فهيم فضلي، ممثل ومقاتل مخضرم في قوات مشاة البحرية (المارينز) الأميركية، حارب حركة طالبان في الحقيقة، إلا أنه قضى أعواماً عديدة محصوراً في أدوار الإرهابيين في أفلام هوليوود.
“أخيراً سألعب دور رجلٍ جيدٍ”، يقول فضلي، الذي أيقن أن هناك شيئ ما تغير. كان هناك شيئ متعلق بالرائحة التي تشبه روث الخيل، والعرق المتصبب، وجميع الأوساخ والأقذارالممزوجة معاً كسيمفونية غير متجانسة، والجبل البعيد بتضاريسه الوعرة، وحول ذلك يدور ضجيج محركات المروحية التي تئن في الأفق. تحدث فضلي لصحيفة “ذا ديلي بيست”، عن المدة التي قضاها أثناء تجسيد شخصية قائد التحالف الشمالي، “دعني أكن أميناً معك، شعرت بأنني عدت بالفعل إلى الحرب الحقيقية”، وذلك أثناء تصوير الفيلم الجديد “12 قوياً – 12 Strong” في نيو مكسيكو، الذي يقوم بإخراجه نيكولاي فوغليسيغ. الفكرة الرئيسية للفيلم هي محاولة الارتباط مع ضباط وكالة المخابرات المركزية على أرض الواقع ثم البدء في تدريب وإرشاد ومساعدة التحالف الشمالي، وهم مجموعة من القادة العسكريين الأفغان الذين سعوا إلى القضاء على حركة طالبان، وهي الحركة التي أيدت ودعمت أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. وبالرغم من الضجة الكبيرة المحيطة بالفيلم، إلا أن فيلم “12 قوياً – 12 Strong ” لن يكون بالنسبة لرواد السينما، أو المحاربين العسكريين القدامى بعد أحداث 11سبتمبر / أيلول، مثل فيلم “إنقاذ الجندي رايان – Saving Private Ryan”، كما أنه من المتوقع ألا يتلقى الفيلم نفس ردود الفعل التي تلقاها فيلم “القناص الأميركي – American Sniper”، بسبب الافتراضات الفنية التي لجأوا إليها لتفسير غزو الولايات المتحدة للعراق. إذ لا تتسق تعقيدات الحرب الحالية على الإرهاب والسياسات التي تقودها مع هيكل الفيلم وحبكة الأحداث من عدة نواحي مثل ما حدث مع فيلم “إنقاذ الجندي رايان – Saving Private Ryan”. لابد أن نتذكر أن فيلم “12 قوياً – 12 Strong” هو النسخة الخيالية من الأحداث الحقيقية، وأن الفيلم ما هو إلا فصل مُقتَطَع من الحرب التي استمرت 17 عاماً، ولا تزال قائمة إلى الآن.
