fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

بعد انسحاب جيش الأسد… مُهجرون عادوا الى منازل مدمّرة ومقابر مُختفية!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم تسلم المقابر من همجية نظام الأسد، إذ لم يجد أهالي خان شيخون أثراً لمقبرة أحبائهم الذين قتلوا بعد اندلاع الثورة السورية على أيدي قوات النظام وميليشياته، والتي كانت تسمى “مقبرة الشهداء”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

على أوتوستراد m5 الواصل بين دمشق وحلب، استقلّ خلدون الأحمد دراجته النارية، تسبقه عيناه الى منزله في مدينة كفرزيتا بعد غيابه عنه خمسة أعوام قسرياً بسبب تمركز قوات النظام وميليشياتها في المدينة.

وصل الأحمد إلى مشارف مدينته وأمله أن يرى منزله ويتفقد أحواله، حتى يستطيع العودة من حياة الخيمة القاسية إلى منزله الدافئ وسط أشجار الزيتون.

يقول خلدون في حديثه مع “درج”: “تركت المنزل في عام 2019 وهو أشبه بجنة يتنامى فيها العشب الأخضر والفاكهة باستمرار. واليوم بعد خمس سنوات، عدت إلى حارتي فلم أستدل على منزلي ولم أعرف موقعه بعدما تحولت كل منازل الحي الى ركام نتيجة سحب ميليشيات نظام الأسد حديد الأسطح منها، والتي اقتلعت حتى البلاط من الأرضيات، ولم تسلم منهم المراحيض الإفرنجية”.

حال منزل خلدون الأحمد كحال آلاف المنازل في ريف إدلب الجنوبي وأرياف حماة الغربية والشمالية والشرقية، والتي كانت تحت سيطرة قوات النظام وميليشياتها منذ العام 2019، فسرقت مقتنياتها وأثاثها قبل أن تنسحب من المناطق المذكورة تحت ضربات المعارضة السورية المسلّحة في معركة ردع العدوان.

ثمن الكلمة

لم تسلم المقابر من همجية نظام الأسد، إذ لم يجد أهالي خان شيخون أثراً لمقبرة أحبائهم الذين قتلوا بعد اندلاع الثورة السورية على أيدي قوات النظام وميليشياته، والتي كانت تسمى “مقبرة الشهداء”.

كان أبو شادي مشتاقاً لرؤية قبر ولده الذي قُتل بقصف جوي من الطائرات الروسية على مدينة خان شيخون في صيف العام 2017.

يقول أبو شادي: “خلال سكني في مدينة خان شيخون، كنت أزور أسبوعياً قبر ابني راشد بصحبة والدته وننظف القبر من الأعشاب ونضع عليه الورود، وفي صباح كل عيد نزوره مصطحبين معنا الريحان”.

يضيف: “بعد فرار قوات النظام من المدينة منذ أيام عدة، اشتريت بعض الورود وانطلقت من مخيمات أطمة على الحدود السورية – التركية، مستقلاً دراجة نارية باتجاه مدينة خان شيخون وقلبي مشتاق لوضع الورد على قبر ابني، لكنني لم أجد المقبرة، إذ سوّتها قوات النظام أرضاً لينكسر قلبي حينها، فحتى القبر لم يسلم من إجرام بشار الأسد”.

وصل الصحافي إياد عبد الجواد إلى منزله في بلدة معرة حرمة ولم يجد منه سوى 4 جدران واقفة من دون سطح ومن دون بلاط للأرضية ولا أي تجهيزات كان يقتنيها أو أثاث. بيد أن ما وجده هو جملة محفورة على جدار المنزل ( قوات النمر – قوات حسن نصرالله).

ترك الصحافي إياد أبو الجود منزله في العام 2019، وفّر بعائلته من القصف مسرعاً، مخلفاً وراءه كاميرا وكمبيوتراً على أمل العودة إلى المنزل في اليوم ذاته بعد تأمين عائلته بعيداً من القصف. لكن كان تقدم قوات النظام أسرع إلى بلدة معرة حرمة وسيطرتها على منزل أبو الجود وما يحويه من معدات إعلامية تحوي في ذواكرها انتهاكات كثيرة سجلها ضد قوات النظام، ما دفعها الى الانتقام منه بتخريب منزله وترك توقيعها على الجدران بحسب ما جاء على لسان الصحافي.

لم ينج من السرقة والتخريب والهدم أي من منازل ريفي حماة وإدلب إلا التي كانت تستخدمها قوات النظام وميليشياتها والميليشيات الإيرانية مقرات لعناصرها، أما الباقي منها فسُوّي أرضاً.

رصدت كاميرا “درج” أثناء جولتها في البلدات والمدن التي انسحبت منها قوات النظام جنوب إدلب وشمال حماة، مقرات عدة للقوات الإيرانية كانت تحتوي على أعلام إيرانية وصور لقاسم سليماني وعلي خامنئي وشعارات وكتب دينية.

لم يقتصر التخريب والسرقة على منازل المدنيين ومحلاتهم التجارية، بل سُرق حديد أسقف خزانات المياه العامة والمدارس ودور العبادة ومباني الدولة من بلديات وأقسام شرطة وإرشاديات ومقاسم هاتف وكهرباء، وترافق مع سرقة أسلاك الكهرباء والعواميد الحاملة لها إضافة الى اقتاع تمديدات الهاتف ومياه الشرب من الأرض.

متى ننتقل من الخيمة إلى المنزل؟

العودة من الخيام إلى الركام ليست سهلة بحسب عمار الدواري، ابن منطقة معرة النعمان، إذ لا توجد مقومات حياة في القرية، وجميع الطرق مغلقة ولا يمكن المشي عليها بسبب تكدّس الركام.

يخاف الدواري من المشي في قريته والوصول إلى منزله بسبب زراعة قوات النظام عشرات الألغام على الطرقات العامة والفرعية في المناطق التي انسحبت منها، وهذا يحتاج إلى فرق إزالة متخصصة تمسح القرى حتى يستطيع أهلها العودة إلى قراهم، والتي حُرموا منها طويلاً.

يقول الناشط الحقوقي عبد الرحمن مجروح: “المنطقة الممتدة منذ سراقب شمالاً إلى مدينة مورك جنوباً ومن ناحية الحمرا شرقاً إلى سهل الغاب غرباً، 90 في المئة منها لم تعد صالحة للسكن بعدما حولتها ميليشيات النظام إلى أكوام من الركام بعد سرقة أثاثها ومقتنياتها، إضافة الى سرقة البنى التحتية وزراعة الألغام وانتشار مخلفات القصف من قنابل عنقودية وما سواها”.

يضيف: “على الأمم المتحدة التي تزعم إطلاق برامج تعافٍ مبكر في سوريا، أن تتوجه إلى تلك المناطق وتعاين وتقيّم ما سيحتاجه السكان للاستقرار من جديد في بلداتهم، بعد أن تسمّي المسؤول بشكل صريح عن ذلك الانتهاك”.

ويلفت في حديثه لـ”درج” إلى أن الآلة الإعلامية للنظام بثت خلال السنوات الماضية تقارير عدة تزعم فيها عمليات إصلاح وإعادة إعمار للمناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد بعد العام 2019، بيد أن تلك الادعاءات كشفناها بمجرد وصول السكان الى منازلهم.

تدمير متواصل

لم تكتفِ قوات النظام بتدمير المنازل وسرقتها خلال سيطرتها على البلدات والمدن منذ العام 2019 حتى العام 2024، بل عملت من خلال طائراتها الحربية وراجمات الصواريخ والمدافع، على تدمير مبانٍ جديدة ومنازل ومستشفيات في مدن إدلب وحلب خلال الأيام الماضية.

وبحسب منظمة “سامز” الطبية، طاول القصف الجوي الروسي مستشفى حلب الجامعي في الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين العاملين والكادر الطبي في المستشفى، إضافة إلى أفراد من منظمة سامز. وفي اليوم التالي في إدلب، قالت المنظمة ذاتها إن غارة جوية استهدفت مستشفيَي ابن سينا للأطفال وإدلب للأمومة، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية بالمباني المحيطة بالمدخل.

محمد السكاف- فراس دالاتي- عمّار المأمون | 25.01.2025

ممثلون وممثلات سوريون بدون “الرئيس”!… عن مظلوميّة “أيتام” القصر الجمهوري المشبوهة !

