fbpx

بوتين على جدران بغداد
وميليشيات عراقية إلى روسيا للقتال

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

هناك من يحاول توجيه رسائل إلى الجانب الأميركي من صندوق البريد العراقي، ومحاولة للقول إن لروسيا موطئ قدم في العراق أيضاً. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هناك في العراق من يحاول أن يدفع في اتجاه أن يكون هذا البلد جزءاً من ساحة الصراع الروسي- الأوكراني، بعد إعلان قنصلية روسيا في مدينة البصرة جنوب البلاد عن تلقيها طلبات تطوع من عراقيين، للقتال في صفوف الجيش الروسي لمواجهة ما وصفتهم بـ”النظام النازي في أوكرانيا”.

القنصلية الروسية كتبت في الثالث من آذار/ مارس 2022 عبر صفحتها الرسمية على “فايسبوك” منشوراً تضمن صورة للرئيس فلاديمير بوتين رفعت في العاصمة بغداد موقعة من “أصدقاء الرئيس”، وأرفقتها بمعطيات عن تلقّيها طلبات من عراقيين للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية، وتنهي منشورها بشكر المتحمسين على تضامنهم مع روسيا، وبأن القوات الروسية “لديها القوة الكافية لحل هذه المشكلة والقنصلية العامة لا تجنّد المتطوعين”. وسرعان ما قامت القنصلية بحذف المنشور بعدما أثار ضجة بين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الحكومة العراقية من جانبها لم تدل بأي تصريح أو رد فعل أو تعليق تجاه ما تم نشره واكتفت بالسكوت وعدم الحديث عن الموضوع وكأن شيئاً لم يكن.

مدينة البصرة واحدة من أهم المدن العراقية الجنوبية وفيها حضور كبير للميليشيات التابعة لإيران. ومعروف أن إيران حليف استراتيجي مهم لروسيا. 

منشور القنصلية الروسية يكشف عن محاولة لدى الميليشيات المسلحة لوضع العراق ضمن خارطة الصراع العالمي الحاصل على الأرض الأوكرانية، وهو محاولة لكسر حياد العراق في هذا المجال، إذ لم يدل أي مسؤول رسمي عراقي بأي موقف مؤيد أو معارض للحرب، وامتنع العراق عن التصويت على قرار لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن الميليشيات ومناصريها يحاولون إلباس العراق ثوباً عسكرياً روسياً في هذه المعركة عبر طلبات التطوع مع الجيش الروسي وعبر تعليق صور كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين وسط بغداد، كتب بجوارها “نحن ندعم روسيا” باللغة الإنكليزية وذيلت بتوقيع وعبارة “أصدقاء الرئيس”. لكن القوات الأمنية العراقية الرسمية سارعت إلى إزالة هذه الصور بطلب من مراجع حكومية رسمية.

وسائل الاعلام العراقية المرئية والالكترونية التابعة للميليشيات المسلحة غيرت بوصلة تغطيتها للتركيز على الحرب الروسية- الأوكرانية، وضمّنت تغطيتها (طبعاً؟) إشارات إلى دعم دولة روسيا في هذه الحرب في محاولة لإقناع الشارع بأنها تسير ضد ما يسمى بالشيطان الأكبر، أميركا.

السفارة الروسية في بغداد وبعد مرور 24 ساعة تقريباً من منشور قنصليتها نفت ما وصفته بـ”مزاعم بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول انخراط قنصليتها في البصرة بأي نشاط حول طلب الانضمام إلى صفوف القوات الروسية”.

الباحث في الشأن السياسي علي البيدر يجد ان العراق بحاجة الى رص صفوفه في ظل الصراع الدولي الدائر في الوقت الحالي، وان لا يحسب على جهة دون أخرى، وأن يكون لديه موقف رسمي بعدم الدخول في مشكلات سياسية يمكن أن تأتي بآثار سلبية على الشعب العراقي. البيدر اعتبر أن منشور القنصلية الروسية هو خرق كبير وواضح للسيادة، وكاد يتسبب ببلبلة، لولا أنها تداركت الأمر وسحبته من التداول. ويؤكد البيدر ضرورة أن تلتزم القنصلية بالأصول الديبلوماسية في التعاطي مع العراقيين. 

إقرأوا أيضاً:

ويرى البيدر أن قيام القنصلية بهذه الخطوة “هو نتيجة تواطؤ بعض الأطراف الراضية بالحرب وهذا ما تمكن ملاحظته من خلال صور الرئيس بوتين التي علقت وسط بغداد لساعات ولا نستبعد ان تكون هناك أطراف تتبع لإيران هي التي تدفع بهذا الاتجاه، لا سيما أن إيران حليف استراتيجي لروسيا وقد تحاول إثبات ولائها لروسيا من خلال أذرعها في الكثير من مناطق نفوذها”.

الكاتب احمد الحداد يرى في طلبات الانضمام لصفوف الجيش الروسي أو تعليق جداريات تحمل صوراً للرئيس بوتين، خطوات لا تقوم بها إلا الميليشيات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة والتي دائماً ما تتخذ آراء ومواقف خارجة عن اجماع الشارع العراقي، خصوصاً في المواقف الدولية من دون الاكتراث بتداعيات وتبعات خطوات كهذه على العراق، خصوصاً أن الخارجية العراقية حاولت من خلال عدم التصويت في جلسة مجلس الأمن أن تنأى بنفسها عن النزاع الدائر، لأن المنطقة تشهد تحديات كبيرة والوضع العراقي ما زال يواجه أزمات سياسية واقتصادية، إذ لا يمكن الدخول في مشكلات كبيرة تضاف الى مشكلات العراق الهائلة. 

أمّا الباحث صلاح الموسوي فيرى أن هناك من يحاول توجيه رسائل إلى الجانب الأميركي من صندوق البريد العراقي، ومحاولة للقول إن لروسيا موطئ قدم في العراق أيضاً. 

وتزامنت هذه الأحداث مع معلومات تم تداولها عن أن البنك المركزي العراقي يعتزم عدم إبرام أي عقود أو اتفاقات مالية مع الجانب الروسي في الوضع الحالي، بعد فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على روسيا، وأن الغرض من هذا المقترح هو حماية النظام المالي العراقي، لذا فلا بد من التريث في إجراء أي تحويلات مالية تتعلق بالشركات الروسية التي تتواجد كثير منها على الأراضي العراقية ولديها أعمال استثمارية في العراق على صعيد النفط والكهرباء واستثمارات أخرى.

إقرأوا أيضاً:

هلا نهاد نصرالدين - صحافية لبنانية | 14.10.2024

اجتياح لبنان: كيف يمكن لقرارات مجلس الأمن أن تغير المعادلة؟

في السياق اللبناني، يبرز النقاش حول تطبيق القرارين 1559 و1701 كأحد المحاور الأساسية. يدعو القرار 1559 الذي صدر عام 2004، إلى نزع سلاح الجماعات المسلحة خارج سيطرة الدولة اللبنانية، بينما يركز القرار 1701 الصادر عام 2006، على وقف الأعمال العدائية وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على أراضيها، مع إنشاء منطقة عازلة خالية من الأسلحة بين الخط…
08.03.2022
زمن القراءة: 4 minutes

هناك من يحاول توجيه رسائل إلى الجانب الأميركي من صندوق البريد العراقي، ومحاولة للقول إن لروسيا موطئ قدم في العراق أيضاً. 

هناك في العراق من يحاول أن يدفع في اتجاه أن يكون هذا البلد جزءاً من ساحة الصراع الروسي- الأوكراني، بعد إعلان قنصلية روسيا في مدينة البصرة جنوب البلاد عن تلقيها طلبات تطوع من عراقيين، للقتال في صفوف الجيش الروسي لمواجهة ما وصفتهم بـ”النظام النازي في أوكرانيا”.

القنصلية الروسية كتبت في الثالث من آذار/ مارس 2022 عبر صفحتها الرسمية على “فايسبوك” منشوراً تضمن صورة للرئيس فلاديمير بوتين رفعت في العاصمة بغداد موقعة من “أصدقاء الرئيس”، وأرفقتها بمعطيات عن تلقّيها طلبات من عراقيين للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية، وتنهي منشورها بشكر المتحمسين على تضامنهم مع روسيا، وبأن القوات الروسية “لديها القوة الكافية لحل هذه المشكلة والقنصلية العامة لا تجنّد المتطوعين”. وسرعان ما قامت القنصلية بحذف المنشور بعدما أثار ضجة بين العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الحكومة العراقية من جانبها لم تدل بأي تصريح أو رد فعل أو تعليق تجاه ما تم نشره واكتفت بالسكوت وعدم الحديث عن الموضوع وكأن شيئاً لم يكن.

مدينة البصرة واحدة من أهم المدن العراقية الجنوبية وفيها حضور كبير للميليشيات التابعة لإيران. ومعروف أن إيران حليف استراتيجي مهم لروسيا. 

منشور القنصلية الروسية يكشف عن محاولة لدى الميليشيات المسلحة لوضع العراق ضمن خارطة الصراع العالمي الحاصل على الأرض الأوكرانية، وهو محاولة لكسر حياد العراق في هذا المجال، إذ لم يدل أي مسؤول رسمي عراقي بأي موقف مؤيد أو معارض للحرب، وامتنع العراق عن التصويت على قرار لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن الميليشيات ومناصريها يحاولون إلباس العراق ثوباً عسكرياً روسياً في هذه المعركة عبر طلبات التطوع مع الجيش الروسي وعبر تعليق صور كبيرة للرئيس فلاديمير بوتين وسط بغداد، كتب بجوارها “نحن ندعم روسيا” باللغة الإنكليزية وذيلت بتوقيع وعبارة “أصدقاء الرئيس”. لكن القوات الأمنية العراقية الرسمية سارعت إلى إزالة هذه الصور بطلب من مراجع حكومية رسمية.

وسائل الاعلام العراقية المرئية والالكترونية التابعة للميليشيات المسلحة غيرت بوصلة تغطيتها للتركيز على الحرب الروسية- الأوكرانية، وضمّنت تغطيتها (طبعاً؟) إشارات إلى دعم دولة روسيا في هذه الحرب في محاولة لإقناع الشارع بأنها تسير ضد ما يسمى بالشيطان الأكبر، أميركا.

السفارة الروسية في بغداد وبعد مرور 24 ساعة تقريباً من منشور قنصليتها نفت ما وصفته بـ”مزاعم بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول انخراط قنصليتها في البصرة بأي نشاط حول طلب الانضمام إلى صفوف القوات الروسية”.

الباحث في الشأن السياسي علي البيدر يجد ان العراق بحاجة الى رص صفوفه في ظل الصراع الدولي الدائر في الوقت الحالي، وان لا يحسب على جهة دون أخرى، وأن يكون لديه موقف رسمي بعدم الدخول في مشكلات سياسية يمكن أن تأتي بآثار سلبية على الشعب العراقي. البيدر اعتبر أن منشور القنصلية الروسية هو خرق كبير وواضح للسيادة، وكاد يتسبب ببلبلة، لولا أنها تداركت الأمر وسحبته من التداول. ويؤكد البيدر ضرورة أن تلتزم القنصلية بالأصول الديبلوماسية في التعاطي مع العراقيين. 

إقرأوا أيضاً:

ويرى البيدر أن قيام القنصلية بهذه الخطوة “هو نتيجة تواطؤ بعض الأطراف الراضية بالحرب وهذا ما تمكن ملاحظته من خلال صور الرئيس بوتين التي علقت وسط بغداد لساعات ولا نستبعد ان تكون هناك أطراف تتبع لإيران هي التي تدفع بهذا الاتجاه، لا سيما أن إيران حليف استراتيجي لروسيا وقد تحاول إثبات ولائها لروسيا من خلال أذرعها في الكثير من مناطق نفوذها”.

الكاتب احمد الحداد يرى في طلبات الانضمام لصفوف الجيش الروسي أو تعليق جداريات تحمل صوراً للرئيس بوتين، خطوات لا تقوم بها إلا الميليشيات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة والتي دائماً ما تتخذ آراء ومواقف خارجة عن اجماع الشارع العراقي، خصوصاً في المواقف الدولية من دون الاكتراث بتداعيات وتبعات خطوات كهذه على العراق، خصوصاً أن الخارجية العراقية حاولت من خلال عدم التصويت في جلسة مجلس الأمن أن تنأى بنفسها عن النزاع الدائر، لأن المنطقة تشهد تحديات كبيرة والوضع العراقي ما زال يواجه أزمات سياسية واقتصادية، إذ لا يمكن الدخول في مشكلات كبيرة تضاف الى مشكلات العراق الهائلة. 

أمّا الباحث صلاح الموسوي فيرى أن هناك من يحاول توجيه رسائل إلى الجانب الأميركي من صندوق البريد العراقي، ومحاولة للقول إن لروسيا موطئ قدم في العراق أيضاً. 

وتزامنت هذه الأحداث مع معلومات تم تداولها عن أن البنك المركزي العراقي يعتزم عدم إبرام أي عقود أو اتفاقات مالية مع الجانب الروسي في الوضع الحالي، بعد فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية على روسيا، وأن الغرض من هذا المقترح هو حماية النظام المالي العراقي، لذا فلا بد من التريث في إجراء أي تحويلات مالية تتعلق بالشركات الروسية التي تتواجد كثير منها على الأراضي العراقية ولديها أعمال استثمارية في العراق على صعيد النفط والكهرباء واستثمارات أخرى.

إقرأوا أيضاً: