fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

حلقة جديدة من مسلسل “الخلاف الخليجي”… هل حلّ الصلح؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بدأت التصريحات الرسمية تتوالى بشكل أكثر جدية من الجانبين البارزين في الخلاف الخليجي، الدوحة والرياض، وبمشاركة كويتية تتبنى خطوات الصلح لتطوي صفحة كانت بدأتها.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الخلاف الخليجي الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، لماذا بدأ وهل انتهى حقاً؟ وهل نشهد فعلاً طي الأزمة المستمرة منذ ثلاث سنوات بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من ناحية أخرى؟

الباحث سيجد أن “المصالحة الخليجية” هي العبارة الأكثر بحثاً على محرك “غوغل” في السعودية راهناً، فعلى رغم قلة التصريح الرسمي من مختلف الأطراف، إلا أن الاهتمام بهذا الملف يشهد ذروة في المتابعة. والمصالحة التي بدأت تتشكل ملامحها تبدو أكثر جدية من سابقاتها، هذا على الأقل ما تتطلع إليه العيون المتفائلة بإغلاق هذا الملف المزعج شعبياً، قبل أن يكون سياسياً، فهذه المرة بدأت التصريحات الرسمية تتوالى بشكل أكثر جدية من الجانبين البارزين في الخلاف الخليجي، الدوحة والرياض، وبمشاركة كويتية تتبنى خطوات الصلح لتطوي صفحة كانت بدأتها، لكن ما الجديد ولماذا يحدث هذا الآن وأين بقية الخصوم من هذه الخطوة المهمة؟

حتى اللحظة لا تمكن تسمية هذه الخطوات بالمصالحة، فهي خطوات مد وجزر بين بلدين وصل خلافهما وقطيعتهما إلى حد غير مسبوق في العقود الحديثة على مستوى العلاقات بين دول الخليج، فضلاً عن أن محاولات الصلح خلال سنوات القطيعة أثبتت عدم نجاعتها، ليس لمعوقات في الاتفاقيات وبنودها التعجيزية التي فرضتها دول المقاطعة الأربع، لكن لأسباب مبهمة تماماً كسبب اندلاعها أساساً إلى الحد الذي وصلت إليه، لذا فإن لغة التقارب اليوم تبدو أكثر اتساقاً من سابقاتها، ولكن كيف يمكن أن يضمن الشعبان على أقل تقدير، جدية حكومتيهما في هذا الملف؟ ولعل هذا ما يعكس حالة صمت الحسابات التويترية على سبيل المثال من الجانبين وترقب النتائج الحقيقية من هذا التقارب.

“المصالحة الخليجية” هي العبارة الأكثر بحثاً على محرك “غوغل” في السعودية راهناً.

قراءات وسيناريوات عدة يتم تناولها هذه الأيام لفهم هذه العلاقة غير الواضحة بين البلدين، فهناك من يجدها تقارباً شكلياً بين الرياض والدوحة لإزعاج دولة الإمارات التي انطلقت تجاه منحنى بعيد من السعودية، بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإعلانها السريع إدانة مقتل محسن فخري زاده، بعيداً من متابعة تلاسن السعودية وإيران حول هذه العملية، وملفات أخرى عمقت الهوة بين الرياض وأبوظبي، مثل اليمن وليبيا وسوريا وغيرها. وهناك من يرى المصالحة انتصاراً يضاف إلى ملف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آخر أيام رئاسته ليثبت خطواته ومساعيه في انتخابات 2024، أو أن تكون بداية لإعلان تطبيع البلدين مع إسرائيل وهو الملف الأهم الذي قد يختم به ترامب أعماله وإنجازاته في فترة رئاسته الوحيدة. أما السيناريو الأكثر إثارة فهو أن تكون هذه الخطوة ضمن حلقة ختامية لمسلسل سعودي- قطري تأثر بأحداث الدراما التركية الكويتية، فبعد “طراق” و”صراخ” و”عشق ممنوع”، يبدو أن المصلحة الموقتة باتت الخيار الأمثل للجانبين، والمحور الجديد قد يكون رباعياً بين السعودية، قطر، الكويت وتركيا، لمجابهة رئاسة الديموقراطي جو بايدن، بخاصة في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان وإعادة ثورات الربيع العربي إلى الواجهة من جديد!

نعم يعتقد كثر اليوم في دول الخليج، أن ما مرت فيه المنطقة العربية من ثورات هو مؤامرة مدبرة من الديموقراطيين، وأن عودتهم إلى المشهد ستعيد زعزعة المنطقة والإخوان إلى الواجهة من جديد، وهذا هو الكابوس الأكبر اليوم الذي يتداوله الرأي العام الخليجي، بعدما غرست الأنظمة عبر بث ممنهج إعلامياً وسياسياً هذه الأفكار طيلة السنوات القليلة الماضية، ولأن الخلاف الخليجي ومصر في اساسه كان متعلقا باتهام قطر وتركيا بتمكين الاخوان المسلمين وزعزعة امن واستقرار البيوت الحاكمة والأنظمة التقليدية، فإن مثل هذا الرأي قد يبدو متضارباً بين فكرة دخول السعودية في حلف يضم قطر وتركيا، وهذا ما يمكن تحليله بأنها خطوة استباقية تضمن بقاء العرش السعودي بعيداً من الزعزعة ما أن رضيت عنها البلدان! وبين وجود اسم “جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعراب التطبيع الإسرائيلي- الخليجي في هذا التقارب كله!

دخول إدارة ترامب “المتهمة أساساً بخلق النزاع بأنامل إماراتية” في هذه الخطوة، إنما يدل على أنها خطوة في مصلحة العلاقات الإسرائيلية- الخليجية.

ولأن السعودية التي تبدو اليوم غير واضحة سياسياً، تشوب صورتها الخارجية التردد والمناورات المتهورة المراهقة، فإن احتمال مناوراتها غير المحسوبة هذه المرة تجاه إدارة بايدن أو تجاه علاقتها مع الإمارات، قد يأخذها إلى منحنى جديد من فقدان دورها الاستراتيجي والقضاء على دورها التاريخي، الذي لطالما كان محط أنظار جاراتها قبل الآخرين، فتقاربها الحالي أو تهدئة لغتها على الأقل تجاه قطر وتركيا، بعدما شنت عليهما حروباً إعلامية علنية، يجعلها تبدو بصورة مهتزة تبحث عن غطاء وتحالفات جديدة لضمان مستقبلها السياسي بدلاً من قيادة الكفة.

بالنسبة إلى قطر، فإن تشكيل حلف مع  السعودية وتركيا والكويت سيسمح لها بمحاصرة خصمها الأبرز وهو الإمارات.

ما يمكن أن نخلص إليه وسط كل هذه الأخبار المتناقضة حول المصالحة الخليجية أو التقارب المبدئي بملامحه غير الواضحة وشروط يُقال إنها باتت حبراً على ورق، هو أن دخول إدارة ترامب “المتهمة أساساً بخلق النزاع بأنامل إماراتية” في هذه الخطوة، إنما يدل على أنها خطوة في مصلحة العلاقات الإسرائيلية- الخليجية، ولتدخل قطر والسعودية بأقدامهما وبخطوة واحدة على أرض الميعاد، تماماً كما فعلت قبلهما البحرين والإمارات، وحتى تكون الخطوة الأبرز في مجابهة إيران إلى جانب إسرائيل التي تعيش لحظات انتصارها بمقتل محسن فخري زاده.    

سمر فيصل - صحافية سعودية
المملكة العربية السعودية
07.12.2020
زمن القراءة: 4 minutes

بدأت التصريحات الرسمية تتوالى بشكل أكثر جدية من الجانبين البارزين في الخلاف الخليجي، الدوحة والرياض، وبمشاركة كويتية تتبنى خطوات الصلح لتطوي صفحة كانت بدأتها.

الخلاف الخليجي الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، لماذا بدأ وهل انتهى حقاً؟ وهل نشهد فعلاً طي الأزمة المستمرة منذ ثلاث سنوات بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من ناحية أخرى؟

الباحث سيجد أن “المصالحة الخليجية” هي العبارة الأكثر بحثاً على محرك “غوغل” في السعودية راهناً، فعلى رغم قلة التصريح الرسمي من مختلف الأطراف، إلا أن الاهتمام بهذا الملف يشهد ذروة في المتابعة. والمصالحة التي بدأت تتشكل ملامحها تبدو أكثر جدية من سابقاتها، هذا على الأقل ما تتطلع إليه العيون المتفائلة بإغلاق هذا الملف المزعج شعبياً، قبل أن يكون سياسياً، فهذه المرة بدأت التصريحات الرسمية تتوالى بشكل أكثر جدية من الجانبين البارزين في الخلاف الخليجي، الدوحة والرياض، وبمشاركة كويتية تتبنى خطوات الصلح لتطوي صفحة كانت بدأتها، لكن ما الجديد ولماذا يحدث هذا الآن وأين بقية الخصوم من هذه الخطوة المهمة؟

حتى اللحظة لا تمكن تسمية هذه الخطوات بالمصالحة، فهي خطوات مد وجزر بين بلدين وصل خلافهما وقطيعتهما إلى حد غير مسبوق في العقود الحديثة على مستوى العلاقات بين دول الخليج، فضلاً عن أن محاولات الصلح خلال سنوات القطيعة أثبتت عدم نجاعتها، ليس لمعوقات في الاتفاقيات وبنودها التعجيزية التي فرضتها دول المقاطعة الأربع، لكن لأسباب مبهمة تماماً كسبب اندلاعها أساساً إلى الحد الذي وصلت إليه، لذا فإن لغة التقارب اليوم تبدو أكثر اتساقاً من سابقاتها، ولكن كيف يمكن أن يضمن الشعبان على أقل تقدير، جدية حكومتيهما في هذا الملف؟ ولعل هذا ما يعكس حالة صمت الحسابات التويترية على سبيل المثال من الجانبين وترقب النتائج الحقيقية من هذا التقارب.

