fbpx

انتخابات الكويت: مجلس معارض خالٍ من النساء!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

على رغم التغيير الكبير والواعد الذي حملته انتخابات مجلس الأمة الكويتي، إلا أن غياب المرأة الكلّي عن المجلس خلق حالة خذلان لكل من عوّل على الانتخابات الكويتية، باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتّع بحراك مدني وسياسي حقيقي.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“إنها انتفاضة الشعب الكويتي ضد رموز الفساد داخل المجلس النيابي السابق… بقدر سعادتي بالنتيجة، أشعر بالخيبة لغياب النساء الكامل عن المجلس…”، تقول لولوة صالح الملى، رئيسة الجمعية الثقافية النسائية في الكويت. 

على رغم التغيير الكبير والواعد الذي حملته انتخابات مجلس الأمة الكويتي، إلا أن غياب المرأة الكلّي عن المجلس خلق حالة خذلان لكل من عوّل على الانتخابات الكويتية، باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتّع بحراك مدني وسياسي حقيقي منذ 50 عاماً، خصوصاً أنها من أول الدول الخليجية التي منحت المرأة حق التصويت والترشح للانتخابات عام 2005، كما أنها تملك قوة تأثيرية كبيرة في المنطقة على رغم ضغر حجمها.

نتائج الانتخابات التشريعية الكويتية لمجلس الأمة الخمسين، التي صدرت يوم الأحد في 6 كانون الثاني/ ديسمبر، شهدت مفاجآت كثيرة، أبرزها السقوط المدوي للنائبة صفاء الهاشم ورفض الشارع الكويتي لها بعد نجاحها في أكثر من دورة. وبخسارتها ستغيب الوجوه النسائية عن البرلمان للمرة الأولى منذ انتخابات عام 2009.

النائبة السابقة صفاء الهاشم

علماً أن الهاشم، المحسوبة على التيار الليبرالي، عُرفت بانتقادها الحاد لسياسة بلادها تجاه الوافدين. وكثيراً ما طالبت بتصريحات عدائية بوقف استقدام المصريين، لا سيما في مهن كالتدريس، بحجة أنهم “يستفيدون من خيرات البلد أكثر من أهلها ويرفعون نسبة البطالة”.

لم تفلح الهاشم في الحفاظ على مقعدها في المجلس الجديد، وهو ما يخلق ازدواجية في الانتخابات الكويتية بين هيمنة الرجال على المجلس وخسارة النساء مقعدهن الوحيد، وهو ما يعزّز فكراً سائداً في المجتمع، لا يزال يميل إلى تفضيل الرجل في العمل السياسي على المرأة علماً أن الترشّح النسائي في هذه الدورة بلغ 29 مترشحة، أي أنه أعلى من الدورات السابقة، وبين غياب صوت برلماني عنصري، يشي بانفتاح الشارع الكويتي وتقبّل للوافدين والعمال الأجانب.

في هذا السياق، تعيد لولوة فشل الكويتيات بالفوز في الانتخابات الأخيرة، على رغم مستوى كفائتهم العالي، إلى سببين أساسيين. أولهما الظروف التي جاءت فيها الانتخابات وانتشار وباء “كورونا”، الذي دفع الناخبين إلى التصويت لمن يتأكدون من نجاحه، كما حرم مرشحون آخرون فرصة لقاء الشعب وجهاً إلى وجه وتقديم برنامجهم الانتخابي. هذا عدا حظوظ المرأة الضعفية أساساً في الفوز.

السبب الثاني هو النظام الانتخابي الكويتي، أي نظام الصوت الواحد. إذ “تعدّ المرأة أولى المظلومين من هذا النظام، يليها أي مرشّح لا تدعمه قبيلة أو حزب أو مال سياسي”، وفقاً للولوة.

“تعدّ المرأة أولى المظلومين من النظام الإنتخابي،

يليها أي مرشّح لا تدعمه قبيلة أو حزب أو مال سياسي”.

من جهة أخرى، عزّزت المعارضة الكويتية موقعها بفوزها بـ24 مقعداً من أصل 50، بينما كانت تملك 16 مقعداً في الدورة السابقة. كما انتُخب 30 عضواً في المجلس دون سن الـ45، ما قد يشكل مؤشراً للشباب الذين يأملون في التغيير والإصلاحات، هذا عدا أن 31 نائباً جديداً سيدخل إلى مجلس، وعن هبوط حصص التيار السلفي المستمر، إذ فازت الحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان المسلمون) بثلاثة مقاعد فقط، بينما احتفظت الأقلية الشيعية بستة مقاعد في مجلس الأمة، وحققت القبائل تقدماً ملحوظاً بإحرازها 31 مقعداً مقابل 26 مقعداً في الانتخابات الماضية.

وبالعودة إلى غياب العنصر النسائي عن المجلس، فإن هذا يشي بغياب صوت نسائي يحاكي مشكلات الكويتيات ومطالبهن، علماً أن البرلمانيات السابقات كان أداؤهن ضعيفاً وحضورهن باهتاً، هذا عدا قربهن من توجهات الحكومة ورغباتها.

وفي سياقٍ متّصل، هذه الانتخابات التشريعية الأولى التي تنظم في الكويت منذ تولي أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، الذي قَبل استقالة الحكومة الكويتية واستمرارها في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

خطابات انتخابية عبر “زوم”!

غيّر وباء “كورونا” ممارسات انتخابية كثيرة في الكويت، إذ لم تسمح السلطات الكويتية بفتح مقرات في الدوائر الانتخابية الخمس أو تنظيم أي مهرجانات خطابية خشية تفشي الفايروس. ما دفع المرشّحين إلى تركيز حملاتهم الانتخابية بشكل أساسي على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، من تغريدات على “تويتر” إلى تسجيلات فيديو قصيرة على تطبيق “سناب شات” وبث مباشر على “إنستاغرام” واجتماعات انتخابية عبر “زوم”.

24

هو عدد المقاعد التي فازت بها المعارضة الكويتية.

كما أعلنت السلطات منع أي تجمعات خلال عملية الانتخاب أو بعد إعلان النتائج، وحتى الولائم التقليدية، التي تعتبر من الشعائر الأساسية للانتخابات الكويتية، بينما خلت شوارع الكويت من مظاهر الانتخابات العادية، لولا بعض اللافتات الانتخابية في عدد من الشوارع والطرق. من جهة أخرى، لم تتغير القضايا الرئيسية المعتادة للحملات الانتخابية، من مكافحة الفساد إلى توفير وظائف للشباب، مروراً بحرية التعبير والسكن والتعليم، وقضية “البدون” الشائكة التي تعود إلى الواجهة الكويتية كل فترة.

08.12.2020
زمن القراءة: 4 minutes

على رغم التغيير الكبير والواعد الذي حملته انتخابات مجلس الأمة الكويتي، إلا أن غياب المرأة الكلّي عن المجلس خلق حالة خذلان لكل من عوّل على الانتخابات الكويتية، باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتّع بحراك مدني وسياسي حقيقي.

“إنها انتفاضة الشعب الكويتي ضد رموز الفساد داخل المجلس النيابي السابق… بقدر سعادتي بالنتيجة، أشعر بالخيبة لغياب النساء الكامل عن المجلس…”، تقول لولوة صالح الملى، رئيسة الجمعية الثقافية النسائية في الكويت. 

على رغم التغيير الكبير والواعد الذي حملته انتخابات مجلس الأمة الكويتي، إلا أن غياب المرأة الكلّي عن المجلس خلق حالة خذلان لكل من عوّل على الانتخابات الكويتية، باعتبارها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتّع بحراك مدني وسياسي حقيقي منذ 50 عاماً، خصوصاً أنها من أول الدول الخليجية التي منحت المرأة حق التصويت والترشح للانتخابات عام 2005، كما أنها تملك قوة تأثيرية كبيرة في المنطقة على رغم ضغر حجمها.

نتائج الانتخابات التشريعية الكويتية لمجلس الأمة الخمسين، التي صدرت يوم الأحد في 6 كانون الثاني/ ديسمبر، شهدت مفاجآت كثيرة، أبرزها السقوط المدوي للنائبة صفاء الهاشم ورفض الشارع الكويتي لها بعد نجاحها في أكثر من دورة. وبخسارتها ستغيب الوجوه النسائية عن البرلمان للمرة الأولى منذ انتخابات عام 2009.

النائبة السابقة صفاء الهاشم

علماً أن الهاشم، المحسوبة على التيار الليبرالي، عُرفت بانتقادها الحاد لسياسة بلادها تجاه الوافدين. وكثيراً ما طالبت بتصريحات عدائية بوقف استقدام المصريين، لا سيما في مهن كالتدريس، بحجة أنهم “يستفيدون من خيرات البلد أكثر من أهلها ويرفعون نسبة البطالة”.

