عام 1985 وقعت جريمة قتل في برج حمود راح ضحيتها خمسة أشخاص. القتلة سجنوا وحوكموا لكنهم تمكنوا من الهرب من السجن ومن لبنان.
في بلد كرّس مبدأ الإفلات من العقاب، وجدت عائلات الضحايا نفسها أمام حائط مسدود. لكن هؤلاء لم يتراجعوا عن المطالبة بالعدالة، وهم وجدوا بعد سنوات من الجريمة قرائن على وجود القتلة في دول أوروبية وشرعوا بخوض مسار قضائي دولي في سبيل استرداد لبنان للمرتكبين ومحاكمتهم.
هنا قصة بحث عن العدالة، عمرها 37 عاماً.
عام 2013 وأمام احدى عمارات شارع مرعش في ضواحي منطقة برج حمّود، ألقت آنّي نظرة أخيرة على المبنى الذي اقتادوا داخله والدها إلى غرفة مملوءة بالصّناديق الفارغة في عام 1985، وأطلقوا الرّصاص على رأسه تاركين جثّته هناك ملقاة، كأنّها صندوق فارغ آخر، بلا روح ولا قيمة.
في المكان نفسه، وأثناء قيامها بجولة صغيرة في المكان عثرت آنّي على شيء من حقيقة مقتل والدها المفقودة. حقيقة باستطاعتها أن تطمر معالم الجريمة إلى الأبد، وأن تعيد ترميم بعضاً من عدالة لم تعرف معنى لوجودها في حياتها. رأت آنّي شيئاً منها في تلك العمارة آنذاك، وهو شيء في داخلها لم يكن قد شفي تماماً من آثار تلك الجريمة.
أخبرت آني صديقاً لها قدم من أوروبا تفاصيل مقتل والدها بعدما دلّته على مكان وقوع الجريمة. حشريّة صديقها في معرفة تفاصيل القصّة أعادت آنّي إلى تاريخ 28 آذار/ مارس 1985 حينها كانت لا تزال في الثانية عشرة من عمرها، عندما أقدم ثلاثة إخوة لبنانيّين من أصل أرمنيّ هم بانوس (27 سنة حينها) وهراتش (20 سنة) ورافي (23 سنة) نهابديان، على السطو على محترف لصقل المجوهرات وسرقة مجوهرات بقيمة 20 مليون ليرة، بعدما قتلوا جميع الموظّفين فيه، وهم:
هاني زمّار (28 سنة) وهو تاجر البضاعة. خاتون تيكيان، (27 سنة) مسؤولة خزنة الذّهب. أفيديك بويادجيان، (60 سنة) كان هو من يهتم بالشؤون المكتبيّة والتنظيفات. ماريا حنا ميخائيل (32 سنة) وهي سكرتيرة المكتب. والد آنّي، هرانت كوركدجيان (60 سنة)، وكان هو مالك أكبر قسم من شركة الشرق الأوسط لصقل المجوهرات، حيث حدثت الجريمة في مقرها في ضواحي منطقة برج حمّود، وتحديدا في المبنى القديم الذي وقفت أمامه آنّي.
تلك القصّة كانت مألوفة بالنّسبة إلى صديق آني، أو على الأقل بدت له كذلك، كأنّ تفاصيلها كانت مماثلة لتفاصيل قصّة أخرى قد سمع مجرياتها سابقاً. سألها: “هل لدى أحد الإخوة الثلاثة ولد مصاب بمتلازمة داون أو ما شابه ذلك؟”. “نعم نعم نعم، لدى بانوس ابنة ولدت بمتلازمة داون عندما كان بانوس مسجوناً، كيف عرفت ذلك؟” سألته آنّي، فأجاب:
” دخلت عام 2005 تقريباً إلى محل لبيع المجوهرات في العاصمة فيينّا مع صديق لي يعيش هناك. أتذكّر شكل صاحب المحلّ جيّداً، أصلع بعض الشيء مع شعر خفيف حول جانبي رأسه مع شارب كثيف يغطّي أنفه مثل رجال العصابات الأميركيّين”. وأضاف:”حينها أطلعني صديقي على شيء من تاريخ ذلك الرّجل، الذي استقبلنا بلطافة بالغة آنذاك. اتّضح أنّ لهذا الرّجل تاريخا مشبوها، لا أحد يعرف لا من أين جاء ولا كيف دخل إلى النّمسا. قال لي صديقي، بأنّه من المعروف عنه بأنّه يعيش مع إخوته وعائلاتهم في فيينا بأسماء مزيّفة وأنّ ثمّة دماء على أيديهم، كما أنّه علم حينها بأمر ابنة بانوس”.
كانت آنّي لا تملك من تلك القصّة سوى ماضيها وحده، الماضي الذي حفر في ذاكرتها مثل عنوان صحيفة عريض لا التباس فيه. كان التاريخ هو محطّة ذاكرتها الوحيدة حيث أنّ وجوه الضّحايا لم تفارق ذهنها أبدا. عاشت على ضفاف تلك الصور، تخاف من أن تتبادر إحداها إلى ذهنها، دون أن تتمكّن من التخلّص منها.
تقول آني: “منذ ذلك اليوم وصورة والدي التي نشرت له وهو ميّت لم تعد تفارق ذهني، أبي الذي كان حاضراً لحمايتنا وإعالتنا، برغم ظروف الحرب المحيطة بنا، كيف بإمكانه أن يتحوّل هكذا وببساطة إلى مجرّد صورة؟ لقد رحل تاركاً لنا نصيبنا من العزلة”.
“أمّي انشغلت لسنوات طويلة بمتابعة القضيّة في المحاكم، أخي آرتو كان في السّابعة عشرة، ضاع عمره وهو يحاول رأب الصّدع الذي تركه مقتل والدي في عائلتنا”.
أمام تلك القصّة عاشت آنّي في بحثها عن ذلك الرّجل تخبّطا دام ثلاث سنوات، بحيث أنّ الشّخص الذي أخبرها تلك القصة لم يعد يتذكّر اسم صاحب محل المجوهرات، أو أي اسم آخر من شأنه أن يساعدها في العثور على مكانه. إلى حين تعرّفت خلال بحثها إلى أحد الإخوة من خلال صورة عثرت عليها على موقع “فيسبوك”.
قبل حدوث الجريمة، كانت آنّي تعيش حياتها بين بيتها في الأشرفيّة- السّيوفي حيث كانت تسكن مع والدتها وأخيها ووالدها، وبين شارع مرعش الذي عرف عنه في زمن الحرب الأهليّة احتواؤه على ما يقارب الثلاثة آلاف عامل كانوا يعملون في معامل لصقل الذّهب هناك. القتلة الثلاثة كانوا يعيشون ويعملون في الشّارع نفسه، وكانوا على علاقة وطيدة مع والد آنّي. “لم يكونوا موضع اتّهام حتّى، لم يتخيّل أحد أن يقدم هؤلاء الثلاثة على فعلة كهذه، حتّى والدي، متأكّدة من أنّه كان يظنّ بأنّ عمليّة السطو كانت مزحة في بداية الأمر، لم يصدّق إلّا بعدما استقرّت الرصاصات في جسده”.
كان رافي نهابديان صديقاً لابن أفيديك الأكبر. وكان يملك الجرأة في زيارة منزل الضحيّة كصديق للعائلة لتقديم تعازيه في اليوم التالي للقتل. “كان دم والدي على يديه ثقيلاً للغاية، لذلك كان من الصعب عليه الإمساك بفنجان القهوة جيّداً عندما قدّمته له”. تقول ابنة أفيديك.