“المصالحة الخليجية” هي العبارة الأكثر بحثاً على محرك “غوغل” في السعودية راهناً.

قراءات وسيناريوات عدة يتم تناولها هذه الأيام لفهم هذه العلاقة غير الواضحة بين البلدين، فهناك من يجدها تقارباً شكلياً بين الرياض والدوحة لإزعاج دولة الإمارات التي انطلقت تجاه منحنى بعيد من السعودية، بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وإعلانها السريع إدانة مقتل محسن فخري زاده، بعيداً من متابعة تلاسن السعودية وإيران حول هذه العملية، وملفات أخرى عمقت الهوة بين الرياض وأبوظبي، مثل اليمن وليبيا وسوريا وغيرها. وهناك من يرى المصالحة انتصاراً يضاف إلى ملف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آخر أيام رئاسته ليثبت خطواته ومساعيه في انتخابات 2024، أو أن تكون بداية لإعلان تطبيع البلدين مع إسرائيل وهو الملف الأهم الذي قد يختم به ترامب أعماله وإنجازاته في فترة رئاسته الوحيدة. أما السيناريو الأكثر إثارة فهو أن تكون هذه الخطوة ضمن حلقة ختامية لمسلسل سعودي- قطري تأثر بأحداث الدراما التركية الكويتية، فبعد “طراق” و”صراخ” و”عشق ممنوع”، يبدو أن المصلحة الموقتة باتت الخيار الأمثل للجانبين، والمحور الجديد قد يكون رباعياً بين السعودية، قطر، الكويت وتركيا، لمجابهة رئاسة الديموقراطي جو بايدن، بخاصة في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان وإعادة ثورات الربيع العربي إلى الواجهة من جديد!

نعم يعتقد كثر اليوم في دول الخليج، أن ما مرت فيه المنطقة العربية من ثورات هو مؤامرة مدبرة من الديموقراطيين، وأن عودتهم إلى المشهد ستعيد زعزعة المنطقة والإخوان إلى الواجهة من جديد، وهذا هو الكابوس الأكبر اليوم الذي يتداوله الرأي العام الخليجي، بعدما غرست الأنظمة عبر بث ممنهج إعلامياً وسياسياً هذه الأفكار طيلة السنوات القليلة الماضية، ولأن الخلاف الخليجي ومصر في اساسه كان متعلقا باتهام قطر وتركيا بتمكين الاخوان المسلمين وزعزعة امن واستقرار البيوت الحاكمة والأنظمة التقليدية، فإن مثل هذا الرأي قد يبدو متضارباً بين فكرة دخول السعودية في حلف يضم قطر وتركيا، وهذا ما يمكن تحليله بأنها خطوة استباقية تضمن بقاء العرش السعودي بعيداً من الزعزعة ما أن رضيت عنها البلدان! وبين وجود اسم “جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعراب التطبيع الإسرائيلي- الخليجي في هذا التقارب كله!

دخول إدارة ترامب “المتهمة أساساً بخلق النزاع بأنامل إماراتية” في هذه الخطوة، إنما يدل على أنها خطوة في مصلحة العلاقات الإسرائيلية- الخليجية.

ولأن السعودية التي تبدو اليوم غير واضحة سياسياً، تشوب صورتها الخارجية التردد والمناورات المتهورة المراهقة، فإن احتمال مناوراتها غير المحسوبة هذه المرة تجاه إدارة بايدن أو تجاه علاقتها مع الإمارات، قد يأخذها إلى منحنى جديد من فقدان دورها الاستراتيجي والقضاء على دورها التاريخي، الذي لطالما كان محط أنظار جاراتها قبل الآخرين، فتقاربها الحالي أو تهدئة لغتها على الأقل تجاه قطر وتركيا، بعدما شنت عليهما حروباً إعلامية علنية، يجعلها تبدو بصورة مهتزة تبحث عن غطاء وتحالفات جديدة لضمان مستقبلها السياسي بدلاً من قيادة الكفة.

بالنسبة إلى قطر، فإن تشكيل حلف مع  السعودية وتركيا والكويت سيسمح لها بمحاصرة خصمها الأبرز وهو الإمارات.

ما يمكن أن نخلص إليه وسط كل هذه الأخبار المتناقضة حول المصالحة الخليجية أو التقارب المبدئي بملامحه غير الواضحة وشروط يُقال إنها باتت حبراً على ورق، هو أن دخول إدارة ترامب “المتهمة أساساً بخلق النزاع بأنامل إماراتية” في هذه الخطوة، إنما يدل على أنها خطوة في مصلحة العلاقات الإسرائيلية- الخليجية، ولتدخل قطر والسعودية بأقدامهما وبخطوة واحدة على أرض الميعاد، تماماً كما فعلت قبلهما البحرين والإمارات، وحتى تكون الخطوة الأبرز في مجابهة إيران إلى جانب إسرائيل التي تعيش لحظات انتصارها بمقتل محسن فخري زاده.