fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

حصار وقتل… هل بدأت إسرائيل بتنفيذ “خطة الجنرالات” في جباليا؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال قبل أيام في شمال القطاع، تهدف إلى إخلاء المنطقة وإعادة احتلالها والاستيطان فيها، في ما يبدو تنفيذاً لـ”خطة الجنرالات”. فماهي هذه الخطة؟

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

منذ تسعة أيام، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ حصار مطبق على جباليا شمال قطاع غزة وأحياء أخرى قريبة منها، مع ارتكابه مجازر مروّعة بحق المدنيين هناك، وتهديده باقتحام المستشفيات التي لا تزال تعمل.

كشف الجيش عن هدفه من عمليته العسكرية في جباليا منذ اليوم الأول لها، حين دعا سكانها البالغ عددهم 200 ألف وفقاً للدفاع المدني، إلى النزوح من طريق صلاح الدين شرقاً، ثم التوجه إلى جنوب قطاع غزة، وهو ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”.

يرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال قبل أيام في شمال القطاع، تهدف إلى إخلاء المنطقة وإعادة احتلالها والاستيطان فيها، في ما يبدو تنفيذاً لـ”خطة الجنرالات”. 

تتضمّن “خطة الجنرالات” التي صاغها كبار ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بقيادة اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني)، ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية إلى الجنوب.

حسب المرحلة الأولى من الخطة، يجلي الجيش السكان من شمال القطاع نحو الجنوب خلال فترة أسبوع، وعند انتهاء الوقت الممنوح يتم إعلان الشمال منطقة عسكرية مغلقة.

تشمل المرحلة الثانية من الخطة فرض حصار محكم وكامل على منطقة الشمال يُمنع خلاله الدخول والخروج منها، بما في ذلك الإمدادات من غذاء ووقود ومياه، والشرط لرفع الحصار عنها هو إلقاء المقاومة سلاحها والاستسلام، ما يجعل غزة بلا “عدو”، وفقاً لوسائل إعلامية إسرائيلية.

على الأرض، رصد مراسل “درج” في قطاع غزة، تنفيذ ما جاء في “خطة الجنرالات”، إذ بدأ الجيش بتشديد الحصار على سكان جباليا وبيت لاهيا القريبة منها، ومنع إدخال الطعام والشراب إليهم، وارتكب المزيد من المجازر بحقهم.

واستهدف الطيران الإسرائيلي، صباح الاثنين 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مركز توزيع مساعدات تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وقتل 10 فلسطينيين وأصاب العشرات، وفق مصادر طبية رسمية فلسطينية.

يهدف هذا القصف إلى منع حصول أي من سكان شمال القطاع على أي نوع من الاحتياجات الضرورية، واستمرار الضغط عليهم من أجل الاستجابة لدعوات الخروج والنزوح إلى الجنوب.

بعد القصف بساعات، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية نقل 30 شاحنة تحتوي على الدقيق والمواد الغذائية، لصالح منظمة الغذاء العالمي من ميناء أسدود عبر معبر “إيريز” أقصى شمال القطاع، عملاً بتوجيهات المستوى السياسي، ولكن وفقاً لإفادات من داخل جباليا، لم يصلهم أي شيء.

A girl plays in a car carcass at the site of an Israeli airstrike on tents for displaced people two days earlier in the courtyard of Al-Aqsa Martyrs Hospital in Deir al-Balah in the central Gaza Strip, on October 16, 2024. – A spokesman for the Palestinian Civil Defence in Gaza said the October 14 strike had killed four people and wounded many more, noting it was the seventh time an attack had hit the “tents for displaced people inside the walls of Al-Aqsa Martyrs Hospital”. (Photo by Eyad BABA / AFP)

تكذيب فلسطيني

بعد التصريح الإسرائيلي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس الكذب ويحاول تضليل الرأي العام حول إدخال شاحنات طحين إلى محافظة شمال غزة.

وأوضح المكتب في تصريح مكتوب، يوم الاثنين الماضي، أن الاحتلال يُحكم الحصار والإغلاق المطبق منذ 170 يوماً بشكل متواصل على محافظتي غزة والشمال، ويُغلق جميع المنافذ الإنسانية، بل ويواصل ارتكاب المحرقة ويقتل أكثر من 342 شهيداً ويصيب المئات من المدنيين والأطفال والنساء في مجزرة متواصلة منذ 10 أيام مستمرة من دون توقف.

