ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

تساؤلات عن التضامن الدرزي-الدرزي وسط الدعوات الإبادية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

المنطقة لا يهددها خطر الإبادة الصهيوني وحده، فخطر التشدّد والتحريض ضد الآخر يتربص بالمنطقة بكاملها. وقد سبق أن طاول الإيزيديين والأقليات وبدأ جولته الجديدة من الساحل السوري. إلى متى ستبقى طموحاتنا المشروعة وحقوقنا بالديمقراطية والعلمانية موضع ابتزاز مقابل الحماية من غوغائية المتشددين والمشاريع المتطرفة الإلغائية؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

هل يمكنني كدرزية – أتجنّب هذا التصنيف عادةً – أن أتضامن مع دروز سوريا من دون أن أكون في الخندق نفسه مع من استنفروا للتضامن مع “ولاد الطائفة”، بعدما أشبعوا السوريين ممارسات عنصرية خلال سنوات اللجوء؟ وهل أحتاج أن أسمح لنفسي بأن أكون، مثل معظم الدروز في لبنان، لي أقارب ومعارف سوريون، فيصبح بذلك حزني وقلقي وأرقى، وتضامني، مشروعاً؟

أطرح هذه التساؤلات بعدما قرأت اتهامات بالطائفية موجّهة الى أصدقاء وناشطين دروز لبنانيين عندما عبّروا عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداءات التي بدأت في جرمانا وصحنايا وصولاً إلى السويداء. 

لكن منطقياً، الموضوع لا يحتمل كل هذا التساؤل، إذ لا يحتاج المتضامن الى تبرير موقفه من اعتداءات وهتافات مثل “بدنا نبيد الدرزية وبدنا نبيد العلوية“، أو الاستهداف العمدي لفئة على أساس انتمائها الديني. بل لا بد لمن يبرر المجازر أن يخبرنا كيف يختلف موقفه عن موقف شبيحة بشار الأسد. مع ذلك، وجدت نفسي أتفحص موقفي وأقيس تضامني مع الدروز السوريين نسبة إلى تضامني مع ضحايا مجازر الساحل وضحايا بشار وضحايا آلة القتل الإسرائيلية من لبنانيين وفلسطينيين. 

عندما نمضي سنوات محاولين الإفلات من الخانات التي يضعنا ضمنها النظام الطائفي، نشعر بأن مجرّد الإشارة إلى الطائفة هو تعزيز لنظام نحاول التخلص منه. ويضاف إلى ذلك أن الخصومة، بالنسبة إلي، لا تزال قائمة مع المنظومة الدينية الدرزية وممارستها بحق النساء الدرزيات عبر أعراف وتقاليد ومؤسسات، ولا أريد لتضامني هذا أن يعني تسامحاً مع هذه الممارسات.

لم أكن أتخيل بحياتي أن أكتب تضامناً مع الدروز. هذه الفكرة لم تكن لتتبادر إلى ذهني خارج ما أعده خطاباً عصبياً رجعياً يحيلنا رعايا عند زعماء الطوائف. لكن على رغم الخصومة والتناقضات، أفهم للمرّة الأولى مخاوف هذه الجماعة وحرصها الزائد على سريتها وتعاضدها وتقوقعها، هو شعور قديم ناتج من كونه يتم التعاطي معها على أنها أقلية. مهما كان بشعاً مفهوم النظر إلى مواطنين كأعداد ومنحهم الحقوق وفقاً لقيمتهم العددية، إلا أننا في منطقة يسودها اللون الواحد يصبح كل من هو مختلف أقلية. 

حكم أحمد الشرع يستخدم هذه الكلمة في إطار المذمة نظراً إلى أن بشار كان يستخدم “حماية الأقليات” كشماعة لبطشه. ويُراد للأقليات أن تتوقف عن استخدام منطق الأقليات، أن تطمئن فجأة من دون أن تتوقف عند خلفيته الإسلامية المتشددة ولا كيفية تشكيله الحكومة ولا إعلانه الدستور. فقط أن تطمئن ولا تعد نفسها أقلية.

المشكلة ليست في وضع الدروز تحديداً أو العلويين أو المسيحيين أو الأكراد أو قبلهم الإيزيديين، فالتيار التكفيري -ولا يحتاج الى أن يكون على صورة داعش أو أن مسلحاً بالضرورة- لن يُبقي على أحد ولن يتوقف عند حدود سوريا. على العموم، لا بد لنا أن نقلق من موجات التكفير كتلك التي رأيناها تترجم في التعليقات الكارهة والتحريضية على خبر وفاة البابا فرنسيس.

المعضلة الأساسية تكمن في السرعة التي أبداها العالم بالتخلي عن السوريين والتطبيع مع سلطة الأمر الواقع لمن كان اسمه مدرجاً على لوائح الإرهاب، ومطالبة السوريين بالقبول باستبدال نظام الأسد بنظام آخر يصفّي أي اختلاف باعتبار ذلك ما تقتضيه مصالح الدول ومشاريعها للمنطقة.

من جهة أخرى، هناك أسئلة مُلحّة أقف عندها، مثل “كيف لا يتحول تضامننا كدروز إلى رصيد يستخدمه نتانياهو في تفتيت المنطقة وتحويلها إلى دويلات قومية تحمي احتلاله”؟ أو “أن يعطي هذا التضامن شرعية “للزعيم الدرزي” للمفاوضة على زعامة إقليمية؟”.

 “البيك” الذي لا يزال يتعاطى مع الدروز كرعايا عنده لا يقيم لهم احتراماً ولا يستشيرهم، كان شديد الحماسة للقاء من تولى الحكم بعد سقوط بشار. ذهب إلى دمشق للقائه قبل أن تفكر الدولة اللبنانية بالحديث معه؛ داس فوق خطاب الدروز السوريين ومطالبهم من دون أن يكلّف نفسه الحديث إليهم حتى. قابل الحاكم الجديد ونصّب نفسه زعيماً على الدروز أجمعين. 

وفي حين كان يُقتل أبناء جرمانا ويحاصر أبناء صحنايا وتُنصب الكمائن لأبناء السويداء، كان يخوّنهم ويُجري لهم فحوصات دم بالعروبة والوطنية، وهو المطالب قبل سواه بالإجابة عن تدخله في سوريا وعن المتاجرة بالدروز لحماية زعامته. فطموحه بالزعامة الإقليمية لا يعرف حداً، ذهب مجدداً لرؤية الشرع وداس فوق الدماء التي أُهدرت وفاوض باسم من خوّنهم وهم لم يفوضوه الحديث باسمهم.

كذلك أطرح تساؤلاً وأنا لم أسامح المشايخ على قمعهم لي ولأخريات، حول كيف ستستخدم محاولات الإبادة هذه مستقبلاً، لإسكاتنا كنساء درزيات عن الاعتداءات التي قد ترتكبها السلطة الدينية على حقوقنا الأساسية. كيف سنطالب، أكنا لبنانيات أو سوريات أو فلسطينيات أو أردنيات، بأن نكمّ أفواهنا عن هذه الاعتداءات ولا نفشي أسرار الطائفة طالما الطائفة مهددة بالزوال.

والسؤال الأهم الذي لا بد للمنطقة برمتها أن تجيبنا عنه، إلى متى الاختباء خلف إصبعنا وتجاهل مواجهة خطر دعوات الإبادة والكراهية التي تحمل نفساً داعشياً تكفيرياً؟ 

المنطقة لا يهددها خطر الإبادة الصهيوني وحده، فخطر التشدد والتحريض ضد الآخر يتربص بالمنطقة بكاملها. وقد سبق أن طاول الإيزيديين والأقليات وبدأ جولته الجديدة من الساحل السوري. وإلى متى ستبقى طموحاتنا المشروعة وحقوقنا بالديمقراطية والعلمانية موضع ابتزاز مقابل الحماية من غوغائية المتشددين والمشاريع المتطرفة الإلغائية؟

وإن كنا لا نستطيع فعل الكثير لمن يُقتلون بسبب دينهم وطوائفهم، فلا بد أن نتجرأ على إخبار قصصهم وقول الحقيقة. ما يحصل في سوريا ليس “توترات طائفية”، فالطوائف لم تكتسب شحنات كهربائية من تلقاء نفسها لتنتج توترات. 

ما يحصل هو نذر تمدد تكفيري مسلّح يجري استهدافاً وقتلاً على خلفية مذهبية ويكاد يهيئ لمجزرة تلو الأخرى. 

في مواجهة هذا الخطر، أشعر بأنني أريد استعادة هويتي الدرزية لا بشقها الديني ولا بحشرها في التقسيمات الطائفية الضيقة لتُرتكب باسمها أعمال عدائية عشوائية على مسلمين هنا. 

لا أشعر بالغضب لأنني لا أنتظر من العالم عدلاً، فهو لم يتحرك لينصف الغزيين ولا ضحايا الأسد ولا العلويين قبل الدروز. بل أشعر بحسرة ووحدة شديدتين، ومهما بلغت الخصومة بيني وبين هذه الجماعة، أريد أن “يبقى منّا مخبر” إن أبادت الهجمات التكفيرية الدروز السوريين أو تمت المتاجرة بهم إرضاءً لأهواء إسرائيل التوسعية. 

فأتمنى لو أستعيد لهجتي التي طمستها وصارت ممسوخة لا تشبه نفسها، فأستعيد “قافاتي” التي حلت محلها همزات، وأكسر الألفات الممدودة، أو أسترجع الـ”إسا” التي استبدلتها بـ”هلأ”، وأعيد إلى كلماتي الشين التي بترتها من آخرها. فيبقى ما يدلّ علينا، ولا نغيب في الاستتار، محنةً تلو الأخرى.

14.05.2025
زمن القراءة: 5 minutes

المنطقة لا يهددها خطر الإبادة الصهيوني وحده، فخطر التشدّد والتحريض ضد الآخر يتربص بالمنطقة بكاملها. وقد سبق أن طاول الإيزيديين والأقليات وبدأ جولته الجديدة من الساحل السوري. إلى متى ستبقى طموحاتنا المشروعة وحقوقنا بالديمقراطية والعلمانية موضع ابتزاز مقابل الحماية من غوغائية المتشددين والمشاريع المتطرفة الإلغائية؟

هل يمكنني كدرزية – أتجنّب هذا التصنيف عادةً – أن أتضامن مع دروز سوريا من دون أن أكون في الخندق نفسه مع من استنفروا للتضامن مع “ولاد الطائفة”، بعدما أشبعوا السوريين ممارسات عنصرية خلال سنوات اللجوء؟ وهل أحتاج أن أسمح لنفسي بأن أكون، مثل معظم الدروز في لبنان، لي أقارب ومعارف سوريون، فيصبح بذلك حزني وقلقي وأرقى، وتضامني، مشروعاً؟

أطرح هذه التساؤلات بعدما قرأت اتهامات بالطائفية موجّهة الى أصدقاء وناشطين دروز لبنانيين عندما عبّروا عن تضامنهم مع ضحايا الاعتداءات التي بدأت في جرمانا وصحنايا وصولاً إلى السويداء. 

لكن منطقياً، الموضوع لا يحتمل كل هذا التساؤل، إذ لا يحتاج المتضامن الى تبرير موقفه من اعتداءات وهتافات مثل “بدنا نبيد الدرزية وبدنا نبيد العلوية“، أو الاستهداف العمدي لفئة على أساس انتمائها الديني. بل لا بد لمن يبرر المجازر أن يخبرنا كيف يختلف موقفه عن موقف شبيحة بشار الأسد. مع ذلك، وجدت نفسي أتفحص موقفي وأقيس تضامني مع الدروز السوريين نسبة إلى تضامني مع ضحايا مجازر الساحل وضحايا بشار وضحايا آلة القتل الإسرائيلية من لبنانيين وفلسطينيين. 

عندما نمضي سنوات محاولين الإفلات من الخانات التي يضعنا ضمنها النظام الطائفي، نشعر بأن مجرّد الإشارة إلى الطائفة هو تعزيز لنظام نحاول التخلص منه. ويضاف إلى ذلك أن الخصومة، بالنسبة إلي، لا تزال قائمة مع المنظومة الدينية الدرزية وممارستها بحق النساء الدرزيات عبر أعراف وتقاليد ومؤسسات، ولا أريد لتضامني هذا أن يعني تسامحاً مع هذه الممارسات.

لم أكن أتخيل بحياتي أن أكتب تضامناً مع الدروز. هذه الفكرة لم تكن لتتبادر إلى ذهني خارج ما أعده خطاباً عصبياً رجعياً يحيلنا رعايا عند زعماء الطوائف. لكن على رغم الخصومة والتناقضات، أفهم للمرّة الأولى مخاوف هذه الجماعة وحرصها الزائد على سريتها وتعاضدها وتقوقعها، هو شعور قديم ناتج من كونه يتم التعاطي معها على أنها أقلية. مهما كان بشعاً مفهوم النظر إلى مواطنين كأعداد ومنحهم الحقوق وفقاً لقيمتهم العددية، إلا أننا في منطقة يسودها اللون الواحد يصبح كل من هو مختلف أقلية. 

حكم أحمد الشرع يستخدم هذه الكلمة في إطار المذمة نظراً إلى أن بشار كان يستخدم “حماية الأقليات” كشماعة لبطشه. ويُراد للأقليات أن تتوقف عن استخدام منطق الأقليات، أن تطمئن فجأة من دون أن تتوقف عند خلفيته الإسلامية المتشددة ولا كيفية تشكيله الحكومة ولا إعلانه الدستور. فقط أن تطمئن ولا تعد نفسها أقلية.

المشكلة ليست في وضع الدروز تحديداً أو العلويين أو المسيحيين أو الأكراد أو قبلهم الإيزيديين، فالتيار التكفيري -ولا يحتاج الى أن يكون على صورة داعش أو أن مسلحاً بالضرورة- لن يُبقي على أحد ولن يتوقف عند حدود سوريا. على العموم، لا بد لنا أن نقلق من موجات التكفير كتلك التي رأيناها تترجم في التعليقات الكارهة والتحريضية على خبر وفاة البابا فرنسيس.

المعضلة الأساسية تكمن في السرعة التي أبداها العالم بالتخلي عن السوريين والتطبيع مع سلطة الأمر الواقع لمن كان اسمه مدرجاً على لوائح الإرهاب، ومطالبة السوريين بالقبول باستبدال نظام الأسد بنظام آخر يصفّي أي اختلاف باعتبار ذلك ما تقتضيه مصالح الدول ومشاريعها للمنطقة.

من جهة أخرى، هناك أسئلة مُلحّة أقف عندها، مثل “كيف لا يتحول تضامننا كدروز إلى رصيد يستخدمه نتانياهو في تفتيت المنطقة وتحويلها إلى دويلات قومية تحمي احتلاله”؟ أو “أن يعطي هذا التضامن شرعية “للزعيم الدرزي” للمفاوضة على زعامة إقليمية؟”.

 “البيك” الذي لا يزال يتعاطى مع الدروز كرعايا عنده لا يقيم لهم احتراماً ولا يستشيرهم، كان شديد الحماسة للقاء من تولى الحكم بعد سقوط بشار. ذهب إلى دمشق للقائه قبل أن تفكر الدولة اللبنانية بالحديث معه؛ داس فوق خطاب الدروز السوريين ومطالبهم من دون أن يكلّف نفسه الحديث إليهم حتى. قابل الحاكم الجديد ونصّب نفسه زعيماً على الدروز أجمعين. 

وفي حين كان يُقتل أبناء جرمانا ويحاصر أبناء صحنايا وتُنصب الكمائن لأبناء السويداء، كان يخوّنهم ويُجري لهم فحوصات دم بالعروبة والوطنية، وهو المطالب قبل سواه بالإجابة عن تدخله في سوريا وعن المتاجرة بالدروز لحماية زعامته. فطموحه بالزعامة الإقليمية لا يعرف حداً، ذهب مجدداً لرؤية الشرع وداس فوق الدماء التي أُهدرت وفاوض باسم من خوّنهم وهم لم يفوضوه الحديث باسمهم.

كذلك أطرح تساؤلاً وأنا لم أسامح المشايخ على قمعهم لي ولأخريات، حول كيف ستستخدم محاولات الإبادة هذه مستقبلاً، لإسكاتنا كنساء درزيات عن الاعتداءات التي قد ترتكبها السلطة الدينية على حقوقنا الأساسية. كيف سنطالب، أكنا لبنانيات أو سوريات أو فلسطينيات أو أردنيات، بأن نكمّ أفواهنا عن هذه الاعتداءات ولا نفشي أسرار الطائفة طالما الطائفة مهددة بالزوال.

والسؤال الأهم الذي لا بد للمنطقة برمتها أن تجيبنا عنه، إلى متى الاختباء خلف إصبعنا وتجاهل مواجهة خطر دعوات الإبادة والكراهية التي تحمل نفساً داعشياً تكفيرياً؟ 

المنطقة لا يهددها خطر الإبادة الصهيوني وحده، فخطر التشدد والتحريض ضد الآخر يتربص بالمنطقة بكاملها. وقد سبق أن طاول الإيزيديين والأقليات وبدأ جولته الجديدة من الساحل السوري. وإلى متى ستبقى طموحاتنا المشروعة وحقوقنا بالديمقراطية والعلمانية موضع ابتزاز مقابل الحماية من غوغائية المتشددين والمشاريع المتطرفة الإلغائية؟

وإن كنا لا نستطيع فعل الكثير لمن يُقتلون بسبب دينهم وطوائفهم، فلا بد أن نتجرأ على إخبار قصصهم وقول الحقيقة. ما يحصل في سوريا ليس “توترات طائفية”، فالطوائف لم تكتسب شحنات كهربائية من تلقاء نفسها لتنتج توترات. 

ما يحصل هو نذر تمدد تكفيري مسلّح يجري استهدافاً وقتلاً على خلفية مذهبية ويكاد يهيئ لمجزرة تلو الأخرى. 

في مواجهة هذا الخطر، أشعر بأنني أريد استعادة هويتي الدرزية لا بشقها الديني ولا بحشرها في التقسيمات الطائفية الضيقة لتُرتكب باسمها أعمال عدائية عشوائية على مسلمين هنا. 

لا أشعر بالغضب لأنني لا أنتظر من العالم عدلاً، فهو لم يتحرك لينصف الغزيين ولا ضحايا الأسد ولا العلويين قبل الدروز. بل أشعر بحسرة ووحدة شديدتين، ومهما بلغت الخصومة بيني وبين هذه الجماعة، أريد أن “يبقى منّا مخبر” إن أبادت الهجمات التكفيرية الدروز السوريين أو تمت المتاجرة بهم إرضاءً لأهواء إسرائيل التوسعية. 

فأتمنى لو أستعيد لهجتي التي طمستها وصارت ممسوخة لا تشبه نفسها، فأستعيد “قافاتي” التي حلت محلها همزات، وأكسر الألفات الممدودة، أو أسترجع الـ”إسا” التي استبدلتها بـ”هلأ”، وأعيد إلى كلماتي الشين التي بترتها من آخرها. فيبقى ما يدلّ علينا، ولا نغيب في الاستتار، محنةً تلو الأخرى.