من دون سابق إنذار، حُجِب موقع “درج” في مصر، في خطوة مفاجئة لم يسبقها أي تبرير أو مراسلة، وهي أعقبت محطات شهدتها مصر، على رأسها قمة المناخ وقضية الناشط علاء عبد الفتاح. علماً أننا، ومن موقعنا كمنصة مستقلة، ومنحازة طبعاً لقضايا الحريات وحقوق الإنسان، لطالما قدمنا في تناولنا الشأن المصري الهمّ المهني على أي همّ آخر، وحَرصنا على أن تشمل قصصنا وجهات نظر من شملتهم تحقيقاتنا الصحافية.
لم تتواصل معنا في “درج” أي جهة مصرية لتستوضحنا ما نشرنا، ونحن إذ ننتظر توضيحاً لأسباب الخطوة، سنحاول من جهتنا الاتصال بالجهات الرسمية. لكن طبعاً يبقى أن الحجب غير المسبوق بإنذار هو بالنسبة إلينا مؤشر غير مطمئن يوحي بأن قراراً اتخذ بضمنا إلى الكثير من المنصات المستقلة المحجوبة بقرار من السلطات العليا في القاهرة، ويضيف تساؤلات ليست جديدة طبعاً عن مستقبل الحريات في مصر.
بانتظار معرفة أسباب الخطوة، سنواصل تغطيتنا لمصر وانفتاحنا على إيصال مختلف الأصوات فيها.
كما أن الخطوة المترافقة مع ارتفاع في منسوب “الحساسية” الرقابية لدى السلطات المصرية، تطرح تساؤلات عن الموقع الذي تطمح إليه القاهرة في ظل استضافتها قمة المناخ، وهذا ما يضعها أمام تحدي احترام الحريات وحقوق الإنسان.
والحجب غير الموضحة أسبابه دفعنا إلى استرجاع بعض تغطياتنا للشأن المصري، عساه يعيننا في تقدير أسباب الحجب، فكانت المفارقة أن مقابلة أجريناها مع الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار حول قضية عبد الفتاح، وقصة عن الصحافيات المعتصمات أمام نقابة الصحافة في القاهرة، هما ما نعتقد أنهما قد يكونان خلف قرار الحجب، وهما قصتان عن الحريات، ردت عليهما السلطات في مصر بمزيد من الاستهداف للحرية.
سنسعى للتواصل مع “الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات” وهو الجهة التي يفترض أنها تولت الحجب، وبانتظار معرفة أسباب الخطوة، سنواصل تغطيتنا لمصر وانفتاحنا على إيصال مختلف الأصوات فيها.