fbpx
ساهموا في دعم الإعلام المستقل و الجريء!
ادعموا درج

“حماس” في زمن السنوار: خطوة أبعد من تنظيم الإخوان!

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

بعد اغتيال القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي كان المفاوض الأساسي، قررت الحركة تعيين السنوار قائداً جديداً لها، على رغم رمزية هذا التعيين في هذا الوقت تحديداً، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب على غزة ومحاولات لاغتياله، إلا أن هناك أيضاً عناصر خفيّة مرتبطة بهذا التعيين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

شكّل اختيار يحيى السنوار قائداً لحركة “حماس” خلفاً للراحل إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، مفاجأة تملي تغييراً جذرياً على مسار المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل، إذ يُعتبر السنوار أحد العقول المدبّرة لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما يجعله شخصية محورّية.

يعيش السنوار، وفق موقع The Jerusalem Post الإسرائيلي، على وقتٍ مستعار، فهل يقلب هذا الوقت الإضافي موازين المفاوضات ومسار الحرب؟

تعيين السنوار: الرمزية والتوقيت

بعد اغتيال القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي كان المفاوض الأساسي، قررت الحركة تعيين السنوار قائداً جديداً لها، على رغم رمزية هذا التعيين في هذا الوقت تحديداً، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب على غزة ومحاولات لاغتياله، إلا أن هناك أيضاً عناصر خفيّة مرتبطة بهذا التعيين.

تمثّل “حماس” انعكاسات إقليمية متعددة، من أبرزها الانقسام بين المحورين: الإيراني من جهة والتركي – القطري من جهة أخرى، ويشير تعيين السنوار إلى استكمال التأثير الإيراني الكبير على “حماس”، على حساب الشخصيات الأكثر اعتدالاً والمقربين من قطر وتركيا، مثل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة في الخارج.

فبينما طُرحت أسماء عدة لتولي القيادة خلفاً لهنية، من أبرزها مشعل المحسوب على قطر والمقيم فيها، تعتبر مصادر مقربة من قطر أنه على رغم تعيين السنوار كقائد، إلا أنه في الظروف الحالية لن يتمكّن من قيادة الحركة أو استلام زمام المفاوضات، وبالتالي، ستكون هناك شخصيات قيادية لـ”حماس” تتولّى عمليات المفاوضات من قطر، من أبرزها خالد مشعل.

ومن دلائل ذلك، تصريح بايدن عقب اختيار السنوار بأن الإدارة الأميركية ستبقى على تنسيق دائم مع قطر. يشير بيان البيت الأبيض إلى أن بايدن تحدّث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 6 آب/ أغسطس 2024، أي يوم تعيين السنوار، لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك وقف فوري لإطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، و”اتفقا على ضرورة إتمام العملية في أسرع وقت ممكن، والبقاء في تنسيق وثيق خلال الأيام المقبلة”.

لكن يبقى تعيين السنوار خطوة كبيرة من “حماس”، تعكس توجّه الحركة في المرحلة المقبلة. ذكر عصمت منصور، الذي أمضى سنوات عدة في السجون الإسرائيلية مع السنوار، لشبكة CNN، أن دور السنوار الجديد ينبئ بمشاكل لأي اتفاق مستقبلي، فـ “السنوار هو من يحتجز الأسرى، والآن جميع القرارات تقع ضمن سلطته، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك القرار بشأن المفاوضات”.

وأضاف أن علاقة السنوار الوثيقة مع إيران، قد تعني أن الأطراف الأخرى في المفاوضات، مثل قطر وتركيا اللتين تتمتعان بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، قد تضعف قدراتهما على التأثير في الصفقة.

وقال منصور لشبكة CNN إن “السنوار هو اسم موحد، وهناك إجماع على هذا الاسم داخلياً لحماس… إنهم بحاجة إلى حركة موحدة. من الناحية الرمزية والسياسية، يوحد السنوار الحركة”، إذ يُعتبر واحداً من الشخصيات الرئيسية التي تربط بين الجناحين السياسي والعسكري لـ “حماس” و”كتائب عز الدين القسام”، بحسب أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية European Council on Foreign Relations (ECFR).

وأشار منصور إلى أن المرشحين الآخرين كانوا سيواجهون معارضة من حلفاء “حماس” الدوليين، معتبراً أن تعيين السنوار “أعاد اتخاذ القرار إلى غزة، وبهذه الطريقة يتخلصون من الضغوط من الدول المضيفة”.

من هو السنوار؟

وُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة، تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ثم التحق بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية، حيث درس اللغة العربية وآدابها. 

انضم السنوار إلى “حماس” منذ تأسيسها في أواخر الثمانينات، وكان مسؤولاً عن بناء جناحها العسكري، قبل أن يقيم علاقات جديدة مهمة مع القوى العربية الإقليمية، كقائد مدني وسياسي للمجموعة، انتُخب لعضوية المكتب السياسي في عام 2017 كقائد سياسي لفرع “حماس” في غزة.

كان له دور بارز في تأسيس جهاز الأمن الداخلي للحركة الذي يعرف بـ “المجد”، اعتقلته إسرائيل مرات عدة، وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن مدى الحياة أربع مرات. أمضى السنوار 24 عاماً في السجن قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى في عام 2011، إذ أُطلق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وخلال فترة سجنه، تعلّم السنوار اللغة العبرية.

 صنّفته وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2015 كإرهابي عالمي، وفرضت المملكة المتحدة وفرنسا عقوبات عليه.

في عام 2017، انتُخب رئيساً لـ “حماس” في قطاع غزة، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في آذار/ مارس 2021، إلى أن عُيِّن قائداً للمكتب السياسي في آب/ أغسطس 2024 خلفاً لهنية.

انقسامات “حماس”

شهدت “حماس” انقسامات داخلية عدّة بين قادتها، تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الحركة في تحقيق توازن بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي، من أبرز الانقسامات الانقسام بين القادة في الداخل أي داخل قطاع غزة، وقيادتها في الخارج، تحديداً في قطر وتركيا بشكل أساسي، ولبنان بشكل محدود. 

فقيادات الداخل، كالسنوار مثلاً، يواجهون التحديات اليومية العسكرية والسياسية في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك هم أكثر حدّة في مواجهتهم له، ويفضلون الخيار العسكري المسلّح. أمّا قادة الخارج فهم أكثر مرونة في التحرك والعلاقات الإقليمية والدولية، وأكثر ميلاً إلى التفاوض السياسي لتحقيق أهداف الحركة، وهذا ما يؤثّر أيضاً على علاقة الحركة بنظيرتها في الضفة الغربية أي حركة “فتح”، التي تظهر في الفترة الأخيرة تضامناً أكبر مع غريمتها “حماس”، وذلك في ظلّ الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للضفة الغربية.

يبقى أحد أهم الانقسامات هو الانقسام حول العلاقة مع إيران. ففي السنوات الأخيرة، باتت الكفّة مرجّحة للقياديين المقربين من المحور الإيراني، وعلى رغم أن الحركة بتعيين السنوار، تحاول أن تبعث رسالة تماسك ووحدة ضدّ إسرائيل من غزة، إلا أنها رسالة أيضاً على تمسّك الحركة بتحالفها مع النظام في إيران، علماً أن مشعل وموسى أبو مرزوق مع قيادات أردنية، يمثّلون البعد الإخواني في “حماس”، بينما يمثّل هنية والسنوار وقادة غزة البعد الحركي في “حماس”، ويشكّل اختيار السنوار ابتعاداً من الموقع الإخواني، من دون أن يعني ذلك مغادرته.

وفي هذا الوقت، مثّل القيادي صالح العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، الحساسية “الضفاوية” في حماس، فالرجل كان نائب رئيس المكتب السياسي والمسؤول التنظيمي في الضفة الغربية، وهو عُرف بعلاقاته المتينة مع طهران، وتعتبره الأردن  شخصية معادية، وتتهمه بلعب دور في تهريب السلاح من سوريا إلى الأردن، هذا فيما يحمل الكثير من قادة “حماس”، ومن بينهم مشعل والعاروري وأبو مرزوق، جوازات سفر أردنية. 

تاريخ “حماس” ودور فلسطينيي الكويت

تأسست حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في كانون الأول/ ديسمبر 1987، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى على يد الشيخ أحمد ياسين، ومجموعة من الناشطين الفلسطينيين الآخرين مثل عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وغيرهما. أما خالد مشعل، الذي انتقل مع عائلته إلى الكويت في عام 1967، وحصل على البكالوريوس في الفيزياء في جامعة الكويت عام 1979، فلعب دوراً رئيسياً في تأسيس فرع الحركة في الكويت، وأصبح زعيماً لها في كانون الأول/ ديسمبر 1987.

كانت الكويت في تلك الفترة مركزاً مهماً للناشطين الفلسطينيين، وساهم وجود مشعل هناك في نشر أفكار الحركة ودعمها مالياً وسياسياً، من خلال الجالية الفلسطينية الكبيرة في الكويت.

يظهر تأثير مشعل الكبير أيضاً من خلال محاولة الإسرائيليين اغتياله عام 1997.

محاولة اغتيال مشعل

في 25 أيلول/ سبتمبر 1997، فشل جهاز الموساد الإسرائيلي، بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في اغتيال خالد مشعل، وذلك في عمّان، الأردن. كان مشعل يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” في الخارج، ما جعله هدفاً رئيسياً لإسرائيل بسبب نشاطه السياسي والعسكري. 

استخدم عملاء الموساد مادة سامة مشتقة من الفنتانيل، وهي مادة قوية جداً، يمكن أن تسبب الوفاة عند ملامستها للجلد، ورشوا السم في أذنه، إلا أن حراسه نقلوه بسرعة إلى المستشفى. في المقابل، ضغط ملك الأردن آنذاك، الملك حسين بن طلال، الذي هدد بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإعدام العملاء الإسرائيليين المحتجزين، ما لم يتم تقديم الترياق لإنقاذ مشعل. استجابت إسرائيل لمطالب الأردن وقدمت الترياق، كما أفرجت عن الشيخ أحمد ياسين، زعيم “حماس”، من السجون الإسرائيلية كجزء من الصفقة.

كل الأنظار تتجه اليوم إلى السنوار في مخبئه، وفي “وقته المستعار”، على حدّ قول الإسرائيليين، فماذا ستكون توّجهاته في المرحلة المقبلة؟ 

08.08.2024
زمن القراءة: 6 minutes

بعد اغتيال القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي كان المفاوض الأساسي، قررت الحركة تعيين السنوار قائداً جديداً لها، على رغم رمزية هذا التعيين في هذا الوقت تحديداً، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب على غزة ومحاولات لاغتياله، إلا أن هناك أيضاً عناصر خفيّة مرتبطة بهذا التعيين.

شكّل اختيار يحيى السنوار قائداً لحركة “حماس” خلفاً للراحل إسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، مفاجأة تملي تغييراً جذرياً على مسار المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل، إذ يُعتبر السنوار أحد العقول المدبّرة لهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما يجعله شخصية محورّية.

يعيش السنوار، وفق موقع The Jerusalem Post الإسرائيلي، على وقتٍ مستعار، فهل يقلب هذا الوقت الإضافي موازين المفاوضات ومسار الحرب؟

تعيين السنوار: الرمزية والتوقيت

بعد اغتيال القائد السياسي لحماس إسماعيل هنية، الذي كان المفاوض الأساسي، قررت الحركة تعيين السنوار قائداً جديداً لها، على رغم رمزية هذا التعيين في هذا الوقت تحديداً، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على الحرب على غزة ومحاولات لاغتياله، إلا أن هناك أيضاً عناصر خفيّة مرتبطة بهذا التعيين.

تمثّل “حماس” انعكاسات إقليمية متعددة، من أبرزها الانقسام بين المحورين: الإيراني من جهة والتركي – القطري من جهة أخرى، ويشير تعيين السنوار إلى استكمال التأثير الإيراني الكبير على “حماس”، على حساب الشخصيات الأكثر اعتدالاً والمقربين من قطر وتركيا، مثل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة في الخارج.

فبينما طُرحت أسماء عدة لتولي القيادة خلفاً لهنية، من أبرزها مشعل المحسوب على قطر والمقيم فيها، تعتبر مصادر مقربة من قطر أنه على رغم تعيين السنوار كقائد، إلا أنه في الظروف الحالية لن يتمكّن من قيادة الحركة أو استلام زمام المفاوضات، وبالتالي، ستكون هناك شخصيات قيادية لـ”حماس” تتولّى عمليات المفاوضات من قطر، من أبرزها خالد مشعل.

