fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

تصالحت الرياض والدوحة فصار بشار الأسد قائداً “حكيماً”!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

يكشف قادة الخليج مرة أخرى عن أن السياسة بالنسبة إليهم ليست إدارة لمصالح بلدانهم بقدر ما هي صراع أمزجة حكامٍ مستعدين ليدفعوا أثماناً باهظة في نزاعات لا طائل منها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

للمصالحة السعودية – القطرية وجه آخر. الصمت الذي باشرت وسائل الإعلام القطرية بضربه حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية سيكون إحدى نتائج هذه المصالحة، ذاك أن هذه القضية لم تكن يوماً جزءاً من منظومة القيم التي تتبناها امبراطورية الدوحة الإعلامية الممتدة من “الجزيرة” إلى “العربي الجديد”، مروراً بعشرات المواقع الإخبارية المحلية التي زرعتها الدوحة في معظم الدول التي أُتيح لها أن تزرع فيها. انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية كانت، في القصة القطرية، عنها جزءاً من المواجهة الضارية بين العاصمتين. وهذا ما أساء إلى ضحايا هذه الانتهاكات تماماً مثلما أساءت “الجزيرة” إلى قضية قتل الزميل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، ذاك أن “الجزيرة” ما كانت لتتبنى هذه القضية لولا الخصومة التي كانت قائمة بين الرياض والدوحة. وفي حينه تمكنت “الجزيرة” من الوصول إلى معلومات صلبة عن وقائع الجريمة، إلا أن بثها عبر “الجزيرة” جعلها محل شبهة، في ظل تقدم الهم السياسي على الهم الأخلاقي والمهني في قصة “الجزيرة” عن الجريمة.

للمصالحة ضحايا، أولهم ستكون وسائل الإعلام الممولة من قبل العاصمتين، فقبل أشهر فقط كانت الدوحة هدفاً للخبر الرئيسي لقناة “العربية”، فظهرت على هذه الشاشة العاصمة القطرية بصفتها المكان الذي ولد فيه الشيطان، واستدعي لهذه المهمة “خبراء” دوليون، لا بل أن موقع “الدوحة” على الخريطة في شركات الطيران السعودية والإماراتية تم محوه من الجغرافيا الخليجية.

العودة من هذه الخصومة ستصاحبها مفارقات مريرة، فكثيرون ممن بذلوا ماء وجوههم في سياق هذه المواجهة ومن البحث عن جوهرها سيصابون بنعاس ضروري يختفون في ظله عن صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. فهم سبق أن تساءلوا عن “السر” وراء تناولنا بالانتقاد الدوحة بصفتها عاصمة جماعة الإخوان المسلمين، وهم أيضاً من تساءل عما اذا كانت الدوحة وراء قصصنا في “درج” التي تناولنا فيها قضية الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون المملكة.

“الجزيرة” بنت شبكة تغطيتها بناء على تقاربها مع طهران، وشبكة النفوذ الإعلامية و”البحثية” الهائلة التي أسسها عزمي بشارة، موظفة كلها في سياق المواجهة وليس المصالحة.

لكن النعاس في ظل هذه المصالحة سيمتد إلى مناطق أخرى في مشهد المواجهات الإقليمية، فصحيح أن التقارب بين العاصمتين الخليجيتين يحصل في ظل بداية تهدئة في اليمن تقودها أبو ظبي، إلا أن العودة إلى ما قبل مرحلة الخصومة وما قبل حرب التحالف الخليجي على اليمن لن تحصل بسهولة. “الجزيرة” بنت شبكة تغطيتها بناء على تقاربها مع طهران، وشبكة النفوذ الإعلامية و”البحثية” الهائلة التي أسسها عزمي بشارة، موظفة كلها في سياق المواجهة وليس المصالحة. ثم إن الخلافات بين العواصم الخليجية ستطل برأسها من نوافذ أخرى، ذاك أن الإمارات العربية المتحدة أقل حماسة لخطوة الرياض، التقارب مع الدوحة. ويبدو أنها أجابت عبر القائم بأعمال سفارتها في دمشق عبر إعلانه بشار الأسد قائداً حكيماً لبلاده، وهذا ما لن يعجب الرياض ولا واشنطن، إلا أن أثمانه لن تكون كبيرة، ولن يصاحب الإعلان مزيداً من الخطوات الانفتاحية على نظام دمشق!

يكشف قادة الخليج مرة أخرى عن أن السياسة بالنسبة إليهم ليست إدارة لمصالح بلدانهم بقدر ما هي صراع أمزجة حكامٍ مستعدين ليدفعوا أثماناً باهظة في نزاعات لا طائل منها، فخطوة بحجم أن تعلن دولة أن بشار الأسد “قائد حكيم” في سياق منازعة مع دولة ثالثة، تكشف أننا حيال انفعالات لا تقيم وزناً لجريمة بحجم جريمة النظام في سوريا. وينسحب هذا على الكثير من الخطوات التي شهدناها في الأعوام الأخيرة وهي رسمت خريطة نزاعات هائلة ومكلفة دفع أثمانها أهل الخليج وجيرانهم.

المصالحة عموماً خطوة إيجابية وتصويبية، لكننا هنا أمام مصالحة كاشفة لهشاشة النزاع وهشاشة النظام الذي أشعله.    

"درج" | 25.03.2025

“كريم سعيد أو لا أحد”…ماذا خلف معركة حاكميّة مصرف لبنان؟

من الواضح أن كريم سعيد، على الرغم من خبرته الطويلة في قطاع المصارف، يمثل لحظة تضارب مصالح مع منصب حاكم مصرف لبنان بسبب علاقته بميقاتي ونيركيزيان وغيرهما في السلطة. وبذلك، يبدو الإصرار عليه ليس من باب الكفاءة، إنما من باب استكمال عقلية توظيف "الأصدقاء" نفسها.
"درج"
لبنان
05.12.2019
زمن القراءة: 3 minutes

يكشف قادة الخليج مرة أخرى عن أن السياسة بالنسبة إليهم ليست إدارة لمصالح بلدانهم بقدر ما هي صراع أمزجة حكامٍ مستعدين ليدفعوا أثماناً باهظة في نزاعات لا طائل منها.


للمصالحة السعودية – القطرية وجه آخر. الصمت الذي باشرت وسائل الإعلام القطرية بضربه حول انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية سيكون إحدى نتائج هذه المصالحة، ذاك أن هذه القضية لم تكن يوماً جزءاً من منظومة القيم التي تتبناها امبراطورية الدوحة الإعلامية الممتدة من “الجزيرة” إلى “العربي الجديد”، مروراً بعشرات المواقع الإخبارية المحلية التي زرعتها الدوحة في معظم الدول التي أُتيح لها أن تزرع فيها. انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية كانت، في القصة القطرية، عنها جزءاً من المواجهة الضارية بين العاصمتين. وهذا ما أساء إلى ضحايا هذه الانتهاكات تماماً مثلما أساءت “الجزيرة” إلى قضية قتل الزميل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، ذاك أن “الجزيرة” ما كانت لتتبنى هذه القضية لولا الخصومة التي كانت قائمة بين الرياض والدوحة. وفي حينه تمكنت “الجزيرة” من الوصول إلى معلومات صلبة عن وقائع الجريمة، إلا أن بثها عبر “الجزيرة” جعلها محل شبهة، في ظل تقدم الهم السياسي على الهم الأخلاقي والمهني في قصة “الجزيرة” عن الجريمة.

للمصالحة ضحايا، أولهم ستكون وسائل الإعلام الممولة من قبل العاصمتين، فقبل أشهر فقط كانت الدوحة هدفاً للخبر الرئيسي لقناة “العربية”، فظهرت على هذه الشاشة العاصمة القطرية بصفتها المكان الذي ولد فيه الشيطان، واستدعي لهذه المهمة “خبراء” دوليون، لا بل أن موقع “الدوحة” على الخريطة في شركات الطيران السعودية والإماراتية تم محوه من الجغرافيا الخليجية.

العودة من هذه الخصومة ستصاحبها مفارقات مريرة، فكثيرون ممن بذلوا ماء وجوههم في سياق هذه المواجهة ومن البحث عن جوهرها سيصابون بنعاس ضروري يختفون في ظله عن صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. فهم سبق أن تساءلوا عن “السر” وراء تناولنا بالانتقاد الدوحة بصفتها عاصمة جماعة الإخوان المسلمين، وهم أيضاً من تساءل عما اذا كانت الدوحة وراء قصصنا في “درج” التي تناولنا فيها قضية الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون المملكة.

“الجزيرة” بنت شبكة تغطيتها بناء على تقاربها مع طهران، وشبكة النفوذ الإعلامية و”البحثية” الهائلة التي أسسها عزمي بشارة، موظفة كلها في سياق المواجهة وليس المصالحة.

لكن النعاس في ظل هذه المصالحة سيمتد إلى مناطق أخرى في مشهد المواجهات الإقليمية، فصحيح أن التقارب بين العاصمتين الخليجيتين يحصل في ظل بداية تهدئة في اليمن تقودها أبو ظبي، إلا أن العودة إلى ما قبل مرحلة الخصومة وما قبل حرب التحالف الخليجي على اليمن لن تحصل بسهولة. “الجزيرة” بنت شبكة تغطيتها بناء على تقاربها مع طهران، وشبكة النفوذ الإعلامية و”البحثية” الهائلة التي أسسها عزمي بشارة، موظفة كلها في سياق المواجهة وليس المصالحة. ثم إن الخلافات بين العواصم الخليجية ستطل برأسها من نوافذ أخرى، ذاك أن الإمارات العربية المتحدة أقل حماسة لخطوة الرياض، التقارب مع الدوحة. ويبدو أنها أجابت عبر القائم بأعمال سفارتها في دمشق عبر إعلانه بشار الأسد قائداً حكيماً لبلاده، وهذا ما لن يعجب الرياض ولا واشنطن، إلا أن أثمانه لن تكون كبيرة، ولن يصاحب الإعلان مزيداً من الخطوات الانفتاحية على نظام دمشق!

يكشف قادة الخليج مرة أخرى عن أن السياسة بالنسبة إليهم ليست إدارة لمصالح بلدانهم بقدر ما هي صراع أمزجة حكامٍ مستعدين ليدفعوا أثماناً باهظة في نزاعات لا طائل منها، فخطوة بحجم أن تعلن دولة أن بشار الأسد “قائد حكيم” في سياق منازعة مع دولة ثالثة، تكشف أننا حيال انفعالات لا تقيم وزناً لجريمة بحجم جريمة النظام في سوريا. وينسحب هذا على الكثير من الخطوات التي شهدناها في الأعوام الأخيرة وهي رسمت خريطة نزاعات هائلة ومكلفة دفع أثمانها أهل الخليج وجيرانهم.

المصالحة عموماً خطوة إيجابية وتصويبية، لكننا هنا أمام مصالحة كاشفة لهشاشة النزاع وهشاشة النظام الذي أشعله.    

"درج"
لبنان
05.12.2019
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية