fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

جنوب لبنان: المطلوب حكومة تنتزع حق العودة 

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!
"درج"

حق الناس في العودة يتقدم على مخاوفنا المشروعة من تجديد “حزب الله” مهمته في حمل السلاح. التحدي الفعلي يتمثل في نجاح الدولة اللبنانية في فرض الانسحاب، ووصولها إلى الجنوب ومباشرة مهمة إعادة الإعمار. على هذا النحو نُبطل دعاوى نتانياهو ونسحب من الحزب ورقة سلاحه.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

بغض النظر عن توظيف “حزب الله” داخلياً، لمشهد محاولات أهالي قرى الحافة الحدودية العودة إلى منازلهم المدمر معظمها، بعد انتهاء المهلة التي منحها اتفاق وقف إطلاق النار لقوات الاحتلال الإسرائيلي، للانسحاب من المناطق التي احتلتها خلال حرب السبعين يوماً، فإن إصرار الأهالي على هذه العودة هو الحد الأدنى من حقوقهم. 

هذه العودة الملحمية التي كلفت أهالي القرى الحدودية نحو 21 ضحية وعشرات الجرحى، كشفت أمس ثغرات كبرى في اتفاق وقف إطلاق النار، وطرحت تساؤلات ليس فقط حول عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، إنما أيضاً حول عدم جهوزية الجيش اللبناني لمهمة ملء الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب الإسرائيلي.

لا يمكن لمساعي “حزب الله” دفع لبنان مجدداً إلى ثلاثيته (شعب جيش مقاومة) أن تكون مبرراً لإشاحة الأنظار، عن حقيقة أن عشرات آلاف العائلات اللبنانية ما زالت خارج بلداتها، وأن آلافاً أخرى من بينها ما زالت جثامين أبنائها تحت ركام المنازل المدمرة، وأن العودة بالنسبة إليها هي شأن عاطفي، بالإضافة إلى كونها إصراراً على مواصلة العيش في مناطقها.

نعم، قضية “حزب الله” اليوم هي مواصلة مهمته المتمثلة في رهن الدولة بسلاحه، لكن قضية لبنانية تتمثل في احتلال إسرائيل عشرات القرى ومواصلتها تدمير ما تبقى من منازل فيها، ومنع أكثر من مئة ألف مواطن من العودة إلى أرضه، هي القضية الأهم التي يجب أن تشغل من يسعى إلى أن تستعيد الدولة سيادتها وقرارها. 

هذا الأمر يدفع مجدداً إلى التساؤل عن مساحة الغموض في اتفاق وقف إطلاق النار، وتحديداً عن جهوزية الجيش اللبناني وعن دور قوات الأمم المتحدة. فلبنان، وقّع على اتفاق وقف إطلاق النار، و”حزب الله” كان في صلب تفاصيله، والدولة لم ترد بكلمة واحدة عن ادّعاء إسرائيل بأن الجيش اللبناني لم ينفذ ما التزم به بموجب الاتفاق.

أمس قتلت إسرائيل 21 مواطناً لبنانياً وجرحت العشرات، ممن كانوا بصدد توجههم إلى منازلهم. هذه المأساة تُملي على الحكومة مسؤولية مكاشفة اللبنانيين وخصوصاً الجنوبيين منهم، بحقائق اتفاق وقف النار. يد نتانياهو على الزناد، وهو أعلن قبل يوم من موعد الانسحاب قراره بمواصلة الاحتلال. ثمة عقدة مخفية هنا! هل نفذ الجيش اللبناني المطلوب منه؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أننا بصدد مواصلة إسرائيل احتلالها متجاوزة القرار 1701، على نحو ما سبق لها أن فعلت بعد صدور القرار 425 الذي صدر في العام 1978، والذي قضى بانسحابها من لبنان، فلم تنفذه إلا في العام 2000، أما إذا كان الجواب أن عقبات حالت دون تنفيذ الجيش مهماته، فإن ذلك يأخذنا مجدداً إلى السؤال عمن يضمن عدم تكرار مأساة الأمس في الموعد الجديد الذي حُدد للانسحاب الإسرائيلي، وهو الثامن عشر من شهر شباط/ فبراير المقبل.

حق الناس في العودة يتقدم على مخاوفنا المشروعة من تجديد “حزب الله” مهمته في حمل السلاح. التحدي الفعلي يتمثل في نجاح الدولة اللبنانية في فرض الانسحاب، ووصولها إلى الجنوب ومباشرة مهمة إعادة الإعمار. على هذا النحو نُبطل دعاوى نتانياهو ونسحب من الحزب ورقة سلاحه.

والحال أن “حزب الله” اليوم في موقع أضعف مما كان عليه في جولاته الأهلية السابقة، فسياسياً هو يغرد وحيداً على متن الدراجات النارية التي جابت بالأمس في شوارع بيروت، رافعة أعلامه ومطلقة العنان لأرجوزة “شيعة – شيعة – شيعة”، فشطب عبرها مشهد العودة الملحمية لأهالي القرى الحدودية. 

وكان عبر تكثيفه المشهدي لحزبية هذه العودة قد أضعف مضامينها الوطنية، وهذا مؤشر جديد على أن الحرب قد أتت بين ما أتت عليه، على حساسية سياسية لطالما وظّفها الحزب في تصدّره وهيمنته على القرار اللبناني. 

مهمة تنفيذ الجيش المطلوب منه، تتطلب قراراً سياسياً تتخذه حكومة يجري اليوم تأخير تشكيلها، ومن المرجح أن يواصل من يملك مصلحة في عدم وجودها إعاقة تشكيلها، مهمته. 

الأسابيع الثلاثة التي تفصلنا عن الموعد الجديد للانسحاب الإسرائيلي، تفصلنا أيضاً عن تشكيل حكومة تملك قراراً واضحاً بملء الفراغ ومباشرة إعادة الإعمار. لكن الأهم أنها تفصلنا عن اختبار النوايا الإسرائيلية الفعلية، وما إذا كانت النية تحويل الحدود إلى خاصرة رخوة لجبهة مفتوحة على نحو ما كرسته في الضفة الغربية.       

رائد بو حمدان | 31.01.2025

17 تشرين: المساحة الحاضنة التي نسجها اللبنانيون لحماية بلدهم

تبني 17 تشرين (بمن فيها من نواب وقوى وناشطين/ات وإعلاميين/ات وغيره) لوصول جوزيف عون الى الرئاسة، وصناعة خيار نواف سلام، ليس فعل قطف أو تسلّق، بل هو خدمة للبنان ومصلحة لكل اللبنانيين، ومصدر طمأنينة للعيش المشترك بمنع غلبة فريق لبناني على آخر.
"درج"
لبنان
27.01.2025
زمن القراءة: 3 minutes

حق الناس في العودة يتقدم على مخاوفنا المشروعة من تجديد “حزب الله” مهمته في حمل السلاح. التحدي الفعلي يتمثل في نجاح الدولة اللبنانية في فرض الانسحاب، ووصولها إلى الجنوب ومباشرة مهمة إعادة الإعمار. على هذا النحو نُبطل دعاوى نتانياهو ونسحب من الحزب ورقة سلاحه.


بغض النظر عن توظيف “حزب الله” داخلياً، لمشهد محاولات أهالي قرى الحافة الحدودية العودة إلى منازلهم المدمر معظمها، بعد انتهاء المهلة التي منحها اتفاق وقف إطلاق النار لقوات الاحتلال الإسرائيلي، للانسحاب من المناطق التي احتلتها خلال حرب السبعين يوماً، فإن إصرار الأهالي على هذه العودة هو الحد الأدنى من حقوقهم. 

هذه العودة الملحمية التي كلفت أهالي القرى الحدودية نحو 21 ضحية وعشرات الجرحى، كشفت أمس ثغرات كبرى في اتفاق وقف إطلاق النار، وطرحت تساؤلات ليس فقط حول عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، إنما أيضاً حول عدم جهوزية الجيش اللبناني لمهمة ملء الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب الإسرائيلي.

لا يمكن لمساعي “حزب الله” دفع لبنان مجدداً إلى ثلاثيته (شعب جيش مقاومة) أن تكون مبرراً لإشاحة الأنظار، عن حقيقة أن عشرات آلاف العائلات اللبنانية ما زالت خارج بلداتها، وأن آلافاً أخرى من بينها ما زالت جثامين أبنائها تحت ركام المنازل المدمرة، وأن العودة بالنسبة إليها هي شأن عاطفي، بالإضافة إلى كونها إصراراً على مواصلة العيش في مناطقها.

نعم، قضية “حزب الله” اليوم هي مواصلة مهمته المتمثلة في رهن الدولة بسلاحه، لكن قضية لبنانية تتمثل في احتلال إسرائيل عشرات القرى ومواصلتها تدمير ما تبقى من منازل فيها، ومنع أكثر من مئة ألف مواطن من العودة إلى أرضه، هي القضية الأهم التي يجب أن تشغل من يسعى إلى أن تستعيد الدولة سيادتها وقرارها. 

هذا الأمر يدفع مجدداً إلى التساؤل عن مساحة الغموض في اتفاق وقف إطلاق النار، وتحديداً عن جهوزية الجيش اللبناني وعن دور قوات الأمم المتحدة. فلبنان، وقّع على اتفاق وقف إطلاق النار، و”حزب الله” كان في صلب تفاصيله، والدولة لم ترد بكلمة واحدة عن ادّعاء إسرائيل بأن الجيش اللبناني لم ينفذ ما التزم به بموجب الاتفاق.

أمس قتلت إسرائيل 21 مواطناً لبنانياً وجرحت العشرات، ممن كانوا بصدد توجههم إلى منازلهم. هذه المأساة تُملي على الحكومة مسؤولية مكاشفة اللبنانيين وخصوصاً الجنوبيين منهم، بحقائق اتفاق وقف النار. يد نتانياهو على الزناد، وهو أعلن قبل يوم من موعد الانسحاب قراره بمواصلة الاحتلال. ثمة عقدة مخفية هنا! هل نفذ الجيش اللبناني المطلوب منه؟ إذا كان الجواب نعم، فهذا يعني أننا بصدد مواصلة إسرائيل احتلالها متجاوزة القرار 1701، على نحو ما سبق لها أن فعلت بعد صدور القرار 425 الذي صدر في العام 1978، والذي قضى بانسحابها من لبنان، فلم تنفذه إلا في العام 2000، أما إذا كان الجواب أن عقبات حالت دون تنفيذ الجيش مهماته، فإن ذلك يأخذنا مجدداً إلى السؤال عمن يضمن عدم تكرار مأساة الأمس في الموعد الجديد الذي حُدد للانسحاب الإسرائيلي، وهو الثامن عشر من شهر شباط/ فبراير المقبل.

حق الناس في العودة يتقدم على مخاوفنا المشروعة من تجديد “حزب الله” مهمته في حمل السلاح. التحدي الفعلي يتمثل في نجاح الدولة اللبنانية في فرض الانسحاب، ووصولها إلى الجنوب ومباشرة مهمة إعادة الإعمار. على هذا النحو نُبطل دعاوى نتانياهو ونسحب من الحزب ورقة سلاحه.

والحال أن “حزب الله” اليوم في موقع أضعف مما كان عليه في جولاته الأهلية السابقة، فسياسياً هو يغرد وحيداً على متن الدراجات النارية التي جابت بالأمس في شوارع بيروت، رافعة أعلامه ومطلقة العنان لأرجوزة “شيعة – شيعة – شيعة”، فشطب عبرها مشهد العودة الملحمية لأهالي القرى الحدودية. 

وكان عبر تكثيفه المشهدي لحزبية هذه العودة قد أضعف مضامينها الوطنية، وهذا مؤشر جديد على أن الحرب قد أتت بين ما أتت عليه، على حساسية سياسية لطالما وظّفها الحزب في تصدّره وهيمنته على القرار اللبناني. 

مهمة تنفيذ الجيش المطلوب منه، تتطلب قراراً سياسياً تتخذه حكومة يجري اليوم تأخير تشكيلها، ومن المرجح أن يواصل من يملك مصلحة في عدم وجودها إعاقة تشكيلها، مهمته. 

الأسابيع الثلاثة التي تفصلنا عن الموعد الجديد للانسحاب الإسرائيلي، تفصلنا أيضاً عن تشكيل حكومة تملك قراراً واضحاً بملء الفراغ ومباشرة إعادة الإعمار. لكن الأهم أنها تفصلنا عن اختبار النوايا الإسرائيلية الفعلية، وما إذا كانت النية تحويل الحدود إلى خاصرة رخوة لجبهة مفتوحة على نحو ما كرسته في الضفة الغربية.       

"درج"
لبنان
27.01.2025
زمن القراءة: 3 minutes
|
آخر القصص
“دمقرطة” صناعة الأبطال
ديانا عيتاوي - مدوّنة في التواصل والتصميم | 31.01.2025
المواجهة مع منطق “البعث” في لبنان يجب أن تستمر 
كريم صفي الدين وعزت زهر الدين | 30.01.2025

اشترك بنشرتنا البريدية