارست ضغوطها، فاستجابوا وبذلوا لها كراماتهم. وبعد أيام قليلة سيستأنفون خطابهم التخويني

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يكن جوهر قضية “الممانعة” في لبنان يوماً أكثر من جزء من النزاع الطائفي، تُستحضر حين يدعو الظرف المذهبي استدعاءها. تماماً كما هي في سوريا ليست أكثر من شرط لإدامة عمر النظام الدموي. تحضر هذه الحقيقة اليوم في ظل قضية عامر فاخوري الذي أفرجت عنه السلطة المتشكلة من قوى الممانعة، رئاسة وحكومة وبرلماناً وقضاء و”قدراً”. 

عامر فاخوري آمر سجن الخيام الذي أقامته سلطة الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة احتلالها مناطق الشريط الحدودي، أفرجت عنه السلطة التي يقف على رأسها حزب الله، في سياق صفقة تكشف هشاشة ادعاءات أهل الممانعة، وخواء خطابهم.

المتظاهرون في وسط بيروت عملاء لأميركا. والشيعة المنشقون هم شيعة السفارة، وعليهم أن يتحسسوا رقابهم، وكورونا في طريقه لأن يصبح فايروساً امبريالياً.

طبعاً القضية تحتاج بعض الصراخ، وهذا جزء من سيناريو الصفقة. وبعد أيام قليلة سيعود “المفجوعون” إلى موقعهم المذهبي عينه. لن يدوم ذهولهم، وسيستأنفون اتهام خصومهم ممن ليس لهم يد بقضية الفاخوري بأنهم عملاء لأميركا، فيما سيبقى الرئيس ميشال عون رمزاً من رموز المواجهة، وصهره جبران باسيل مجرد حليف مزعج لا ترقى سقطاته إلى مستوى الخيانة، على ما دأبوا يصفون خصومهم.

قصة عامر فاخوري جزء من سياق طويل من العفو عن عملاء لإسرائيل وحلفاء للمذهب. فقد سبق أن شمل العفو العميل فايز كرم. ما جرى في حينها يتكرر حرفياً اليوم. أيام قليلة من النرجسية المجروحة ثم استأنفت الممانعة مهمتها في تخوين خصومها المذهبيين، وتمجيد حلفائها، المذهبيين أيضاً. لا تملي وقائع العمالة المكشوفة والموثقة أكثر من موقف عابر. ميشال عون وسلطته وحكومته وقضائه سيبقون حلفاء حزب الله. مصلحة الطائفة تقضي بذلك. وماء الوجه الذي بذله أهل الممانعة وأبواقها وأصواتها وإعلامها، لطالما بُذل، واستأنف أصحابه أيامهم وكأن شيئاً لم يحصل!

والحال أن “البراغماتية” التي يبديها حزب الله، ومن ورائه سادته في طهران ودمشق وموسكو، هي امتداد لبراغماتية المهانة التي دأب الحزب على تحملها في سوريا أيضاً كل مرة تغير طائرات تل أبيب على مواقعه هناك من دون أن ينبس ببنت شفة، وهي أيضاً نفسها التي مارستها طهران حين أقدمت واشنطن على قتل قاسم سليماني. أما شوكة المقاومة الصلبة والقوية، فهي ليست أكثر من شوكة مذهبية تسعى لانتصارات في حروب أهلية، وتوظف فلسطين وقضيتها ومسجدها وظلامتها في سياق حربها المقدسة ضد أعداء المذهب.

ابتسامة حسن نصرالله الصفراء التي ترتسم على وجهه في كل مرة يقترب فيها حديثه من قضية حلفاء أميركا اللبنانيين. فهؤلاء الأخيرون هم خصوم المذهب، وهذا العار الذي لحقهم لن يصيب عون وأهله حتى لو كان بينهم عميل مثل فايز كرم أو حتى لو أفرجوا عن آمر سجن الخيام

يريد منا أهل الممانعة، وصحافيوها وكتابها أن نعتقد أن حزب الله كان خارج صفقة الإفراج عن عامر فاخوري، والدليل هو البيان الغاضب الذي أصدره! حزب الله الذي أوصل ميشال عون إلى بعبدا، والذي يملك مع حلفائه غالبية في البرلمان وفي الحكومة، والذي يقيم مراقبون له في المطار وفي المرفأ وعلى الحدود، لم يكن له يد في قضية الإفراج عن فاخوري! فالعملية جرت في ظل ضغوط أميركية على الرئيس. هذه الضغوط لن تستهدفها ابتسامة حسن نصرالله الصفراء التي ترتسم على وجهه في كل مرة يقترب فيها حديثه من قضية حلفاء أميركا اللبنانيين. فهؤلاء الأخيرون هم خصوم المذهب، وهذا العار الذي لحقهم لن يصيب عون وأهله حتى لو كان بينهم عميل مثل فايز كرم أو حتى لو أفرجوا عن آمر سجن الخيام، فالمصلحة المذهبية تقضي بذلك، وقضية الصراع مع العدو ليست سوى قناعاً شفافاً لم يعد مطلوباً منه أن يخفي شيئاً، طالما أن ماء الوجه قد بذل أصلاً.

