fbpx

حين سأل آينشتاين فرويد: “لماذا الحرب؟”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لو كان فرويد حياً اليوم، ورأى ما رأيناه منذ أكثر من سنة وعاش ما عشناه منذ أكثر من شهر، لكان اعتذر منا لأنه توهم وأوهمنا أن هنالك بصيص أمل ولو ضئيل يكمن في التعويل على الحضارة والثقافة والخوف من الفناء التام لتوجيه الدوافع العدوانية بشكل بناء، ولإبقائها ضمن مستوى لا يحتاج الإنسان عنده الى ترجمة عدوانيته حرباً. إذ يبدو أن ما ابتدعته “الحضارة” من وسائل التدمير سيدفعنا الى الفناء التام. 

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

رأيت المشهد عشرات المرات، علّي أفهم كنه المشاعر التي غمرتني لرؤيته. مشهد معبر شديد الرمزية، المشهد الأخير للسنوار ملثماً جريحاً، مصاباً بيده اليمنى منهكاً منازعاً ملاحَقاً من آلة، آلة شديدة التطور تحلّق وترى ما وراء الجدران، تتعرض للمخاطر لتفدي وتحمي البشري الذي يحركها عن بعد من مخبئه الآمن، فتموت وكذلك تَقتل بدلاً عنه. فيما السنوار لم يجد في لحظاته الأخيرة إلا عصا التقطها ليدفع برميها شرّ تلك الآلة بعيداً عنه، ولو وجد ذراعه المبتورة لكان التقطها ورماها بدل العصا.

عشرات المرات التي أعدت فيها رؤية المشهد لم تنجح في ضبط كم الأسئلة التي اجتاحتني، وفي مقدمها سؤال الجدوى والفاعلية في هذه المواجهة التي تختل فيها موازين القوى الى هذا الحد. هل ظنّ أنه بأسلحته البدائية يستطيع أن يتفوق على الآلات العملاقة الفتاكة التي يتحصن خلفها هذا العدو الهائج المتعطش لإبادة البشر والعمران والتاريخ والذاكرة، المفتوح الشهية على إعدام إمكانية النجاة والبقاء عبر التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة؟ 

هل ظنّ السنوار حقاً إن بإمكانه أن ينتصر أم كان يعلم ألا أمل له بالانتصار وأن فعله “استشهادي” كما تنبأ في “شوك وقرنفل” روايته التي كتبها، قبل عشرين سنة، في المعتقل: “… الآن جاء الموعد يا أماه فلقد رأيت نفسي أقتحم عليهم موقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد…”. 

المشهد الأخير قطع الشك باليقين لدى كثيرين، الرجل مات “مقبلاً غير مدبرٍ”، لم يعش مرفهاً في الفنادق بل في الخنادق مقاتلاً مع “إخوانه” حتى الرمق الأخير! 

كان ذلك بالنسبة إليهم كافياً ليصبح معصوماً عن المساءلة، ولتشتعل وسائل التواصل بالمقارنة بين “بسالته” وبين الجنود الإسرائيليين الذين لم يتجرأوا على دخول البيت الذي قتلوه فيه حتى اليوم التالي. 

لم يخطر ببالي إلا ما أثاره فرويد منذ تسعين عاماً حول الحرب التي اعتبر أنها بشكلها آنذاك، لم تعد فرصة لتحقيق المثاليات القديمة المتعلقة بالبسالة، وأن الحروب المستقبلية من الممكن أن تتسبب في إبادة أحد الخصمين… بسبب التقدم الكبير في أسلحة الحرب الحديثة.

كأنما كان يتكلّم عن هذه اللحظة بالذات، عن هذه الإبادة وعن هذه “البسالة” التي لم تعد عاملاً حاسماً في الحروب الحديثة، وبالتالي يجوز التساؤل عن قيمتها وجدواها. ما معنى أن تقاتل بشجاعة وشرف عدواً لا يقيم وزناً لشيء ولا يأبه بعاقبة ولا يردعه رادع؟ عدو عازم على إبادتك متحصن بفيتو حليفته، حتى إنه لم يعد معنياً بمحاولة إقناع أحد بكذبه، يقتل ويدمر ويحرق على الهواء مباشرة. يحرق! هذه الضحية انقلبت جلاداً وأصبحت فوق المحاسبة ولديها شعور بالاستحقاق، يحق لها ما لا يحق لغيرها. 

كيف يمكنك أن تلزم هذا العدو بأن يقاتلك بشرف؟ كيف يمكنك أن تلزمه بقواعد الاشتباك؟ الإسرائيلي جبان يختبئ خلف آلات متطورة فتاكة وتكنولوجيا ابتدعها الفكر والعلم. ونحن شجعان بواسل وشرفاء!

هنيئاً لنا، متنا “أشرف الناس” على أيدي أجبن الناس وأمكرهم. إن تابعوا إبادتنا فسيستمر نسلهم وينقطع نسلنا.

هنيئا لنا “الشهادة”!

