fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

إلهان عمر إمضي قدماً

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

متى سيتوقف الأميركيون والأوروبيون عن الإصابة بالذعر في كل مرة يصرخ فيها أحدهم “معاداة السامية”؟ وإلى متى ستفلح إسرائيل والمؤسسات اليهودية في استخدام معاداة السامية (الموجودة بالفعل) درعاً ضد الانتقادات؟ متى سيجرؤ العالم على التفريق بين النقد المشروع لواقع غير مشروع، ومعاداة السامية؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

ربما يتبين أن مقديشو هي مصدر الأمل. فقد كانت هذه المدينة الممزقة بفعل الحرب مسقط رأس واحدة من أكثر أعضاء الكونغرس الأميركي تبشيراً اليوم.

لم تكن إلهان عمر إحدى أول مسلمتين حصدتا مقاعد في مجلس النواب فقط، بل قد تكون أيضاً مبشرة بحدوث تغيير جذري في هذا الكيان. سارعت روزان بار تنادي “لقد دخلت حماس المجلس”، وغرد دونالد ترامب “إنه يوم أسود على إسرائيل”. لكنها ليست حماس وليس هذا يوماً أسود، بل ومضة أمل في الكونغرس.

ربما لأول مرةٍ في التاريخ قد يتجرأ أحدٌ على إخبار الأميركيين بالحقيقة، ويتلقى اتهامات قاسية بمعاداة السامية من دون أن يحني رأسه. وفرص حدوث ذلك ليست كبيرة، فاللوبي اليهودي الضاري و”أصدقاء” إسرائيل يفعلون كل شيء لإخماد القضية.

 تطرق الرئيس إلى إبعادها من لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية، وكان من المقرر أن يتخذ الكونغرس قراراً هو الثاني هذا الشهر ضد التفوه بـ “تعبيرات معادية للسامية”، يُقصد منه على وجه الخصوص تصريحات إلهان عمر.

متى سيتوقف الأميركيون والأوروبيون عن الإصابة بالذعر في كل مرة يصرخ فيها أحدهم “معاداة السامية”؟ وإلى متى ستفلح إسرائيل والمؤسسات اليهودية في استخدام معاداة السامية (الموجودة بالفعل) درعاً ضد الانتقادات؟ متى سيجرؤ العالم على التفريق بين النقد المشروع لواقع غير مشروع، ومعاداة السامية؟

إن الفارق بين الأمرين كبير، توجد معاداة للسامية، على المرء محاربتها، ويوجد أيضاً نقد لإسرائيل والمؤسسات اليهودية لا بد من دعمه. لكن التحوير الذي قامت به آلة الدعاية الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية، نجح في جعل الأمرين متطابقين تماماً.

هذا هو أعظم نجاح لعمل الحكومة الإسرائيلية الديبلوماسي: تفوه بكلمة نقد واحدة عن إسرائيل وستُوصم بمعاداة السامية. وحالما تحمل هذه الوصمة، يصبح مصيرك واضحاً. على إلهان أن تكسر هذه الحلقة الملعونة، هل تنوي عضو مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا ذلك؟ هل بإمكانها الصمود في وجه مراكز القوى التي احتشدت بالفعل بكامل قوتها ضدها؟

وربما يكون مهماً أن تعرف إلهان أن هناك أشخاصاً في إسرائيل يتمنون نجاحها؟

 

يتحدثون عن الإسلاميين وصواريخ القسام والبالونات الحارقة، بلا كلمة واحدة عن الاحتلال ومصادرة الأراضي واللاجئين والتعسف العسكري. عند التحدث عن إسرائيل ينبغي عدم طرح الأسئلة أو التعبير عن الشكوك. 

يجب كسر تلك الحلقة المفرغة أيضاً، فهي ليست جيدة ولا نافعة لليهود.

قد يكون نجاحها ونجاح زميلتيها في الكونغرس رشيدة طليب من ولاية ميشيغان وألكساندريا أوكاسيو كورتيز من ولاية نيويورك، نسمة أولى من نسمات الربيع؛ ربيع حرية التعبير عن الرأي في ما يخص إسرائيل في الولايات المتحدة. وقد سألت كورتيز هذا الأسبوع بالفعل لم لا يُدان التعصب ضد مجموعاتٍ أخرى على النحو الذي تُدان به التصريحات المُعادية لإسرائيل.

ما الذي قالته إلهان عمر في كل حال؟ إن النشطاء الداعمين إسرائيل يطلبون “تقديم الولاء لدولةٍ أجنبية”، فيما السياسيون الأميركيون يدعمون إسرائيل من أجل المال الذي يتلقونه من لوبي لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، و”إسرائيل نوّمت العالم مغناطيسياً”. ما هو الخطأ في تلك التصريحات؟ ولماذا يُعد وصف الواقع معادةً للسامية؟ 

لليهود سلطة هائلة في الولايات المتحدة، تتجاوز بكثير الحجم النسبي لمجتمعهم، ويثير التأييد الأعمى الذي تمنحه مؤسستهم لإسرائيل تساؤلات مشروعة تخص الولاء المزدوج. وتنبع سلطتهم هذه من نجاحهم الاقتصادي، ومهاراتهم التنظيمية، والضغط السياسي الذي يمارسونه. وقد تجرأت إلهان وتكلمت عن ذلك.

تخيلوا فقط شعور اليهود والإسرائيليين إذا امتلك المسلمون الأميركيون السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية التي يملكها اليهود. لكن تلك السلطة، وقبلها تلك النشوة التي استولت على المؤسسة اليهودية، لها ثمنها. تسعى عمر وزميلتاها لتحصيل ذلك الثمن.

ونظراً إلى الضغط الذي تمارسه إسرائيل، لا تعلم الولايات المتحدة حقيقة ما يحصل هنا. لا ينظر أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ وصُنّاع الرأي العام الذين أتوا إلى هنا، إلى الأمور إلا من منظور إسرائيل الضحية، والإرهاب الفلسطيني الذي أتى من اللامكان على ما يبدو.  يتحدثون عن الإسلاميين وصواريخ القسام والبالونات الحارقة، بلا كلمة واحدة عن الاحتلال ومصادرة الأراضي واللاجئين والتعسف العسكري. أما الأسئلة على شاكلة أين يذهب المال وهل يخدم ذلك المصلحة الأميركية، فهي من قبيل الهرطقة. عند التحدث عن إسرائيل ينبغي عدم طرح الأسئلة أو التعبير عن الشكوك.

 يجب كسر تلك الحلقة المفرغة أيضاً، فهي ليست جيدة ولا نافعة لليهود. تحاول عمر حالياً طرح خطاب جديد في الكونغرس وأمام الرأي العام. وبفضلها هي وزميلتيها هناك فرصة لإحداث تغيير في أميركا، ونحن من إسرائيل نرسل لها أمنياتنا بالنجاح. 

متى سيجرؤ العالم على التفرقة بين النقد المشروع لواقع إسرائيلي غير مشروع من جهة، ومعاداة السامية من جهة أخرى؟

 

 جدعون ليفي

الموضوع مترجم عن Haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إلهان عمر ومكاسب محتملة قد تضيع

10.03.2019
زمن القراءة: 4 minutes

متى سيتوقف الأميركيون والأوروبيون عن الإصابة بالذعر في كل مرة يصرخ فيها أحدهم “معاداة السامية”؟ وإلى متى ستفلح إسرائيل والمؤسسات اليهودية في استخدام معاداة السامية (الموجودة بالفعل) درعاً ضد الانتقادات؟ متى سيجرؤ العالم على التفريق بين النقد المشروع لواقع غير مشروع، ومعاداة السامية؟

ربما يتبين أن مقديشو هي مصدر الأمل. فقد كانت هذه المدينة الممزقة بفعل الحرب مسقط رأس واحدة من أكثر أعضاء الكونغرس الأميركي تبشيراً اليوم.

لم تكن إلهان عمر إحدى أول مسلمتين حصدتا مقاعد في مجلس النواب فقط، بل قد تكون أيضاً مبشرة بحدوث تغيير جذري في هذا الكيان. سارعت روزان بار تنادي “لقد دخلت حماس المجلس”، وغرد دونالد ترامب “إنه يوم أسود على إسرائيل”. لكنها ليست حماس وليس هذا يوماً أسود، بل ومضة أمل في الكونغرس.

ربما لأول مرةٍ في التاريخ قد يتجرأ أحدٌ على إخبار الأميركيين بالحقيقة، ويتلقى اتهامات قاسية بمعاداة السامية من دون أن يحني رأسه. وفرص حدوث ذلك ليست كبيرة، فاللوبي اليهودي الضاري و”أصدقاء” إسرائيل يفعلون كل شيء لإخماد القضية.

 تطرق الرئيس إلى إبعادها من لجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية، وكان من المقرر أن يتخذ الكونغرس قراراً هو الثاني هذا الشهر ضد التفوه بـ “تعبيرات معادية للسامية”، يُقصد منه على وجه الخصوص تصريحات إلهان عمر.

متى سيتوقف الأميركيون والأوروبيون عن الإصابة بالذعر في كل مرة يصرخ فيها أحدهم “معاداة السامية”؟ وإلى متى ستفلح إسرائيل والمؤسسات اليهودية في استخدام معاداة السامية (الموجودة بالفعل) درعاً ضد الانتقادات؟ متى سيجرؤ العالم على التفريق بين النقد المشروع لواقع غير مشروع، ومعاداة السامية؟

إن الفارق بين الأمرين كبير، توجد معاداة للسامية، على المرء محاربتها، ويوجد أيضاً نقد لإسرائيل والمؤسسات اليهودية لا بد من دعمه. لكن التحوير الذي قامت به آلة الدعاية الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية، نجح في جعل الأمرين متطابقين تماماً.

هذا هو أعظم نجاح لعمل الحكومة الإسرائيلية الديبلوماسي: تفوه بكلمة نقد واحدة عن إسرائيل وستُوصم بمعاداة السامية. وحالما تحمل هذه الوصمة، يصبح مصيرك واضحاً. على إلهان أن تكسر هذه الحلقة الملعونة، هل تنوي عضو مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا ذلك؟ هل بإمكانها الصمود في وجه مراكز القوى التي احتشدت بالفعل بكامل قوتها ضدها؟

وربما يكون مهماً أن تعرف إلهان أن هناك أشخاصاً في إسرائيل يتمنون نجاحها؟

 

يتحدثون عن الإسلاميين وصواريخ القسام والبالونات الحارقة، بلا كلمة واحدة عن الاحتلال ومصادرة الأراضي واللاجئين والتعسف العسكري. عند التحدث عن إسرائيل ينبغي عدم طرح الأسئلة أو التعبير عن الشكوك. 

يجب كسر تلك الحلقة المفرغة أيضاً، فهي ليست جيدة ولا نافعة لليهود.

قد يكون نجاحها ونجاح زميلتيها في الكونغرس رشيدة طليب من ولاية ميشيغان وألكساندريا أوكاسيو كورتيز من ولاية نيويورك، نسمة أولى من نسمات الربيع؛ ربيع حرية التعبير عن الرأي في ما يخص إسرائيل في الولايات المتحدة. وقد سألت كورتيز هذا الأسبوع بالفعل لم لا يُدان التعصب ضد مجموعاتٍ أخرى على النحو الذي تُدان به التصريحات المُعادية لإسرائيل.

ما الذي قالته إلهان عمر في كل حال؟ إن النشطاء الداعمين إسرائيل يطلبون “تقديم الولاء لدولةٍ أجنبية”، فيما السياسيون الأميركيون يدعمون إسرائيل من أجل المال الذي يتلقونه من لوبي لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، و”إسرائيل نوّمت العالم مغناطيسياً”. ما هو الخطأ في تلك التصريحات؟ ولماذا يُعد وصف الواقع معادةً للسامية؟ 

لليهود سلطة هائلة في الولايات المتحدة، تتجاوز بكثير الحجم النسبي لمجتمعهم، ويثير التأييد الأعمى الذي تمنحه مؤسستهم لإسرائيل تساؤلات مشروعة تخص الولاء المزدوج. وتنبع سلطتهم هذه من نجاحهم الاقتصادي، ومهاراتهم التنظيمية، والضغط السياسي الذي يمارسونه. وقد تجرأت إلهان وتكلمت عن ذلك.

تخيلوا فقط شعور اليهود والإسرائيليين إذا امتلك المسلمون الأميركيون السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية التي يملكها اليهود. لكن تلك السلطة، وقبلها تلك النشوة التي استولت على المؤسسة اليهودية، لها ثمنها. تسعى عمر وزميلتاها لتحصيل ذلك الثمن.

ونظراً إلى الضغط الذي تمارسه إسرائيل، لا تعلم الولايات المتحدة حقيقة ما يحصل هنا. لا ينظر أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ وصُنّاع الرأي العام الذين أتوا إلى هنا، إلى الأمور إلا من منظور إسرائيل الضحية، والإرهاب الفلسطيني الذي أتى من اللامكان على ما يبدو.  يتحدثون عن الإسلاميين وصواريخ القسام والبالونات الحارقة، بلا كلمة واحدة عن الاحتلال ومصادرة الأراضي واللاجئين والتعسف العسكري. أما الأسئلة على شاكلة أين يذهب المال وهل يخدم ذلك المصلحة الأميركية، فهي من قبيل الهرطقة. عند التحدث عن إسرائيل ينبغي عدم طرح الأسئلة أو التعبير عن الشكوك.

 يجب كسر تلك الحلقة المفرغة أيضاً، فهي ليست جيدة ولا نافعة لليهود. تحاول عمر حالياً طرح خطاب جديد في الكونغرس وأمام الرأي العام. وبفضلها هي وزميلتيها هناك فرصة لإحداث تغيير في أميركا، ونحن من إسرائيل نرسل لها أمنياتنا بالنجاح. 

متى سيجرؤ العالم على التفرقة بين النقد المشروع لواقع إسرائيلي غير مشروع من جهة، ومعاداة السامية من جهة أخرى؟

 

 جدعون ليفي

الموضوع مترجم عن Haaretz.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إلهان عمر ومكاسب محتملة قد تضيع