في خضم المواقف المتعددة للفنانين والممثلين والإعلاميين السوريين، برز مصطلح "أيتام القصر الجمهوريّ" كوصف لمجموعة ممن لم يستطيعوا حتى الآن تقبّل واقع وجود سوريا بلا الأسد وأسرته التي أغرقت عليهم "الخدمات" مقابل الولاء الأعمى!

لم تسلم المقابر من همجية نظام الأسد، إذ لم يجد أهالي خان شيخون أثراً لمقبرة أحبائهم الذين قتلوا بعد اندلاع الثورة السورية على أيدي قوات النظام وميليشياته، والتي كانت تسمى “مقبرة الشهداء”.

على أوتوستراد m5 الواصل بين دمشق وحلب، استقلّ خلدون الأحمد دراجته النارية، تسبقه عيناه الى منزله في مدينة كفرزيتا بعد غيابه عنه خمسة أعوام قسرياً بسبب تمركز قوات النظام وميليشياتها في المدينة.

وصل الأحمد إلى مشارف مدينته وأمله أن يرى منزله ويتفقد أحواله، حتى يستطيع العودة من حياة الخيمة القاسية إلى منزله الدافئ وسط أشجار الزيتون.

يقول خلدون في حديثه مع “درج”: “تركت المنزل في عام 2019 وهو أشبه بجنة يتنامى فيها العشب الأخضر والفاكهة باستمرار. واليوم بعد خمس سنوات، عدت إلى حارتي فلم أستدل على منزلي ولم أعرف موقعه بعدما تحولت كل منازل الحي الى ركام نتيجة سحب ميليشيات نظام الأسد حديد الأسطح منها، والتي اقتلعت حتى البلاط من الأرضيات، ولم تسلم منهم المراحيض الإفرنجية”.

حال منزل خلدون الأحمد كحال آلاف المنازل في ريف إدلب الجنوبي وأرياف حماة الغربية والشمالية والشرقية، والتي كانت تحت سيطرة قوات النظام وميليشياتها منذ العام 2019، فسرقت مقتنياتها وأثاثها قبل أن تنسحب من المناطق المذكورة تحت ضربات المعارضة السورية المسلّحة في معركة ردع العدوان.

ثمن الكلمة

لم تسلم المقابر من همجية نظام الأسد، إذ لم يجد أهالي خان شيخون أثراً لمقبرة أحبائهم الذين قتلوا بعد اندلاع الثورة السورية على أيدي قوات النظام وميليشياته، والتي كانت تسمى “مقبرة الشهداء”.

كان أبو شادي مشتاقاً لرؤية قبر ولده الذي قُتل بقصف جوي من الطائرات الروسية على مدينة خان شيخون في صيف العام 2017.

يقول أبو شادي: “خلال سكني في مدينة خان شيخون، كنت أزور أسبوعياً قبر ابني راشد بصحبة والدته وننظف القبر من الأعشاب ونضع عليه الورود، وفي صباح كل عيد نزوره مصطحبين معنا الريحان”.

يضيف: “بعد فرار قوات النظام من المدينة منذ أيام عدة، اشتريت بعض الورود وانطلقت من مخيمات أطمة على الحدود السورية – التركية، مستقلاً دراجة نارية باتجاه مدينة خان شيخون وقلبي مشتاق لوضع الورد على قبر ابني، لكنني لم أجد المقبرة، إذ سوّتها قوات النظام أرضاً لينكسر قلبي حينها، فحتى القبر لم يسلم من إجرام بشار الأسد”.

وصل الصحافي إياد عبد الجواد إلى منزله في بلدة معرة حرمة ولم يجد منه سوى 4 جدران واقفة من دون سطح ومن دون بلاط للأرضية ولا أي تجهيزات كان يقتنيها أو أثاث. بيد أن ما وجده هو جملة محفورة على جدار المنزل ( قوات النمر – قوات حسن نصرالله).

ترك الصحافي إياد أبو الجود منزله في العام 2019، وفّر بعائلته من القصف مسرعاً، مخلفاً وراءه كاميرا وكمبيوتراً على أمل العودة إلى المنزل في اليوم ذاته بعد تأمين عائلته بعيداً من القصف. لكن كان تقدم قوات النظام أسرع إلى بلدة معرة حرمة وسيطرتها على منزل أبو الجود وما يحويه من معدات إعلامية تحوي في ذواكرها انتهاكات كثيرة سجلها ضد قوات النظام، ما دفعها الى الانتقام منه بتخريب منزله وترك توقيعها على الجدران بحسب ما جاء على لسان الصحافي.

لم ينج من السرقة والتخريب والهدم أي من منازل ريفي حماة وإدلب إلا التي كانت تستخدمها قوات النظام وميليشياتها والميليشيات الإيرانية مقرات لعناصرها، أما الباقي منها فسُوّي أرضاً.

رصدت كاميرا “درج” أثناء جولتها في البلدات والمدن التي انسحبت منها قوات النظام جنوب إدلب وشمال حماة، مقرات عدة للقوات الإيرانية كانت تحتوي على أعلام إيرانية وصور لقاسم سليماني وعلي خامنئي وشعارات وكتب دينية.

لم يقتصر التخريب والسرقة على منازل المدنيين ومحلاتهم التجارية، بل سُرق حديد أسقف خزانات المياه العامة والمدارس ودور العبادة ومباني الدولة من بلديات وأقسام شرطة وإرشاديات ومقاسم هاتف وكهرباء، وترافق مع سرقة أسلاك الكهرباء والعواميد الحاملة لها إضافة الى اقتاع تمديدات الهاتف ومياه الشرب من الأرض.

متى ننتقل من الخيمة إلى المنزل؟

العودة من الخيام إلى الركام ليست سهلة بحسب عمار الدواري، ابن منطقة معرة النعمان، إذ لا توجد مقومات حياة في القرية، وجميع الطرق مغلقة ولا يمكن المشي عليها بسبب تكدّس الركام.

يخاف الدواري من المشي في قريته والوصول إلى منزله بسبب زراعة قوات النظام عشرات الألغام على الطرقات العامة والفرعية في المناطق التي انسحبت منها، وهذا يحتاج إلى فرق إزالة متخصصة تمسح القرى حتى يستطيع أهلها العودة إلى قراهم، والتي حُرموا منها طويلاً.

يقول الناشط الحقوقي عبد الرحمن مجروح: “المنطقة الممتدة منذ سراقب شمالاً إلى مدينة مورك جنوباً ومن ناحية الحمرا شرقاً إلى سهل الغاب غرباً، 90 في المئة منها لم تعد صالحة للسكن بعدما حولتها ميليشيات النظام إلى أكوام من الركام بعد سرقة أثاثها ومقتنياتها، إضافة الى سرقة البنى التحتية وزراعة الألغام وانتشار مخلفات القصف من قنابل عنقودية وما سواها”.

يضيف: “على الأمم المتحدة التي تزعم إطلاق برامج تعافٍ مبكر في سوريا، أن تتوجه إلى تلك المناطق وتعاين وتقيّم ما سيحتاجه السكان للاستقرار من جديد في بلداتهم، بعد أن تسمّي المسؤول بشكل صريح عن ذلك الانتهاك”.

ويلفت في حديثه لـ”درج” إلى أن الآلة الإعلامية للنظام بثت خلال السنوات الماضية تقارير عدة تزعم فيها عمليات إصلاح وإعادة إعمار للمناطق التي سيطرت عليها قوات الأسد بعد العام 2019، بيد أن تلك الادعاءات كشفناها بمجرد وصول السكان الى منازلهم.

تدمير متواصل

لم تكتفِ قوات النظام بتدمير المنازل وسرقتها خلال سيطرتها على البلدات والمدن منذ العام 2019 حتى العام 2024، بل عملت من خلال طائراتها الحربية وراجمات الصواريخ والمدافع، على تدمير مبانٍ جديدة ومنازل ومستشفيات في مدن إدلب وحلب خلال الأيام الماضية.

وبحسب منظمة “سامز” الطبية، طاول القصف الجوي الروسي مستشفى حلب الجامعي في الأول من شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، ما أدى إلى وقوع إصابات بين العاملين والكادر الطبي في المستشفى، إضافة إلى أفراد من منظمة سامز. وفي اليوم التالي في إدلب، قالت المنظمة ذاتها إن غارة جوية استهدفت مستشفيَي ابن سينا للأطفال وإدلب للأمومة، ما أدى إلى حدوث أضرار مادية بالمباني المحيطة بالمدخل.