fbpx

تعاطفاً مع ميلانيا

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

لم تكن دورة الأخبار الأخيرة رحيمة بزواج دونالد ترامب، بغض النظر عما كانت عليه حال هذا الزواج قبل أن تكشف ستورمي دانيالز وكارين ماكدوغال عن بعض المعلومات المتعلقة بعلاقتهما المزعومة برئيس الولايات المتحدة. وتعتبر المعلومات البسيطة المتعلقة بخيانات المشاهير عادةً، كافية لخلق تهافت كبير من الجمهور لدعم الشريك المخدوع، ولكن على مدار الأسابيع الماضية، التزمت عناوين الأخبار الرئيسية الصمت بشكل ملحوظ على هذا الصعيد…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تحظى الشريكة المظلومة عادةً بفيض من دعم الجمهور المُتعطش إلى الإشاعات. وبالنسبة إلى شخص مثل ترامب، فإن الأمر مختلف.

لم تكن دورة الأخبار الأخيرة رحيمة بزواج ترامب، بغض النظر عما كانت عليه حال هذا الزواج قبل أن تكشف ستورمي دانيالز وكارين ماكدوغال عن بعض المعلومات المتعلقة بعلاقتهما المزعومة برئيس الولايات المتحدة. وتعتبر المعلومات البسيطة المتعلقة بخيانات المشاهير عادةً، كافية لخلق تهافت كبير من الجمهور لدعم الشريك المخدوع، ولكن على مدار الأسابيع الماضية، التزمت عناوين الأخبار الرئيسية الصمت بشكل ملحوظ على هذا الصعيد. وفي أعقاب كل مقابلة تلفزيونية لكل واحدة منهما، لم ينصرف الانتباه تماماً عن ميلانيا– نعرف أنها بقيت داخل منتجع “مارالاغو”، وفقاً “لتقليد” إجازة الربيع، وقيل إنها “تركز على كونها أُمّاً”، لكن غيابها الملحوظ شكّل غضباً صاخباً بالنيابة عنها.

مهما كانت وجهة نظرك حول ميلانيا ترامب، وحول دوافع زواجها من دونالد، وأدائها العام كسيدة أولى للولايات المتحدة، وحملتها الساخرة إلى حد كبير ضد التنمر الإلكتروني، على المرء أن يستنتج أن هذه الفترة من المحتمل أن تمثل إهانة بالغة لها، ويعتبر، على الأقل، من التقاليد التي تعبّر عن بعض التضامن مع شخص يعاني من الإهانة العلنية بسبب أفعال شخص آخر. ومع ذلك، خذلنا الرئيس، نحن الشعب الأميركي، مرات عديدة، إذْ لا يشبه الأمر بالضبط الخيانة الشخصية، لكننا لسنا غرباء تماماً عن هذا الشعور.

ولكن يبدو أن الحديث عن هذا الموضوع يركز إلى حد كبير على ما إذا كانت كل من دانيالز وماكدوغال تتمتعان بالصدقية، كما يركز على الجوانب القانونية للإجراءات التي ربما اتخذها مساعدو ترامب لمنعهما من الحديث، ويركز حتى على ما إذا كانت هذه القصة مهمة أم لا. بحثت هذا الصباح عن قصص تدور حول دعم ميلانيا، وبدلاً من ذلك توصلت نتائج بحثي إلى مجموعة من القضايا العامة التي أعلنت السيدة الأولى دعمها الخاص إياها، جميع القضايا القياسية لهذا المنصب، والتي تتمثل في قضايا المرأة، ومقاومة الأميركيين لأزمة الأفيون، والطلاب الذين يتظاهرون للحد من الأسلحة. كما بحثتُ عن قصص تدور حول التعاطف مع ميلانيا، وتوصلت إلى عدد منها يعود تاريخها إلى حفل التنصيب، عندما تصدر هاشتاغ، حرروا ميلانيا، #FreeMelania المشهد، بعد نشر العديد من مقاطع الفيديو والصور الثابتة التي أظهرتها بصورة بائسة تماماً مثلما بدا علينا في هذا اليوم من شهر يناير/ كانون الثاني. وكانت الآراء المُضادة- المتمثلة في “لا تشعر بالأسى على ميلانيا!”– حادة وسريعة، ومنذ ذلك الحين، يبدو أن هذا الشعور ما زال عالقاً.

