fbpx

“تم التحرش بي على الهواء مباشرة، عندما كنت حاملاً”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

“في الأساس، قام هذا الشخص بملامسة جزء من جسدي- عندما كنت أقدم برنامجاً على الهواء مباشرة. شعرت بحرجٍ حقيقيٍ، لقد كنت حاملاً في ذلك الوقت أيضاً، ولا أعرف ما علي فعله في تلك الحال، إنه أمرٌ مرعبٌ ولا تريد أن تكون من نوع الأشخاص مثيري المشكلات ومسببي الحرج، وهذه هي الثقافة التي ينتجها عالم التلفزيون، فلا أحد يريد أن يبدو متعباً، بل ترغب في تقديم حلول وليس جلب مشكلات”. كانت هيلين سكيلتون، مقدمة برنامج Countryfile التلفزيوني، تسرد قصتها حول الفترة التي تعرضت فيها لنوع من التحرش من قبل أحد الضيوف الذكور.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 

كانت هيلين سكيلتون، مقدمة برنامج Countryfile التلفزيوني، تسرد قصتها حول الفترة التي تعرضت فيها لنوع من التحرش من قبل أحد الضيوف الذكور الذين أجرت معهم مقابلة أثناء تغطيتِها حدثاً رياضياً عام 2014، قبل أن تتوقف برهة عن رواية قصتها وتهز كتفها غير مكترثة، من دون أن تبدو عليها أدنى علامة من علامات الشفقة على الذات.

“في الأساس، قام هذا الشخص بملامسة جزء من جسدي- عندما كنت أقدم برنامجاً على الهواء مباشرة. شعرت بحرجٍ حقيقيٍ، لقد كنت حاملاً في ذلك الوقت أيضاً، ولا أعرف ما علي فعله في تلك الحال، إنه أمرٌ مرعبٌ ولا تريد أن تكون من نوع الأشخاص مثيري المشكلات ومسببي الحرج، وهذه هي الثقافة التي ينتجها عالم التلفزيون، فلا أحد يريد أن يبدو متعباً، بل ترغب في تقديم حلول وليس جلب مشكلات. كلنا “سعداء، سعداء”.

وإن كان لتلك الحادثة ميزة إيجابية كونها حصلت بشكل علني، قد يكون ذلك أن زملاءها شاهدوا ما حدث لها وتصرفوا وفق ما يستدعيه الوضع.

في إحدى زوايا حانة في ليدز، بالقرب من منزلها، أوضحت لي هيلين وقائع الحادثة: “قدم كولين موراي (مقدم برنامج رياضي في إذاعة البي بي سي 5) شكوى نيابة عني، وقال إن ما حصل أمر غير مقبول، ذهب ثم عاد وأكد أن الأمر يتطلب التصدي له، وقد تولى المسألة ببراعة، فيما لم أكن أفكر أبداً في تقديم شكوى”.

تَظهر في مقطع فيديو للحادث، على وجه سكيلتون علامات الصدمة في أعقاب ملامسة روس مونتغمري مؤخرتها، وهو رياضي اسكتلندي في لعبة رمي السهام، يلقب بـ”The Boss”.

وقال روس لموقع إخباري على الإنترنت يوم الجمعة: “لقد تحدثوا معي في هذا الشأن في حينه. لقد اعتذرت منها وهي لم تعر القضية الكثير من الاهتمام، لكنني أعتبر كلمة “تحرش” أمراً مبالغاً فيه، كانت زوجتي حاضرة وسط الجمهور ولم يكن تحرشاً”.

تثير سكيلتون الموضوع الآن، وهي لم تتحدث عنه من قبل، وهي لم تفعل ذلك من أجل صب الزيت على نار حملة #MeToo، الحركة التي تم إطلاقها في وسائل التواصل الاجتماعي ليتبادل الناس من خلالها قصصاً عن الإساءة الجنسية والمضايقة لإثبات مدى سعة انتشارها، بل تتحدث لتسليط الضوء على نوعية الموقف النموذجي الذي قد يجد أي شخص نفسه في مثله، أثناء تأدية عمله- كما حصل لها بالضبط، أي عدم اتخاذ أي إجراء نتيجة الشعور بالحرج البالغ.