ولكن، وبالرغم من وجود مشاهد الحرب المبتذلة في فيلم “12 قوياً – 12 Strong” كرسائل الموت و”محادثات قلب المحارب” إضافة إلى نهج مايكل باي في مشاهد القتال والانفجارات، إلا أن الفيلم قدم الكثير من الأمور كما يجب أن تكون وبشكل مدهش، فهو يحاول الرجوع بمخيلة المشاهدين إلى النقطة التي كان الدخان لا يزال يتصاعد حينها من الغبار في مانهاتن بعد أن وجه الإرهابيون الطائرات التجارية ضد المباني التي مثلت القوة والبراعة الأميركية. أما الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في الثقافة الأفغانية فكان الأكثر إثارة للدهشة، فالجنود الأطفال يحاربون من أجل القضية بالرغم من وجود الحاجز اللغوي الإنجليزي البشتوني، بالإضافة إلى المشهد الذي يُدمي القلب والذي يبدو أنه قد حُذف من كتب تاريخ حركة طالبان والذي يظهر معاناة الأفغان ورغبة طالبان في القضاء على التعليم من المجتمع في شكل من أشكال القمع. يُمكن لقدامى المحاربين العسكريين انتقاد فيلمٍ في غضون ثوانٍ إذا ما كانت التكتيكات والأدوات والمعدات خاطئة أو تفتقر للدقة، إلا أن فيلم “12 قوياً -12 Strong ” يبدو أنه يقف على أرض صلبة ويرجع الفضل في ذلك إلى مجموعة من المستشارين التقنيين العسكريين ذوي الخلفية الجيدة في العمليات الخاصة. ولكن ما يميز فيلم “12 قوياً – 12 Strong” عن أي فيلم حربي آخر عُرض بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، هو ذاته الذي أعطى فضلي شعوراً بأن هناك شيء ما مختلفاً. يقول فضلي “لقد ضممتُ جيري بروكهيمير وكريس هيمسورث وشكرتههما، ومخرجنا أيضاً… لأننا أخيراً لدينا فيلم يبين أننا (نحن المسلمون) لسنا أشراراً. إنه فيلم يظهر شجاعة الأفغان ضد تنظيم القاعدة وطغيان حركة طالبان”. وأضاف فضلي “إنه أمر شخصي جداً بالنسبة لي… فقد شهدت أحداث 11 سبتمبر / أيلول، وحاربت ضد حركة طالبان في أفغانستان والسوفيت أثناء الغزو. فهذا الفيلم يمثل تاريخنا، سواء التاريخ الأميركي أو التاريخ الأفغاني، وهو درس لأطفالنا. إنه يدور حول أولئك الخاطفين والأصوليين المتلاعبين ببلادنا في أفغانستان والذين يحرفون الدين”. وفضلي، المولود في كابول بأفغانستان، يتذكر بلاده في السلم والحرب والتي كانت بدايتها مع الروس. ساعد فضلي وكالة المخابرات المركزية لنشر الدعاية ضد الاتحاد السابق للجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وذلك قبل الفرار إلى شمال كاليفورنيا حيث حصل على الجنسية الأميركية، وفي نهاية المطاف بدأ طريقه في مهنة التمثيل. واعتاد فضلي منذ أحداث 11 سبتمبر / أيلول تمثيل نفس الأدوار كما في فيلم “24”، إذ يقوم إرهابي مسلم بتعذيب جاك باور أو كما في فيلم الرجل الحديدي – Iron Man إذ يقوم بضرب توني ستارك. بعد 30 عاماً من هجرته عن أفغانستان، عاد فضلي لمحاربة حركة طالبان جنباً إلى جنب مع جنود البحرية التابعين للولايات المتحدة وذلك بين عامي 2009 و 2010، إذ عمل مترجماً لدى الكتيبة الثالثة والفوج البحري الرابع تاركاً خلفه مهنة التمثيل. ويقول فضلي ضاحكاً “أخيراً ألعب دور رجل جيد، إنه شعور رائع، فقد خضت حرباً حقيقية في جنوب مقاطعة هلمند ضد حركة طالبان، والآن أنا عضو في التحالف الشمالي للحرب ضد طالبان”. فيلم 12 قوياً – 12 Strong يوضح “الفصل الأول” للأمة التي عاشت حالة الحرب المستمرة لسبعة عشر عاماً، وعواقبها على شريحة قليلة من الأميركيين الذين يتحملون وطأة الحرب، وأولئك الذين قال عنهم غيتس؛ إن الحرب بالنسبة لهم مجرد “أمر تجريدي”.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Daily Beast للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا[video_player link=””][/video_player]
الممثل المسلم الذي حارب طالبان
أزمة الطحين في قطاع غزة… الجيش الإسرائيليّ “يُدير” الصراع على الرغيف!
