fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

جورج أورويل على متن الطائرة السورية المتوجهة إلى سوتشي

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لم أتابع التفاصيل السياسية لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، لا بل ولم أشعر بأنها تعنيني بأي شي، كسورية أولاً وكصحفية ثانياً.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

لم أتابع التفاصيل السياسية لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، لا بل ولم أشعر بأنها تعنيني بأي شي، كسورية أولاً وكصحفية ثانياً.
بعد أن قمت بتغطية مؤتمرات جنيف للسلام في العام ٢٠١٢، من دمشق،  ٢٠١٤ و٢٠١٦، من جنيف، أصبت كغيري من الإعلاميين العاملين في الصحافة العالمية، بخيبات متتالية، فلا شيء جديداً يُحكى عن سورية. الخبرُ ذاته مع تغيير التاريخ والمدينة، وعدد القتلى. حتى أن الخبر السوري لم يعد يحتلُ الأولوية في نشرات الأخبار العالمية، و إلى حد ما، العربية أيضاً.
وباعتبار أن روسيا باتت الراعى الأقوى في الملف السوري، مع التراجع الدولي، الأميركي والاقليمي، فهناك توقع مسبق، لما ستؤول إليه أي مبادرات ترعاها موسكو في مسار المفاوضات السورية.
التاريخ يكتبه المنتصرون، والشروط يفرضها الأقوى، ونحن كسوريين “مدنيين”،  لا حول لنا ولا قوة. إلا أن هناك ما يشدّ الانتباه في اجتماع، أو مؤتمر، لا بل احتفالية “سوتشي” التي جرت.
كل ما حدث ذكرني برواية جورج أورويل ١٩٨٤. كل ما عشته في سورية هو تجسيد للرواية، لا بل ويسبقها بأضعاف مضاعفة.
الدكتاتورية وغياب الحريات والرعايا التابعون.
بدأ الرعايا بالهتاف على متن الطائرة المتوجهة من دمشق بإيعاز من سيدة، طالبتهم بتثبيت وطنيتهم، وترديد أغنية “بكتب اسمك يا بلادي”، فالاغنية والهتاف الجماعي يثبت من عزيمتهم ويؤكد على وطنيتهم.
لا يختلف المشهد بتاتاً عن ترديد هتافات حزب البعث “وحدة حرية اشتراكية”، التي تسمع اصدائها صباح كل يوم  في كافة المدارس السورية. وكلما ازداد الصوت قوة، ازداد الولاء والانتماء والوطنية.
لم أستطع تمييز أي شخص على متن الطائرة، ربما بضع فنانين وفنانات ممن تسابقوا على تقديم فروض الطاعة والولاء، تارة بإطلاق شعارات تأييد رنانة، وتارة بوصف الطرف الآخر بالعميل والخائن. موقفان كافيان ليكتسبا الميزات والامتيازات.
مشهد آخر التقطته عبر السوشال ميديا، وليس لمتابعة مهنية لأحداث سوتشي. فهاهو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافاروف، يتحدث ويقاطعه أحد المدعويين بهتاف تأييد وتبجيل “لروسيا العظيمة، تماماً كما الاجتماعات الحزبية والبرلمانية وغيرها، من اجتماعات رسمية في سورية، حيث يطالب الرعايا باثبات ولائهم عبر الهتافات والتبجيل.
المعارضة شبه غائبة عن المشهد، المدعوون وهم بالمئات معظمهم ممن سمح لهم بالمشاركة، والهدف بحسب الروس هو اجتماع أكبر شريحة تمثل الشعب السوري.
هل هؤلاء يمثلون الشعب السوري؟
ألم يحن الوقت ليكون هناك من يمثل السوريين دون أن يأمرهم بما يفعلون وما يقولون؟ هل هذا هو المجتمع المدني السوري؟ هل هؤلاء من سيصنعون غد أفضل يتشارك به الجميع؟
كيف ومعظمهم لديه خطاب أحادي القطب يرفض الآخر؟
هل كان من بين المدعويين أمهات من قتلوا في الحرب؟ من شردوا، وقصفت بيوتهم بالطيران السوري والروسي؟ بالطبع يجب أن يكون هناك أيضاً من ضحايا الجيش السوري، لأن لهم الحق في رسم مستقبل سورية، ولكن المشهد غير مكتمل؟ وكيف له أن يكون مكتملاً، اذا كانت المفاوضات الرسمية في جنيف، والتي اعترفت بها الامم المتحدة، والمدعومة عالمياً لم تحقق شيئاً يرجى؟ ما زالت المطالبات حتى اليوم، تنادي بفك الحصار واطلاق المعتقلين؟
وحده التاريخ واسم المدينة يتغيران. بدأت بحمص ثم داريا فحلب ومضايا والزبداني، والآن الغوطة الشرقية؟
مازال الآلاف من المعتقلين مغيبون في السجون دون أمل بالعودة لاهاليهم.
كيف لاجتماع سوتشي أن يرسي مبادئ سلام في سوريا تجمع كافة الاطراف، وهو يفرض لعبةً، الرابح فيها طرف واحد.
لم أتابع ما نصه البيان الصادر عن سوتشي، فقد شغلني أكثر ما يحدث داخل سورية. اليوم يتحدث سكان سراقب عن قصف بالنابالم، واهالي دوما عن قصف بالكلور والقادم أعظم. [video_player link=””][/video_player]

02.02.2018
زمن القراءة: 3 minutes

لم أتابع التفاصيل السياسية لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، لا بل ولم أشعر بأنها تعنيني بأي شي، كسورية أولاً وكصحفية ثانياً.

لم أتابع التفاصيل السياسية لمؤتمر سوتشي للحوار السوري، لا بل ولم أشعر بأنها تعنيني بأي شي، كسورية أولاً وكصحفية ثانياً.
بعد أن قمت بتغطية مؤتمرات جنيف للسلام في العام ٢٠١٢، من دمشق،  ٢٠١٤ و٢٠١٦، من جنيف، أصبت كغيري من الإعلاميين العاملين في الصحافة العالمية، بخيبات متتالية، فلا شيء جديداً يُحكى عن سورية. الخبرُ ذاته مع تغيير التاريخ والمدينة، وعدد القتلى. حتى أن الخبر السوري لم يعد يحتلُ الأولوية في نشرات الأخبار العالمية، و إلى حد ما، العربية أيضاً.
وباعتبار أن روسيا باتت الراعى الأقوى في الملف السوري، مع التراجع الدولي، الأميركي والاقليمي، فهناك توقع مسبق، لما ستؤول إليه أي مبادرات ترعاها موسكو في مسار المفاوضات السورية.
التاريخ يكتبه المنتصرون، والشروط يفرضها الأقوى، ونحن كسوريين “مدنيين”،  لا حول لنا ولا قوة. إلا أن هناك ما يشدّ الانتباه في اجتماع، أو مؤتمر، لا بل احتفالية “سوتشي” التي جرت.
كل ما حدث ذكرني برواية جورج أورويل ١٩٨٤. كل ما عشته في سورية هو تجسيد للرواية، لا بل ويسبقها بأضعاف مضاعفة.
الدكتاتورية وغياب الحريات والرعايا التابعون.
بدأ الرعايا بالهتاف على متن الطائرة المتوجهة من دمشق بإيعاز من سيدة، طالبتهم بتثبيت وطنيتهم، وترديد أغنية “بكتب اسمك يا بلادي”، فالاغنية والهتاف الجماعي يثبت من عزيمتهم ويؤكد على وطنيتهم.
لا يختلف المشهد بتاتاً عن ترديد هتافات حزب البعث “وحدة حرية اشتراكية”، التي تسمع اصدائها صباح كل يوم  في كافة المدارس السورية. وكلما ازداد الصوت قوة، ازداد الولاء والانتماء والوطنية.
لم أستطع تمييز أي شخص على متن الطائرة، ربما بضع فنانين وفنانات ممن تسابقوا على تقديم فروض الطاعة والولاء، تارة بإطلاق شعارات تأييد رنانة، وتارة بوصف الطرف الآخر بالعميل والخائن. موقفان كافيان ليكتسبا الميزات والامتيازات.
مشهد آخر التقطته عبر السوشال ميديا، وليس لمتابعة مهنية لأحداث سوتشي. فهاهو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافاروف، يتحدث ويقاطعه أحد المدعويين بهتاف تأييد وتبجيل “لروسيا العظيمة، تماماً كما الاجتماعات الحزبية والبرلمانية وغيرها، من اجتماعات رسمية في سورية، حيث يطالب الرعايا باثبات ولائهم عبر الهتافات والتبجيل.
المعارضة شبه غائبة عن المشهد، المدعوون وهم بالمئات معظمهم ممن سمح لهم بالمشاركة، والهدف بحسب الروس هو اجتماع أكبر شريحة تمثل الشعب السوري.
هل هؤلاء يمثلون الشعب السوري؟
ألم يحن الوقت ليكون هناك من يمثل السوريين دون أن يأمرهم بما يفعلون وما يقولون؟ هل هذا هو المجتمع المدني السوري؟ هل هؤلاء من سيصنعون غد أفضل يتشارك به الجميع؟
كيف ومعظمهم لديه خطاب أحادي القطب يرفض الآخر؟
هل كان من بين المدعويين أمهات من قتلوا في الحرب؟ من شردوا، وقصفت بيوتهم بالطيران السوري والروسي؟ بالطبع يجب أن يكون هناك أيضاً من ضحايا الجيش السوري، لأن لهم الحق في رسم مستقبل سورية، ولكن المشهد غير مكتمل؟ وكيف له أن يكون مكتملاً، اذا كانت المفاوضات الرسمية في جنيف، والتي اعترفت بها الامم المتحدة، والمدعومة عالمياً لم تحقق شيئاً يرجى؟ ما زالت المطالبات حتى اليوم، تنادي بفك الحصار واطلاق المعتقلين؟
وحده التاريخ واسم المدينة يتغيران. بدأت بحمص ثم داريا فحلب ومضايا والزبداني، والآن الغوطة الشرقية؟
مازال الآلاف من المعتقلين مغيبون في السجون دون أمل بالعودة لاهاليهم.
كيف لاجتماع سوتشي أن يرسي مبادئ سلام في سوريا تجمع كافة الاطراف، وهو يفرض لعبةً، الرابح فيها طرف واحد.
لم أتابع ما نصه البيان الصادر عن سوتشي، فقد شغلني أكثر ما يحدث داخل سورية. اليوم يتحدث سكان سراقب عن قصف بالنابالم، واهالي دوما عن قصف بالكلور والقادم أعظم. [video_player link=””][/video_player]

02.02.2018
زمن القراءة: 3 minutes
|

اشترك بنشرتنا البريدية