ومن دلائل ذلك، تصريح بايدن عقب اختيار السنوار بأن الإدارة الأميركية ستبقى على تنسيق دائم مع قطر. يشير بيان البيت الأبيض إلى أن بايدن تحدّث مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في 6 آب/ أغسطس 2024، أي يوم تعيين السنوار، لمناقشة الجهود المبذولة لتهدئة التوترات الإقليمية، بما في ذلك وقف فوري لإطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الرهائن، و”اتفقا على ضرورة إتمام العملية في أسرع وقت ممكن، والبقاء في تنسيق وثيق خلال الأيام المقبلة”.

لكن يبقى تعيين السنوار خطوة كبيرة من “حماس”، تعكس توجّه الحركة في المرحلة المقبلة. ذكر عصمت منصور، الذي أمضى سنوات عدة في السجون الإسرائيلية مع السنوار، لشبكة CNN، أن دور السنوار الجديد ينبئ بمشاكل لأي اتفاق مستقبلي، فـ “السنوار هو من يحتجز الأسرى، والآن جميع القرارات تقع ضمن سلطته، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك القرار بشأن المفاوضات”.

وأضاف أن علاقة السنوار الوثيقة مع إيران، قد تعني أن الأطراف الأخرى في المفاوضات، مثل قطر وتركيا اللتين تتمتعان بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، قد تضعف قدراتهما على التأثير في الصفقة.

وقال منصور لشبكة CNN إن “السنوار هو اسم موحد، وهناك إجماع على هذا الاسم داخلياً لحماس… إنهم بحاجة إلى حركة موحدة. من الناحية الرمزية والسياسية، يوحد السنوار الحركة”، إذ يُعتبر واحداً من الشخصيات الرئيسية التي تربط بين الجناحين السياسي والعسكري لـ “حماس” و”كتائب عز الدين القسام”، بحسب أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية European Council on Foreign Relations (ECFR).

وأشار منصور إلى أن المرشحين الآخرين كانوا سيواجهون معارضة من حلفاء “حماس” الدوليين، معتبراً أن تعيين السنوار “أعاد اتخاذ القرار إلى غزة، وبهذه الطريقة يتخلصون من الضغوط من الدول المضيفة”.

من هو السنوار؟

وُلد يحيى إبراهيم حسن السنوار في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة، تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ثم التحق بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية، حيث درس اللغة العربية وآدابها. 

انضم السنوار إلى “حماس” منذ تأسيسها في أواخر الثمانينات، وكان مسؤولاً عن بناء جناحها العسكري، قبل أن يقيم علاقات جديدة مهمة مع القوى العربية الإقليمية، كقائد مدني وسياسي للمجموعة، انتُخب لعضوية المكتب السياسي في عام 2017 كقائد سياسي لفرع “حماس” في غزة.

كان له دور بارز في تأسيس جهاز الأمن الداخلي للحركة الذي يعرف بـ “المجد”، اعتقلته إسرائيل مرات عدة، وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن مدى الحياة أربع مرات. أمضى السنوار 24 عاماً في السجن قبل أن يُفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى في عام 2011، إذ أُطلق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وخلال فترة سجنه، تعلّم السنوار اللغة العبرية.

 صنّفته وزارة الخارجية الأميركية منذ عام 2015 كإرهابي عالمي، وفرضت المملكة المتحدة وفرنسا عقوبات عليه.

في عام 2017، انتُخب رئيساً لـ “حماس” في قطاع غزة، وأعيد انتخابه لولاية ثانية في آذار/ مارس 2021، إلى أن عُيِّن قائداً للمكتب السياسي في آب/ أغسطس 2024 خلفاً لهنية.

انقسامات “حماس”

شهدت “حماس” انقسامات داخلية عدّة بين قادتها، تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الحركة في تحقيق توازن بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي، من أبرز الانقسامات الانقسام بين القادة في الداخل أي داخل قطاع غزة، وقيادتها في الخارج، تحديداً في قطر وتركيا بشكل أساسي، ولبنان بشكل محدود. 

