fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

تحديد الموقع الدقيق للسفينة المتهمة في انفجار بيروت والتي لم تُبحر منذ 7 سنوات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تُظهر صور الأقمار الصناعية سفينة تتطابق أبعادها مع السفينة “روسوس”، وتبدو حاويات الشحن مفتوحة في الصور، وهو ما يشير إلى أنها فارغة… بعد نقل السلطات اللبنانية حمولتها إلى مستودع في مرفأ بيروت.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

وصلت إلى مرفأ بيروت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013 في تمام الساعة 11:27 صباحاً سفينة معطوبة واجهت مشاكل تقنية بسبب ضرر في هيكلها ولم تغادر بعدها أبداً. وسوف تؤدي حمولتها غير المستقرة إلى حدوث كارثة مأساوية في المدينة بعد مرور سبع سنوات تقريباً. كانت السفينة “روسوس”، محملة بما يربو على 2,750 طن من مادة نترات الأمونيوم، والتي يعتقد أنها قد تسببت في انفجار معظم الميناء وألحقت أضراراً بأجزاء كبيرة من المدينة عندما اشتعلت في أحد مستودعات المرفأ في 4 آب/ أغسطس.

قال قبطان السفينة السابق بوريس بروكوشيف لصحيفة نيويورك تايمز إنه علم من بعض البحارة الآخرين أن السفينة “روسوس” غرقت في عام 2015 أو 2016. لكن تبين أن هذا الإطار الزمني غير صحيح. فقد تمكنت وحدة التحقيقات البصرية التابعة للصحيفة، باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن، من تعقب السفينة التي نقلت الحمولة الكارثية إلى بيروت، وتحديد موقعها الدقيق، حيث ما زالت مخبأة على مسافة قصيرة من موقع الانفجار.

اكتسب الإطار الزمني وموقع السفينة “روسوس” في بيروت أهمية جديدة يوم الجمعة عندما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن التحقيق في الحادث سيركز أيضاً على كيفية دخول هذه المواد المتفجرة وتخزينها في المرفأ.

الرحلة الأخيرة

أبحرت “روسوس” في آخر رحلة لها من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، في أيلول/ سبتمبر عام 2013. وكانت حمولتها متجهة إلى موزمبيق إلا أن أمراً بالتوقف في بيروت لتحميل شحنة إضافية، لم يكن في برنامج الرحلة، جاء إلى القبطان. قال القبطان بروكوشيف إنهم كانوا بحاجة لجني المزيد من المال لدفع ثمن مرورهم عبر قناة السويس. وقال محامو بعض الدائنين إن الشحنة الإضافية كان من المفترض أن تنقل إلى الأردن.

المصادرة

احتجزت سلطات الموانئ في بيروت السفينة البالغة من العمر 27 عاماً بعد إخضاعها لفحص كشف عن أنها تعاني عدد من العيوب وجوانب القصور وعدم استيفائها لشروط السلامة البحرية، وفقاً لمقال نشر عام 2014 في موقع إخباري متخصص في الملاحة التجارية العالمية. وقد أُمر القبطان وبعض أفراد طاقمه بالبقاء على متن السفينة.

وتظهر صورة من عام 2014 القبطان في المرفأ وخلفه بعض من العبوات الممتلئة بنترات الأمونيوم التي تبلغ نحو 2,750 طن. تتطابق هذه العبوات مع تلك التي التقطت صوراً لها لاحقاً في المستودع الذي انفجر في نهاية المطاف، ونشرها صحافي لبناني على موقع “تويتر” بعد الحادثة. وتظهر صور المستودع أيضاً اسم الشركة:  “روستافي أزوت أل. أل. سي” (Rustavi Azot LLC) في جورجيا، التي أدرج اسمها أيضاً في وثائق رحلة الشحن لعام 2013. 

أرسل جهاز الإرسال والاستقبال بالسفينة آخر موقع له في 7 آب/ أغسطس عام 2014، في نفس الشهر الذي أطلق فيه سراح طاقم السفينة.

التخلي عن السفينة

تخلى ملاك السفينة “روسوس” عنها، ونقلت السلطات اللبنانية حمولتها إلى مستودع في مرفأ بيروت. وفي عام 2015، نُقلت السفينة لمسافة ألف قدم بعيداً عن رصيف الميناء، حيث ظلت في مكانها لثلاث سنوات تقريباً. تُظهر صور الأقمار الصناعية سفينة تتطابق أبعادها مع السفينة “روسوس”، وتبدو حاويات الشحن مفتوحة في الصور، وهو ما يشير إلى أنها فارغة.

لم تنتشل السلطات مطلقاً حطام السفينة الغارق بجوار الحافة الشمالية للمرفأ، حيث لم يعق على ما يبدو حركة مرور السفن.

وتظهر أيضاً في خلفية صورة نُشرت على موقع “تويتر” في آذار/ مارس من عام 2016، ويمكننا التعرف عليها بوضوحٍ من خلال لون مقصورة القيادة المائل إلى الأصفر.

عطب

كانت السفينة “روسو” تعاني من تسرب شديد وبدأت في الغرق في شباط/ فبراير عام 2018. وخلال أيام، كانت السفينة قد غرقت بالكامل. حلل ستيفين وود، وهو خبير في صور الأقمار الصناعية لدى شركة “ماكسار” لتكنولوجيا الفضاء، صورة التقطت في 18 شباط/ فبراير عام 2018، لصحيفة “ذا تايمز”. وقد استخدم صوراً ملتقطة بتقنية التصوير متعدد الأطياف والتي يمكنها اختراق المياه وإظهار الأجسام والمعالم المغمورة بصورة أفضل. تُظهر الصورة النهائية تفاصيل دقيقة في السفينة، رغم أنها مغمور بالكامل تحت المياه.

طي النسيان

لم تنتشل السلطات مطلقاً حطام السفينة الغارق بجوار الحافة الشمالية للمرفأ، حيث لم يعق على ما يبدو حركة مرور السفن. وبقيت السفينة “روسوس” منسية ومتخفية عن الأنظار حتى هذه اللحظة، شأنها شأن حمولتها المتفجرة، المُخزنة في مستودع على بعد حوالي 1,500 قدم. وفي 4 آب/ أغسطس، اشتعلت النيران في نترات الأمونيوم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخص وإصابة الآلاف.

قال الرئيس اللبناني إن إدارات عديدة متعاقبة منذ عام 2013 تلقت تحذيرات بشأن حمولة السفينة “روسوس”. يجري حالياً تحقيق حول الحادثة، وتم توقيف 20 موظفاً في المرفأ.

  • هذا المقال مترجم عن الرابط التالي.
09.08.2020
زمن القراءة: 4 minutes

تُظهر صور الأقمار الصناعية سفينة تتطابق أبعادها مع السفينة “روسوس”، وتبدو حاويات الشحن مفتوحة في الصور، وهو ما يشير إلى أنها فارغة… بعد نقل السلطات اللبنانية حمولتها إلى مستودع في مرفأ بيروت.

وصلت إلى مرفأ بيروت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013 في تمام الساعة 11:27 صباحاً سفينة معطوبة واجهت مشاكل تقنية بسبب ضرر في هيكلها ولم تغادر بعدها أبداً. وسوف تؤدي حمولتها غير المستقرة إلى حدوث كارثة مأساوية في المدينة بعد مرور سبع سنوات تقريباً. كانت السفينة “روسوس”، محملة بما يربو على 2,750 طن من مادة نترات الأمونيوم، والتي يعتقد أنها قد تسببت في انفجار معظم الميناء وألحقت أضراراً بأجزاء كبيرة من المدينة عندما اشتعلت في أحد مستودعات المرفأ في 4 آب/ أغسطس.

قال قبطان السفينة السابق بوريس بروكوشيف لصحيفة نيويورك تايمز إنه علم من بعض البحارة الآخرين أن السفينة “روسوس” غرقت في عام 2015 أو 2016. لكن تبين أن هذا الإطار الزمني غير صحيح. فقد تمكنت وحدة التحقيقات البصرية التابعة للصحيفة، باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن، من تعقب السفينة التي نقلت الحمولة الكارثية إلى بيروت، وتحديد موقعها الدقيق، حيث ما زالت مخبأة على مسافة قصيرة من موقع الانفجار.

اكتسب الإطار الزمني وموقع السفينة “روسوس” في بيروت أهمية جديدة يوم الجمعة عندما أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن التحقيق في الحادث سيركز أيضاً على كيفية دخول هذه المواد المتفجرة وتخزينها في المرفأ.

الرحلة الأخيرة

أبحرت “روسوس” في آخر رحلة لها من ميناء باتومي على البحر الأسود في جورجيا، في أيلول/ سبتمبر عام 2013. وكانت حمولتها متجهة إلى موزمبيق إلا أن أمراً بالتوقف في بيروت لتحميل شحنة إضافية، لم يكن في برنامج الرحلة، جاء إلى القبطان. قال القبطان بروكوشيف إنهم كانوا بحاجة لجني المزيد من المال لدفع ثمن مرورهم عبر قناة السويس. وقال محامو بعض الدائنين إن الشحنة الإضافية كان من المفترض أن تنقل إلى الأردن.

المصادرة

احتجزت سلطات الموانئ في بيروت السفينة البالغة من العمر 27 عاماً بعد إخضاعها لفحص كشف عن أنها تعاني عدد من العيوب وجوانب القصور وعدم استيفائها لشروط السلامة البحرية، وفقاً لمقال نشر عام 2014 في موقع إخباري متخصص في الملاحة التجارية العالمية. وقد أُمر القبطان وبعض أفراد طاقمه بالبقاء على متن السفينة.

وتظهر صورة من عام 2014 القبطان في المرفأ وخلفه بعض من العبوات الممتلئة بنترات الأمونيوم التي تبلغ نحو 2,750 طن. تتطابق هذه العبوات مع تلك التي التقطت صوراً لها لاحقاً في المستودع الذي انفجر في نهاية المطاف، ونشرها صحافي لبناني على موقع “تويتر” بعد الحادثة. وتظهر صور المستودع أيضاً اسم الشركة:  “روستافي أزوت أل. أل. سي” (Rustavi Azot LLC) في جورجيا، التي أدرج اسمها أيضاً في وثائق رحلة الشحن لعام 2013. 

أرسل جهاز الإرسال والاستقبال بالسفينة آخر موقع له في 7 آب/ أغسطس عام 2014، في نفس الشهر الذي أطلق فيه سراح طاقم السفينة.

التخلي عن السفينة

تخلى ملاك السفينة “روسوس” عنها، ونقلت السلطات اللبنانية حمولتها إلى مستودع في مرفأ بيروت. وفي عام 2015، نُقلت السفينة لمسافة ألف قدم بعيداً عن رصيف الميناء، حيث ظلت في مكانها لثلاث سنوات تقريباً. تُظهر صور الأقمار الصناعية سفينة تتطابق أبعادها مع السفينة “روسوس”، وتبدو حاويات الشحن مفتوحة في الصور، وهو ما يشير إلى أنها فارغة.

لم تنتشل السلطات مطلقاً حطام السفينة الغارق بجوار الحافة الشمالية للمرفأ، حيث لم يعق على ما يبدو حركة مرور السفن.

وتظهر أيضاً في خلفية صورة نُشرت على موقع “تويتر” في آذار/ مارس من عام 2016، ويمكننا التعرف عليها بوضوحٍ من خلال لون مقصورة القيادة المائل إلى الأصفر.

عطب

كانت السفينة “روسو” تعاني من تسرب شديد وبدأت في الغرق في شباط/ فبراير عام 2018. وخلال أيام، كانت السفينة قد غرقت بالكامل. حلل ستيفين وود، وهو خبير في صور الأقمار الصناعية لدى شركة “ماكسار” لتكنولوجيا الفضاء، صورة التقطت في 18 شباط/ فبراير عام 2018، لصحيفة “ذا تايمز”. وقد استخدم صوراً ملتقطة بتقنية التصوير متعدد الأطياف والتي يمكنها اختراق المياه وإظهار الأجسام والمعالم المغمورة بصورة أفضل. تُظهر الصورة النهائية تفاصيل دقيقة في السفينة، رغم أنها مغمور بالكامل تحت المياه.

طي النسيان

لم تنتشل السلطات مطلقاً حطام السفينة الغارق بجوار الحافة الشمالية للمرفأ، حيث لم يعق على ما يبدو حركة مرور السفن. وبقيت السفينة “روسوس” منسية ومتخفية عن الأنظار حتى هذه اللحظة، شأنها شأن حمولتها المتفجرة، المُخزنة في مستودع على بعد حوالي 1,500 قدم. وفي 4 آب/ أغسطس، اشتعلت النيران في نترات الأمونيوم، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخص وإصابة الآلاف.

قال الرئيس اللبناني إن إدارات عديدة متعاقبة منذ عام 2013 تلقت تحذيرات بشأن حمولة السفينة “روسوس”. يجري حالياً تحقيق حول الحادثة، وتم توقيف 20 موظفاً في المرفأ.

  • هذا المقال مترجم عن الرابط التالي.