تقول سكيلتون: “أنا لا أريد أن يصبح هذا الحدث محدداً لهويتي، لقد عوقِب الشخص المعني، وتجاوزتُ الحدث وانتهى الأمر”.

لا عجب في ما تقوله سكيلتون، إنه نوع الخطاب المباشر الذي يتوقعه مشاهدو Countryfile من ابنة مزارع كمبريان الصلبة، ذات الأربعة والثلاثين عاماً، وذلك منذ أن قدمت أول عرضٍ لها عام 2008.

سيكون من الخطأ التقليل من شأن سكيلتون. إضافة إلى مسارها المهني الممتد عبر 12 عاماً على Newsround، وBlue Peter، وتغطية BBC، لدورة ألعاب ريو الأولمبية 2016، فقد حطمت أرقاماً قياسية عالمية لسباق القوارب، لتصبح ثاني امرأة على الإطلاق تكمل “الترامراثون ناميبيا”، على مسافة 78 ميلاً وأول شخص يصل بالدراجة الهوائية إلى القطب الجنوبي.

هذه هي المرة الثانية التي نلتقي فيها، الأولى كانت لمناقشة التدقيق الصارم الذي واجهته بسبب ارتدائها سراويل قصيرة أثناء عرضها ألعاب السباحة في ريو، وقد تجاهلت ذلك الموقف أيضاً، قائلةً “ألم تكن مدعاة للخجل أن يثيروا تلك التفاهة بدل مناقشة ما كان يحدث في المسبح؟”.

بالنسبة إلى حركة #MeToo عموماً، تعتقد هيلين أنه يجب علينا الحفاظ على بعض الأفق، في إشارة إلى الذين يسعون في أميركا إلى حظر كلمة “man” ووسم مثل #AllMenAreTrash و #YesAllMen، ما يزيد من شحن الأجواء الخطيرة الداعية إلى بغض الجنس البشري.

تقول سكيلتون: “لقد تعبنا كثيراً وأُنهكت قوانا بسبب كل شيء، حتى أصبحنا نفقد القدرة على تغيير الأمور، وإن واصلنا على هذا الدرب قد تبدو حجتنا سخيفة”.

ومع ذلك، فنحن لسنا هنا اليوم لمناقشة ما تتعرض له النساء واسترداد حقوقهن، بل نحن هنا لمناقشة معركتها المقبلة في مجال الرياضة في سبيل إغاثة المحتاجين، مع كاميلا ثورلو من برنامج Love Island، جزيرة الحب على قناة “آي تي في”. وفي الأسبوع المقبل، ستدخل المنافستان حلبة الملاكمة لجمع الأموال لبعض أفقر البلدان في العالم لمكافحة مرض الملاريا، وتحسين خدمات صحة الأمهات وتحسين خدمات الصحة العقلية في المملكة المتحدة وأفريقيا. هناك نوعان من المقابلات الأخرى، بين المغنية والممثلة سبنسر ماثيو من برنامج  Made In Chelsea، ولاعب كرة القدم السابق واين بريدج، ولقاء هانا سبيريت من مجموعة S Club 7’s  ضد المغنية فانيسا وايت يوم السبت.

“إنها أسوأ فترة مررتُ بها في حياتي” تتذكر سكيلتون، فضلاً عن شفتها الممزقة، فقدت أيضا سنًا أثناء التدريب. وعلى رغم هذه النكسات البسيطة، وعدم وطء قدمها صالة الألعاب الرياضية منذ أنجبت ابنها الثاني، لويس، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، تقوم سكيلتون بتقدير فرصها للفوز. لا تعرف كاميلا ولم تشاهد برنامج  Love Island، ولكنها اكتسبت لقب “The Hell Raiser” (مثيرة الجحيم) من مدربها.

في ليلة المعركة، سيكون زوجها ريتشي مايلر، وهو لاعب رجبي محترف، ضمن الحضور، لكن من دون ابنيهما– لويس، البالغ من العمر حالياً سنة تقريباً، وإيرني، سنتين. تقول سكيلتون ضاحكة: “إنني أحثُهما كل يوم على عدم العراك…”.

