fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

جمهورية ميشال عون الشعبية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عون مصر على الثلث المعطل، وحزب الله لن يخذله، وسعد ممسك بالتكليف وبرقابنا، والدولار يقفز برشاقة بين يداي أبو محمود الصراف من ألف إلى ألف…

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

 لطالما فعلها ميشال عون. لطالما خاض معارك خاسرة من “كيس غيره”. يجب ان لا ننسى مغادرته القصر الجمهوري إلى السفارة الفرنسية عام 1990، وتركه جنوده يموتون فيه. هذه واقعة يجب أن تكون مؤسِسَة في سعينا لفهم هذا الرجل. فها هو اليوم يخوض معركة مستقبل صهره من جيوب اللبنانيين، غير مكترث للكارثة التي يعيشونها. وبين الكارثتين حل الرجل في أماكن كثيرة، تارة حجبه عنا المنفى الفرنسي فغاب عن رادارات تفسيراتنا، وتارة أخرى أحضره إلينا حزب الله، فعاد وحل بالمكان والزمان اللذين يتيحان له العبث بلقمة عيشنا.

هو اليوم “لقية” حزب الله، ذاك أن لا التاريخ ولا الجغرافيا، كانا ليمنان على الحزب بفرصة من هذا النوع. الرجل غير المكترث إلا لمستقبل صهره، المستعد لأن يجاهر بأنه غير معني بالتقاط خيط نجاة رفيع متمثل بتشكيل حكومة تستجيب للشروط الدولية في الإنقاذ. والحزب اذ لا يريد هذه الحكومة قبل أن ينعقد تفاهماً بين طهران وواشنطن، ما كان له على رغم نفوذه أن يحقق لطهران هذا الشرط من دون ميشال عون. واليوم لبنان عالق بشرط آخر، هو الشرط العوني، الذي يصبح شرطاً مسيحياً وميثاقياً. فهل من ظرف أفضل لتعليق لبنان بانتظار انعقاد طاولة التفاوض حول الاتفاق النووي؟ أما الانهيار، واقتراب الجوع إلى المنازل، فهذه هموم دنيوية لا تشملها مساعي ولاية الفقيه، ولا تساوي شيئاً أمام ضرورة أن يستعيد جبران باسيل نفوذه في جمهورية عمه.

لا حكومة أيها اللبنانيون. سعد الحريري كسب ما هو أهم من الحكومة. كسب قلوباً سنية بعد تصريحاته الحادة ضد رئيس الجمهورية ميشال عون. والأخير يسعى خلال تحضيره الرد إلى كسب قلوب مسيحيين. للقلوب في لبنان هويات طائفية، ذاك أن حباً غبياً وعبثياً يربط بيننا وبين هؤلاء الأنذال، ممن تسببوا بالكارثة التي نعيشها. حباً سهر أهل السوء على تربيته فينا، وعلى جعله يتقدم على أي حب آخر. نعم نحن نحب ميشال عون ونحب سعد الحريري ونحب حسن نصرالله، ناهيك عن نبيه بري ووليد جنبلاط. وجعلنا لكل حب اسم. إنهم الجنرال، والسيد، وعامود السما، والأستاذ، وسعداً الذي اكتفينا منه باسمه.

الدولار يتجه صعوداً، ورواتبنا تتبخر، وعلى رغم ذلك نواصل حبنا الأرعن لهم. عون مصر على الثلث المعطل، وحزب الله لن يخذله، وسعد ممسك بالتكليف وبرقابنا، والدولار يقفز برشاقة بين يداي أبو محمود الصراف من ألف إلى ألف. كل هذا لن يوقف سيلان الحب الأعمى الذي يربطنا بالمتسببين بالكابوس.

البطريرك الماروني بشارة الراعي يريد تدويل مأساتنا ويريدنا أن نحملها إلى الأمم المتحدة، وحسن نصرالله يريدنا أن نتوجه بها “شرقاً”، أي إلى حيث تحتجز الصين نحو ثلاثة ملايين مسلم من الإيغور. لكن الدولار لا يمهلنا لنختار. أبو محمود الصراف يغير السعر في الفترة التي تفصل تصريحاً تصعيدياً عن تصريح تصعيدي. لا وقت لدينا ولا ترف نملكه لكي نتأمل بالعروض المقدمة لنا لنختار بين الأمم المتحدة والصين الشعبية.

إنها الصين الشعبية التي انطلقت منها شركة “هواوي”، أَنّ لنا أن نختار، وقد عاقبها للتو “الشيطان الأكبر” بسبب افتئآتها على مسلميها. لكنها الأمم المتحدة أيضاً، صاحبة الباع الطويل بالصبر على الفاسدين والمجرمين، والتي تخطو بـ”واقعية” تبعث على اليأس. كيف لنا أن نستحضر هذه المشاهد بينما يواصل الدولار أكل رواتبنا الزهيدة. اذاً لا خيار أمامنا سوى أن نعود إلى حبنا الأول، وأن نردد خلف الشاعر: “نقل فؤادك ما استعطت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الأولي”، وبهذا المعنى لن ينال حسن نصرالله غير حب الشيعة، ولن ينال بشارة الراعي غير ما فاض عن حب الموارنة لميشال عون، ولن يفيدهم جميعاً التوجه شرقاً أو غرباً. لن يفيدهم سوى هذا الحب الصغير والضيق، وهو حب طائفي ومذهبي ينقلب كرهاً وعداوة في لحظة المواجهة والاضطراب.

أما نحن، فلن يفيدنا أيضاً أن نفسر المُفسر، فمنذ لحظة مغادرته القصر إلى لحظة عودته إليه، دأب رئيسنا على تأكيد أنه امتداد لنفسه، وأنه مستعد لتكرار واقعة خذلانه الجنود في العام 1990، وها هو يكررها اليوم معنا نحن جنوده في هذه الجمهورية المتداعية.      

إقرأوا أيضاً:

وائل السواح- كاتب سوري | 19.04.2025

تجربة انتخابية سورية افتراضية: أيمن الأصفري رئيساً

رغبتُ في تبيان أن الشرع ليس المرشّح المفضّل لدى جميع السوريين في عموم مناطقهم واتّجاهاتهم السياسية، وفقط من أجل تمرين عقلي، طلبتُ من أصدقائي على حسابي على "فيسبوك" المشاركة في محاكاة انتخابية، لاستقصاء الاتّجاه الذي يسير فيه أصدقائي، مفترضاً طبعاً أن معظمهم يدور في دائرة فكرية متقاربة، وإن تكُ غير متطابقة.
24.03.2021
زمن القراءة: 3 minutes

عون مصر على الثلث المعطل، وحزب الله لن يخذله، وسعد ممسك بالتكليف وبرقابنا، والدولار يقفز برشاقة بين يداي أبو محمود الصراف من ألف إلى ألف…

 لطالما فعلها ميشال عون. لطالما خاض معارك خاسرة من “كيس غيره”. يجب ان لا ننسى مغادرته القصر الجمهوري إلى السفارة الفرنسية عام 1990، وتركه جنوده يموتون فيه. هذه واقعة يجب أن تكون مؤسِسَة في سعينا لفهم هذا الرجل. فها هو اليوم يخوض معركة مستقبل صهره من جيوب اللبنانيين، غير مكترث للكارثة التي يعيشونها. وبين الكارثتين حل الرجل في أماكن كثيرة، تارة حجبه عنا المنفى الفرنسي فغاب عن رادارات تفسيراتنا، وتارة أخرى أحضره إلينا حزب الله، فعاد وحل بالمكان والزمان اللذين يتيحان له العبث بلقمة عيشنا.

هو اليوم “لقية” حزب الله، ذاك أن لا التاريخ ولا الجغرافيا، كانا ليمنان على الحزب بفرصة من هذا النوع. الرجل غير المكترث إلا لمستقبل صهره، المستعد لأن يجاهر بأنه غير معني بالتقاط خيط نجاة رفيع متمثل بتشكيل حكومة تستجيب للشروط الدولية في الإنقاذ. والحزب اذ لا يريد هذه الحكومة قبل أن ينعقد تفاهماً بين طهران وواشنطن، ما كان له على رغم نفوذه أن يحقق لطهران هذا الشرط من دون ميشال عون. واليوم لبنان عالق بشرط آخر، هو الشرط العوني، الذي يصبح شرطاً مسيحياً وميثاقياً. فهل من ظرف أفضل لتعليق لبنان بانتظار انعقاد طاولة التفاوض حول الاتفاق النووي؟ أما الانهيار، واقتراب الجوع إلى المنازل، فهذه هموم دنيوية لا تشملها مساعي ولاية الفقيه، ولا تساوي شيئاً أمام ضرورة أن يستعيد جبران باسيل نفوذه في جمهورية عمه.

لا حكومة أيها اللبنانيون. سعد الحريري كسب ما هو أهم من الحكومة. كسب قلوباً سنية بعد تصريحاته الحادة ضد رئيس الجمهورية ميشال عون. والأخير يسعى خلال تحضيره الرد إلى كسب قلوب مسيحيين. للقلوب في لبنان هويات طائفية، ذاك أن حباً غبياً وعبثياً يربط بيننا وبين هؤلاء الأنذال، ممن تسببوا بالكارثة التي نعيشها. حباً سهر أهل السوء على تربيته فينا، وعلى جعله يتقدم على أي حب آخر. نعم نحن نحب ميشال عون ونحب سعد الحريري ونحب حسن نصرالله، ناهيك عن نبيه بري ووليد جنبلاط. وجعلنا لكل حب اسم. إنهم الجنرال، والسيد، وعامود السما، والأستاذ، وسعداً الذي اكتفينا منه باسمه.

الدولار يتجه صعوداً، ورواتبنا تتبخر، وعلى رغم ذلك نواصل حبنا الأرعن لهم. عون مصر على الثلث المعطل، وحزب الله لن يخذله، وسعد ممسك بالتكليف وبرقابنا، والدولار يقفز برشاقة بين يداي أبو محمود الصراف من ألف إلى ألف. كل هذا لن يوقف سيلان الحب الأعمى الذي يربطنا بالمتسببين بالكابوس.

البطريرك الماروني بشارة الراعي يريد تدويل مأساتنا ويريدنا أن نحملها إلى الأمم المتحدة، وحسن نصرالله يريدنا أن نتوجه بها “شرقاً”، أي إلى حيث تحتجز الصين نحو ثلاثة ملايين مسلم من الإيغور. لكن الدولار لا يمهلنا لنختار. أبو محمود الصراف يغير السعر في الفترة التي تفصل تصريحاً تصعيدياً عن تصريح تصعيدي. لا وقت لدينا ولا ترف نملكه لكي نتأمل بالعروض المقدمة لنا لنختار بين الأمم المتحدة والصين الشعبية.

إنها الصين الشعبية التي انطلقت منها شركة “هواوي”، أَنّ لنا أن نختار، وقد عاقبها للتو “الشيطان الأكبر” بسبب افتئآتها على مسلميها. لكنها الأمم المتحدة أيضاً، صاحبة الباع الطويل بالصبر على الفاسدين والمجرمين، والتي تخطو بـ”واقعية” تبعث على اليأس. كيف لنا أن نستحضر هذه المشاهد بينما يواصل الدولار أكل رواتبنا الزهيدة. اذاً لا خيار أمامنا سوى أن نعود إلى حبنا الأول، وأن نردد خلف الشاعر: “نقل فؤادك ما استعطت من الهوى، ما الحب إلا للحبيب الأولي”، وبهذا المعنى لن ينال حسن نصرالله غير حب الشيعة، ولن ينال بشارة الراعي غير ما فاض عن حب الموارنة لميشال عون، ولن يفيدهم جميعاً التوجه شرقاً أو غرباً. لن يفيدهم سوى هذا الحب الصغير والضيق، وهو حب طائفي ومذهبي ينقلب كرهاً وعداوة في لحظة المواجهة والاضطراب.

أما نحن، فلن يفيدنا أيضاً أن نفسر المُفسر، فمنذ لحظة مغادرته القصر إلى لحظة عودته إليه، دأب رئيسنا على تأكيد أنه امتداد لنفسه، وأنه مستعد لتكرار واقعة خذلانه الجنود في العام 1990، وها هو يكررها اليوم معنا نحن جنوده في هذه الجمهورية المتداعية.      

إقرأوا أيضاً:

24.03.2021
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
لبنان في متاهة السلاح
طارق اسماعيل - كاتب لبناني | 19.04.2025
النظام الرعائي المؤسّساتي: الإصلاح يبدأ أولاً من هناك
زينة علوش - خبيرة دولية في حماية الأطفال | 19.04.2025
تونس: سقوط جدار المزونة يفضح السلطة العاجزة
حنان زبيس - صحافية تونسية | 19.04.2025

اشترك بنشرتنا البريدية