fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

جنسياً ومالياً: هكذا تُستغل المهاجرات الإفريقيات في اليمن 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

عجزت الإحصاءات عن تعداد الانتهاكات الحقوقية في اليمن، وأُضيفت إليها مهمة تعداد الانتهاكات التي تحصل مع العابرين على أراضيه بحق المهاجرات الإفريقيات، هذه الانتهاكات التي ستظل في تزايد، طالما بقي اليمن غير مستقر أمنياً ومسرحاً لعنف يتغذّى فيه التطرّف واستغلال الآخر، لا سيما الغرباء. وليس استغلال  المهاجرات وابتزازهن إلا نموذجاً من جرائم الإتجار بالبشر على أراضيه. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

اليمن بلد ممتلئ بالمشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى رأسها مشكلة المهاجرين العابرين إجبارياً من أراضيه، إذ تستغل شبكات التهريب هذه المنطقة المشتعلة للتربّح من تجارة البشر، التجارة الأبرز في بلدان الصراع والأوفر حظاً.

مينا، أم لطفل (32 عاماً)، غادرت إثيوبيا مطلع كانون الثاني/ يناير 2023 بحراً إلى السواحل اليمنية، لم تكن رحلتها البحرية هذه خالية من المخاطر، فقد تعرّضت لابتزاز مالي من مهرّبها، ودفعت الكثير من الأموال حتى وصلت إلى سواحل لحج وحيدة، ولاستكمال رحلتها الى شمال اليمن؛ قطعت مسافات مشياً على قدميها إلى أن وجدت من يقلّها في سيارة، لكنها وقعت في فخاخ الاستغلال الجنسي.

يعتمد مهربو البشر من إفريقيا عدداً من الطرق البحرية والبرية، التي يروح ضحيتها النساء والأطفال بشكل خاص، والمهاجرون وطالبو اللجوء عموماً، إذ يُنقلون في زوارق وسيارات متهالكة، وينامون في الغابات، ويعبرون الحدود بطرق غير قانونية تنظّمها عصابات المهربين. 

بلغ عدد المهاجرين الأفارقة الوافدين إلى اليمن في العام 2024، وفقاً لـ”يمن فيوتشر” من إجمالي البيانات الشهرية الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية (IOM) خلال الفترة ما بين كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير 2024، 60,897 مهاجراً.

وبحسب المنظمة، فإن عدد الواصلين إلى اليمن في العام الماضي، يُعدّ الأدنى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ انخفض إلى 37.4 في المئة عن العام 2023 الذي دخل فيه 97,210 مهاجرين، وبنسبة 20 في المئة عن العام 2022 الذي دخل فيه 76,028 مهاجراً.

ولا تخلو رحلات التهريب من النساء والفتيات الحالمات بالجنة المزعومة، التي رسمها لهن مهربو البشر، وتبلغ نسبتهن حسب إحصاء تتبّع النازحين 24 في المئة من إجمالي الوافدين في العام الماضي إلى اليمن. 

وتشير البيانات الواردة من مصفوفة النزوح، إلى أن 69 في المئة من إجمالي المهاجرين الوافدين في العام الفائت، دخلوا اليمن من منافذ الساحل الغربي نحو محافظة تعز، حيث وصل 40,723 منهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، “وقد تعود هذه الزيادة إلى طبيعة التغطية الأمنية على الساحل الغربي لليمن”، كما دخل 20,044 مهاجراً في العام نفسه من منافذ سواحل شبوة، أي 3 في المئة من إجمالي المهاجرين، بينما سجلت منافذ محافظة أبين 0.2 في المئة، ممن وفدوا إلى اليمن خلال 2024، لكن لم يستطع المهاجرون العبور من سواحل لحج بسبب التشديدات الحكومية منذ آب/ أغسطس 2023.

  الاغتصاب أبرز المخاطر 

تعرّضت مينا لاستغلال جنسي واغتُصبت وهي تحضن طفلها الرضيع، مينا ليست الوحيدة التي تعرّضت لهذا النوع من الاستغلال، فقد روت زهرة والميلا، الفتاتان اللتان هاجرتا مطلع كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، قصتهما التي لا تختلف كثيراً عن قصة مينا.

وتتعرّض النساء في أوقات كثيرة إلى الاعتداءات والانتهاكات، ولكن يتضاعف الأمر ويزداد في أوقات الأزمات.

لؤي العزعزي صحافي مهتم بقضايا اللاجئين، يقول لـ “درج”: “وثّقنا أسماء عشرات الضحايا اللواتي تعرّضن للاغتصاب بعد التعذيب، ووثّقنا بالصورة ابتزاز أهالي الضحايا”، ويضيف: “يكمن خطر الاغتصاب في تدمير الضحايا نفسياً، وفي كرههن أنفسهن كما سمعنا منهن، إلى جانب محو إنسانيتهن وجعلهن سلعاً للبيع والشراء في مزاد منعدمي الإنسانية والمشاعر”.

ويوضح العزعزي أن “العصابات تحصل على تسهيلات ومساعدات من نافذين يمنيين، وينتشر عناصرها من إثيوبيا إلى جيبوتي إلى اليمن وصولاً حتى المملكة العربية السعودية، ويستهدفون العائلات الفقيرة، ويغرونهم بأعمال تحلّ مشاكلهم، وما إن يصل المهاجرون/ ات إلى اليمن بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، يتم حجزهم في أحواش وشقق. الرجال يتم تعذيبهم، والنساء يُغتصبن، ويحصل هذا تحت أضواء كاميرات الهواتف، ليُرسل المحتوى إلى أهاليهم ولتبدأ عملية ابتزازهم وطلب مبالغ مالية منهم كفدية.

الابتزاز بصور المهاجرات

غادرت مينا بلادها وهي تأمل بالحصول على مهنة عاملة، حين تنتهي رحلتها في السعودية، وتُعدّ قصتها مجرد نموذج فقط، عن قصص الإفريقيات الحالمات بالوصول إلى الخليج عبر اليمن.

ويُوهم تجار البشر المهاجرين الأفارقة بجني الأموال الطائلة والرفاهية، بعد عبور الشط الفاصل بين القارتين، ويقول عُبسى أمان يوسف المتحدث الرسمي باسم جمعية “الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر في إثيوبيا” لــ”درج”: “يصوّر المهربون للمهاجرات ارتفاع الطلب على العاملات المنزليات في السوق الخليجي، وأن هذه الشبكات تتكفل بمصاريف الرحلة الآمنة”.

ويضيف يوسف أن “الشبكات في اليمن تمارس أساليب مختلفة ضد المهاجرات لتخويفهن وابتزازهن مالياً وجنسياً، بعد استقبالهن في أحواش كبيرة، في مدينة عتق في شبوة، أو في قطابر وبني عياش في محافظة صعدة، إذ يجردونهن من ملابسهن ويقمن بتصويرهن لابتزاز أسرهن مالياً لاحقاً”.

وبرغم الواقع المرير الذي يعيشه اليمن المشتعل بالحرب والغارق في أزمات لا تنتهي، ما زال يتحمّل أعباء إضافية، أهمها ضريبة الموقع الاستراتيجي، الذي بات نقمة لا نعمة على سكان هذا البلد المنكوب.

عجزت الإحصاءات عن تعداد الانتهاكات الحقوقية في اليمن، وأُضيفت إليها مهمة تعداد الانتهاكات التي تحصل مع العابرين على أراضيه بحق المهاجرات الإفريقيات، هذه الانتهاكات التي ستظل في تزايد، طالما بقي اليمن غير مستقر أمنياً ومسرحاً لعنف يتغذّى فيه التطرّف واستغلال الآخر، لا سيما الغرباء. وليس استغلال  المهاجرات وابتزازهن إلا نموذجاً من جرائم الإتجار بالبشر على أراضيه. 

نجيب جورج عوض - باحث سوري | 21.03.2025

هيئة تحرير الشام، الطائفية، و”ميتريكس” سوريا الموازية

في سوريا الحالية الواقعية، لا يوجد خيار ولا كبسولتان ولا حتى مورفيوس: إما أن تنصاع لحقيقة هيمنة ميتريكس سوريا الافتراضية الموازية الذي أحضرته الهيئة معها من تجربة إدلب، أو عليك أن تتحول إلى ضحية وهدف مشروعين أمام خالقي الميتريكس وحراسه في سبيل ترسيخ وتحقيق هيمنة الميتريكس المذكور على الواقع.
21.02.2025
زمن القراءة: 4 minutes

عجزت الإحصاءات عن تعداد الانتهاكات الحقوقية في اليمن، وأُضيفت إليها مهمة تعداد الانتهاكات التي تحصل مع العابرين على أراضيه بحق المهاجرات الإفريقيات، هذه الانتهاكات التي ستظل في تزايد، طالما بقي اليمن غير مستقر أمنياً ومسرحاً لعنف يتغذّى فيه التطرّف واستغلال الآخر، لا سيما الغرباء. وليس استغلال  المهاجرات وابتزازهن إلا نموذجاً من جرائم الإتجار بالبشر على أراضيه. 

اليمن بلد ممتلئ بالمشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى رأسها مشكلة المهاجرين العابرين إجبارياً من أراضيه، إذ تستغل شبكات التهريب هذه المنطقة المشتعلة للتربّح من تجارة البشر، التجارة الأبرز في بلدان الصراع والأوفر حظاً.

مينا، أم لطفل (32 عاماً)، غادرت إثيوبيا مطلع كانون الثاني/ يناير 2023 بحراً إلى السواحل اليمنية، لم تكن رحلتها البحرية هذه خالية من المخاطر، فقد تعرّضت لابتزاز مالي من مهرّبها، ودفعت الكثير من الأموال حتى وصلت إلى سواحل لحج وحيدة، ولاستكمال رحلتها الى شمال اليمن؛ قطعت مسافات مشياً على قدميها إلى أن وجدت من يقلّها في سيارة، لكنها وقعت في فخاخ الاستغلال الجنسي.

يعتمد مهربو البشر من إفريقيا عدداً من الطرق البحرية والبرية، التي يروح ضحيتها النساء والأطفال بشكل خاص، والمهاجرون وطالبو اللجوء عموماً، إذ يُنقلون في زوارق وسيارات متهالكة، وينامون في الغابات، ويعبرون الحدود بطرق غير قانونية تنظّمها عصابات المهربين. 

بلغ عدد المهاجرين الأفارقة الوافدين إلى اليمن في العام 2024، وفقاً لـ”يمن فيوتشر” من إجمالي البيانات الشهرية الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية (IOM) خلال الفترة ما بين كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير 2024، 60,897 مهاجراً.

وبحسب المنظمة، فإن عدد الواصلين إلى اليمن في العام الماضي، يُعدّ الأدنى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ انخفض إلى 37.4 في المئة عن العام 2023 الذي دخل فيه 97,210 مهاجرين، وبنسبة 20 في المئة عن العام 2022 الذي دخل فيه 76,028 مهاجراً.

ولا تخلو رحلات التهريب من النساء والفتيات الحالمات بالجنة المزعومة، التي رسمها لهن مهربو البشر، وتبلغ نسبتهن حسب إحصاء تتبّع النازحين 24 في المئة من إجمالي الوافدين في العام الماضي إلى اليمن. 

وتشير البيانات الواردة من مصفوفة النزوح، إلى أن 69 في المئة من إجمالي المهاجرين الوافدين في العام الفائت، دخلوا اليمن من منافذ الساحل الغربي نحو محافظة تعز، حيث وصل 40,723 منهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام، “وقد تعود هذه الزيادة إلى طبيعة التغطية الأمنية على الساحل الغربي لليمن”، كما دخل 20,044 مهاجراً في العام نفسه من منافذ سواحل شبوة، أي 3 في المئة من إجمالي المهاجرين، بينما سجلت منافذ محافظة أبين 0.2 في المئة، ممن وفدوا إلى اليمن خلال 2024، لكن لم يستطع المهاجرون العبور من سواحل لحج بسبب التشديدات الحكومية منذ آب/ أغسطس 2023.

  الاغتصاب أبرز المخاطر 

تعرّضت مينا لاستغلال جنسي واغتُصبت وهي تحضن طفلها الرضيع، مينا ليست الوحيدة التي تعرّضت لهذا النوع من الاستغلال، فقد روت زهرة والميلا، الفتاتان اللتان هاجرتا مطلع كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، قصتهما التي لا تختلف كثيراً عن قصة مينا.

وتتعرّض النساء في أوقات كثيرة إلى الاعتداءات والانتهاكات، ولكن يتضاعف الأمر ويزداد في أوقات الأزمات.

لؤي العزعزي صحافي مهتم بقضايا اللاجئين، يقول لـ “درج”: “وثّقنا أسماء عشرات الضحايا اللواتي تعرّضن للاغتصاب بعد التعذيب، ووثّقنا بالصورة ابتزاز أهالي الضحايا”، ويضيف: “يكمن خطر الاغتصاب في تدمير الضحايا نفسياً، وفي كرههن أنفسهن كما سمعنا منهن، إلى جانب محو إنسانيتهن وجعلهن سلعاً للبيع والشراء في مزاد منعدمي الإنسانية والمشاعر”.

ويوضح العزعزي أن “العصابات تحصل على تسهيلات ومساعدات من نافذين يمنيين، وينتشر عناصرها من إثيوبيا إلى جيبوتي إلى اليمن وصولاً حتى المملكة العربية السعودية، ويستهدفون العائلات الفقيرة، ويغرونهم بأعمال تحلّ مشاكلهم، وما إن يصل المهاجرون/ ات إلى اليمن بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، يتم حجزهم في أحواش وشقق. الرجال يتم تعذيبهم، والنساء يُغتصبن، ويحصل هذا تحت أضواء كاميرات الهواتف، ليُرسل المحتوى إلى أهاليهم ولتبدأ عملية ابتزازهم وطلب مبالغ مالية منهم كفدية.

الابتزاز بصور المهاجرات

غادرت مينا بلادها وهي تأمل بالحصول على مهنة عاملة، حين تنتهي رحلتها في السعودية، وتُعدّ قصتها مجرد نموذج فقط، عن قصص الإفريقيات الحالمات بالوصول إلى الخليج عبر اليمن.

ويُوهم تجار البشر المهاجرين الأفارقة بجني الأموال الطائلة والرفاهية، بعد عبور الشط الفاصل بين القارتين، ويقول عُبسى أمان يوسف المتحدث الرسمي باسم جمعية “الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر في إثيوبيا” لــ”درج”: “يصوّر المهربون للمهاجرات ارتفاع الطلب على العاملات المنزليات في السوق الخليجي، وأن هذه الشبكات تتكفل بمصاريف الرحلة الآمنة”.

ويضيف يوسف أن “الشبكات في اليمن تمارس أساليب مختلفة ضد المهاجرات لتخويفهن وابتزازهن مالياً وجنسياً، بعد استقبالهن في أحواش كبيرة، في مدينة عتق في شبوة، أو في قطابر وبني عياش في محافظة صعدة، إذ يجردونهن من ملابسهن ويقمن بتصويرهن لابتزاز أسرهن مالياً لاحقاً”.

وبرغم الواقع المرير الذي يعيشه اليمن المشتعل بالحرب والغارق في أزمات لا تنتهي، ما زال يتحمّل أعباء إضافية، أهمها ضريبة الموقع الاستراتيجي، الذي بات نقمة لا نعمة على سكان هذا البلد المنكوب.

عجزت الإحصاءات عن تعداد الانتهاكات الحقوقية في اليمن، وأُضيفت إليها مهمة تعداد الانتهاكات التي تحصل مع العابرين على أراضيه بحق المهاجرات الإفريقيات، هذه الانتهاكات التي ستظل في تزايد، طالما بقي اليمن غير مستقر أمنياً ومسرحاً لعنف يتغذّى فيه التطرّف واستغلال الآخر، لا سيما الغرباء. وليس استغلال  المهاجرات وابتزازهن إلا نموذجاً من جرائم الإتجار بالبشر على أراضيه.