كيف تساهم أزمة النفايات في لبنان في التغيّر المناخي؟
من يرد عنا تهديدات أدرعي؟
"درج"
فهيم فضلي، ممثل ومقاتل مخضرم في قوات مشاة البحرية (المارينز) الأميركية، حارب حركة طالبان في الحقيقة، إلا أنه قضى أعواماً عديدة محصوراً في أدوار الإرهابيين في أفلام هوليوود.
فهيم فضلي، ممثل ومقاتل مخضرم في قوات مشاة البحرية (المارينز) الأميركية، حارب حركة طالبان في الحقيقة، إلا أنه قضى أعواماً عديدة محصوراً في أدوار الإرهابيين في أفلام هوليوود.
“أخيراً سألعب دور رجلٍ جيدٍ”، يقول فضلي، الذي أيقن أن هناك شيئ ما تغير. كان هناك شيئ متعلق بالرائحة التي تشبه روث الخيل، والعرق المتصبب، وجميع الأوساخ والأقذارالممزوجة معاً كسيمفونية غير متجانسة، والجبل البعيد بتضاريسه الوعرة، وحول ذلك يدور ضجيج محركات المروحية التي تئن في الأفق. تحدث فضلي لصحيفة “ذا ديلي بيست”، عن المدة التي قضاها أثناء تجسيد شخصية قائد التحالف الشمالي، “دعني أكن أميناً معك، شعرت بأنني عدت بالفعل إلى الحرب الحقيقية”، وذلك أثناء تصوير الفيلم الجديد “12 قوياً – 12 Strong” في نيو مكسيكو، الذي يقوم بإخراجه نيكولاي فوغليسيغ. الفكرة الرئيسية للفيلم هي محاولة الارتباط مع ضباط وكالة المخابرات المركزية على أرض الواقع ثم البدء في تدريب وإرشاد ومساعدة التحالف الشمالي، وهم مجموعة من القادة العسكريين الأفغان الذين سعوا إلى القضاء على حركة طالبان، وهي الحركة التي أيدت ودعمت أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. وبالرغم من الضجة الكبيرة المحيطة بالفيلم، إلا أن فيلم “12 قوياً – 12 Strong ” لن يكون بالنسبة لرواد السينما، أو المحاربين العسكريين القدامى بعد أحداث 11سبتمبر / أيلول، مثل فيلم “إنقاذ الجندي رايان – Saving Private Ryan”، كما أنه من المتوقع ألا يتلقى الفيلم نفس ردود الفعل التي تلقاها فيلم “القناص الأميركي – American Sniper”، بسبب الافتراضات الفنية التي لجأوا إليها لتفسير غزو الولايات المتحدة للعراق. إذ لا تتسق تعقيدات الحرب الحالية على الإرهاب والسياسات التي تقودها مع هيكل الفيلم وحبكة الأحداث من عدة نواحي مثل ما حدث مع فيلم “إنقاذ الجندي رايان – Saving Private Ryan”. لابد أن نتذكر أن فيلم “12 قوياً – 12 Strong” هو النسخة الخيالية من الأحداث الحقيقية، وأن الفيلم ما هو إلا فصل مُقتَطَع من الحرب التي استمرت 17 عاماً، ولا تزال قائمة إلى الآن.
ولكن، وبالرغم من وجود مشاهد الحرب المبتذلة في فيلم “12 قوياً – 12 Strong” كرسائل الموت و”محادثات قلب المحارب” إضافة إلى نهج مايكل باي في مشاهد القتال والانفجارات، إلا أن الفيلم قدم الكثير من الأمور كما يجب أن تكون وبشكل مدهش، فهو يحاول الرجوع بمخيلة المشاهدين إلى النقطة التي كان الدخان لا يزال يتصاعد حينها من الغبار في مانهاتن بعد أن وجه الإرهابيون الطائرات التجارية ضد المباني التي مثلت القوة والبراعة الأميركية. أما الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة في الثقافة الأفغانية فكان الأكثر إثارة للدهشة، فالجنود الأطفال يحاربون من أجل القضية بالرغم من وجود الحاجز اللغوي الإنجليزي البشتوني، بالإضافة إلى المشهد الذي يُدمي القلب والذي يبدو أنه قد حُذف من كتب تاريخ حركة طالبان والذي يظهر معاناة الأفغان ورغبة طالبان في القضاء على التعليم من المجتمع في شكل من أشكال القمع. يُمكن لقدامى المحاربين العسكريين انتقاد فيلمٍ في غضون ثوانٍ إذا ما كانت التكتيكات والأدوات والمعدات خاطئة أو تفتقر للدقة، إلا أن فيلم “12 قوياً -12 Strong ” يبدو أنه يقف على أرض صلبة ويرجع الفضل في ذلك إلى مجموعة من المستشارين التقنيين العسكريين ذوي الخلفية الجيدة في العمليات الخاصة. ولكن ما يميز فيلم “12 قوياً – 12 Strong” عن أي فيلم حربي آخر عُرض بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، هو ذاته الذي أعطى فضلي شعوراً بأن هناك شيء ما مختلفاً. يقول فضلي “لقد ضممتُ جيري بروكهيمير وكريس هيمسورث وشكرتههما، ومخرجنا أيضاً… لأننا أخيراً لدينا فيلم يبين أننا (نحن المسلمون) لسنا أشراراً. إنه فيلم يظهر شجاعة الأفغان ضد تنظيم القاعدة وطغيان حركة طالبان”. وأضاف فضلي “إنه أمر شخصي جداً بالنسبة لي… فقد شهدت أحداث 11 سبتمبر / أيلول، وحاربت ضد حركة طالبان في أفغانستان والسوفيت أثناء الغزو. فهذا الفيلم يمثل تاريخنا، سواء التاريخ الأميركي أو التاريخ الأفغاني، وهو درس لأطفالنا. إنه يدور حول أولئك الخاطفين والأصوليين المتلاعبين ببلادنا في أفغانستان والذين يحرفون الدين”. وفضلي، المولود في كابول بأفغانستان، يتذكر بلاده في السلم والحرب والتي كانت بدايتها مع الروس. ساعد فضلي وكالة المخابرات المركزية لنشر الدعاية ضد الاتحاد السابق للجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وذلك قبل الفرار إلى شمال كاليفورنيا حيث حصل على الجنسية الأميركية، وفي نهاية المطاف بدأ طريقه في مهنة التمثيل. واعتاد فضلي منذ أحداث 11 سبتمبر / أيلول تمثيل نفس الأدوار كما في فيلم “24”، إذ يقوم إرهابي مسلم بتعذيب جاك باور أو كما في فيلم الرجل الحديدي – Iron Man إذ يقوم بضرب توني ستارك. بعد 30 عاماً من هجرته عن أفغانستان، عاد فضلي لمحاربة حركة طالبان جنباً إلى جنب مع جنود البحرية التابعين للولايات المتحدة وذلك بين عامي 2009 و 2010، إذ عمل مترجماً لدى الكتيبة الثالثة والفوج البحري الرابع تاركاً خلفه مهنة التمثيل. ويقول فضلي ضاحكاً “أخيراً ألعب دور رجل جيد، إنه شعور رائع، فقد خضت حرباً حقيقية في جنوب مقاطعة هلمند ضد حركة طالبان، والآن أنا عضو في التحالف الشمالي للحرب ضد طالبان”. فيلم 12 قوياً – 12 Strong يوضح “الفصل الأول” للأمة التي عاشت حالة الحرب المستمرة لسبعة عشر عاماً، وعواقبها على شريحة قليلة من الأميركيين الذين يتحملون وطأة الحرب، وأولئك الذين قال عنهم غيتس؛ إن الحرب بالنسبة لهم مجرد “أمر تجريدي”.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Daily Beast للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا[video_player link=””][/video_player]