بعد أسبوعين اعتقلت الشرطة كل من بانوس نهابيديان، إضافة إلى من عثروا في بيته على قسم كبير من المجوهرات، وهو رافي الأصغر سناً من أخيه بعامين، وعثر الإنتربول في مطار مدينة لارنكا في قبرص على الثالث، واسمه هراتش، وكان ينتظر الطائرة لمغادرة الجزيرة إلى بلد أوروبي، فقبض عليه وسلمه للأمن العام اللبناني بعد 4 أيام من اعتقال شقيقيه.
وفي أحد اعترافاته أثناء التحقيق يتحدّث رافي كيف أنّه كان وشقيقيه يتعاملون مع هرانت كوركدجيان في تجارة الحلي على اختلاف أنواعها، وكانا بحكم هذا التعامل يترددان على معمله، وكانا موضع ثقته وثقة عمّاله. وبحسب إفادات أخرى، فقد بادرا مع شركائهما إلى تنفيذ الخطّة التي وضعوها لأنّهم كانوا على ثقة بأنّ التسيّب الأمني والفوضى في لبنان سيحولان دون تمكّن رجال الأمن من معرفة الفاعلين.
عام 1987 تمكنوا في ظروف غامضة من الهروب من سجن رومية وفي 10 كانون الأول/ ديسمبر 1994، حكمت عليهم المحكمة اللبنانية غيابياً بالإعدام، خُفف بموجب قانون 84/91 إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة.
مع الوقت، أرادت آنّي أن تتعرّف إلى القتلة من خلال الكتب، أن تفهم لغة القاتل بالرّغم من كونها ضحيّة. ما الذي أراد القاتل قوله لو لم يستعمل كاتم الصّوت، بأيّ عبارات كان بإمكانه أن يستبدل جريمته تلك؟ “لم يكن ثمّة لغة”. قالت آني. “قرأت “الجريمة والعقاب” ودرست علم النّفس العيّادي وعملت مع أطفال مصابين بالتوحّد، وقرأت الكثير من كتب التحليل النّفسي التي بإمكانها أن تفسّر لي ولو جزءا بسيطا ممّا سببّه لي هؤلاء المجرمون، لعلّني أفهم شيئاً ممّا أرادوا قوله أيضا، ظننت أنّه بهذه الطّريقة يمكنني أن أتواصل معهم، أن أعطيهم فرصة قول شيء ما، لكنّ اتّضح لي أنّها مجرّد شفقة غير مجدية. كلّ ما يمكنهم قوله هو الأكاذيب، وكلّ ما يمكنني قوله الآن أقتبسه من دوستويفسكي: “لا بد أن يأتي يوم تفضح فيه الأكاذيب”.
كانت متأكدة جدا من أنّ الرّجل الموجود في تلك الصورة هو هراتش، لكنّها عندما أعلمت السّلطات النمساويّة بذلك، أرسلوا لها بصمات الرجل الذي في الصورة لكن تلك كانت خيبة آنّي الأولى لعدم تطابق نتيجة البصمات.
ذهبت آنّي إلى فيينّا عام 2016 لأنّها لم ترد لخيبتها تلك أن تمنعها من المضي قدماً، في حين أنّها كانت متأكّدة أكثر من أيّ شيء آخر من أنّ الصّورة التي عثرت عليها كانت تعود لهراتش نهابديان. “كنت أريد الحقيقة فقط، الحقيقة التي باستطاعتها إعادة إحيائي من جديد، أعرف أنّني غرقت في الماضي بعدما فقدت الإحساس بالأمان، كما أنّني أعرف جيّداً أنّ الحقيقة لن تعيد والدي إليّ لكنّها حتماً ستعيد إحياء صورته في رأسي.
في صيف 2016 وبعد فشل آنّي في الحصول على مساعدة قانونيّة وبعد رفض محامين نمساويّين قضيّتها، طرقت آني باب مكتب نوربت هاسلهوفر، وهو أحد أبرع المحامين في فيينا وطلبت منه بعض النّصائح فيما يتعلّق بقضيّتها.
“أنت لا تسمع هذه القصة كل يوم”. بهذه العبارات القليلة عبّر نوربرت عن دهشته بقصّة آنّي، حين سمع تفاصيلها.
“لقد استمعت إلى قصّتها وبصراحة اعتقدتّ في البداية أن آني قد أخطأت بين الصورتين بالفعل لأن بصمات الأصابع هي دليل دامغ على إختلاف الصورتين. لا أستطيع الآن أن أقول بالضبط ما الذي جعلني أرغب في إلقاء نظرة فاحصة على القصّة، لكنني أتذكر أنه على الرغم من بصمات الأصابع كان لدي شعور بأنه قد يكون هناك شيء ما”.
في صيف/ خريف 2016 بدأ نوربرت بحثه عن أثر تلك العائلة. أعطته آنّي جميع المعلومات (الأسماء وتواريخ الميلاد) عن الأشقاء الثلاثة وأفراد أسرهم، أي أقارب زوجات الإخوة الثلاثة. ثم بحثا معاً في مجموعة متنوعة من المصادر حتى بدأت الخيوط تنكشف خيطا تلو الآخر.
على سبيل المثال، كتب ابن هراتش نهابديان على “فيسبوك” في سياق وفاة رافي نهابديان أن عمه قد توفي. مع وجود أدلة من هذا القبيل، حينها شعرا بأنّهما قد اقتربا أكثر من هدفهما. “ذات يوم، اكتملت الأدلّة أمامي وفهمت أنّه قد حان الوقت لأنّ نوجّه ضربتنا” اكتشف نوربرت بأنّ بانوس نهابديان هو نفسه “أسدغيك مازبانيان” الذي يعيش في فيينا. “أنا لا أتحدث الأرمنيّة ولم أكن أعرف أن اسم “أسدغيك” هو اسم امرأة إلى أن لفتت آني انتباهي إلى هذا الأمر، راجعت كل شيء مرة أخرى وتوصلت إلى النتيجة ذاتها: لقد خدع بانوس نهابديان السلطات النمساوية لسنوات وعاش هنا باسم امرأة، اسم أخت زوجته.
سرعان ما اكتشفا أنّ رافي قد توفي منذ بضع سنوات، لكنهما كانا لايزالان بحاجة إلى دليل. بحث نوربرت عن قبره لأوّل مرّة في القسم الأرمنيّ من مقبرة فيينا المركزيّة. لكن لم يكن هناك شيء يمكن العثور عليه هناك. بطريقة ما اكتشف نوربرت أنّ جسد رافي محفوظٌ في الكنيسة في “ماتزلينسدورفر بلاتز”. “ربما كان قبره أيضاً في هذه المقبرة؟” سأل نفسه. ينبغي لك أن تكون من الأقارب، من أجل أن تتمكّن من الحصول على معلومات من إدارة المقبرة في النمسا. لذلك كان الخيار الوحيد الذي تبقّى لدى نوربرت هو أن يبحث عن القبر بنفسه، وكان ذلك بمثابة بحث عن إبرة في كومة قشّ. “استغرق الأمر بضعة أيّام وساعات، ولكن بعد ذلك حصلنا على دليلنا القاطع: لقد تمّت كتابة كلا الاسمين على شاهد القبر (الهوية النهابديانية والأخرى الفينيّة المزيّفة وتاريخ الميلاد الصحيح)”.
وفي نهاية العام قام نوربرت بإرسال بيان الوقائع إلى النيابة العامة في فيينا. هناك، أيضاً، لم تسر الأمور بسلاسة تامة في البداية، لأن هناك من كان ما زال يعتقد ببساطة أن بصمات أصابع هراتش غير متطابقة، وبالتالي قد يكون تحديد هويّة بانوس خاطئاً أيضاً. في غضون ذلك، قامت الشرطة بفحص بصمات أصابع هراتش وبانوس مرة أخرى وكلاهما تطابقا هذه المرّة.
بعد ذلك، طلب مكتب المدعي العام في فيينا من الجهات المختصّة في لبنان نسخة مترجمة من الملف الجنائي كاملاً. بعد بضعة أشهر جاء الجزء الأول من الملف ولكن تبيّن أنه غير مكتمل. ثم تم إرسال طلب ثان ثم مرّة أخرى بعد بضعة أشهر، جاءت العديد من الصفحات الّا أنّ ترجمتها لاتزال قائمة حتّى الآن.
أصبحت السلطات النمساويّة على علم بأنّ بانوس نهابديان يعيش بهوية مزيفة بإسم “جورج مازبانيان”. يمتلك محل مجوهرات خلف دار الأوبرا ويديره مع زوجته وابنته. بطريقة ما تمكن من الاستمرار في جذب العملاء المشاهير. من ناحية أخرى، لدى هراتش مشغل صغير وشقة رثة للغاية. يعيش تحت الاسم المستعار “همايك سرمكانيان”.
لم يصل أي من هذه العائلات إلى ثروة حقيقية. جميع أفرادها يعيشون في شقق مستأجرة تفادياً للشبهات في منطقة باتشربلاتز في فيينا، النمسا. وبقدر ما هو معروف، فهم لا يمتلكون أيّة عقارات أيضاً.
“لقد عاشوا حياة جيّدة لأكثر من ثلاثين عاماً، بمال غيرهم، بهويّات غيرهم وبطمأنينة غيرهم” يقول آرتو. “لا يمكنك أن تستعير حياة أحد من دون أن تسرقها، ولا يمكنك أن تقتل شخصاً أيضاً من غير أن تسلبه حياته بأكملها”.
“مات إبن أفيديك بعد مقتل والده بسبعة أشهر، أصيب بسكتة قلبيّة وفارق الحياة. دمه أيضا في رقبتهم”. تقول إبنته. “نريد العدالة ولا شيء آخر وينبغي لهؤلاء الثلاثة دفع ثمن تدميرهم حياتنا. لا يمكنك أن تستردّ شيئا فقدته، هم يعلمون ذلك جيّدا كما يعلمون بأنّ أحدا لا يمتلك القدرة على النّسيان بالفعل. ما هي العدالة؟ أنا لا أعلم”. تقول جاكلين ابنة هاني زمّار.
أهالي الضحايا يتشاركون المأساة نفسها، مأساة أن يعيش المرء حياة مفقودة، وذلك كان احتمالهم الوحيد قبل أن تفاجئهم الحقيقة بوجودهم على قيد الحياة. بعدها بات كلّ جهد يضعونه امّا على صعيد تشكيل عريضة تطالب بإعادة المجرمين إلى لبنان من أجل زجّهم في السّجن أو من خلال انتظار قرار القضاء النمساوي المسؤول عن سحب جنسيّاتهم، هو في سبيل تحقيق عدالة ما.
المبنى الذي وقفت أمامه آنّي عام 2013 لم يعد نفسه مبنى الشركة التي كان يديرها والدها، هو يشبهه من الخّارج فحسب، وهي تشبهه من الداخل.
العمارات القديمة لا تشفى مع الزمن ومن كوارثه أبداً، عندما يكبر عمر الحجارة يقومون بتهديمها أو بتركها على حالها كدلالة على نجاتها، وأكبر مثال على ذلك هو العدالة الضائعة لجريمة تفجير مرفأ بيروت.
اهراءات القمح لا يزال جزء منها شاهداً على وقوع الجريمة، تماماً مثل أعداد الضحايا وأهاليهم الذين لم تلتئم جراحهم بعد ومثل جميع الجرائم هنا والتي تبقى طيّ الكتمان والنسيان.
“ربما كان الوقت كفيلاً بشفائي، لكنّه لم يكن كافياً” تقول آنّي. “عندما فهمت نفسي مع مرور الزمن، فهمت أنّ ما علق في داخلي جرّاء صدمة موت والدي، كانت العدالة وحدها كفيلة بشفائه”.
إقرأوا أيضاً: