ما يقرب من ٣٨ شهراً والحرب الدائرة في اليمن بين قوى الانقلاب (الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية تراوح مكانها، ولا يوجد أي مؤشرات واضحة ترجح الكفة لصالح أي من طرفي الحرب، على الأقل في المدى المنظور.
الوضع السياسي والعسكري في اليمن غير معقد، لكن مشهد الصراع الراهن، وخط سير المعارك المسلحة في مختلف الجبهات يجعل الحالة اليمنية متفردة. فالحرب فيها لا تشبه الحروب الأخرى في العالم، وليس لها علاقة بموازين القوى والقدرات العسكرية للطرفين، والتي غالباً ما يكون لها الكلمة الفصل في تحقيق النصر أو الهزيمة.
ذلك أن المنطق والعقل يقول أن الطرف الذي يمتلك أحدث الأسلحة، ولديه جيش مدرّب، وغطاء جوي حديث ومتطور، وتحت إمرته طائرات الرصد والاستطلاع، ولديه وفرة مالية وميزانية مفتوحة، ويسانده غطاء سياسي إقليمي ودولي، يستطيع بكل تأكيد حسم الحرب لصالحة خلال فترة وجيزة، وهو ما لم يحدث في الحالة اليمنية.
وحتى لو سلمنا بأن تحالف الانقلاب في صنعاء يستخدم القدرات العسكرية للدولة اليمنية، ويحصل بالتهريب على أسلحة إيرانية متطورة، ويمده حزب الله وإيران بخبراء في تصنيع وتطوير الأسلحة وإدارة العمليات القتالية، فإن الفارق يبقى كبيراً جداً لصالح قوات الشرعية والتحالف، خاصة وطرف الانقلاب (الحوثي- صالح) لم يستخدم الطيران منذ بدء الحرب، وسماه مكشوفة ودفاعاته الجوية مدمرة منذ أسبوعها الأول.
وباستثناء استعادة السيطرة على مدينة عدن والمناطق المحيطة بها، والشريط الساحلي من باب المندب إلى المخاء، نجد أن باقي الجبهات في تعز والبيضاء ومأرب والجوف وشبوة ونهم والحدود اليمنية السعودية تراوح مكانها منذ أكثر من عامين ونصف، رغم أن بعض مناطق المواجهات صحراوية وساحلية، مثل جبهة حرض وميدي التي يستطيع سلاح الطيران القضاء على أي قوة عسكرية متحركة على الأرض.
وهنا نسأل: أين الخلل؟!
وقبل الإجابة على هذا السؤال، توجد العديد من الحقائق التي تم رصدها منذ بدء الحرب أواخر شهر آذار (مارس) 2015 وحتى اليوم، والتي تكشف بعض جوانب الغموض في الحرب اليمنية.
فطيران التحالف الداعم للشرعية في اليمن، استهدف قوات الجيش والمقاومة الشعبية، التابعة للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي بعشرات الغارات الجوية الصديقة، في مختلف الجبهات، ما ألحق بهذه القوات خسائر كبيرة، وأجبرها في الجوف وتعز ومناطق أخرى على وقف تقدمها الميداني، والتراجع إلى مواقعها السابقة لصالح قوات تحالف الانقلاب.
لم تقتصر الأخطاء على الغارات الجوية فحسب، بل شملت الإمداد بالأسلحة، وبدلاً من الإنزال الجوي للسلاح المقدم من دول التحالف إلى مواقع الجيش اليمني التابع للشرعية والمقاومة الشعبية التي تسانده، كان يتم الإنزال في عديد من المرات لمواقع قوات الانقلابيين.
وفي فترات سابقة كشفت العديد من المصادر في العاصمة صنعاء، ومحافظات أخرى تحت سيطرة الحوثيين وصالح، أن معلومات بعض المواقع المستهدفة كانوا يحصلون عليها من مصادر استخباراتية، قبل 12 أو 20 ساعة من موعد الغارات الجوية لطيران التحالف، ما يتيح لهم تدارك الخطر وإخلاء هذه المواقع.
بالرغم من الدعم اللوجستي الأميركي للتحالف العربي، وطائرات المراقبة والرصد المستمرة على مدار الساعة، والنشاط الاستخباراتي على الأرض، إلا أن تحالف الانقلاب يستطيع إطلاق الصواريخ البالستية ونقل الأسلحة والإمدادات لمختلف الجبهات بكل سهولة، بل ويقيم عروضاً عسكريةً بالآليات والأسلحة بمناسبة تخرج دفع جديدة من المقاتلين، ويستلم شحنات الأسلحة المهربة من إيران.
وعقب تحرير مدينة عدن العام 2015، أوقفت القوات الإماراتية التحرك باتجاه محافظة تعز، وعبرت علناً أنها معنية فقط بالمناطق الجنوبية من البلاد، ومنعت عن قوات الجيش والمقاومة شحنات من الأسلحة وصلت بحراً إلى عدن، قبل نقلها إلى جبهة تعز.
تعتمد دول التحالف العربي منذ بدء تدخلها في اليمن على حزب التجمع اليمني للإصلاح، كقوة بشرية تواجه الانقلابيين على الأرض، وهو القوة الأكبر والأكثر تنظيماً في صف الشرعية والتحالف، ومع ذلك فهذا الحزب غير مرغوب به في الخليج، وتصرّ الإمارات بدعم سعودي خفي على اجتثاث الإصلاح، بل ومحاولة إضعاف بعض الجبهات كون الإصلاح يمثل القوة الأكبر فيها.
ما سبق يعكس تناقضاً صارخاً بين الهدف المعلن للتحالف العربي في اليمن، وهو دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب، وبين ممارساته وتحركاته على الأرض، فهناك رغبة إقليمية ودولية في استمرار الحرب في اليمن، وإيصال طرفي الحرب في اليمن إلى حالة من توازن القوى لإطالة أمد الحرب، حتى تتمكن دول التحالف من إنضاج طبختها وتحقيق أهدافها غير معلنة، والتي بدأت تتكشف من خلال الدور الإماراتي في جنوب اليمن، والذي تحول من داعم للتحرر إلى محتل رسمي.
إن ما يثير الضحك هنا في اليمن أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تتحدثان عن دعم الشرعية فيها وإنهاء الإنقلاب، في الوقت الذي تمنعان فيه الرئيس الشرعي من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتعيقان أي تحرك للحكومة من شأنه تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
ما يحدثت في اليمن اليوم ليس فعلاً يمنياً خالصاً، فقد سلمت جميع الأطراف والقوى اليمنية المتصارعة إرادتها للقوى الإقليمية، التي تسعى لتحقيق غاياتها في اليمن وتصفية حساباتها على الأرض اليمنية وبأيادٍ يمنية أيضاً، وما لم يدرك اليمنيون هذه الحقائق فلن تتوقف الحرب.
[video_player link=””][/video_player]
اليمن.. حربٌ بالوكالة وداعمٌ بجلبابِ محتلّ!
ما يقرب من ٣٨ شهراً والحرب الدائرة في اليمن بين قوى الانقلاب (الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية تراوح مكانها، ولا يوجد أي مؤشرات واضحة ترجح الكفة لصالح أي من طرفي الحرب، على الأقل في المدى المنظور.
أصغِ لأبو تريكة أو إخرس!
هكذا عبّد قيس سعيد الطريق لولاية ثانية
حياتي التي يختزلها أفيخاي أدرعي بصورة التقطها من فوق !
ما يقرب من ٣٨ شهراً والحرب الدائرة في اليمن بين قوى الانقلاب (الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية تراوح مكانها، ولا يوجد أي مؤشرات واضحة ترجح الكفة لصالح أي من طرفي الحرب، على الأقل في المدى المنظور.
ما يقرب من ٣٨ شهراً والحرب الدائرة في اليمن بين قوى الانقلاب (الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح)، وقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية تراوح مكانها، ولا يوجد أي مؤشرات واضحة ترجح الكفة لصالح أي من طرفي الحرب، على الأقل في المدى المنظور.
الوضع السياسي والعسكري في اليمن غير معقد، لكن مشهد الصراع الراهن، وخط سير المعارك المسلحة في مختلف الجبهات يجعل الحالة اليمنية متفردة. فالحرب فيها لا تشبه الحروب الأخرى في العالم، وليس لها علاقة بموازين القوى والقدرات العسكرية للطرفين، والتي غالباً ما يكون لها الكلمة الفصل في تحقيق النصر أو الهزيمة.
ذلك أن المنطق والعقل يقول أن الطرف الذي يمتلك أحدث الأسلحة، ولديه جيش مدرّب، وغطاء جوي حديث ومتطور، وتحت إمرته طائرات الرصد والاستطلاع، ولديه وفرة مالية وميزانية مفتوحة، ويسانده غطاء سياسي إقليمي ودولي، يستطيع بكل تأكيد حسم الحرب لصالحة خلال فترة وجيزة، وهو ما لم يحدث في الحالة اليمنية.
وحتى لو سلمنا بأن تحالف الانقلاب في صنعاء يستخدم القدرات العسكرية للدولة اليمنية، ويحصل بالتهريب على أسلحة إيرانية متطورة، ويمده حزب الله وإيران بخبراء في تصنيع وتطوير الأسلحة وإدارة العمليات القتالية، فإن الفارق يبقى كبيراً جداً لصالح قوات الشرعية والتحالف، خاصة وطرف الانقلاب (الحوثي- صالح) لم يستخدم الطيران منذ بدء الحرب، وسماه مكشوفة ودفاعاته الجوية مدمرة منذ أسبوعها الأول.
وباستثناء استعادة السيطرة على مدينة عدن والمناطق المحيطة بها، والشريط الساحلي من باب المندب إلى المخاء، نجد أن باقي الجبهات في تعز والبيضاء ومأرب والجوف وشبوة ونهم والحدود اليمنية السعودية تراوح مكانها منذ أكثر من عامين ونصف، رغم أن بعض مناطق المواجهات صحراوية وساحلية، مثل جبهة حرض وميدي التي يستطيع سلاح الطيران القضاء على أي قوة عسكرية متحركة على الأرض.
وهنا نسأل: أين الخلل؟!
وقبل الإجابة على هذا السؤال، توجد العديد من الحقائق التي تم رصدها منذ بدء الحرب أواخر شهر آذار (مارس) 2015 وحتى اليوم، والتي تكشف بعض جوانب الغموض في الحرب اليمنية.
فطيران التحالف الداعم للشرعية في اليمن، استهدف قوات الجيش والمقاومة الشعبية، التابعة للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي بعشرات الغارات الجوية الصديقة، في مختلف الجبهات، ما ألحق بهذه القوات خسائر كبيرة، وأجبرها في الجوف وتعز ومناطق أخرى على وقف تقدمها الميداني، والتراجع إلى مواقعها السابقة لصالح قوات تحالف الانقلاب.
لم تقتصر الأخطاء على الغارات الجوية فحسب، بل شملت الإمداد بالأسلحة، وبدلاً من الإنزال الجوي للسلاح المقدم من دول التحالف إلى مواقع الجيش اليمني التابع للشرعية والمقاومة الشعبية التي تسانده، كان يتم الإنزال في عديد من المرات لمواقع قوات الانقلابيين.
وفي فترات سابقة كشفت العديد من المصادر في العاصمة صنعاء، ومحافظات أخرى تحت سيطرة الحوثيين وصالح، أن معلومات بعض المواقع المستهدفة كانوا يحصلون عليها من مصادر استخباراتية، قبل 12 أو 20 ساعة من موعد الغارات الجوية لطيران التحالف، ما يتيح لهم تدارك الخطر وإخلاء هذه المواقع.
بالرغم من الدعم اللوجستي الأميركي للتحالف العربي، وطائرات المراقبة والرصد المستمرة على مدار الساعة، والنشاط الاستخباراتي على الأرض، إلا أن تحالف الانقلاب يستطيع إطلاق الصواريخ البالستية ونقل الأسلحة والإمدادات لمختلف الجبهات بكل سهولة، بل ويقيم عروضاً عسكريةً بالآليات والأسلحة بمناسبة تخرج دفع جديدة من المقاتلين، ويستلم شحنات الأسلحة المهربة من إيران.
وعقب تحرير مدينة عدن العام 2015، أوقفت القوات الإماراتية التحرك باتجاه محافظة تعز، وعبرت علناً أنها معنية فقط بالمناطق الجنوبية من البلاد، ومنعت عن قوات الجيش والمقاومة شحنات من الأسلحة وصلت بحراً إلى عدن، قبل نقلها إلى جبهة تعز.
تعتمد دول التحالف العربي منذ بدء تدخلها في اليمن على حزب التجمع اليمني للإصلاح، كقوة بشرية تواجه الانقلابيين على الأرض، وهو القوة الأكبر والأكثر تنظيماً في صف الشرعية والتحالف، ومع ذلك فهذا الحزب غير مرغوب به في الخليج، وتصرّ الإمارات بدعم سعودي خفي على اجتثاث الإصلاح، بل ومحاولة إضعاف بعض الجبهات كون الإصلاح يمثل القوة الأكبر فيها.
ما سبق يعكس تناقضاً صارخاً بين الهدف المعلن للتحالف العربي في اليمن، وهو دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب، وبين ممارساته وتحركاته على الأرض، فهناك رغبة إقليمية ودولية في استمرار الحرب في اليمن، وإيصال طرفي الحرب في اليمن إلى حالة من توازن القوى لإطالة أمد الحرب، حتى تتمكن دول التحالف من إنضاج طبختها وتحقيق أهدافها غير معلنة، والتي بدأت تتكشف من خلال الدور الإماراتي في جنوب اليمن، والذي تحول من داعم للتحرر إلى محتل رسمي.
إن ما يثير الضحك هنا في اليمن أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات تتحدثان عن دعم الشرعية فيها وإنهاء الإنقلاب، في الوقت الذي تمنعان فيه الرئيس الشرعي من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتعيقان أي تحرك للحكومة من شأنه تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
ما يحدثت في اليمن اليوم ليس فعلاً يمنياً خالصاً، فقد سلمت جميع الأطراف والقوى اليمنية المتصارعة إرادتها للقوى الإقليمية، التي تسعى لتحقيق غاياتها في اليمن وتصفية حساباتها على الأرض اليمنية وبأيادٍ يمنية أيضاً، وما لم يدرك اليمنيون هذه الحقائق فلن تتوقف الحرب.
[video_player link=””][/video_player]