فقيادات الداخل، كالسنوار مثلاً، يواجهون التحديات اليومية العسكرية والسياسية في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك هم أكثر حدّة في مواجهتهم له، ويفضلون الخيار العسكري المسلّح. أمّا قادة الخارج فهم أكثر مرونة في التحرك والعلاقات الإقليمية والدولية، وأكثر ميلاً إلى التفاوض السياسي لتحقيق أهداف الحركة، وهذا ما يؤثّر أيضاً على علاقة الحركة بنظيرتها في الضفة الغربية أي حركة “فتح”، التي تظهر في الفترة الأخيرة تضامناً أكبر مع غريمتها “حماس”، وذلك في ظلّ الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للضفة الغربية.

يبقى أحد أهم الانقسامات هو الانقسام حول العلاقة مع إيران. ففي السنوات الأخيرة، باتت الكفّة مرجّحة للقياديين المقربين من المحور الإيراني، وعلى رغم أن الحركة بتعيين السنوار، تحاول أن تبعث رسالة تماسك ووحدة ضدّ إسرائيل من غزة، إلا أنها رسالة أيضاً على تمسّك الحركة بتحالفها مع النظام في إيران، علماً أن مشعل وموسى أبو مرزوق مع قيادات أردنية، يمثّلون البعد الإخواني في “حماس”، بينما يمثّل هنية والسنوار وقادة غزة البعد الحركي في “حماس”، ويشكّل اختيار السنوار ابتعاداً من الموقع الإخواني، من دون أن يعني ذلك مغادرته.

وفي هذا الوقت، مثّل القيادي صالح العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت، الحساسية “الضفاوية” في حماس، فالرجل كان نائب رئيس المكتب السياسي والمسؤول التنظيمي في الضفة الغربية، وهو عُرف بعلاقاته المتينة مع طهران، وتعتبره الأردن  شخصية معادية، وتتهمه بلعب دور في تهريب السلاح من سوريا إلى الأردن، هذا فيما يحمل الكثير من قادة “حماس”، ومن بينهم مشعل والعاروري وأبو مرزوق، جوازات سفر أردنية. 

تاريخ “حماس” ودور فلسطينيي الكويت

تأسست حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في كانون الأول/ ديسمبر 1987، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى على يد الشيخ أحمد ياسين، ومجموعة من الناشطين الفلسطينيين الآخرين مثل عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وغيرهما. أما خالد مشعل، الذي انتقل مع عائلته إلى الكويت في عام 1967، وحصل على البكالوريوس في الفيزياء في جامعة الكويت عام 1979، فلعب دوراً رئيسياً في تأسيس فرع الحركة في الكويت، وأصبح زعيماً لها في كانون الأول/ ديسمبر 1987.

كانت الكويت في تلك الفترة مركزاً مهماً للناشطين الفلسطينيين، وساهم وجود مشعل هناك في نشر أفكار الحركة ودعمها مالياً وسياسياً، من خلال الجالية الفلسطينية الكبيرة في الكويت.

يظهر تأثير مشعل الكبير أيضاً من خلال محاولة الإسرائيليين اغتياله عام 1997.

محاولة اغتيال مشعل

في 25 أيلول/ سبتمبر 1997، فشل جهاز الموساد الإسرائيلي، بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في اغتيال خالد مشعل، وذلك في عمّان، الأردن. كان مشعل يشغل منصب رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” في الخارج، ما جعله هدفاً رئيسياً لإسرائيل بسبب نشاطه السياسي والعسكري. 

استخدم عملاء الموساد مادة سامة مشتقة من الفنتانيل، وهي مادة قوية جداً، يمكن أن تسبب الوفاة عند ملامستها للجلد، ورشوا السم في أذنه، إلا أن حراسه نقلوه بسرعة إلى المستشفى. في المقابل، ضغط ملك الأردن آنذاك، الملك حسين بن طلال، الذي هدد بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وإعدام العملاء الإسرائيليين المحتجزين، ما لم يتم تقديم الترياق لإنقاذ مشعل. استجابت إسرائيل لمطالب الأردن وقدمت الترياق، كما أفرجت عن الشيخ أحمد ياسين، زعيم “حماس”، من السجون الإسرائيلية كجزء من الصفقة.

كل الأنظار تتجه اليوم إلى السنوار في مخبئه، وفي “وقته المستعار”، على حدّ قول الإسرائيليين، فماذا ستكون توّجهاته في المرحلة المقبلة؟