fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

الهدنة في اليمن: مشروع مصالحة سياسية
أم ورقة كسب وقت دولية؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نجحت الهدنة في وقف قصف الطيران الجوي على اليمن ووقف الطيران المسير إلى السعودية والإمارات، أما على الأرض فتدور اشتباكات بشكل مستمر في مأرب وتعز والساحل الغربي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

طلاب في المدارس…

يمنيون يحاولون ترميم منازلهم…

ازدحام طرق ومظاهر تعكس محاولة مستمرة لاستئناف حياة يومية عادية في اليمن. 

لكن هل حقاً دخل اليمنيون مرحلة الحلول الفعلية للحرب والأزمات في ظل الهدنة الحاصلة؟

“لم ينل المدنيون هدنة في حربهم اليومية الاقتصادية والخدمية ولم يعد المعتقلون والمختطفون إلى أهاليهم. الطرق لا تزال مقطوعة واليمنيون محرومون من حرية التنقل بخاصة النساء اللاتي يدفَعن ثمن باهظاً للحرب”.

هكذا تصف بلقيس اللهبي وهي ناشطة سياسية واقع الهدنة التي برأيها لم تشمل تداعيات الحرب على اليمنيين. بالنسبة إليها، الهدنة هي بطاقة ترضية عالمية لضمان موقف دول النفط في الحرب الأوكرانية الروسية، “لا أحد يلتفت لما يعانيه المدنيون في هذا البلد البعيد من اهتمام العالم”.

في اليمن مخاوف من أن يكون تمديد الهدنة مجرد مكاسب مرحلية دون أفق طالما أن طرفي الصراع والدول الداعمة لهما، يستمرون  في سياستهما الحالية والتي تتغاضى عن الانتهاكات التي تطاول المدنيين بالدرجة الأولى. فالمعاناة لا تزال عنوان الحياة اليومية لليمنيين، خصوصاً مع فترة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضانات جارفة دمرت الكثير من المنازل ومخيمات النازحين في عدد من المحافظات اليمنية كمدينة مأرب. 

فماذا حققت الهدنة حتى الآن؟

مع انشغال العالم بأزمات كثيرة ليس آخرها حرب أوكرانيا، خفت الاهتمام بمآسي اليمن الذي يتهدده خطر المجاعة في بلد دمرت بنيته التحتية بنسب كبيرة، ويعتمد 80 في المئة من سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء 

هدنة هي الأطول في اليمن

في  2 نيسان/ أبريل 2022 بدأت الهدنة الأممية في اليمن التي تم تمديدها أكثر من مرة بموازاة مفاوضات سياسية.

أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة، إضافة إلى إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز.

اليمن يعيش منذ عام 2015 حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وجماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومة من إيران. تسيطر الحكومة الشرعية على 10 محافظات من اليمن بينما يسيطر الحوثي على 11 محافظة أخرى. أدى هذا النزاع إلى انتهاكات قتلت وأصابت آلاف المدنيين. 

مع دخول النزاع عامه السابع، يقدر “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” أنه تسبب بمقتل أكثر من ربع مليون شخص.

في الهدنة الأخيرة تكررت خروقات أمنية تبادل طرفا الصراع الاتهامات حول المسؤولية عنها، لكنها خروقات لم تمنع من استمرار الاحتفاء بها باعتبارها “إنجازاً”.

تم تسجيل 351 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية في الأيام الأخيرة ورصد الحوثيون 163 خرقاً للتحالف العربي خلال يوم واحد، ما يعد إخلالاً بالثقة وانتهاكاً لمبدأ حسن النيّة وفق قوانين الحرب الدولية.

تركزت الخروقات في مدينة مأرب -معقل الحكومة اليمنية، وحدودية للعاصمة صنعاء مركز الحوثيين –  لأسباب استراتيجية للطرفين. مما يشكك في جدية طرفي الصراع على المفاوضات السياسية وفض النزاع الذي تسبب في معاناة المدنيين. لكن الهدنة وما يرافقها من مفاوضات قد تكون ورقة وقت بالنسبة للطرفين لإعادة الحسابات السياسية والعسكرية التي قد تفضي إليها إستمرار تمديد الهدنة وعملية وقف إطلاق النار الشامل التي تسعى لتنفيذها الوساطات الأممية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وفي إحاطته لمجلس الأمن، أكد التزام الأطراف بالاستفادة من الشهرين المقبلين لمواصلة المفاوضات، للتوصّل إلى اتفاق هدنة موسَّع بحلول الثاني من تشرين الأول/أكتوبر. وقال إن اتفاق الهدنة الموسع سيشمل عناصر إضافية تحمل المزيد من الإمكانيات لتحسين الحياة اليومية لرجال ونساء اليمن، وذكر أن فتح الطرق في تعز في طليعة المهمات التي يركز عليها  مع العاملين معه والسلطات المحلية والوسطاء المحليين ومنظمات المجتمع المدني.

عبدالله المعمري وهو صحافي ومحقق لدى منظمة “الأرشيف اليمني” المعنية بتوثيق الانتهاكات في اليمن يقول إن الهدنة الأخيرة حظيت باهتمام دولي غير مسبوق وأن لهذا أسبابه، “لا يخفى على أي متابع للشأن الدولي أن الهدنة في اليمن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في أوكرانيا وتداعيات الحرب هناك على إمدادات وأسعار النفط العالمي الذي بلغ أرقاما قياسية، وأثر نقص الإمداد وارتفاع الأسعار في اقتصادات دول مهمة، فاستمرار الحرب في اليمن واستهداف الحوثيين لشركات النفطية السعودية والاماراتية سيفاقم بشكل كبير أزمة النفط”. 

إقرأوا أيضاً:

أزمة إنسانية

مع انشغال العالم بأزمات كثيرة ليس آخرها حرب أوكرانيا، خفت الاهتمام بمآسي اليمن الذي يتهدده خطر المجاعة في بلد دمرت بنيته التحتية بنسب كبيرة، ويعتمد 80 في المئة من سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء. 

الهدنة لم تحقق تطوراً ملموساً على صعيد الوضع الانساني، ويخشى كثيرون أن تكون الهدنة مجرد ورقة تفاوضية في ملفات لا تعني اليمنيين. يقول عبدالله المعمري، “على الصعيد الإنساني لم يتغير شيء بشكل كبير وملموس. الأطراف الدولية المستفيدة من حرب اليمن والتي لها أيادٍ بشكل مباشر او غير مباشر في إطالة أمد الحرب، لا تنوي إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة كون الحرب ورقة قوية للضغط على الدول النفطية في ملفات متعددة منها الملف النووي”.

سياسياً، لم تنعكس الهدنة تطوراً على المفاوضات والأهم أن بنوداً أساسية لم يتم تنفيذها مثل صرف المرتبات من إيرادات ميناء الحديدة  التي لا تزال عالقة، كما لم تفتح الطرق في اليمن خصوصاً في منطقة تعز ولم يناقش ملف الأسرى أو أي من ملفات انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرفي الصراع، كما يجب. 

نجحت الهدنة في وقف قصف الطيران الجوي على اليمن ووقف الطيران المسير إلى السعودية والإمارات، أما على الأرض فتدور اشتباكات بشكل مستمر في مأرب وتعز والساحل الغربي، كما أن الأطراف اتخذت من الهدنة فرصة للاستعداد العسكري وتدعيم الصفوف، تحضيراً لجولة عسكرية جديدة في حال انتهت الهدنة كما يرى مراقبون.

إقرأوا أيضاً:

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
17.08.2022
زمن القراءة: 4 minutes

نجحت الهدنة في وقف قصف الطيران الجوي على اليمن ووقف الطيران المسير إلى السعودية والإمارات، أما على الأرض فتدور اشتباكات بشكل مستمر في مأرب وتعز والساحل الغربي.

طلاب في المدارس…

يمنيون يحاولون ترميم منازلهم…

ازدحام طرق ومظاهر تعكس محاولة مستمرة لاستئناف حياة يومية عادية في اليمن. 

لكن هل حقاً دخل اليمنيون مرحلة الحلول الفعلية للحرب والأزمات في ظل الهدنة الحاصلة؟

“لم ينل المدنيون هدنة في حربهم اليومية الاقتصادية والخدمية ولم يعد المعتقلون والمختطفون إلى أهاليهم. الطرق لا تزال مقطوعة واليمنيون محرومون من حرية التنقل بخاصة النساء اللاتي يدفَعن ثمن باهظاً للحرب”.

هكذا تصف بلقيس اللهبي وهي ناشطة سياسية واقع الهدنة التي برأيها لم تشمل تداعيات الحرب على اليمنيين. بالنسبة إليها، الهدنة هي بطاقة ترضية عالمية لضمان موقف دول النفط في الحرب الأوكرانية الروسية، “لا أحد يلتفت لما يعانيه المدنيون في هذا البلد البعيد من اهتمام العالم”.

في اليمن مخاوف من أن يكون تمديد الهدنة مجرد مكاسب مرحلية دون أفق طالما أن طرفي الصراع والدول الداعمة لهما، يستمرون  في سياستهما الحالية والتي تتغاضى عن الانتهاكات التي تطاول المدنيين بالدرجة الأولى. فالمعاناة لا تزال عنوان الحياة اليومية لليمنيين، خصوصاً مع فترة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضانات جارفة دمرت الكثير من المنازل ومخيمات النازحين في عدد من المحافظات اليمنية كمدينة مأرب. 

فماذا حققت الهدنة حتى الآن؟

مع انشغال العالم بأزمات كثيرة ليس آخرها حرب أوكرانيا، خفت الاهتمام بمآسي اليمن الذي يتهدده خطر المجاعة في بلد دمرت بنيته التحتية بنسب كبيرة، ويعتمد 80 في المئة من سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء 

هدنة هي الأطول في اليمن

في  2 نيسان/ أبريل 2022 بدأت الهدنة الأممية في اليمن التي تم تمديدها أكثر من مرة بموازاة مفاوضات سياسية.

أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار وفتح ميناء الحديدة، إضافة إلى إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز.

اليمن يعيش منذ عام 2015 حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وجماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومة من إيران. تسيطر الحكومة الشرعية على 10 محافظات من اليمن بينما يسيطر الحوثي على 11 محافظة أخرى. أدى هذا النزاع إلى انتهاكات قتلت وأصابت آلاف المدنيين. 

مع دخول النزاع عامه السابع، يقدر “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” أنه تسبب بمقتل أكثر من ربع مليون شخص.

في الهدنة الأخيرة تكررت خروقات أمنية تبادل طرفا الصراع الاتهامات حول المسؤولية عنها، لكنها خروقات لم تمنع من استمرار الاحتفاء بها باعتبارها “إنجازاً”.

تم تسجيل 351 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية في الأيام الأخيرة ورصد الحوثيون 163 خرقاً للتحالف العربي خلال يوم واحد، ما يعد إخلالاً بالثقة وانتهاكاً لمبدأ حسن النيّة وفق قوانين الحرب الدولية.

تركزت الخروقات في مدينة مأرب -معقل الحكومة اليمنية، وحدودية للعاصمة صنعاء مركز الحوثيين –  لأسباب استراتيجية للطرفين. مما يشكك في جدية طرفي الصراع على المفاوضات السياسية وفض النزاع الذي تسبب في معاناة المدنيين. لكن الهدنة وما يرافقها من مفاوضات قد تكون ورقة وقت بالنسبة للطرفين لإعادة الحسابات السياسية والعسكرية التي قد تفضي إليها إستمرار تمديد الهدنة وعملية وقف إطلاق النار الشامل التي تسعى لتنفيذها الوساطات الأممية.

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ وفي إحاطته لمجلس الأمن، أكد التزام الأطراف بالاستفادة من الشهرين المقبلين لمواصلة المفاوضات، للتوصّل إلى اتفاق هدنة موسَّع بحلول الثاني من تشرين الأول/أكتوبر. وقال إن اتفاق الهدنة الموسع سيشمل عناصر إضافية تحمل المزيد من الإمكانيات لتحسين الحياة اليومية لرجال ونساء اليمن، وذكر أن فتح الطرق في تعز في طليعة المهمات التي يركز عليها  مع العاملين معه والسلطات المحلية والوسطاء المحليين ومنظمات المجتمع المدني.

عبدالله المعمري وهو صحافي ومحقق لدى منظمة “الأرشيف اليمني” المعنية بتوثيق الانتهاكات في اليمن يقول إن الهدنة الأخيرة حظيت باهتمام دولي غير مسبوق وأن لهذا أسبابه، “لا يخفى على أي متابع للشأن الدولي أن الهدنة في اليمن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في أوكرانيا وتداعيات الحرب هناك على إمدادات وأسعار النفط العالمي الذي بلغ أرقاما قياسية، وأثر نقص الإمداد وارتفاع الأسعار في اقتصادات دول مهمة، فاستمرار الحرب في اليمن واستهداف الحوثيين لشركات النفطية السعودية والاماراتية سيفاقم بشكل كبير أزمة النفط”. 

إقرأوا أيضاً:

أزمة إنسانية

مع انشغال العالم بأزمات كثيرة ليس آخرها حرب أوكرانيا، خفت الاهتمام بمآسي اليمن الذي يتهدده خطر المجاعة في بلد دمرت بنيته التحتية بنسب كبيرة، ويعتمد 80 في المئة من سكانه البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء. 

الهدنة لم تحقق تطوراً ملموساً على صعيد الوضع الانساني، ويخشى كثيرون أن تكون الهدنة مجرد ورقة تفاوضية في ملفات لا تعني اليمنيين. يقول عبدالله المعمري، “على الصعيد الإنساني لم يتغير شيء بشكل كبير وملموس. الأطراف الدولية المستفيدة من حرب اليمن والتي لها أيادٍ بشكل مباشر او غير مباشر في إطالة أمد الحرب، لا تنوي إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة كون الحرب ورقة قوية للضغط على الدول النفطية في ملفات متعددة منها الملف النووي”.

سياسياً، لم تنعكس الهدنة تطوراً على المفاوضات والأهم أن بنوداً أساسية لم يتم تنفيذها مثل صرف المرتبات من إيرادات ميناء الحديدة  التي لا تزال عالقة، كما لم تفتح الطرق في اليمن خصوصاً في منطقة تعز ولم يناقش ملف الأسرى أو أي من ملفات انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرفي الصراع، كما يجب. 

نجحت الهدنة في وقف قصف الطيران الجوي على اليمن ووقف الطيران المسير إلى السعودية والإمارات، أما على الأرض فتدور اشتباكات بشكل مستمر في مأرب وتعز والساحل الغربي، كما أن الأطراف اتخذت من الهدنة فرصة للاستعداد العسكري وتدعيم الصفوف، تحضيراً لجولة عسكرية جديدة في حال انتهت الهدنة كما يرى مراقبون.

إقرأوا أيضاً:

17.08.2022
زمن القراءة: 4 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية