fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“تشاطر” نبيه بري لانتخاب رئيس محاصرٌ هذه المرة دولياً وعربياً!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

نبيه بري الحذق، يعرف أكثر من غيره، أن ما يطرحه من أسماء لرئاسة الجمهورية يخدم محوراً دخل راهناً في طور انحداره “الإمبراطوري ” بتسارع ملموس، من سوريا، إلى غزة ولبنان، فيما امتداداته اللبنانية، وتحديداً “حزب الله”، تخضع راهناً لمآلات هذا الانحدار، وفك الاستعصاء الرئاسي هو أهم مؤشراته.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

في خريفه، عمراً وسياسة، يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على مسار سلطوي يبتعد فيه، أقله، عن أحوال بيئة “حركة أمل” الخارجة من أصعب اختباراتها الاجتماعية والاقتصادية بعد الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل.

شيء ما تغير في سلوك الرئيس نبيه بري، و”حزب الله” طبعاً، بما يتعلق بمقاربة الملف المذكور، وذلك بتفعيل الآلية الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، والتخلي الظاهر عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح وحيد حكم الاستعصاء المذكور منذ انتهاء ولاية ميشال عون.

 لكن بري، و”حزب الله” من ورائه أو أمامه سيان، يقارب الافتكاك وادعاء التقاطع مع الآخرين على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية بممارسة تشي بالتقاطع فقط على فك هذا الاستعصاء، ثم “الارتداد” عليه بمثل الأسماء المطروحة للرئاسة.

 وحده النائب جبران باسيل يغذي هذه “القوطبة” من خارج الثنائي الشيعي، وهو أمر يفضي إلى قدح الذاكرة على ما يزيد عن عقد من الزمن لم يكن فيه شيء ما يشي بتقاطع نبيه بري وجبران باسيل تحديداً.

  كان بين رئيس “حركة أمل” ورئيس “التيار الوطني الحر” ما صنعه الحداد على ما لمسه اللبنانيون من خلاف معلن، ومثَّلا  حالتين طرديتين في السياسة. راهناً، يبدو التقاطع بين الإثنين على مشاريع رئاسية تتسرب إلى آذاننا شيئاً مخيفاً. إنه تقاطع بين نموذجين محكومَين بشهوتين سلطويتين، إحداهما تسربت إلينا بتقية على مدى قرون ثلاثة ومثَّلها نبيه بري، والثانية معلنة ومسعورة عايشناها مع جبران باسيل.

 واللبنانيون أمام هاتين الشهوتين، يُفترض أنهم اختبروا مراراً مآل السلطة في تنافر الأخيرتين، فكيف والحال في تقاطعهما كصناع لرئيس جمهورية من بين طامحين كثر هم في أحسن الأحوال سيتبدون “رهائن” لهاتين الشهوتين السلطويتين، من جورج افرام، إلى جورج خوري ، إلى زياد بارود وسمير سكاف.

امتناع تسييل التقاطع والحال، يقع أولاً على المسيحيين أنفسهم، وهم في الانتخابات النيابية الأخيرة بددوا مسيحياً أهم مصادر قوة “يوضاسهم”، والذي يشي تقاطعه الراهن مع الثنائي الشيعي باستئنافها من خارجها.

  بدا مسيحيو المعارضة الأكثر طرداً مع فكرة عن لبنان أرساها “حزب الله”، أي فكرة لبنان “المقاوم” ، الذي انتهى مآله إلى البؤس والعزلة. وكان جبران باسيل، كما نبيه بري، الشخصيتين السياسيتين الأكثر تماهياً مع هذه الفكرة، وبمسارين تبديا كحالتين لا تتقاطعان مع وجدان بيئتيهما. فلا الاجتماع المسيحي “هضم” تموضع باسيل، وانتهى الأخير على ما هو عليه شعبياً، ولا جمهور نبيه بري شاركه هذا  التماهي المطلق، وحدّ الذوبان، مع فكرة الحزب عن لبنان.

 افتراض اقتراب الاستحقاق الرئاسي ، يتطلب بالضرورة من أطياف المعارضة اللبنانية التقاط زمن تحتشد فيه مؤثرات كثيرة ترتبط به. فهي أولاً أمام حزب يشي خطابه بالتخفف من عناوين رئاسية عازلة لأي عنوان آخر غير “المقاومة. وهي أيضاً في ظل مناخ دولي يتحرك على وقع الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل، ثم سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وما تركه الحدثان من ندوب في محور الممانعة، وانتهاءً بالكلفة الاقتصادية للحرب الأخيرة، والتي يعرف “حزب الله”، كما نبيه بري، أن رتقها يتطلب مباشرة سياسية تقطع مع سوابق عزلت لبنان عن محيطه اقتصادياً وسياسياً.

هذا كله تعرفه “الشيعية السياسية”، وتعرف أن استحقاق الرئاسة لا ينفصل عن الاستحقاق الاقتصادي والاجتماعي الذي كثّفته الحرب الأخيرة، وأضفت عليه مشاهد  المدن والقرى المدمرة بعداً مأساوياً لا تشي معالجات السلطة اللبنانية، ولا قدرة “حزب الله” المالية والخطابية، على تبديده.

   لكن تبديد المأساة الراهنة يخضع لشروط المبددين، من دول الخليج، إلى دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وهم في غالبيتهم على الأرجح يُخضعون لبنان لدفتر شروط سياسية تتأتى من وقائع أوصلت لبنان إلى حد القطيعة معه.

   يعرف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن “التشاطر” لبنانياً وعربياً ودولياً محكوم بهذه الشروط، ويعرف أكثر من هي الأسماء التي يتداولها هؤلاء كمطلب، أقله لإعادة التوازن السياسي إلى “جمهورية ” سقطت منذ عقدين بيد “الشيعية السياسية”، وسقط معها كل شيء.

ليلاس حتاحت- صحافيّةسوريّة | 09.05.2025

سوريات في السجن اللبناني (2): الزنزانة التي أيقظت تروما الاغتصاب الأول

هذه الحلقة الثانية من ثلاث حلقات، تروي فيها الصحافية السورية ليلاس حتاحت، شهادة عن تجربة مؤلمة عاشتها في سجن لبناني، أمضت فيه سبعة أيّام بلياليها، بعد اكتشافها تلفيق تهمة لها حين كانت في أوروبا، باستخدام اسمها وجواز سفرها السوري.
17.12.2024
زمن القراءة: 3 minutes

نبيه بري الحذق، يعرف أكثر من غيره، أن ما يطرحه من أسماء لرئاسة الجمهورية يخدم محوراً دخل راهناً في طور انحداره “الإمبراطوري ” بتسارع ملموس، من سوريا، إلى غزة ولبنان، فيما امتداداته اللبنانية، وتحديداً “حزب الله”، تخضع راهناً لمآلات هذا الانحدار، وفك الاستعصاء الرئاسي هو أهم مؤشراته.

في خريفه، عمراً وسياسة، يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على مسار سلطوي يبتعد فيه، أقله، عن أحوال بيئة “حركة أمل” الخارجة من أصعب اختباراتها الاجتماعية والاقتصادية بعد الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل.

شيء ما تغير في سلوك الرئيس نبيه بري، و”حزب الله” طبعاً، بما يتعلق بمقاربة الملف المذكور، وذلك بتفعيل الآلية الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية، والتخلي الظاهر عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح وحيد حكم الاستعصاء المذكور منذ انتهاء ولاية ميشال عون.

 لكن بري، و”حزب الله” من ورائه أو أمامه سيان، يقارب الافتكاك وادعاء التقاطع مع الآخرين على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية بممارسة تشي بالتقاطع فقط على فك هذا الاستعصاء، ثم “الارتداد” عليه بمثل الأسماء المطروحة للرئاسة.

 وحده النائب جبران باسيل يغذي هذه “القوطبة” من خارج الثنائي الشيعي، وهو أمر يفضي إلى قدح الذاكرة على ما يزيد عن عقد من الزمن لم يكن فيه شيء ما يشي بتقاطع نبيه بري وجبران باسيل تحديداً.

  كان بين رئيس “حركة أمل” ورئيس “التيار الوطني الحر” ما صنعه الحداد على ما لمسه اللبنانيون من خلاف معلن، ومثَّلا  حالتين طرديتين في السياسة. راهناً، يبدو التقاطع بين الإثنين على مشاريع رئاسية تتسرب إلى آذاننا شيئاً مخيفاً. إنه تقاطع بين نموذجين محكومَين بشهوتين سلطويتين، إحداهما تسربت إلينا بتقية على مدى قرون ثلاثة ومثَّلها نبيه بري، والثانية معلنة ومسعورة عايشناها مع جبران باسيل.

 واللبنانيون أمام هاتين الشهوتين، يُفترض أنهم اختبروا مراراً مآل السلطة في تنافر الأخيرتين، فكيف والحال في تقاطعهما كصناع لرئيس جمهورية من بين طامحين كثر هم في أحسن الأحوال سيتبدون “رهائن” لهاتين الشهوتين السلطويتين، من جورج افرام، إلى جورج خوري ، إلى زياد بارود وسمير سكاف.

امتناع تسييل التقاطع والحال، يقع أولاً على المسيحيين أنفسهم، وهم في الانتخابات النيابية الأخيرة بددوا مسيحياً أهم مصادر قوة “يوضاسهم”، والذي يشي تقاطعه الراهن مع الثنائي الشيعي باستئنافها من خارجها.

  بدا مسيحيو المعارضة الأكثر طرداً مع فكرة عن لبنان أرساها “حزب الله”، أي فكرة لبنان “المقاوم” ، الذي انتهى مآله إلى البؤس والعزلة. وكان جبران باسيل، كما نبيه بري، الشخصيتين السياسيتين الأكثر تماهياً مع هذه الفكرة، وبمسارين تبديا كحالتين لا تتقاطعان مع وجدان بيئتيهما. فلا الاجتماع المسيحي “هضم” تموضع باسيل، وانتهى الأخير على ما هو عليه شعبياً، ولا جمهور نبيه بري شاركه هذا  التماهي المطلق، وحدّ الذوبان، مع فكرة الحزب عن لبنان.

 افتراض اقتراب الاستحقاق الرئاسي ، يتطلب بالضرورة من أطياف المعارضة اللبنانية التقاط زمن تحتشد فيه مؤثرات كثيرة ترتبط به. فهي أولاً أمام حزب يشي خطابه بالتخفف من عناوين رئاسية عازلة لأي عنوان آخر غير “المقاومة. وهي أيضاً في ظل مناخ دولي يتحرك على وقع الحرب الأخيرة بين “حزب الله” وإسرائيل، ثم سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وما تركه الحدثان من ندوب في محور الممانعة، وانتهاءً بالكلفة الاقتصادية للحرب الأخيرة، والتي يعرف “حزب الله”، كما نبيه بري، أن رتقها يتطلب مباشرة سياسية تقطع مع سوابق عزلت لبنان عن محيطه اقتصادياً وسياسياً.

هذا كله تعرفه “الشيعية السياسية”، وتعرف أن استحقاق الرئاسة لا ينفصل عن الاستحقاق الاقتصادي والاجتماعي الذي كثّفته الحرب الأخيرة، وأضفت عليه مشاهد  المدن والقرى المدمرة بعداً مأساوياً لا تشي معالجات السلطة اللبنانية، ولا قدرة “حزب الله” المالية والخطابية، على تبديده.

   لكن تبديد المأساة الراهنة يخضع لشروط المبددين، من دول الخليج، إلى دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وهم في غالبيتهم على الأرجح يُخضعون لبنان لدفتر شروط سياسية تتأتى من وقائع أوصلت لبنان إلى حد القطيعة معه.

   يعرف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن “التشاطر” لبنانياً وعربياً ودولياً محكوم بهذه الشروط، ويعرف أكثر من هي الأسماء التي يتداولها هؤلاء كمطلب، أقله لإعادة التوازن السياسي إلى “جمهورية ” سقطت منذ عقدين بيد “الشيعية السياسية”، وسقط معها كل شيء.

17.12.2024
زمن القراءة: 3 minutes

اشترك بنشرتنا البريدية