لم تفلح الهاشم في الحفاظ على مقعدها في المجلس الجديد، وهو ما يخلق ازدواجية في الانتخابات الكويتية بين هيمنة الرجال على المجلس وخسارة النساء مقعدهن الوحيد، وهو ما يعزّز فكراً سائداً في المجتمع، لا يزال يميل إلى تفضيل الرجل في العمل السياسي على المرأة علماً أن الترشّح النسائي في هذه الدورة بلغ 29 مترشحة، أي أنه أعلى من الدورات السابقة، وبين غياب صوت برلماني عنصري، يشي بانفتاح الشارع الكويتي وتقبّل للوافدين والعمال الأجانب.

في هذا السياق، تعيد لولوة فشل الكويتيات بالفوز في الانتخابات الأخيرة، على رغم مستوى كفائتهم العالي، إلى سببين أساسيين. أولهما الظروف التي جاءت فيها الانتخابات وانتشار وباء “كورونا”، الذي دفع الناخبين إلى التصويت لمن يتأكدون من نجاحه، كما حرم مرشحون آخرون فرصة لقاء الشعب وجهاً إلى وجه وتقديم برنامجهم الانتخابي. هذا عدا حظوظ المرأة الضعفية أساساً في الفوز.

السبب الثاني هو النظام الانتخابي الكويتي، أي نظام الصوت الواحد. إذ “تعدّ المرأة أولى المظلومين من هذا النظام، يليها أي مرشّح لا تدعمه قبيلة أو حزب أو مال سياسي”، وفقاً للولوة.

“تعدّ المرأة أولى المظلومين من النظام الإنتخابي،

يليها أي مرشّح لا تدعمه قبيلة أو حزب أو مال سياسي”.

من جهة أخرى، عزّزت المعارضة الكويتية موقعها بفوزها بـ24 مقعداً من أصل 50، بينما كانت تملك 16 مقعداً في الدورة السابقة. كما انتُخب 30 عضواً في المجلس دون سن الـ45، ما قد يشكل مؤشراً للشباب الذين يأملون في التغيير والإصلاحات، هذا عدا أن 31 نائباً جديداً سيدخل إلى مجلس، وعن هبوط حصص التيار السلفي المستمر، إذ فازت الحركة الدستورية الإسلامية (الإخوان المسلمون) بثلاثة مقاعد فقط، بينما احتفظت الأقلية الشيعية بستة مقاعد في مجلس الأمة، وحققت القبائل تقدماً ملحوظاً بإحرازها 31 مقعداً مقابل 26 مقعداً في الانتخابات الماضية.

وبالعودة إلى غياب العنصر النسائي عن المجلس، فإن هذا يشي بغياب صوت نسائي يحاكي مشكلات الكويتيات ومطالبهن، علماً أن البرلمانيات السابقات كان أداؤهن ضعيفاً وحضورهن باهتاً، هذا عدا قربهن من توجهات الحكومة ورغباتها.

وفي سياقٍ متّصل، هذه الانتخابات التشريعية الأولى التي تنظم في الكويت منذ تولي أمير البلاد الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، الذي قَبل استقالة الحكومة الكويتية واستمرارها في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

خطابات انتخابية عبر “زوم”!

غيّر وباء “كورونا” ممارسات انتخابية كثيرة في الكويت، إذ لم تسمح السلطات الكويتية بفتح مقرات في الدوائر الانتخابية الخمس أو تنظيم أي مهرجانات خطابية خشية تفشي الفايروس. ما دفع المرشّحين إلى تركيز حملاتهم الانتخابية بشكل أساسي على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، من تغريدات على “تويتر” إلى تسجيلات فيديو قصيرة على تطبيق “سناب شات” وبث مباشر على “إنستاغرام” واجتماعات انتخابية عبر “زوم”.

24

هو عدد المقاعد التي فازت بها المعارضة الكويتية.

كما أعلنت السلطات منع أي تجمعات خلال عملية الانتخاب أو بعد إعلان النتائج، وحتى الولائم التقليدية، التي تعتبر من الشعائر الأساسية للانتخابات الكويتية، بينما خلت شوارع الكويت من مظاهر الانتخابات العادية، لولا بعض اللافتات الانتخابية في عدد من الشوارع والطرق. من جهة أخرى، لم تتغير القضايا الرئيسية المعتادة للحملات الانتخابية، من مكافحة الفساد إلى توفير وظائف للشباب، مروراً بحرية التعبير والسكن والتعليم، وقضية “البدون” الشائكة التي تعود إلى الواجهة الكويتية كل فترة.