تبدو سكيلتون في شكل آلة كمان تماماً: متناغمة، مرنة، ومفتولة العضلات، ترتدي ملابس رياضية، وأحذية رياضية (كيف لا وهي تستعد لحصة تدريبية)- ومع ذلك تقول إنها في حال سلم مع التغيرات البدنية التي طرأت نتيجة إنجابها طفلين.

“بعد إنجاب أطفال، تشعر شعوراً مختلفاً بجسمك. من الناحية الجمالية هل أشعر بالسعادة في ما يخص جسدي؟ لا. أعتقد قطعاً أنني أصبحت أنظر إلي جسمي من ناحية أكثر وظيفية، لكنني تجاوزت التفكير في الموضوع، طفلاي هما أولويتي، ثم زوجي، ثم حياتي، ثم العمل، ليس لدي الوقت للتفكير في ما إذا كانت أجزاء محددة من بدني تبدو جميلة”.

قبل عيد الميلاد، انتقلت العائلة من بقعة نائية في جنوب فرنسا، حيث كان ريتشي يلعب لفريق “كتلان دراغونز”، إلى ليدز، بعد أن عُرض عليه اللعب لحساب “رينوز”. والآن، يعيشون في منزل تحيط به غابة وملاعب كرة قدم. لقد كان التخلي عن الحياة الناعمة في فرنسا، في ظل العزلة الريفية السعيدة وقطع الكرواسان والنبيذ، للانتقال إلى المدينة، بمثابة صدمة ثقافية.

“لقد عشت داخل فقاعة لبضع سنوات. كنت بعيدةً، أقضي اليوم كله مع الطفلين، ولا أرى أحداً أو أكترث لمظهري، أصبحت أكثر استرخاءً في ما يتعلق بكل هذه الأمور”.

الآن، تعود سكيلتون إلى متاعب العمل وتبعاته، متنقلة بين رعاية عائلتها الصغيرة وتقديم أفلام وثائقية لقناة ITV، حول الآثار الجانبية لأقراص حرق الدهون وإعادة تدوير البلاستيك. تقول سكيلتون:  “إنني أشعر بالقلق الشديد، مثل أي أمٍّ عاملة. أشعر بالذنب إذا فعلت أمراً ما، وأشعر بالذنب إذا لم أفعله”.

عاشت سكيلتون وترعرعت في مزرعة للألبان بالقرب من مقاطعة لايك، بين أحضان والدها ريتشارد ووالدتها جانيت، إلى جانب أخٍ كبيرٍ، غافين، لاعب كرة قدم سابق، وقد أصبح مدير شركة. حصلت سكيلتون على شهادة في الصحافة من “معهد كمبريا للفنون”، قبل أن تظفر بوظيفة في “راديو كمبريا” عام 2005، لتصبح واحدة من أصغر مقدمي عروض إفطار الصباح في إذاعة “بي بي سي”.

بعد ثلاث سنوات، اقتنصها برنامج “بلو بيتر”.

وليس من المفاجئ سماع سكيلتون تعرب عن قلقها في شأن فجوة الأجور بين الجنسين في هيئة الإذاعة البريطانية، والتي تم الإعلان عن سعة تلك الفجوة في الصيف الماضي عندما تم نشر رواتب أعلى الموظفين في الهيئة- الثلث منهم فقط كن نساء، في حين كان السبعة الأوائل جميعهم رجال.

تم الكشف عن راتب مات بيكر، زميلها السابق في Countryfile، ومضيف The One Show، الذي قدر ما بين 450000 و499999 جنيهاً استرلينياً في السنة (المركز الثامن في التصنيف مناصفةً مع كلوديا ونكلمان)، أما سكيلتون التي تعمل الآن لحسابها الخاص، فلم تتوقع أبداً أن تكون ضمن القائمة، لكنها اعتبرت مع ذلك النتائج  صادمة.

ترى سكيلتون بنبرة جادة أن “هذه الأرقام تجعلني أشعر بالغثيان. لقد بدأت العمل في برنامج بلو بيتر Blue Peter، براتب قدره 24000 جنيه إسترليني لعقد مدته 365 يوماً، كان بإمكاني الحصول على راتب أفضل لو عملت في سوبر ماركت”.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كشف تقريرٌ حول رواتب “بي بي سي”، أن الموظفين الرجال يحصلون على أجور تزيد نسبتها على 9.3 في المئة في المتوسط من النساء، وقد وعد المدير العام توني هول بسد الفجوة بحلول عام 2020. ويوم الأربعاء، كشفت “إي تي أن” أنها تدفع لموظفيها الذكور في المتوسط ما نسبته 19.6 في المئة أكثر من النساء.

تؤكد سكيلتون “أنها صناعة غير عادلة بطبيعتها” وتضيف: “أنا لست سعيدة بخصوص الأجر الذي أتقاضاه، ولست سعيدة بما تم دفعه لبعض زملائي، لكنني وقعت على هذا العقد لأنه في اللحظة التي تتردد فيها ولا توقع، هناك 10 أشخاص غيرك”.

“يسألني الجميع عن كيفية الوصول إلى التلفزيون. أقول، في نهاية المطاف، عليك العمل مجاناً لسنوات. ومهما شعرنا بالحماسة حيال التنوع، فإننا لن نبلغ أبداً مستوى التنوع الفعلي لأن النظام يعني أن قسماً معيناً فقط من المجتمع يستطيع فعل ذلك.

“في اللحظة، التي يقلب فيها كل من يعيش ويعمل خارج إطار وسائل الإعلام، أعينهم ويصرخ (يا الله، هل ما زال الجميع يتحدث في هذا الموضوع؟)، علينا أن نتوخى أكبر قدرٍ من الحذر، حتى لا يصبح الموضوع حجة مملّة وعتيقة. يجب أن تظل القضية حيوية ذات صلة. نحن في حاجة إلى– أدرك أن ما أقوله يبدو مروعاً– أن نبقي الحجة مثيرة، علينا أن نحافظ عليها مثيرة في نظر الجمهور”.

  •         انديا ستورجيس

هذا المقال مترجم عن صحيفة the telegraph ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابطالتالي

 

"درج"
لبنان
11.04.2018
زمن القراءة: 7 minutes

“في الأساس، قام هذا الشخص بملامسة جزء من جسدي- عندما كنت أقدم برنامجاً على الهواء مباشرة. شعرت بحرجٍ حقيقيٍ، لقد كنت حاملاً في ذلك الوقت أيضاً، ولا أعرف ما علي فعله في تلك الحال، إنه أمرٌ مرعبٌ ولا تريد أن تكون من نوع الأشخاص مثيري المشكلات ومسببي الحرج، وهذه هي الثقافة التي ينتجها عالم التلفزيون، فلا أحد يريد أن يبدو متعباً، بل ترغب في تقديم حلول وليس جلب مشكلات”. كانت هيلين سكيلتون، مقدمة برنامج Countryfile التلفزيوني، تسرد قصتها حول الفترة التي تعرضت فيها لنوع من التحرش من قبل أحد الضيوف الذكور.

 

كانت هيلين سكيلتون، مقدمة برنامج Countryfile التلفزيوني، تسرد قصتها حول الفترة التي تعرضت فيها لنوع من التحرش من قبل أحد الضيوف الذكور الذين أجرت معهم مقابلة أثناء تغطيتِها حدثاً رياضياً عام 2014، قبل أن تتوقف برهة عن رواية قصتها وتهز كتفها غير مكترثة، من دون أن تبدو عليها أدنى علامة من علامات الشفقة على الذات.

“في الأساس، قام هذا الشخص بملامسة جزء من جسدي- عندما كنت أقدم برنامجاً على الهواء مباشرة. شعرت بحرجٍ حقيقيٍ، لقد كنت حاملاً في ذلك الوقت أيضاً، ولا أعرف ما علي فعله في تلك الحال، إنه أمرٌ مرعبٌ ولا تريد أن تكون من نوع الأشخاص مثيري المشكلات ومسببي الحرج، وهذه هي الثقافة التي ينتجها عالم التلفزيون، فلا أحد يريد أن يبدو متعباً، بل ترغب في تقديم حلول وليس جلب مشكلات. كلنا “سعداء، سعداء”.

وإن كان لتلك الحادثة ميزة إيجابية كونها حصلت بشكل علني، قد يكون ذلك أن زملاءها شاهدوا ما حدث لها وتصرفوا وفق ما يستدعيه الوضع.

في إحدى زوايا حانة في ليدز، بالقرب من منزلها، أوضحت لي هيلين وقائع الحادثة: “قدم كولين موراي (مقدم برنامج رياضي في إذاعة البي بي سي 5) شكوى نيابة عني، وقال إن ما حصل أمر غير مقبول، ذهب ثم عاد وأكد أن الأمر يتطلب التصدي له، وقد تولى المسألة ببراعة، فيما لم أكن أفكر أبداً في تقديم شكوى”.

تَظهر في مقطع فيديو للحادث، على وجه سكيلتون علامات الصدمة في أعقاب ملامسة روس مونتغمري مؤخرتها، وهو رياضي اسكتلندي في لعبة رمي السهام، يلقب بـ”The Boss”.

وقال روس لموقع إخباري على الإنترنت يوم الجمعة: “لقد تحدثوا معي في هذا الشأن في حينه. لقد اعتذرت منها وهي لم تعر القضية الكثير من الاهتمام، لكنني أعتبر كلمة “تحرش” أمراً مبالغاً فيه، كانت زوجتي حاضرة وسط الجمهور ولم يكن تحرشاً”.

تثير سكيلتون الموضوع الآن، وهي لم تتحدث عنه من قبل، وهي لم تفعل ذلك من أجل صب الزيت على نار حملة #MeToo، الحركة التي تم إطلاقها في وسائل التواصل الاجتماعي ليتبادل الناس من خلالها قصصاً عن الإساءة الجنسية والمضايقة لإثبات مدى سعة انتشارها، بل تتحدث لتسليط الضوء على نوعية الموقف النموذجي الذي قد يجد أي شخص نفسه في مثله، أثناء تأدية عمله- كما حصل لها بالضبط، أي عدم اتخاذ أي إجراء نتيجة الشعور بالحرج البالغ.

تقول سكيلتون: “أنا لا أريد أن يصبح هذا الحدث محدداً لهويتي، لقد عوقِب الشخص المعني، وتجاوزتُ الحدث وانتهى الأمر”.

لا عجب في ما تقوله سكيلتون، إنه نوع الخطاب المباشر الذي يتوقعه مشاهدو Countryfile من ابنة مزارع كمبريان الصلبة، ذات الأربعة والثلاثين عاماً، وذلك منذ أن قدمت أول عرضٍ لها عام 2008.

سيكون من الخطأ التقليل من شأن سكيلتون. إضافة إلى مسارها المهني الممتد عبر 12 عاماً على Newsround، وBlue Peter، وتغطية BBC، لدورة ألعاب ريو الأولمبية 2016، فقد حطمت أرقاماً قياسية عالمية لسباق القوارب، لتصبح ثاني امرأة على الإطلاق تكمل “الترامراثون ناميبيا”، على مسافة 78 ميلاً وأول شخص يصل بالدراجة الهوائية إلى القطب الجنوبي.

هذه هي المرة الثانية التي نلتقي فيها، الأولى كانت لمناقشة التدقيق الصارم الذي واجهته بسبب ارتدائها سراويل قصيرة أثناء عرضها ألعاب السباحة في ريو، وقد تجاهلت ذلك الموقف أيضاً، قائلةً “ألم تكن مدعاة للخجل أن يثيروا تلك التفاهة بدل مناقشة ما كان يحدث في المسبح؟”.

بالنسبة إلى حركة #MeToo عموماً، تعتقد هيلين أنه يجب علينا الحفاظ على بعض الأفق، في إشارة إلى الذين يسعون في أميركا إلى حظر كلمة “man” ووسم مثل #AllMenAreTrash و #YesAllMen، ما يزيد من شحن الأجواء الخطيرة الداعية إلى بغض الجنس البشري.

تقول سكيلتون: “لقد تعبنا كثيراً وأُنهكت قوانا بسبب كل شيء، حتى أصبحنا نفقد القدرة على تغيير الأمور، وإن واصلنا على هذا الدرب قد تبدو حجتنا سخيفة”.

ومع ذلك، فنحن لسنا هنا اليوم لمناقشة ما تتعرض له النساء واسترداد حقوقهن، بل نحن هنا لمناقشة معركتها المقبلة في مجال الرياضة في سبيل إغاثة المحتاجين، مع كاميلا ثورلو من برنامج Love Island، جزيرة الحب على قناة “آي تي في”. وفي الأسبوع المقبل، ستدخل المنافستان حلبة الملاكمة لجمع الأموال لبعض أفقر البلدان في العالم لمكافحة مرض الملاريا، وتحسين خدمات صحة الأمهات وتحسين خدمات الصحة العقلية في المملكة المتحدة وأفريقيا. هناك نوعان من المقابلات الأخرى، بين المغنية والممثلة سبنسر ماثيو من برنامج  Made In Chelsea، ولاعب كرة القدم السابق واين بريدج، ولقاء هانا سبيريت من مجموعة S Club 7’s  ضد المغنية فانيسا وايت يوم السبت.

“إنها أسوأ فترة مررتُ بها في حياتي” تتذكر سكيلتون، فضلاً عن شفتها الممزقة، فقدت أيضا سنًا أثناء التدريب. وعلى رغم هذه النكسات البسيطة، وعدم وطء قدمها صالة الألعاب الرياضية منذ أنجبت ابنها الثاني، لويس، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، تقوم سكيلتون بتقدير فرصها للفوز. لا تعرف كاميلا ولم تشاهد برنامج  Love Island، ولكنها اكتسبت لقب “The Hell Raiser” (مثيرة الجحيم) من مدربها.

في ليلة المعركة، سيكون زوجها ريتشي مايلر، وهو لاعب رجبي محترف، ضمن الحضور، لكن من دون ابنيهما– لويس، البالغ من العمر حالياً سنة تقريباً، وإيرني، سنتين. تقول سكيلتون ضاحكة: “إنني أحثُهما كل يوم على عدم العراك…”.

تبدو سكيلتون في شكل آلة كمان تماماً: متناغمة، مرنة، ومفتولة العضلات، ترتدي ملابس رياضية، وأحذية رياضية (كيف لا وهي تستعد لحصة تدريبية)- ومع ذلك تقول إنها في حال سلم مع التغيرات البدنية التي طرأت نتيجة إنجابها طفلين.

“بعد إنجاب أطفال، تشعر شعوراً مختلفاً بجسمك. من الناحية الجمالية هل أشعر بالسعادة في ما يخص جسدي؟ لا. أعتقد قطعاً أنني أصبحت أنظر إلي جسمي من ناحية أكثر وظيفية، لكنني تجاوزت التفكير في الموضوع، طفلاي هما أولويتي، ثم زوجي، ثم حياتي، ثم العمل، ليس لدي الوقت للتفكير في ما إذا كانت أجزاء محددة من بدني تبدو جميلة”.

قبل عيد الميلاد، انتقلت العائلة من بقعة نائية في جنوب فرنسا، حيث كان ريتشي يلعب لفريق “كتلان دراغونز”، إلى ليدز، بعد أن عُرض عليه اللعب لحساب “رينوز”. والآن، يعيشون في منزل تحيط به غابة وملاعب كرة قدم. لقد كان التخلي عن الحياة الناعمة في فرنسا، في ظل العزلة الريفية السعيدة وقطع الكرواسان والنبيذ، للانتقال إلى المدينة، بمثابة صدمة ثقافية.

“لقد عشت داخل فقاعة لبضع سنوات. كنت بعيدةً، أقضي اليوم كله مع الطفلين، ولا أرى أحداً أو أكترث لمظهري، أصبحت أكثر استرخاءً في ما يتعلق بكل هذه الأمور”.

الآن، تعود سكيلتون إلى متاعب العمل وتبعاته، متنقلة بين رعاية عائلتها الصغيرة وتقديم أفلام وثائقية لقناة ITV، حول الآثار الجانبية لأقراص حرق الدهون وإعادة تدوير البلاستيك. تقول سكيلتون:  “إنني أشعر بالقلق الشديد، مثل أي أمٍّ عاملة. أشعر بالذنب إذا فعلت أمراً ما، وأشعر بالذنب إذا لم أفعله”.

عاشت سكيلتون وترعرعت في مزرعة للألبان بالقرب من مقاطعة لايك، بين أحضان والدها ريتشارد ووالدتها جانيت، إلى جانب أخٍ كبيرٍ، غافين، لاعب كرة قدم سابق، وقد أصبح مدير شركة. حصلت سكيلتون على شهادة في الصحافة من “معهد كمبريا للفنون”، قبل أن تظفر بوظيفة في “راديو كمبريا” عام 2005، لتصبح واحدة من أصغر مقدمي عروض إفطار الصباح في إذاعة “بي بي سي”.

بعد ثلاث سنوات، اقتنصها برنامج “بلو بيتر”.

وليس من المفاجئ سماع سكيلتون تعرب عن قلقها في شأن فجوة الأجور بين الجنسين في هيئة الإذاعة البريطانية، والتي تم الإعلان عن سعة تلك الفجوة في الصيف الماضي عندما تم نشر رواتب أعلى الموظفين في الهيئة- الثلث منهم فقط كن نساء، في حين كان السبعة الأوائل جميعهم رجال.

تم الكشف عن راتب مات بيكر، زميلها السابق في Countryfile، ومضيف The One Show، الذي قدر ما بين 450000 و499999 جنيهاً استرلينياً في السنة (المركز الثامن في التصنيف مناصفةً مع كلوديا ونكلمان)، أما سكيلتون التي تعمل الآن لحسابها الخاص، فلم تتوقع أبداً أن تكون ضمن القائمة، لكنها اعتبرت مع ذلك النتائج  صادمة.

ترى سكيلتون بنبرة جادة أن “هذه الأرقام تجعلني أشعر بالغثيان. لقد بدأت العمل في برنامج بلو بيتر Blue Peter، براتب قدره 24000 جنيه إسترليني لعقد مدته 365 يوماً، كان بإمكاني الحصول على راتب أفضل لو عملت في سوبر ماركت”.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كشف تقريرٌ حول رواتب “بي بي سي”، أن الموظفين الرجال يحصلون على أجور تزيد نسبتها على 9.3 في المئة في المتوسط من النساء، وقد وعد المدير العام توني هول بسد الفجوة بحلول عام 2020. ويوم الأربعاء، كشفت “إي تي أن” أنها تدفع لموظفيها الذكور في المتوسط ما نسبته 19.6 في المئة أكثر من النساء.

تؤكد سكيلتون “أنها صناعة غير عادلة بطبيعتها” وتضيف: “أنا لست سعيدة بخصوص الأجر الذي أتقاضاه، ولست سعيدة بما تم دفعه لبعض زملائي، لكنني وقعت على هذا العقد لأنه في اللحظة التي تتردد فيها ولا توقع، هناك 10 أشخاص غيرك”.

“يسألني الجميع عن كيفية الوصول إلى التلفزيون. أقول، في نهاية المطاف، عليك العمل مجاناً لسنوات. ومهما شعرنا بالحماسة حيال التنوع، فإننا لن نبلغ أبداً مستوى التنوع الفعلي لأن النظام يعني أن قسماً معيناً فقط من المجتمع يستطيع فعل ذلك.

“في اللحظة، التي يقلب فيها كل من يعيش ويعمل خارج إطار وسائل الإعلام، أعينهم ويصرخ (يا الله، هل ما زال الجميع يتحدث في هذا الموضوع؟)، علينا أن نتوخى أكبر قدرٍ من الحذر، حتى لا يصبح الموضوع حجة مملّة وعتيقة. يجب أن تظل القضية حيوية ذات صلة. نحن في حاجة إلى– أدرك أن ما أقوله يبدو مروعاً– أن نبقي الحجة مثيرة، علينا أن نحافظ عليها مثيرة في نظر الجمهور”.

  •         انديا ستورجيس

هذا المقال مترجم عن صحيفة the telegraph ولقراءة المقال الاصلي زوروا الرابطالتالي