السلطة والممانعة ورئيسها وحكومتها وحزبها، هم من أفرجوا عن عامر فاخوري. واشنطن مارست ضغوطها، فاستجابوا وبذلوا لها كراماتهم. وبعد أيام قليلة سيستأنفون خطابهم التخويني. المتظاهرون في وسط بيروت عملاء لأميركا. والشيعة المنشقون هم شيعة السفارة، وعليهم أن يتحسسوا رقابهم، وكورونا في طريقه لأن يصبح فايروساً امبريالياً. علينا أن ننسى قصة عامر فاخوري تماماً كما نسينا قصة فايز كرم، وعلينا أن نغفر لجبران “سقطاته” التطبيعية. لكن علينا أيضاً أن ننتبه جيداً اذا ما سقطنا في “تطبيع” مع مؤسسات جورج سورس، الميلياردير الأميركي الذي أغضب دونالد ترامب والذي لا يحبه نتانياهو والذي يخوض حروباً ضد اليمين الأوروبي الصاعد. 

نحن “عملاء” جورج سورس وهم عملاء دونالد ترامب وإدارته وسفارته ومواطنه آمر سجن الخيام عامر فاخوري!

لكن من جهة أخرى قد تردنا قضية عامر فاخوري إلى مقارنة أخرى، فالرجل كان مجرد موظف في السجن، كان دوره تقنياً وليس سياسياً على ما ورد في التحقيقات. وظيفته اقتضت تنفيذ الأوامر. كان “بيروقراطي” المعتقل. إنها مواصفات تشبه وإن على نحو مبالغ فيه، الوظيفة التي تولاها الضابط النازي أدولف آيخمان في جهاز الغستابو! لكن الفارق أن إسرائيل أوفدت وحدات خاصة إلى الأرجنتين وخطفته وحاكمته، بينما جاء عامر فاخوري إلى حضن الممانعة على قدميه، فأفرجت عنه وأهدت حريته إلى واشنطن.     

17.03.2020
زمن القراءة: 4 minutes

السلطة والممانعة ورئيسها وحكومتها وحزبها، هم من أفرجوا عن عامر فاخوري. واشنطن مارست ضغوطها، فاستجابوا وبذلوا لها كراماتهم. وبعد أيام قليلة سيستأنفون خطابهم التخويني

لم يكن جوهر قضية “الممانعة” في لبنان يوماً أكثر من جزء من النزاع الطائفي، تُستحضر حين يدعو الظرف المذهبي استدعاءها. تماماً كما هي في سوريا ليست أكثر من شرط لإدامة عمر النظام الدموي. تحضر هذه الحقيقة اليوم في ظل قضية عامر فاخوري الذي أفرجت عنه السلطة المتشكلة من قوى الممانعة، رئاسة وحكومة وبرلماناً وقضاء و”قدراً”. 

عامر فاخوري آمر سجن الخيام الذي أقامته سلطة الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة احتلالها مناطق الشريط الحدودي، أفرجت عنه السلطة التي يقف على رأسها حزب الله، في سياق صفقة تكشف هشاشة ادعاءات أهل الممانعة، وخواء خطابهم.

المتظاهرون في وسط بيروت عملاء لأميركا. والشيعة المنشقون هم شيعة السفارة، وعليهم أن يتحسسوا رقابهم، وكورونا في طريقه لأن يصبح فايروساً امبريالياً.

طبعاً القضية تحتاج بعض الصراخ، وهذا جزء من سيناريو الصفقة. وبعد أيام قليلة سيعود “المفجوعون” إلى موقعهم المذهبي عينه. لن يدوم ذهولهم، وسيستأنفون اتهام خصومهم ممن ليس لهم يد بقضية الفاخوري بأنهم عملاء لأميركا، فيما سيبقى الرئيس ميشال عون رمزاً من رموز المواجهة، وصهره جبران باسيل مجرد حليف مزعج لا ترقى سقطاته إلى مستوى الخيانة، على ما دأبوا يصفون خصومهم.

قصة عامر فاخوري جزء من سياق طويل من العفو عن عملاء لإسرائيل وحلفاء للمذهب. فقد سبق أن شمل العفو العميل فايز كرم. ما جرى في حينها يتكرر حرفياً اليوم. أيام قليلة من النرجسية المجروحة ثم استأنفت الممانعة مهمتها في تخوين خصومها المذهبيين، وتمجيد حلفائها، المذهبيين أيضاً. لا تملي وقائع العمالة المكشوفة والموثقة أكثر من موقف عابر. ميشال عون وسلطته وحكومته وقضائه سيبقون حلفاء حزب الله. مصلحة الطائفة تقضي بذلك. وماء الوجه الذي بذله أهل الممانعة وأبواقها وأصواتها وإعلامها، لطالما بُذل، واستأنف أصحابه أيامهم وكأن شيئاً لم يحصل!

والحال أن “البراغماتية” التي يبديها حزب الله، ومن ورائه سادته في طهران ودمشق وموسكو، هي امتداد لبراغماتية المهانة التي دأب الحزب على تحملها في سوريا أيضاً كل مرة تغير طائرات تل أبيب على مواقعه هناك من دون أن ينبس ببنت شفة، وهي أيضاً نفسها التي مارستها طهران حين أقدمت واشنطن على قتل قاسم سليماني. أما شوكة المقاومة الصلبة والقوية، فهي ليست أكثر من شوكة مذهبية تسعى لانتصارات في حروب أهلية، وتوظف فلسطين وقضيتها ومسجدها وظلامتها في سياق حربها المقدسة ضد أعداء المذهب.

ابتسامة حسن نصرالله الصفراء التي ترتسم على وجهه في كل مرة يقترب فيها حديثه من قضية حلفاء أميركا اللبنانيين. فهؤلاء الأخيرون هم خصوم المذهب، وهذا العار الذي لحقهم لن يصيب عون وأهله حتى لو كان بينهم عميل مثل فايز كرم أو حتى لو أفرجوا عن آمر سجن الخيام

يريد منا أهل الممانعة، وصحافيوها وكتابها أن نعتقد أن حزب الله كان خارج صفقة الإفراج عن عامر فاخوري، والدليل هو البيان الغاضب الذي أصدره! حزب الله الذي أوصل ميشال عون إلى بعبدا، والذي يملك مع حلفائه غالبية في البرلمان وفي الحكومة، والذي يقيم مراقبون له في المطار وفي المرفأ وعلى الحدود، لم يكن له يد في قضية الإفراج عن فاخوري! فالعملية جرت في ظل ضغوط أميركية على الرئيس. هذه الضغوط لن تستهدفها ابتسامة حسن نصرالله الصفراء التي ترتسم على وجهه في كل مرة يقترب فيها حديثه من قضية حلفاء أميركا اللبنانيين. فهؤلاء الأخيرون هم خصوم المذهب، وهذا العار الذي لحقهم لن يصيب عون وأهله حتى لو كان بينهم عميل مثل فايز كرم أو حتى لو أفرجوا عن آمر سجن الخيام، فالمصلحة المذهبية تقضي بذلك، وقضية الصراع مع العدو ليست سوى قناعاً شفافاً لم يعد مطلوباً منه أن يخفي شيئاً، طالما أن ماء الوجه قد بذل أصلاً.

السلطة والممانعة ورئيسها وحكومتها وحزبها، هم من أفرجوا عن عامر فاخوري. واشنطن مارست ضغوطها، فاستجابوا وبذلوا لها كراماتهم. وبعد أيام قليلة سيستأنفون خطابهم التخويني. المتظاهرون في وسط بيروت عملاء لأميركا. والشيعة المنشقون هم شيعة السفارة، وعليهم أن يتحسسوا رقابهم، وكورونا في طريقه لأن يصبح فايروساً امبريالياً. علينا أن ننسى قصة عامر فاخوري تماماً كما نسينا قصة فايز كرم، وعلينا أن نغفر لجبران “سقطاته” التطبيعية. لكن علينا أيضاً أن ننتبه جيداً اذا ما سقطنا في “تطبيع” مع مؤسسات جورج سورس، الميلياردير الأميركي الذي أغضب دونالد ترامب والذي لا يحبه نتانياهو والذي يخوض حروباً ضد اليمين الأوروبي الصاعد. 

نحن “عملاء” جورج سورس وهم عملاء دونالد ترامب وإدارته وسفارته ومواطنه آمر سجن الخيام عامر فاخوري!

لكن من جهة أخرى قد تردنا قضية عامر فاخوري إلى مقارنة أخرى، فالرجل كان مجرد موظف في السجن، كان دوره تقنياً وليس سياسياً على ما ورد في التحقيقات. وظيفته اقتضت تنفيذ الأوامر. كان “بيروقراطي” المعتقل. إنها مواصفات تشبه وإن على نحو مبالغ فيه، الوظيفة التي تولاها الضابط النازي أدولف آيخمان في جهاز الغستابو! لكن الفارق أن إسرائيل أوفدت وحدات خاصة إلى الأرجنتين وخطفته وحاكمته، بينما جاء عامر فاخوري إلى حضن الممانعة على قدميه، فأفرجت عنه وأهدت حريته إلى واشنطن.