وعلى صعيد اليمين الديني، ربما تتسبب الفضائح الجنسية في انخفاض بعض الحماسة من ناحية ترامب نفسه. فقد انخفض معدل تأييده بين النساء الإنجيليات البيضاوات نحو 13 نقطة عما كان عليه منذ عام تقريباً، طبقاً لبيانات “مركز بيو للأبحاث”، التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، والتي ما زالت تعتبر نسبة تأييده بين هذه المجموعة قويةً وتصل إلى 60 في المئة. ووفقاً لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، هناك قلق في اليمين من أن الفضائح الجنسية من الممكن أن تؤدي إلى ابتعاد النساء الجمهوريات المعتدلات أيضاً. لكن الابتعاد من ترامب لم يؤدِ حتى الآن إلى موجة كبيرة ملحوظة من الدعم لشريكته التي تتعرض للإهانات، ما يُعد خروجاً مثيراً للاهتمام عن قواعد اللعبة المعتادة.

بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما هؤلاء المعارضين سياسياً لدونالد ترامب، تعتبر الأسباب الممكنة التي تكمن وراء قلة الاهتمام بميلانيا واضحة ومتأصلة في تواطئها مع فساد زوجها وإدارته الهدّامة، بدءاً من رفضها التنصل منه وتركه على الفور عندما بدأت مزاعم سوء السلوك الجنسي في التداول، واستمرارها في الدفاع العلني عن تعليقاته الخادشة للحياء عن النساء، إضافة إلى تأييدها رئاسته الخبيثة بشكلٍ علني. من الصعب ألا نشعر بالإنصاف بالتغاضي علانية عن الرجل، إذ خانتنا ميلانيا أولاً. ففي الوقت الذي قاتل فيه كثيرون من الناس، ومن ضمنهم الأقليات العرقية، وجمهور المثليين، والمهاجرين، لنيل حقهم في الوجود، يمكن أن يكون التعاطف مع هؤلاء الذين ينامون على الجانب الآخر من العدو نادراً، لأسباب وجيهة.

بالاستناد إلى الشواهد، يتمثل رد الفعل الأكثر شيوعاً والذي أسمعه في إحدى النسخ، يقول “كانت تعرف ما هي بصدد الدخول إليه”. وبافتراض صحة ذلك– أن زير النساء الوقح لا يغير مخططاته، وربما لا يتعهد حتى بذلك– نعرف أيضاً أنه من ناحية ميلانيا، لا يزيد الأمر عن كونه نصف صحيح فقط. وعلى النقيض من معظم قرينات السياسيين، من المحتمل أن ميلانيا ليست لديها أدنى فكرة بأن المستقبل مع دونالد ترامب لن يخلو من الوقوع تحت أضواء الرئاسة ومستوى التدقيق العام والإهانات اللاحقة التي قد تنتج عن ذلك. ومن هذه الناحية، وبلا أدنى شك، لم يعرف دونالد ما هو بصدده أيضاً. يمكننا التكهن بأنهما ربما توصلا إلى اتفاق– الحفاظ على سرية شؤونهما، بعيداً من الدائرة الاجتماعية والصحف– ولكن أي ترتيبات مثل هذه يمكن إلغائها بفاعلية، كما لو كانت اتفاقية عدم إفصاح لم يتم توقيعها في يوم التنصيب.

وخلف كل هذا، يكمن الافتراض، وسط استهجان ضَجِر، بأن زواج ميلانيا يعتبر من أعمال المرتزقة أكثر من كونه حالة رومانسية، ما يجعل الأمر مثيراً للشفقة، بلا أي شرف لتشويه السمعة.

وهذا هو الجانب الآخر لعبارة “كانت تعرف ما هي بصدد الدخول إليه”. تعتبر العبارة مرتبطة على نحو وثيق بعبارة “رتبت فراشك (بشكل مستقل تماماً)، والآن استلق عليه”، والتي تعتبر أيضاً من الأشياء التي يقولها الناس عند مُعاقبة شخص ما. ومن بين كل الأمور الجديرة بالشجب التي ارتكبها دونالد ترامب في العلن– حظر سفر المسلمين، وحظر انضمام المتحولين جنسياً إلى الجيش، والتعاطف مع حركة النازيين الجدد، وحركة birtherism (وهي حركة في الولايات المتحدة تنكر أن يكون الرئيس باراك أوباما مواطناً وُلد داخل الولايات المتحدة، ما يعني أنه غير مؤهل لأن يكون الرئيس)، والفيلم الوثائقي Central Park Five، وتفاخره بالتقرب من النساء بصورة شهوانية من دون موافقتهن- هناك أدلة في الوقت الحالي تشير إلى أنه ربما يُعاقَب في النهاية من قبل مؤيديه على ما قام به في السر. ولكن لا تخطئ في إعراض النساء عن تأييده في هذا التقرير. وبالنسبة إلى هذا النوع من الأميركيين الذين يرون أن العمل في مجال الجنس، أو العمل المرتبط بالجنس بكل أشكاله، بدءاً من الصور المثيرة، وصولاً إلى الأفلام الإباحية، مقزز ومخجل، وهذه إحدى حالات الازدواجية على أي حال، فإن كارين ماكدوغال، وستورمي دانيالز من النساء المشبوهات في هذا العالم، إن لم يكن استغلالهما متاح بشكل صريح. وتمضي في هذا الاتجاه الشاق الذي ينطوي على التفكير في ثقافة الاغتصاب، والذي يُسْاهِم في عدد من السياسات والمواقف المروعة تجاه النساء، ويتمثل ما يمكن أن يشير إليه نقص الدعم المضاد المتحمس لزوجته في أنه بالنسبة إلى النساء اللائي يرغبن في خوض هذا النهج الفكري إلى المستوى التالي، ربما تشبه ميلانيا- العارضة المولودة بالخارج، إلى جانب مجموعة أعمالها الفاضحة، ومنزلة الزوجة الثالثة الأصغر سناً– كارين وستورمي أكثر من كونها الزوجة المظلومة بشكل بريء.

قدْ لا ترغب ميلانيا في دعم أي شخص؛ إذْ إنها تعتبر شخصية كتومة بكل المقاييس، حتى إذا ظهرت وهي تحاول بذل كل ما بوسعها للوصول إلى بارتلبي الذي يعد مخرجاً للابتعاد من دور السيدة الأولى الفعال، وربما يتسبب هذا الموقف المهين إلى حد كبير في تراجع أكثر زوجات المشاهير انفتاحاً إلى حال العُزلة. ومع ذلك، فهي متزوجة من رجل قوي للغاية تمكن من حشد آلة عديمة الرحمة حوله لحماية مصالحه. فلو تخلّت عنه خلال الربع الأول من عام 2017، لأصبحت بطلة. في الوقت الحالي، تتعرض لخطر مواجهة الجمهور الفاتر العدائي إذا قررت التخلي عن زوجها الشهير المحب للانتقام. سأعترف بأنه من الصعب بالنسبة إلي أن أجذب تعاطفاً حقيقياً من أجل ميلانيا ترامب، بسبب التأييد العام الذي يحظى به زوجها. لكنني أود أن أُفسح المجال لفكرة أنه لمجرد أنني أعتقد أنها عرفت ما كانت بصدد الدخول إليه، فلا يعني ذلك أنها تستحق ما تحصل عليه تلقائياً.

*إيرين كين

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع SALON لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي

بادية فحص - صحافية وكاتبة لبنانية | 06.09.2024

“هالسيارة مش عم تمشي”… لكنها الحرب في ميس الجبل وليس في “ميس الريم”!

نعم، لقد تأخر الجنوبيون بالاعتراف أن هذه الحرب ليست نزهة، بل نكبة أخرى، وأنهم سوف يتجرعون مراراتها إلى أجل غير معروف، فالقافلة المغادرة، لا تعني سوى أن جنوبهم وليس ميس الجبل وحدها، على وشك فقدان الحياة.
"درج"
لبنان
09.04.2018
زمن القراءة: 6 minutes

لم تكن دورة الأخبار الأخيرة رحيمة بزواج دونالد ترامب، بغض النظر عما كانت عليه حال هذا الزواج قبل أن تكشف ستورمي دانيالز وكارين ماكدوغال عن بعض المعلومات المتعلقة بعلاقتهما المزعومة برئيس الولايات المتحدة. وتعتبر المعلومات البسيطة المتعلقة بخيانات المشاهير عادةً، كافية لخلق تهافت كبير من الجمهور لدعم الشريك المخدوع، ولكن على مدار الأسابيع الماضية، التزمت عناوين الأخبار الرئيسية الصمت بشكل ملحوظ على هذا الصعيد…

تحظى الشريكة المظلومة عادةً بفيض من دعم الجمهور المُتعطش إلى الإشاعات. وبالنسبة إلى شخص مثل ترامب، فإن الأمر مختلف.

لم تكن دورة الأخبار الأخيرة رحيمة بزواج ترامب، بغض النظر عما كانت عليه حال هذا الزواج قبل أن تكشف ستورمي دانيالز وكارين ماكدوغال عن بعض المعلومات المتعلقة بعلاقتهما المزعومة برئيس الولايات المتحدة. وتعتبر المعلومات البسيطة المتعلقة بخيانات المشاهير عادةً، كافية لخلق تهافت كبير من الجمهور لدعم الشريك المخدوع، ولكن على مدار الأسابيع الماضية، التزمت عناوين الأخبار الرئيسية الصمت بشكل ملحوظ على هذا الصعيد. وفي أعقاب كل مقابلة تلفزيونية لكل واحدة منهما، لم ينصرف الانتباه تماماً عن ميلانيا– نعرف أنها بقيت داخل منتجع “مارالاغو”، وفقاً “لتقليد” إجازة الربيع، وقيل إنها “تركز على كونها أُمّاً”، لكن غيابها الملحوظ شكّل غضباً صاخباً بالنيابة عنها.

مهما كانت وجهة نظرك حول ميلانيا ترامب، وحول دوافع زواجها من دونالد، وأدائها العام كسيدة أولى للولايات المتحدة، وحملتها الساخرة إلى حد كبير ضد التنمر الإلكتروني، على المرء أن يستنتج أن هذه الفترة من المحتمل أن تمثل إهانة بالغة لها، ويعتبر، على الأقل، من التقاليد التي تعبّر عن بعض التضامن مع شخص يعاني من الإهانة العلنية بسبب أفعال شخص آخر. ومع ذلك، خذلنا الرئيس، نحن الشعب الأميركي، مرات عديدة، إذْ لا يشبه الأمر بالضبط الخيانة الشخصية، لكننا لسنا غرباء تماماً عن هذا الشعور.

ولكن يبدو أن الحديث عن هذا الموضوع يركز إلى حد كبير على ما إذا كانت كل من دانيالز وماكدوغال تتمتعان بالصدقية، كما يركز على الجوانب القانونية للإجراءات التي ربما اتخذها مساعدو ترامب لمنعهما من الحديث، ويركز حتى على ما إذا كانت هذه القصة مهمة أم لا. بحثت هذا الصباح عن قصص تدور حول دعم ميلانيا، وبدلاً من ذلك توصلت نتائج بحثي إلى مجموعة من القضايا العامة التي أعلنت السيدة الأولى دعمها الخاص إياها، جميع القضايا القياسية لهذا المنصب، والتي تتمثل في قضايا المرأة، ومقاومة الأميركيين لأزمة الأفيون، والطلاب الذين يتظاهرون للحد من الأسلحة. كما بحثتُ عن قصص تدور حول التعاطف مع ميلانيا، وتوصلت إلى عدد منها يعود تاريخها إلى حفل التنصيب، عندما تصدر هاشتاغ، حرروا ميلانيا، #FreeMelania المشهد، بعد نشر العديد من مقاطع الفيديو والصور الثابتة التي أظهرتها بصورة بائسة تماماً مثلما بدا علينا في هذا اليوم من شهر يناير/ كانون الثاني. وكانت الآراء المُضادة- المتمثلة في “لا تشعر بالأسى على ميلانيا!”– حادة وسريعة، ومنذ ذلك الحين، يبدو أن هذا الشعور ما زال عالقاً.

وعلى صعيد اليمين الديني، ربما تتسبب الفضائح الجنسية في انخفاض بعض الحماسة من ناحية ترامب نفسه. فقد انخفض معدل تأييده بين النساء الإنجيليات البيضاوات نحو 13 نقطة عما كان عليه منذ عام تقريباً، طبقاً لبيانات “مركز بيو للأبحاث”، التي نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، والتي ما زالت تعتبر نسبة تأييده بين هذه المجموعة قويةً وتصل إلى 60 في المئة. ووفقاً لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”، هناك قلق في اليمين من أن الفضائح الجنسية من الممكن أن تؤدي إلى ابتعاد النساء الجمهوريات المعتدلات أيضاً. لكن الابتعاد من ترامب لم يؤدِ حتى الآن إلى موجة كبيرة ملحوظة من الدعم لشريكته التي تتعرض للإهانات، ما يُعد خروجاً مثيراً للاهتمام عن قواعد اللعبة المعتادة.

بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما هؤلاء المعارضين سياسياً لدونالد ترامب، تعتبر الأسباب الممكنة التي تكمن وراء قلة الاهتمام بميلانيا واضحة ومتأصلة في تواطئها مع فساد زوجها وإدارته الهدّامة، بدءاً من رفضها التنصل منه وتركه على الفور عندما بدأت مزاعم سوء السلوك الجنسي في التداول، واستمرارها في الدفاع العلني عن تعليقاته الخادشة للحياء عن النساء، إضافة إلى تأييدها رئاسته الخبيثة بشكلٍ علني. من الصعب ألا نشعر بالإنصاف بالتغاضي علانية عن الرجل، إذ خانتنا ميلانيا أولاً. ففي الوقت الذي قاتل فيه كثيرون من الناس، ومن ضمنهم الأقليات العرقية، وجمهور المثليين، والمهاجرين، لنيل حقهم في الوجود، يمكن أن يكون التعاطف مع هؤلاء الذين ينامون على الجانب الآخر من العدو نادراً، لأسباب وجيهة.

بالاستناد إلى الشواهد، يتمثل رد الفعل الأكثر شيوعاً والذي أسمعه في إحدى النسخ، يقول “كانت تعرف ما هي بصدد الدخول إليه”. وبافتراض صحة ذلك– أن زير النساء الوقح لا يغير مخططاته، وربما لا يتعهد حتى بذلك– نعرف أيضاً أنه من ناحية ميلانيا، لا يزيد الأمر عن كونه نصف صحيح فقط. وعلى النقيض من معظم قرينات السياسيين، من المحتمل أن ميلانيا ليست لديها أدنى فكرة بأن المستقبل مع دونالد ترامب لن يخلو من الوقوع تحت أضواء الرئاسة ومستوى التدقيق العام والإهانات اللاحقة التي قد تنتج عن ذلك. ومن هذه الناحية، وبلا أدنى شك، لم يعرف دونالد ما هو بصدده أيضاً. يمكننا التكهن بأنهما ربما توصلا إلى اتفاق– الحفاظ على سرية شؤونهما، بعيداً من الدائرة الاجتماعية والصحف– ولكن أي ترتيبات مثل هذه يمكن إلغائها بفاعلية، كما لو كانت اتفاقية عدم إفصاح لم يتم توقيعها في يوم التنصيب.

وخلف كل هذا، يكمن الافتراض، وسط استهجان ضَجِر، بأن زواج ميلانيا يعتبر من أعمال المرتزقة أكثر من كونه حالة رومانسية، ما يجعل الأمر مثيراً للشفقة، بلا أي شرف لتشويه السمعة.

وهذا هو الجانب الآخر لعبارة “كانت تعرف ما هي بصدد الدخول إليه”. تعتبر العبارة مرتبطة على نحو وثيق بعبارة “رتبت فراشك (بشكل مستقل تماماً)، والآن استلق عليه”، والتي تعتبر أيضاً من الأشياء التي يقولها الناس عند مُعاقبة شخص ما. ومن بين كل الأمور الجديرة بالشجب التي ارتكبها دونالد ترامب في العلن– حظر سفر المسلمين، وحظر انضمام المتحولين جنسياً إلى الجيش، والتعاطف مع حركة النازيين الجدد، وحركة birtherism (وهي حركة في الولايات المتحدة تنكر أن يكون الرئيس باراك أوباما مواطناً وُلد داخل الولايات المتحدة، ما يعني أنه غير مؤهل لأن يكون الرئيس)، والفيلم الوثائقي Central Park Five، وتفاخره بالتقرب من النساء بصورة شهوانية من دون موافقتهن- هناك أدلة في الوقت الحالي تشير إلى أنه ربما يُعاقَب في النهاية من قبل مؤيديه على ما قام به في السر. ولكن لا تخطئ في إعراض النساء عن تأييده في هذا التقرير. وبالنسبة إلى هذا النوع من الأميركيين الذين يرون أن العمل في مجال الجنس، أو العمل المرتبط بالجنس بكل أشكاله، بدءاً من الصور المثيرة، وصولاً إلى الأفلام الإباحية، مقزز ومخجل، وهذه إحدى حالات الازدواجية على أي حال، فإن كارين ماكدوغال، وستورمي دانيالز من النساء المشبوهات في هذا العالم، إن لم يكن استغلالهما متاح بشكل صريح. وتمضي في هذا الاتجاه الشاق الذي ينطوي على التفكير في ثقافة الاغتصاب، والذي يُسْاهِم في عدد من السياسات والمواقف المروعة تجاه النساء، ويتمثل ما يمكن أن يشير إليه نقص الدعم المضاد المتحمس لزوجته في أنه بالنسبة إلى النساء اللائي يرغبن في خوض هذا النهج الفكري إلى المستوى التالي، ربما تشبه ميلانيا- العارضة المولودة بالخارج، إلى جانب مجموعة أعمالها الفاضحة، ومنزلة الزوجة الثالثة الأصغر سناً– كارين وستورمي أكثر من كونها الزوجة المظلومة بشكل بريء.

قدْ لا ترغب ميلانيا في دعم أي شخص؛ إذْ إنها تعتبر شخصية كتومة بكل المقاييس، حتى إذا ظهرت وهي تحاول بذل كل ما بوسعها للوصول إلى بارتلبي الذي يعد مخرجاً للابتعاد من دور السيدة الأولى الفعال، وربما يتسبب هذا الموقف المهين إلى حد كبير في تراجع أكثر زوجات المشاهير انفتاحاً إلى حال العُزلة. ومع ذلك، فهي متزوجة من رجل قوي للغاية تمكن من حشد آلة عديمة الرحمة حوله لحماية مصالحه. فلو تخلّت عنه خلال الربع الأول من عام 2017، لأصبحت بطلة. في الوقت الحالي، تتعرض لخطر مواجهة الجمهور الفاتر العدائي إذا قررت التخلي عن زوجها الشهير المحب للانتقام. سأعترف بأنه من الصعب بالنسبة إلي أن أجذب تعاطفاً حقيقياً من أجل ميلانيا ترامب، بسبب التأييد العام الذي يحظى به زوجها. لكنني أود أن أُفسح المجال لفكرة أنه لمجرد أنني أعتقد أنها عرفت ما كانت بصدد الدخول إليه، فلا يعني ذلك أنها تستحق ما تحصل عليه تلقائياً.

*إيرين كين

هذا الموضوع تم اعداده وترجمته عن موقع SALON لمراجعة المقال الاصلي زوروا الرابط التالي