fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

بين عكّار وأوروبا… طريق الهروب الجماعي محفوف بالغرق والاعتقال

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بين الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تنهش لبنان من جهة، وبين سياسات كبح المهاجرين غير الشرعيين التي تتبعها أوروبا من جهة أخرى، تنشط المراكب في مياه المتوسط، فإما تصل وتنجو وإما تصل ويُعتقل من على متنها وإما يعود الركاب جثثاً بصناديق خشبية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“بنتي عمرها 8 سنين بتبكي كل يوم ع بيها وبتقول بدها ياه “، هكذا لخصت رولا اويظة (39 عاماً) معاناتها بعدما هاجر زوجها محمد اويظة (48 عاماً) من ببنين العكارية شمالاً  بطريقة غير شرعية إلى قبرص منذ 8 أشهر، واعتقلته السلطات القبرصية هناك إلى جانب أكثر من 45 مهاجراً غير شرعي آخرين من ببنين كانوا قد انطلقوا من الشواطئ العكارية نحو قبرص بفترات متفاوتة، لتوقفهم السلطات القبرصية في إطار الحملة التي تتّبعها قبرص لكبح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها.

تتحدث رولا لـ “درج” قائلة: “خرج زوجي منذ ثمانية أشهر نحو قبرص ووصلتني معلومات عن اعتقاله هناك وتم الحكم عليه خمس سنوات، زوجي محمد كان يعمل صياداً في مرفأ العبدة، والعمل في الصيد لم يكن يكفي لإعالة أسرتنا، خصوصاً أن لدينا 4 أولاد ووالدته توفيت بعد أزمة صحية لم يستطع تحمّل نفقات علاجها. أما والده فقد توفي منذ شهر بعد إصابته بالسرطان، تبكي ابنتي الصغيرة وتطلب أباها فأريها صورته على الهاتف وننتظر اتصاله معنا عبر السكايب مرة كل شهر على أحر من الجمر ، لا معيل لي اليوم بعد غياب محمد، فاضطر ابننا الكبير إلى ترك الجامعة والعمل مع عمه لتسديد إيجار البيت، لا أريد شيئاً سوى عودة زوجي، فقد تعبت من ممارسة دور الأم والأب في آن واحد”. 

لماذا عكّار؟

يتساءل البعض عن سبب الرابط المشترك بين ببنين العكارية والهجرة غير الشرعية في الشمال، ولهذا الأمر أسباب عدة، أبرزها انتشار البطالة في صفوف أهلها، فهم في غالبيتهم إما عسكريون في الجيش اللبناني أو صيادون في مرفأ العبدة، ما جعل منهم أصحاب خبرة في صناعة المراكب وقيادتها، عدا عن الكثافة السكانية في هذه القرية، إذ يتخطى عدد سكانها الـ16000 نسمة مقسمين إلى عائلات كبيرة، الأمر الذي يزيد من الخلافات العائلية التي تفضي في نهاية الأمر وفي معظم الأوقات إلى قتلى ثم ثأر، فيجد من لا ناقة لهم ولا جمل من أبناء العائلات هذه أنفسهم أمام خيارين، إما الهروب عبر البحر أو الموت بسبب أمر لا ذنب لهم فيه.

تقول عيدا برغل لـ”درج”: “ربيت ابني بدموع العين وحين كبر قليلاً حصل إشكال عائلي هنا في ببنين بين آل برغل وعائلة أخرى في البلدة نتج منه قتلى، فصارت العائلة تريد الثأر من أي أحد من آل برغل فركب إبني مع صديقه الذي كان يملك قارباً وهرب من دون ملابس ولا زاد ولا نقود، وصل إلى اليونان واعتُقل هناك. اليوم وبعد سنتين، عاد ابني إلينا والخلاف العائلي تم حله، لكنه وجدني طريحة الفراش بعدما أصُبت بالسرطان في غيابه”. 

مختار بلدة ببنين زاهر كسار، تحدث لـ”درج” عن الأوضاع المأساوية الكبيرة التي تدفع بأهل ببنين الى الهجرة في البحر قائلاً: “المنطقة غنية بأبنائها الذين تخرجوا بعد تعب على الطرقات نحو أقرب جامعة في طرابلس، لكن الغالبية منهم يجدون أنفسهم بلا عمل بعد التخرج، فيتجهون إما الى الصيد أو الى الانتساب للجيش. لا يملك هؤلاء الناس حلاً إلا الهروب على رغم أنني لا أؤيده، ولكن لا يمكنني أن أمنع أو أعارض ذلك، فهل نملك بديلاً آخر لشاب يرى والديه يئنان جوعاً أمام عينيه؟”. 

و عن مصير الشبان الـ45 المعتقلين في قبرص، يقول كسار: “نسعى جاهدين للضغط على الحكومة القبرصية عبر مناشداتنا الحثيثة لوزارة الخارجية ورئاسة الحكومة اللبنانية، ويلجأ الأهالي بين الوقت والآخر الى الاعتصام في الشارع لئلا تُنسى قضيتهم وقضية أولادهم”. 

الرغبة في الرحيل بمواجهة خطر الغرق والاعتقال!

يعتبر لبنان من بين الدول التي شهدت زيادة في عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر البحر المتوسط. وفق تصريح سابق  لوزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، فقد شهدت سواحل الشمال اللبناني ما لا يقل عن 155 محاولة هجرة غير نظامية خلال الربع الثالث من عام 2022، شارك فيها 4637 شخصاً، وأدت الى وفاة 214 شخصاً على الأقل، وفقدان 225. فيما تغيب الإحصاءات الرسمية حول نسبة المهاجرين بين عامي 2023 و 2024. 

في بحث أجرته المنظمة الدولية للهجرة خلال شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2023، تبين أنه من بين 954 مواطناً لبنانياً شملهم الاستطلاع، قال أكثر من 78 في المئة إنهم يفكرون في مغادرة لبنان، وقال ربعهم إنهم على استعداد أيضاً للتفكير في الهجرة غير النظامية بسبب الصعوبات الاقتصادية وفقدان الاحتياجات الأساسية، مثل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم للأطفال.

يخوض الكثير من المهاجرين غير الشرعيين رحلة محفوفة بالمخاطر، إذ يتعرضون للغرق أو الاحتجاز أو الاستغلال. في فصل الشتاء، تقتصر مسار هذه الرحلات إلى قبرص، وفي باقي فصول السنة، تتجه هذه الرحلات إلى إيطاليا.

في 23 نيسان/ إبريل 2022، غرق قارب يقل حوالى 80 شخصاً قبالة سواحل طرابلس في لبنان. وأفادت الأنباء بأن الركاب كانوا من جنسيات مختلفة من لبنانية وفلسطينية وسورية. وكانت من بين الركاب عائلات مع أطفال ورضع، وكانت الوجهة إلى قبرص. بعد الحادث، أفاد ناجون بأن طراداً من البحرية اللبنانية حاول إيقاف القارب قبل أن يصل إلى المياه الدولية. واتهم بعضهم البحرية اللبنانية بتعمّد الاصطدام بالقارب، وذلك أثناء محاولتها إجباره على العودة إلى الشاطئ. للأسف التحقيقات في المحكمة العسكرية في بيروت حول هذا الحادث أحيلت لعدم الاختصاص إلى المدعي العام في لبنان الشمالي في 22 حزيران/ يونيو 2022، وفي 21 أيلول/ سبتمبر 2023 حفظت القضية.

آنذاك، غرق قارب يقل حوالى 150 شخصاً بالقرب من جزيرة أرواد، بجانب ساحل طرطوس في سوريا. كان القارب متجهاً نحو أوروبا من شمال لبنان. وأكدت عمليات البحث والإنقاذ يومها مقتل معظم الأشخاص، فيما أفادت التقارير بأن 20 ناجياً قد نجحوا في السباحة إلى الشاطئ، تم نقلهم إلى المستشفى في مدينة طرطوس السورية.

مدير مركز سيدار للدراسات القانونية  تحدث لـ”درج” عن دور المركز في هذا الملف قائلاً: ” نعمل في مركز سيدار على تسجيل ورصد الاستغلال والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميين، كما نتابع ونرصد عمليات الترحيل بحق المهاجرين السوريين المقيمين في لبنان، ونحن بصدد إصدار دراسة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل  تتضمن إحصاء رسمياً حول عدد القوارب والمهاجرين الذين انطلقوا من لبنان. 

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
10.08.2024
زمن القراءة: 5 minutes

بين الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تنهش لبنان من جهة، وبين سياسات كبح المهاجرين غير الشرعيين التي تتبعها أوروبا من جهة أخرى، تنشط المراكب في مياه المتوسط، فإما تصل وتنجو وإما تصل ويُعتقل من على متنها وإما يعود الركاب جثثاً بصناديق خشبية.

“بنتي عمرها 8 سنين بتبكي كل يوم ع بيها وبتقول بدها ياه “، هكذا لخصت رولا اويظة (39 عاماً) معاناتها بعدما هاجر زوجها محمد اويظة (48 عاماً) من ببنين العكارية شمالاً  بطريقة غير شرعية إلى قبرص منذ 8 أشهر، واعتقلته السلطات القبرصية هناك إلى جانب أكثر من 45 مهاجراً غير شرعي آخرين من ببنين كانوا قد انطلقوا من الشواطئ العكارية نحو قبرص بفترات متفاوتة، لتوقفهم السلطات القبرصية في إطار الحملة التي تتّبعها قبرص لكبح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها.

تتحدث رولا لـ “درج” قائلة: “خرج زوجي منذ ثمانية أشهر نحو قبرص ووصلتني معلومات عن اعتقاله هناك وتم الحكم عليه خمس سنوات، زوجي محمد كان يعمل صياداً في مرفأ العبدة، والعمل في الصيد لم يكن يكفي لإعالة أسرتنا، خصوصاً أن لدينا 4 أولاد ووالدته توفيت بعد أزمة صحية لم يستطع تحمّل نفقات علاجها. أما والده فقد توفي منذ شهر بعد إصابته بالسرطان، تبكي ابنتي الصغيرة وتطلب أباها فأريها صورته على الهاتف وننتظر اتصاله معنا عبر السكايب مرة كل شهر على أحر من الجمر ، لا معيل لي اليوم بعد غياب محمد، فاضطر ابننا الكبير إلى ترك الجامعة والعمل مع عمه لتسديد إيجار البيت، لا أريد شيئاً سوى عودة زوجي، فقد تعبت من ممارسة دور الأم والأب في آن واحد”. 

لماذا عكّار؟

يتساءل البعض عن سبب الرابط المشترك بين ببنين العكارية والهجرة غير الشرعية في الشمال، ولهذا الأمر أسباب عدة، أبرزها انتشار البطالة في صفوف أهلها، فهم في غالبيتهم إما عسكريون في الجيش اللبناني أو صيادون في مرفأ العبدة، ما جعل منهم أصحاب خبرة في صناعة المراكب وقيادتها، عدا عن الكثافة السكانية في هذه القرية، إذ يتخطى عدد سكانها الـ16000 نسمة مقسمين إلى عائلات كبيرة، الأمر الذي يزيد من الخلافات العائلية التي تفضي في نهاية الأمر وفي معظم الأوقات إلى قتلى ثم ثأر، فيجد من لا ناقة لهم ولا جمل من أبناء العائلات هذه أنفسهم أمام خيارين، إما الهروب عبر البحر أو الموت بسبب أمر لا ذنب لهم فيه.

تقول عيدا برغل لـ”درج”: “ربيت ابني بدموع العين وحين كبر قليلاً حصل إشكال عائلي هنا في ببنين بين آل برغل وعائلة أخرى في البلدة نتج منه قتلى، فصارت العائلة تريد الثأر من أي أحد من آل برغل فركب إبني مع صديقه الذي كان يملك قارباً وهرب من دون ملابس ولا زاد ولا نقود، وصل إلى اليونان واعتُقل هناك. اليوم وبعد سنتين، عاد ابني إلينا والخلاف العائلي تم حله، لكنه وجدني طريحة الفراش بعدما أصُبت بالسرطان في غيابه”. 

مختار بلدة ببنين زاهر كسار، تحدث لـ”درج” عن الأوضاع المأساوية الكبيرة التي تدفع بأهل ببنين الى الهجرة في البحر قائلاً: “المنطقة غنية بأبنائها الذين تخرجوا بعد تعب على الطرقات نحو أقرب جامعة في طرابلس، لكن الغالبية منهم يجدون أنفسهم بلا عمل بعد التخرج، فيتجهون إما الى الصيد أو الى الانتساب للجيش. لا يملك هؤلاء الناس حلاً إلا الهروب على رغم أنني لا أؤيده، ولكن لا يمكنني أن أمنع أو أعارض ذلك، فهل نملك بديلاً آخر لشاب يرى والديه يئنان جوعاً أمام عينيه؟”. 

و عن مصير الشبان الـ45 المعتقلين في قبرص، يقول كسار: “نسعى جاهدين للضغط على الحكومة القبرصية عبر مناشداتنا الحثيثة لوزارة الخارجية ورئاسة الحكومة اللبنانية، ويلجأ الأهالي بين الوقت والآخر الى الاعتصام في الشارع لئلا تُنسى قضيتهم وقضية أولادهم”. 

الرغبة في الرحيل بمواجهة خطر الغرق والاعتقال!

يعتبر لبنان من بين الدول التي شهدت زيادة في عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر البحر المتوسط. وفق تصريح سابق  لوزير الإعلام اللبناني في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، فقد شهدت سواحل الشمال اللبناني ما لا يقل عن 155 محاولة هجرة غير نظامية خلال الربع الثالث من عام 2022، شارك فيها 4637 شخصاً، وأدت الى وفاة 214 شخصاً على الأقل، وفقدان 225. فيما تغيب الإحصاءات الرسمية حول نسبة المهاجرين بين عامي 2023 و 2024. 

في بحث أجرته المنظمة الدولية للهجرة خلال شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2023، تبين أنه من بين 954 مواطناً لبنانياً شملهم الاستطلاع، قال أكثر من 78 في المئة إنهم يفكرون في مغادرة لبنان، وقال ربعهم إنهم على استعداد أيضاً للتفكير في الهجرة غير النظامية بسبب الصعوبات الاقتصادية وفقدان الاحتياجات الأساسية، مثل الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم للأطفال.

يخوض الكثير من المهاجرين غير الشرعيين رحلة محفوفة بالمخاطر، إذ يتعرضون للغرق أو الاحتجاز أو الاستغلال. في فصل الشتاء، تقتصر مسار هذه الرحلات إلى قبرص، وفي باقي فصول السنة، تتجه هذه الرحلات إلى إيطاليا.

في 23 نيسان/ إبريل 2022، غرق قارب يقل حوالى 80 شخصاً قبالة سواحل طرابلس في لبنان. وأفادت الأنباء بأن الركاب كانوا من جنسيات مختلفة من لبنانية وفلسطينية وسورية. وكانت من بين الركاب عائلات مع أطفال ورضع، وكانت الوجهة إلى قبرص. بعد الحادث، أفاد ناجون بأن طراداً من البحرية اللبنانية حاول إيقاف القارب قبل أن يصل إلى المياه الدولية. واتهم بعضهم البحرية اللبنانية بتعمّد الاصطدام بالقارب، وذلك أثناء محاولتها إجباره على العودة إلى الشاطئ. للأسف التحقيقات في المحكمة العسكرية في بيروت حول هذا الحادث أحيلت لعدم الاختصاص إلى المدعي العام في لبنان الشمالي في 22 حزيران/ يونيو 2022، وفي 21 أيلول/ سبتمبر 2023 حفظت القضية.

آنذاك، غرق قارب يقل حوالى 150 شخصاً بالقرب من جزيرة أرواد، بجانب ساحل طرطوس في سوريا. كان القارب متجهاً نحو أوروبا من شمال لبنان. وأكدت عمليات البحث والإنقاذ يومها مقتل معظم الأشخاص، فيما أفادت التقارير بأن 20 ناجياً قد نجحوا في السباحة إلى الشاطئ، تم نقلهم إلى المستشفى في مدينة طرطوس السورية.

مدير مركز سيدار للدراسات القانونية  تحدث لـ”درج” عن دور المركز في هذا الملف قائلاً: ” نعمل في مركز سيدار على تسجيل ورصد الاستغلال والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميين، كما نتابع ونرصد عمليات الترحيل بحق المهاجرين السوريين المقيمين في لبنان، ونحن بصدد إصدار دراسة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل  تتضمن إحصاء رسمياً حول عدد القوارب والمهاجرين الذين انطلقوا من لبنان. 

10.08.2024
زمن القراءة: 5 minutes
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية