fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

جمال خاشقجي وانحسار “صوت أميركا الأخلاقي”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

قال كلوبوشار “لعل بنات خاشقجي هن أفضل من عبر عن الأمر بقولهن “هذا ليس تأبيناً يسدل الستار على القضية. بل هو وعد بأن لا يخبو نوره أبداً، وأن يظل إرثه محفوظاً بيننا”. هذا هو عملنا في الكونغرس الآن، ليس فقط تجاه ما يحدث في العالم لكن ما يحدث في بلدنا أيضاً”. إذا عنت مناسبة التأبين أي شيء فهي تذكير بأننا أبعد ما يكون عن إسدال الستار على القضية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم يعب التأبين التذكاري للصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي في مبنى الكابيتول في الايام الأولى من العام الجديد سوى ما اعتراه من خذلان وانعدام الفعل. تحدث عشرات من أعضاء الكونغرس في كل خطاب من خطاباتهم بكلمات لطيفة عن خاشقجي وأشادوا بمفاهيم حرية الصحافة الصامدة وأدانوا جهود إسكات أصوات مثل خاشقجي وطالبوا الكونغرس بالتصرف، لكن بأي طريقة؟ لم يقولوا شيئاً عن ذلك.

شكل توم مالينوسكي، عضو الكونغرس المستجد من نيوجيرسي الاستثناء الوحيد.

التقى مالينوسكي خاشقجي قبل أشهر قليلة من مقتله في تشرين الأول/اكتوبر الماضي في تجمع صغير في ولاية فرجينيا الشمالية، على حد قوله. قال خاشقجي للمرشح البرلماني ومساعد وزير الخارجية السابق أنه قلق من انحسار “صوت أميركا الأخلاقي” في العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط.

قال مالينوسكي في خطابه “تحدثنا عن ما قد يعنيه هذا بالنسبة للنشطاء الشجعان المدافعين عن الديمقراطية في المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين وغيرها الذين كان بإمكانهم يوماً الاعتماد على أميركا في تحجيم وكبح أنظمتهم عن قمعهم. في ذلك الوقت كنت قلقاً على سلامة بعض الأشخاص الشجعان الذين التقيتهم في تلك الدول عندما كنت دبلوماسياً أميركياً. لم أكن قلقاً على جمال، فقد كان هنا، كان من المفترض أن يكون في أمان”.

مالينوسكي الذي كان أكبر مسؤولي ملف حقوق الإنسان في وزارة الخارجية في فترة أوباما الثانية، عمل سابقاً مديراً لمجموعة حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش، أي أنه محارب من الخارج فرض ضغوطاً على الولايات المتحدة بشأن ممارسات التعذيب المحلية وكذلك علاقات الولايات المتحدة مع حكومات أجنبية لها سجلات حقوق إنسان مشينة. في مقابلة حديثة مع مجلة Foreign Policy تحدث مالينوسكي عن أجندة تشريعية تضم من بين أشياء أخرى “يفرض رقابة على العلاقات الأميركية السعودية في خضم حرب السعودية المدمرة على اليمن وفي أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول”.

بعد أسبوع واحد من شغل منصبه البرلماني في الكونغرس، بدا مالينوسكي كمحارب مخضرم على المنصة وهو يطالب إدارة ترامب باستخدام قانون ماغنيتسكي لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب إصداره أمر قتل خاشقجي قائلاً “لقد منحنا الإدارة كل الأدوات اللازمة لفعل ما هو صواب، لتقول للمملكة العربية السعودية بأنه حتى لو كان لكم حرية اختيار قادتكم، يجب أن تفكروا في عواقب منح مفاتيح السلطة في الـ 50 سنة القادمة لشخص سيظل ملطخاً للأبد بذنب هذه الجريمة”.

ولم يتوان مالينوسكي عن تقريع الزعيم السعودي.أضاف قائلاً “إذا لم تقدم الإدارة على فعل الصواب، فإن الكونغرس سيفعل وأظن أن الكونغرس سيقدم بالفعل على القيام بذلك. نحن نستطيع ويجب علينا محو ابتسامة الحصانة هذه من على وجه محمد بن سلمان واستعادة التوازن في علاقتنا مع المملكة العربية السعودية”.

ثارت همهمات الموافقة ممزوجة بشيء من المفاجأة بين الحاضرين. من بين الـ 14 عضواً من أعضاء الكونغرس الذين تحدثوا ومنهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ مارك وارنر وإمي كلوبوشار وكريس فان هولين وأعضاء مجلس النواب أدم شيف وويل هورد وستيف شابوت وإليوت إنغل، كان مالينوسكي هو الوحيد الذي ذكر قانون ماغنيتسكي.  

لكن الأهم من ذلك أنه كان الوحيد الذي ذكر ولي العهد السعودي بالإسم.

أقل ما يوصف به رد فعل إدارة ترامب تجاه مقتل خاشقجي هو التردد. في تصريح غريب في نوفمبر/تشرين الثاني فضل الرئيس تصديق كلمة محمد بن سلمان على الأخذ بما خلصت إليه وكالة الاستخبارات المركزية.

قال ترامب في تصريحه ” من المحتمل أن ولي العهد كان له علم بهذا الحدث المأساوي، ربما علم وربما لم يعلم”. ظل موقف البيت الأبيض يتزايد في اصطفافه مع موقف ولي العهد، رغم أن وكالة الاستخبارات المركزية سي أي ايه خلصت إلى أن ولي العهد أمر شخصياً باغتيال خاشقجي.

وتجاهل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، حادثة خاشقجي بالكامل في خطاب ألقاه بالجامعة الأميركية بالقاهرة في زيارته الأخيرة، فيما شمل مواضيع متنوعة عن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.  لكنه على النقيض من ذلك أشاد بالمملكة العربية السعودية لدورها في احتواء إيران وإرساء الاستقرار في المنطقة.

قال بومبيو “إن السعودية عملت معنا أيضاً لمواجهة التوسع الإيراني ونفوذه الإقليمي. نحن في الولايات المتحدة نشيد بهذه الجهود ونحث كل الدول على الاستمرار في العمل على تحجيم مختلف أنواع نشاطات النظام الخبيثة”.

في حفل التأبين، استجوبت بيلوسي منطق الإدارة قائلة “إذا قررنا أن المصالح التجارية يجب أن تغلب على التصريحات التي نتفوه بها والأفعال التي نتخذها، يجب علينا الاعتراف إذاً بأننا فقدنا أي سلطة أخلاقية تخولنا الحديث عن أي من الفظائع التي ترتكب في أي مكان من العالم وفي أي زمان”.

أما لويد دوجيت نائب الكونغرس عن الحزب الديمقراطي من أوستين بتكساس فقد عبر عن نفس الشعور بطريقة أكثر حدة قائلاً:

“عندما نتجاهل قتلة الصحفيين هؤلاء أو التعذيب أو الاعتقال، سواء كان من يقوم بها حليف مفترض أو خصم واضح أو ولي عهد أو الكرملين أو الجيش البورمي أو آية الله أو ديكتاتور مصري أو طاغية ما  يزعم أنه يساري أو أي سفاح من الدرجة الثالثة، يصبح العالم مكاناً أقل أمناً للصحفيين، بل يصبح مكاناً أقل أمناً لنا جميعاً”

ورغم برد كانون الثاني/يناير القارص والرياح العاصفة، جذب حفل التأبين جمعاً كبيراً من الناس. ولم تكن الكراسي الـ 100 المعدة كافية خصوصاً مع وجود الكاميرات الـ 15 التي ملأت جوانب الغرفة. وقف ما يقرب العشرين شخصاً للدخول إلى مكان الحدث الذي ينظمه ويشرف عليه الصحفي والمؤلف لورنس رايت، صديق خاشقجي الذي أجرى معه مقابلة لكتابه al-Qaeda, The Looming Tower (كتب رايت تأبيناً مؤثراً في مجلة The New Yorker التي يعمل فيها محرراً، ونشر هذا التأبين تدشيناً لحدث اليوم التالي).

كان من بين المنظمين للحدث أيضاً صانع الأفلام الوثائقية ألكس جيبني والعميل الخاص السابق في الـ FBI علي صوفان واستضاف الحدث رسمياً كل من وارنر وشيف وشابوت.

بالإضافة إلى أعضاء الكونغرس، ضمت قائمة المتحدثين مدافعين عن حرية الصحافة وناشر صحيفة واشنطن بوست فريد راين. وطالبوا بتحميل المسؤولية لقتلة خاشقجي. هذا عام جديد، وإذا ظن السعوديون أن واشنطن ستتجاوز هذا الأمر فهم مخطئون.

لكن يبدو أن القضية تخمد شيئاً فشيئاً: يقول الكونغرس أنه يريد أفعالاً، لكنه لا يقدم على أي فعل ويبرئ البيت الأبيض ولي العهد السعودي من أي جرم واختار وزير الخارجية مايك بومبيو أيضاً تجاهل استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية بدلاً من اتباع سياسة تعارض سياسة الرئيس.

في حين لا يتبع مثل هذه المناسبات التأبينية عادة أي فعل، إلا أن هذه المناسبة كانت مختلفة. فقد آلت إلى القول بأننا ما زلنا هنا. ما زلنا نطالب بأجوبة.

قال كلوبوشار “لعل بنات خاشقجي هن أفضل من عبر عن الأمر بقولهن “هذا ليس تأبيناً يسدل الستار على القضية. بل هو وعد بأن لا يخبو نوره أبداً، وأن يظل إرثه محفوظاً بيننا”. هذا هو عملنا في الكونغرس الآن، ليس فقط تجاه ما يحدث في العالم لكن ما يحدث في بلدنا أيضاً”. إذا عنت مناسبة التأبين أي شيء فهي تذكير بأننا أبعد ما يكون عن إسدال الستار على القضية.

وقبل الختام، أخبر شيف الذي يشارك شابوت رئاسة تكتل حرية الصحافة في الكونغرس أنه شارك في تأسيس التكتل “بمشاركة عضو في الكونغرس من ولاية إنديانا وهو عضو مستقل يسمى مايك بنس”.

أسس التكتل الذي رعى مناسبة التأبين عام 2006. واليوم بعد 13 عاماً يبدو العالم مكاناً مختلفاً تماماً. فهمت نصيحة شيف والإحباط الكامن فيها. عمت الغرفة تنهيدة مسموعة وضحكة مكتومة تسخر من المفارقة الكامنة في عبارته. لم يكن شيف بحاجة لقول المزيد. اهتزت الرؤوس معلنة رفضها.

عندما انتهى حفل التأبين لم يكن هناك شعور بالارتياح، وقف الحاضرون الذين عرف العديد منهم خاشقجي على مستوى شخصي وتبادلوا أطراف الحديث. أصدقاء حيوا أصدقائهم القدامى وقدموا أصدقاء جدد وتصافحوا. لكن لم يكن هناك شعور بالانجاز، بل احساس بأن هناك الكثير من العمل ليتم انجازه.

 

هذا المقال مترجم عن theatlantic.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

16.01.2019
زمن القراءة: 6 minutes

قال كلوبوشار “لعل بنات خاشقجي هن أفضل من عبر عن الأمر بقولهن “هذا ليس تأبيناً يسدل الستار على القضية. بل هو وعد بأن لا يخبو نوره أبداً، وأن يظل إرثه محفوظاً بيننا”. هذا هو عملنا في الكونغرس الآن، ليس فقط تجاه ما يحدث في العالم لكن ما يحدث في بلدنا أيضاً”. إذا عنت مناسبة التأبين أي شيء فهي تذكير بأننا أبعد ما يكون عن إسدال الستار على القضية.

لم يعب التأبين التذكاري للصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي في مبنى الكابيتول في الايام الأولى من العام الجديد سوى ما اعتراه من خذلان وانعدام الفعل. تحدث عشرات من أعضاء الكونغرس في كل خطاب من خطاباتهم بكلمات لطيفة عن خاشقجي وأشادوا بمفاهيم حرية الصحافة الصامدة وأدانوا جهود إسكات أصوات مثل خاشقجي وطالبوا الكونغرس بالتصرف، لكن بأي طريقة؟ لم يقولوا شيئاً عن ذلك.

شكل توم مالينوسكي، عضو الكونغرس المستجد من نيوجيرسي الاستثناء الوحيد.

التقى مالينوسكي خاشقجي قبل أشهر قليلة من مقتله في تشرين الأول/اكتوبر الماضي في تجمع صغير في ولاية فرجينيا الشمالية، على حد قوله. قال خاشقجي للمرشح البرلماني ومساعد وزير الخارجية السابق أنه قلق من انحسار “صوت أميركا الأخلاقي” في العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط.

قال مالينوسكي في خطابه “تحدثنا عن ما قد يعنيه هذا بالنسبة للنشطاء الشجعان المدافعين عن الديمقراطية في المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين وغيرها الذين كان بإمكانهم يوماً الاعتماد على أميركا في تحجيم وكبح أنظمتهم عن قمعهم. في ذلك الوقت كنت قلقاً على سلامة بعض الأشخاص الشجعان الذين التقيتهم في تلك الدول عندما كنت دبلوماسياً أميركياً. لم أكن قلقاً على جمال، فقد كان هنا، كان من المفترض أن يكون في أمان”.

مالينوسكي الذي كان أكبر مسؤولي ملف حقوق الإنسان في وزارة الخارجية في فترة أوباما الثانية، عمل سابقاً مديراً لمجموعة حقوق الإنسان هيومان رايتس ووتش، أي أنه محارب من الخارج فرض ضغوطاً على الولايات المتحدة بشأن ممارسات التعذيب المحلية وكذلك علاقات الولايات المتحدة مع حكومات أجنبية لها سجلات حقوق إنسان مشينة. في مقابلة حديثة مع مجلة Foreign Policy تحدث مالينوسكي عن أجندة تشريعية تضم من بين أشياء أخرى “يفرض رقابة على العلاقات الأميركية السعودية في خضم حرب السعودية المدمرة على اليمن وفي أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول”.

بعد أسبوع واحد من شغل منصبه البرلماني في الكونغرس، بدا مالينوسكي كمحارب مخضرم على المنصة وهو يطالب إدارة ترامب باستخدام قانون ماغنيتسكي لفرض عقوبات على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسبب إصداره أمر قتل خاشقجي قائلاً “لقد منحنا الإدارة كل الأدوات اللازمة لفعل ما هو صواب، لتقول للمملكة العربية السعودية بأنه حتى لو كان لكم حرية اختيار قادتكم، يجب أن تفكروا في عواقب منح مفاتيح السلطة في الـ 50 سنة القادمة لشخص سيظل ملطخاً للأبد بذنب هذه الجريمة”.

ولم يتوان مالينوسكي عن تقريع الزعيم السعودي.أضاف قائلاً “إذا لم تقدم الإدارة على فعل الصواب، فإن الكونغرس سيفعل وأظن أن الكونغرس سيقدم بالفعل على القيام بذلك. نحن نستطيع ويجب علينا محو ابتسامة الحصانة هذه من على وجه محمد بن سلمان واستعادة التوازن في علاقتنا مع المملكة العربية السعودية”.

ثارت همهمات الموافقة ممزوجة بشيء من المفاجأة بين الحاضرين. من بين الـ 14 عضواً من أعضاء الكونغرس الذين تحدثوا ومنهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وأعضاء مجلس الشيوخ مارك وارنر وإمي كلوبوشار وكريس فان هولين وأعضاء مجلس النواب أدم شيف وويل هورد وستيف شابوت وإليوت إنغل، كان مالينوسكي هو الوحيد الذي ذكر قانون ماغنيتسكي.  

لكن الأهم من ذلك أنه كان الوحيد الذي ذكر ولي العهد السعودي بالإسم.

أقل ما يوصف به رد فعل إدارة ترامب تجاه مقتل خاشقجي هو التردد. في تصريح غريب في نوفمبر/تشرين الثاني فضل الرئيس تصديق كلمة محمد بن سلمان على الأخذ بما خلصت إليه وكالة الاستخبارات المركزية.

قال ترامب في تصريحه ” من المحتمل أن ولي العهد كان له علم بهذا الحدث المأساوي، ربما علم وربما لم يعلم”. ظل موقف البيت الأبيض يتزايد في اصطفافه مع موقف ولي العهد، رغم أن وكالة الاستخبارات المركزية سي أي ايه خلصت إلى أن ولي العهد أمر شخصياً باغتيال خاشقجي.

وتجاهل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، حادثة خاشقجي بالكامل في خطاب ألقاه بالجامعة الأميركية بالقاهرة في زيارته الأخيرة، فيما شمل مواضيع متنوعة عن السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.  لكنه على النقيض من ذلك أشاد بالمملكة العربية السعودية لدورها في احتواء إيران وإرساء الاستقرار في المنطقة.

قال بومبيو “إن السعودية عملت معنا أيضاً لمواجهة التوسع الإيراني ونفوذه الإقليمي. نحن في الولايات المتحدة نشيد بهذه الجهود ونحث كل الدول على الاستمرار في العمل على تحجيم مختلف أنواع نشاطات النظام الخبيثة”.

في حفل التأبين، استجوبت بيلوسي منطق الإدارة قائلة “إذا قررنا أن المصالح التجارية يجب أن تغلب على التصريحات التي نتفوه بها والأفعال التي نتخذها، يجب علينا الاعتراف إذاً بأننا فقدنا أي سلطة أخلاقية تخولنا الحديث عن أي من الفظائع التي ترتكب في أي مكان من العالم وفي أي زمان”.

أما لويد دوجيت نائب الكونغرس عن الحزب الديمقراطي من أوستين بتكساس فقد عبر عن نفس الشعور بطريقة أكثر حدة قائلاً:

“عندما نتجاهل قتلة الصحفيين هؤلاء أو التعذيب أو الاعتقال، سواء كان من يقوم بها حليف مفترض أو خصم واضح أو ولي عهد أو الكرملين أو الجيش البورمي أو آية الله أو ديكتاتور مصري أو طاغية ما  يزعم أنه يساري أو أي سفاح من الدرجة الثالثة، يصبح العالم مكاناً أقل أمناً للصحفيين، بل يصبح مكاناً أقل أمناً لنا جميعاً”

ورغم برد كانون الثاني/يناير القارص والرياح العاصفة، جذب حفل التأبين جمعاً كبيراً من الناس. ولم تكن الكراسي الـ 100 المعدة كافية خصوصاً مع وجود الكاميرات الـ 15 التي ملأت جوانب الغرفة. وقف ما يقرب العشرين شخصاً للدخول إلى مكان الحدث الذي ينظمه ويشرف عليه الصحفي والمؤلف لورنس رايت، صديق خاشقجي الذي أجرى معه مقابلة لكتابه al-Qaeda, The Looming Tower (كتب رايت تأبيناً مؤثراً في مجلة The New Yorker التي يعمل فيها محرراً، ونشر هذا التأبين تدشيناً لحدث اليوم التالي).

كان من بين المنظمين للحدث أيضاً صانع الأفلام الوثائقية ألكس جيبني والعميل الخاص السابق في الـ FBI علي صوفان واستضاف الحدث رسمياً كل من وارنر وشيف وشابوت.

بالإضافة إلى أعضاء الكونغرس، ضمت قائمة المتحدثين مدافعين عن حرية الصحافة وناشر صحيفة واشنطن بوست فريد راين. وطالبوا بتحميل المسؤولية لقتلة خاشقجي. هذا عام جديد، وإذا ظن السعوديون أن واشنطن ستتجاوز هذا الأمر فهم مخطئون.

لكن يبدو أن القضية تخمد شيئاً فشيئاً: يقول الكونغرس أنه يريد أفعالاً، لكنه لا يقدم على أي فعل ويبرئ البيت الأبيض ولي العهد السعودي من أي جرم واختار وزير الخارجية مايك بومبيو أيضاً تجاهل استنتاجات وكالة الاستخبارات المركزية بدلاً من اتباع سياسة تعارض سياسة الرئيس.

في حين لا يتبع مثل هذه المناسبات التأبينية عادة أي فعل، إلا أن هذه المناسبة كانت مختلفة. فقد آلت إلى القول بأننا ما زلنا هنا. ما زلنا نطالب بأجوبة.

قال كلوبوشار “لعل بنات خاشقجي هن أفضل من عبر عن الأمر بقولهن “هذا ليس تأبيناً يسدل الستار على القضية. بل هو وعد بأن لا يخبو نوره أبداً، وأن يظل إرثه محفوظاً بيننا”. هذا هو عملنا في الكونغرس الآن، ليس فقط تجاه ما يحدث في العالم لكن ما يحدث في بلدنا أيضاً”. إذا عنت مناسبة التأبين أي شيء فهي تذكير بأننا أبعد ما يكون عن إسدال الستار على القضية.

وقبل الختام، أخبر شيف الذي يشارك شابوت رئاسة تكتل حرية الصحافة في الكونغرس أنه شارك في تأسيس التكتل “بمشاركة عضو في الكونغرس من ولاية إنديانا وهو عضو مستقل يسمى مايك بنس”.

أسس التكتل الذي رعى مناسبة التأبين عام 2006. واليوم بعد 13 عاماً يبدو العالم مكاناً مختلفاً تماماً. فهمت نصيحة شيف والإحباط الكامن فيها. عمت الغرفة تنهيدة مسموعة وضحكة مكتومة تسخر من المفارقة الكامنة في عبارته. لم يكن شيف بحاجة لقول المزيد. اهتزت الرؤوس معلنة رفضها.

عندما انتهى حفل التأبين لم يكن هناك شعور بالارتياح، وقف الحاضرون الذين عرف العديد منهم خاشقجي على مستوى شخصي وتبادلوا أطراف الحديث. أصدقاء حيوا أصدقائهم القدامى وقدموا أصدقاء جدد وتصافحوا. لكن لم يكن هناك شعور بالانجاز، بل احساس بأن هناك الكثير من العمل ليتم انجازه.

 

هذا المقال مترجم عن theatlantic.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.