ووصف ما يجري في محافظة غزة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والتدمير الكلي للمنازل والأحياء السكنية والشوارع والطرقات والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمساجد وكل القطاعات الحيوية، وهو ما يأتي ضمن خطة التهجير الأميركية الاحتلالية الإسرائيلية، التي تُعدّ أكبر وأخطر مخطط أميركي احتلالي إسرائيلي في القرن الواحد والعشرين.

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حذّر في بيان من “التأثير الكارثي للحصار الإسرائيلي على الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة”، مؤكداً أن “الاحتلال أغلق المعابر الرئيسية الموصولة في محافظتي غزة والشمال، ومنع دخول المساعدات الغذائية إليهما منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري”.

وأشار إلى  أن “المطابخ ونقاط توزيع الغذاء في شمال غزة قد أُغلقت بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وأوامر الإخلاء”، لافتاً إلى “إغلاق المخبز الوحيد (الشلفوح) العامل في شمال القطاع بعد قصفه وإحراق مخازن الدقيق التابعة له”.

وهكذا أصبح شمال القطاع معزولاً بشكل كامل، ويتسارع فيه التدهور، فيما وصلت المساعدات التي تدخل القطاع عموماً إلى أدنى مستوياتها منذ شهور، مع ندرة توافر السلع الغذائية والتجارية الأساسية، في ظل استنفاد الناس سبل التكيف مع هذا الوضع الإنساني الصعب، وانهيار منظومة الأمن الغذائي، واقتراب خطر المجاعة الحقيقية.

شهادات من جباليا

يقول الأربعيني محمد أسعد وهو من سكان جباليا: “بدأ الطعام ينفد من المنزل والماء أيضاً، القصف الإسرائيلي لا يتوقف بخاصة مع دخول الليل، وما نأكله هو بقايا المعلبات التي حصلنا عليها سابقاً من الأونروا”.

ويؤكد أن “الجيش الإسرائيلي يهدف من وراء تشديد حصاره وقتله المدنيين في جباليا إلى ترحيل سكانها إلى جنوب القطاع، وهو أمر لا يفكر به أحد من السكان، لأنهم يعرفون ماذا ينتظرهم في الجنوب”.

يُفضّل أسعد الوصول إلى “مرحلة أكل ورق الشجر في جباليا على النزوح وترك منزله، خشية العيش في الخيام التي سبقه إليها أقاربه الذين خرجوا من الشمال في تشرين الأول/ أكتوبر 2023”.

بدوره، يؤكد أحمد الخالدي وهو من سكان جباليا أيضاً، “وضع الجيش الإسرائيلي براميل مياه مفخّخة داخل أزقة المخيم، لجذب المحاصرين الباحثين عن الماء، وتفجيرها بهم عن بعد”.

يقول الخالدي لـ”درج”: “اكتشفنا تلك البراميل عن طريق المصادفة من خلال رؤية بعض الأسلاك، وهو ما جعل الناس يبتعدون عنها، وكشفنا في الوقت نفسه حجم الإجرام لدى جنود الاحتلال”، موضحاً أن “الجيش أمر سكان جباليا بالإخلاء والتوجه إلى جنوب القطاع، ولكن الاستجابة ضعيفة جداً، والكثير من الأهالي لا يزالون في منازلهم ويرفضون الخروج منها”.

ويتابع: “جنوب القطاع ليس أفضل من الشمال، فالقتل موجود هنا وهناك، وحياة النزوح جحيم هناك، لذلك قررنا أن نموت هنا”.

الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في شمال غزة الرائد محمود بصل، أكد أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل ما يتحرك في جباليا، وهو ما حدث مع جائعين تحركوا من للحصول على الدقيق من مركز توزيع تابع للأونروا”.

وقال بصل في حديث لـ”درج”: “كما هو واضح يريد الجيش تنفيذ خطة الجنرالات وإرغام سكان جباليا على النزوح القسري إلى جنوب القطاع، من خلال استهداف المدنيين”.

وأوضح أن “طواقم الدفاع المدني لا تستطيع الوصول بشكل كامل حتى هذه اللحظة، إلى جميع المناطق المستهدفة في جباليا، فالاحتلال يستهدف كل من يتحرك أو يحاول الاقتراب من المصابين والشهداء”.

Palestinian youths inspect the ground at the site of an Israeli airstrike which hit tents for displaced people two days earlier in the courtyard of Al-Aqsa Martyrs Hospital in Deir al-Balah in the central Gaza Strip on October 16, 2024. – A spokesman for the Palestinian Civil Defence in Gaza said the October 14 strike had killed four people and wounded many more, noting it was the seventh time an attack had hit the “tents for displaced people inside the walls of Al-Aqsa Martyrs Hospital”. (Photo by Eyad BABA / AFP)

تحذير حقوقي إسرائيلي

عدد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية حذّر في بيان، المجتمع الدولي من أنه “سيكون شريكاً في الجريمة إذا هجّرت إسرائيل سكان شمال قطاع غزة”، وهي على التوالي: “جيشاه – مسلك”، و”أطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل”، و”بتسيلم”، و”يش دين”.

وأكدت في بيانها، أن “هناك مؤشرات مقلقة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد باشر في تطبيق غير معلن لخطة الجنرالات، والمعروفة أيضاً باسم خطة آيلاند، التي تدعو إلى نقل قسري لجميع سكان شمال القطاع عبر تشديد الحصار وتجويع السكان”. 

ورأت أنه “يقع على عاتق العالم مسؤولية منع جرائم التجويع والنقل القسري، وإذا واصلت دول العالم اتّباع سياسة الانتظار، فإن ذلك سيمكّن إسرائيل من القضاء على شمال القطاع، وستكون شريكة في ذلك”. 

ودعت الدول والهيئات الدولية المعنية إلى “التحرك في الحال، واستخدام الأدوات القضائية والدبلوماسية والاقتصادية المتاحة كلها لمنع تنفيذ المخطط”.

16.10.2024
زمن القراءة: 6 minutes

يرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال قبل أيام في شمال القطاع، تهدف إلى إخلاء المنطقة وإعادة احتلالها والاستيطان فيها، في ما يبدو تنفيذاً لـ”خطة الجنرالات”. فماهي هذه الخطة؟


منذ تسعة أيام، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ حصار مطبق على جباليا شمال قطاع غزة وأحياء أخرى قريبة منها، مع ارتكابه مجازر مروّعة بحق المدنيين هناك، وتهديده باقتحام المستشفيات التي لا تزال تعمل.

كشف الجيش عن هدفه من عمليته العسكرية في جباليا منذ اليوم الأول لها، حين دعا سكانها البالغ عددهم 200 ألف وفقاً للدفاع المدني، إلى النزوح من طريق صلاح الدين شرقاً، ثم التوجه إلى جنوب قطاع غزة، وهو ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”.

يرى مراقبون أن العمليات العسكرية التي بدأها جيش الاحتلال قبل أيام في شمال القطاع، تهدف إلى إخلاء المنطقة وإعادة احتلالها والاستيطان فيها، في ما يبدو تنفيذاً لـ”خطة الجنرالات”. 

تتضمّن “خطة الجنرالات” التي صاغها كبار ضباط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بقيادة اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني)، ترحيل جميع سكان المنطقة الشمالية إلى الجنوب.

حسب المرحلة الأولى من الخطة، يجلي الجيش السكان من شمال القطاع نحو الجنوب خلال فترة أسبوع، وعند انتهاء الوقت الممنوح يتم إعلان الشمال منطقة عسكرية مغلقة.

تشمل المرحلة الثانية من الخطة فرض حصار محكم وكامل على منطقة الشمال يُمنع خلاله الدخول والخروج منها، بما في ذلك الإمدادات من غذاء ووقود ومياه، والشرط لرفع الحصار عنها هو إلقاء المقاومة سلاحها والاستسلام، ما يجعل غزة بلا “عدو”، وفقاً لوسائل إعلامية إسرائيلية.

على الأرض، رصد مراسل “درج” في قطاع غزة، تنفيذ ما جاء في “خطة الجنرالات”، إذ بدأ الجيش بتشديد الحصار على سكان جباليا وبيت لاهيا القريبة منها، ومنع إدخال الطعام والشراب إليهم، وارتكب المزيد من المجازر بحقهم.

واستهدف الطيران الإسرائيلي، صباح الاثنين 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مركز توزيع مساعدات تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وقتل 10 فلسطينيين وأصاب العشرات، وفق مصادر طبية رسمية فلسطينية.

يهدف هذا القصف إلى منع حصول أي من سكان شمال القطاع على أي نوع من الاحتياجات الضرورية، واستمرار الضغط عليهم من أجل الاستجابة لدعوات الخروج والنزوح إلى الجنوب.

بعد القصف بساعات، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية نقل 30 شاحنة تحتوي على الدقيق والمواد الغذائية، لصالح منظمة الغذاء العالمي من ميناء أسدود عبر معبر “إيريز” أقصى شمال القطاع، عملاً بتوجيهات المستوى السياسي، ولكن وفقاً لإفادات من داخل جباليا، لم يصلهم أي شيء.

A girl plays in a car carcass at the site of an Israeli airstrike on tents for displaced people two days earlier in the courtyard of Al-Aqsa Martyrs Hospital in Deir al-Balah in the central Gaza Strip, on October 16, 2024. – A spokesman for the Palestinian Civil Defence in Gaza said the October 14 strike had killed four people and wounded many more, noting it was the seventh time an attack had hit the “tents for displaced people inside the walls of Al-Aqsa Martyrs Hospital”. (Photo by Eyad BABA / AFP)

تكذيب فلسطيني

بعد التصريح الإسرائيلي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس الكذب ويحاول تضليل الرأي العام حول إدخال شاحنات طحين إلى محافظة شمال غزة.

وأوضح المكتب في تصريح مكتوب، يوم الاثنين الماضي، أن الاحتلال يُحكم الحصار والإغلاق المطبق منذ 170 يوماً بشكل متواصل على محافظتي غزة والشمال، ويُغلق جميع المنافذ الإنسانية، بل ويواصل ارتكاب المحرقة ويقتل أكثر من 342 شهيداً ويصيب المئات من المدنيين والأطفال والنساء في مجزرة متواصلة منذ 10 أيام مستمرة من دون توقف.

ووصف ما يجري في محافظة غزة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والتدمير الكلي للمنازل والأحياء السكنية والشوارع والطرقات والبنى التحتية والمستشفيات والمدارس والمساجد وكل القطاعات الحيوية، وهو ما يأتي ضمن خطة التهجير الأميركية الاحتلالية الإسرائيلية، التي تُعدّ أكبر وأخطر مخطط أميركي احتلالي إسرائيلي في القرن الواحد والعشرين.

برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حذّر في بيان من “التأثير الكارثي للحصار الإسرائيلي على الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة”، مؤكداً أن “الاحتلال أغلق المعابر الرئيسية الموصولة في محافظتي غزة والشمال، ومنع دخول المساعدات الغذائية إليهما منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري”.

وأشار إلى  أن “المطابخ ونقاط توزيع الغذاء في شمال غزة قد أُغلقت بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية وأوامر الإخلاء”، لافتاً إلى “إغلاق المخبز الوحيد (الشلفوح) العامل في شمال القطاع بعد قصفه وإحراق مخازن الدقيق التابعة له”.

وهكذا أصبح شمال القطاع معزولاً بشكل كامل، ويتسارع فيه التدهور، فيما وصلت المساعدات التي تدخل القطاع عموماً إلى أدنى مستوياتها منذ شهور، مع ندرة توافر السلع الغذائية والتجارية الأساسية، في ظل استنفاد الناس سبل التكيف مع هذا الوضع الإنساني الصعب، وانهيار منظومة الأمن الغذائي، واقتراب خطر المجاعة الحقيقية.

شهادات من جباليا

يقول الأربعيني محمد أسعد وهو من سكان جباليا: “بدأ الطعام ينفد من المنزل والماء أيضاً، القصف الإسرائيلي لا يتوقف بخاصة مع دخول الليل، وما نأكله هو بقايا المعلبات التي حصلنا عليها سابقاً من الأونروا”.

ويؤكد أن “الجيش الإسرائيلي يهدف من وراء تشديد حصاره وقتله المدنيين في جباليا إلى ترحيل سكانها إلى جنوب القطاع، وهو أمر لا يفكر به أحد من السكان، لأنهم يعرفون ماذا ينتظرهم في الجنوب”.

يُفضّل أسعد الوصول إلى “مرحلة أكل ورق الشجر في جباليا على النزوح وترك منزله، خشية العيش في الخيام التي سبقه إليها أقاربه الذين خرجوا من الشمال في تشرين الأول/ أكتوبر 2023”.

بدوره، يؤكد أحمد الخالدي وهو من سكان جباليا أيضاً، “وضع الجيش الإسرائيلي براميل مياه مفخّخة داخل أزقة المخيم، لجذب المحاصرين الباحثين عن الماء، وتفجيرها بهم عن بعد”.

يقول الخالدي لـ”درج”: “اكتشفنا تلك البراميل عن طريق المصادفة من خلال رؤية بعض الأسلاك، وهو ما جعل الناس يبتعدون عنها، وكشفنا في الوقت نفسه حجم الإجرام لدى جنود الاحتلال”، موضحاً أن “الجيش أمر سكان جباليا بالإخلاء والتوجه إلى جنوب القطاع، ولكن الاستجابة ضعيفة جداً، والكثير من الأهالي لا يزالون في منازلهم ويرفضون الخروج منها”.

ويتابع: “جنوب القطاع ليس أفضل من الشمال، فالقتل موجود هنا وهناك، وحياة النزوح جحيم هناك، لذلك قررنا أن نموت هنا”.

الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في شمال غزة الرائد محمود بصل، أكد أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل ما يتحرك في جباليا، وهو ما حدث مع جائعين تحركوا من للحصول على الدقيق من مركز توزيع تابع للأونروا”.

وقال بصل في حديث لـ”درج”: “كما هو واضح يريد الجيش تنفيذ خطة الجنرالات وإرغام سكان جباليا على النزوح القسري إلى جنوب القطاع، من خلال استهداف المدنيين”.

وأوضح أن “طواقم الدفاع المدني لا تستطيع الوصول بشكل كامل حتى هذه اللحظة، إلى جميع المناطق المستهدفة في جباليا، فالاحتلال يستهدف كل من يتحرك أو يحاول الاقتراب من المصابين والشهداء”.

Palestinian youths inspect the ground at the site of an Israeli airstrike which hit tents for displaced people two days earlier in the courtyard of Al-Aqsa Martyrs Hospital in Deir al-Balah in the central Gaza Strip on October 16, 2024. – A spokesman for the Palestinian Civil Defence in Gaza said the October 14 strike had killed four people and wounded many more, noting it was the seventh time an attack had hit the “tents for displaced people inside the walls of Al-Aqsa Martyrs Hospital”. (Photo by Eyad BABA / AFP)

تحذير حقوقي إسرائيلي

عدد من منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية حذّر في بيان، المجتمع الدولي من أنه “سيكون شريكاً في الجريمة إذا هجّرت إسرائيل سكان شمال قطاع غزة”، وهي على التوالي: “جيشاه – مسلك”، و”أطباء لحقوق الإنسان – إسرائيل”، و”بتسيلم”، و”يش دين”.

وأكدت في بيانها، أن “هناك مؤشرات مقلقة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد باشر في تطبيق غير معلن لخطة الجنرالات، والمعروفة أيضاً باسم خطة آيلاند، التي تدعو إلى نقل قسري لجميع سكان شمال القطاع عبر تشديد الحصار وتجويع السكان”. 

ورأت أنه “يقع على عاتق العالم مسؤولية منع جرائم التجويع والنقل القسري، وإذا واصلت دول العالم اتّباع سياسة الانتظار، فإن ذلك سيمكّن إسرائيل من القضاء على شمال القطاع، وستكون شريكة في ذلك”. 

ودعت الدول والهيئات الدولية المعنية إلى “التحرك في الحال، واستخدام الأدوات القضائية والدبلوماسية والاقتصادية المتاحة كلها لمنع تنفيذ المخطط”.