اليوم تتفنن إسرائيل، أمام أعين العالم، بسحق كل القوانين الدولية التي ظنت البشرية أنها وضعتها لتنظيم الحروب والتخفيف من ويلاتها عبر لجم السادية التي أظهر الإنسان شهية فائقة لممارستها. 

اليوم تضع إسرائيل البشرية كلها أمام مأزق كبير، وهو ليس مأزقنا وحدنا، إذ إن شعوب الدول، التي يُقال إنها متقدمة وديمقراطية، ستعي عاجلاً أم آجلاً أية كذبة عاشتها فتكفر بإيمانها وبكل القيم والحريات التي أوهمتها حكوماتها بتبنّيها… 

اليوم ونحن نشهد ذلك كله، تتجسد أمامنا المناظرة التي أُجريت بالمراسلة ونشرت تحت عنوان “لماذا الحرب؟”، وهو السؤال الذي طرحه آينشتاين على فرويد، بعد أن كلفته، سنة 1932، عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة، ومعهدها الدولي للتعاون الفكري باختيار شخص ليجري معه مناظرة فكرية حول مسألة يختارها. فما كان من آينشتاين الذي نفته النازية والذي شهد الفظاعات التي يمكن أن تلحقها الحروب بالبشرية، إلا أن اختار فرويد، عالم النفس المنفي بدوره، ليساعده على فهم الأسباب التي يمكن أن تدفع الناس الى الحرب، متأملاً بأن يعثر لدى مؤلف “قلق في الحضارة” على إجابات شافية تمهد الطريق لإيجاد حل عملي وتخصصي لهذه المعضلة، فيتمكنان معاً من إنقاذ البشرية من هذه الآفة. 

لو كان هذان العالمان لا يزالان على قيد الحياة لكان هالهما ما رأياه من نسف لمقترحاتهما على يد إسرائيل، دولة “اليهود” القومية، فقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها لم تقوَ على ترويض عدوانيتها، وفرض الخضوع للشرعية الدولية بالقوة حال دونه سلاح الفيتو الباطش. 

لكن آينشتاين كان يعلم أن في الأمر دوافع لا واعية، لذا طرح سؤاله على فرويد دون غيره. وقد وافقه فرويد على ملاحظته المدهوشة من السرعة التي تشتعل فيها حماسة الرجال لخوض الحرب، مدللة على خلل ما فيهم وكأنما لديهم غريزة التدمير والكراهية، وشرح له ولنا أن هذه الغريزة أو الدافع، دافع الموت، هو رغبة لا واعية متأصلة في النفس البشرية مثلها مثل دافع الحياة، وأنها تظهر بطرق مختلفة كالصراعات الشخصية وعلى نطاق أوسع كالحروب. 

فرويد أسف لتخييب أمل آينشتاين، وأملنا، عندما قال إن لعنة الحرب ستلاحقنا، لأن للعدوانية وظيفة تتمثل بحفظ الذات والجماعة، فالروابط بين أفراد الجماعة تتعزز وتستمر بوجود آخرين يشكلون مصدر خطر وتكون وظيفتهم تلقي ضربات العدوانية، كي لا ترتد تلك العدوانية الى داخل الجماعة فتهدد بانقسامها وتفتتها. لذا فإن الناظر الى تاريخ البشرية يراه سلسلة لا تنتهي من الصراعات التي تم الفصل فيها كلها بالعنف. العنف الذي اختلفت أشكاله مع تطور الأزمان، فحلّ التفوق الفكري محل القوة العضلية، وسيطر الأقوى الذي يمارس العنف الغاشم أو العنف المدعوم بالفكر. 

لو كان فرويد حياً اليوم، ورأى ما رأيناه منذ أكثر من سنة وعاش ما عشناه منذ أكثر من شهر، لكان اعتذر منا لأنه توهم وأوهمنا أن هنالك بصيص أمل ولو ضئيل يكمن في التعويل على الحضارة والثقافة والخوف من الفناء التام لتوجيه الدوافع العدوانية بشكل بناء، ولإبقائها ضمن مستوى لا يحتاج الإنسان عنده الى ترجمة عدوانيته حرباً. إذ يبدو أن ما ابتدعته “الحضارة” من وسائل التدمير سيدفعنا الى الفناء التام. 

أسعد غانم - كاتب فلسطيني | 11.11.2024

ضرورة الانتقال الفلسطيني من “أبو عبيدة” إلى وطن مستقل 

حتى نستطيع أن نتجاوز المرحلة وآلامها، وخسائرها وتداعياتها، وأن نُعيد المبادرة إلى أيدينا، ولو جزئياً، نحن بحاجة أساسية الى القفز عن المقولات والمقالات الشعبوية وأشعار الغزل بالقيادات الكارثية، وإن ضحّت بحياتها.

لو كان فرويد حياً اليوم، ورأى ما رأيناه منذ أكثر من سنة وعاش ما عشناه منذ أكثر من شهر، لكان اعتذر منا لأنه توهم وأوهمنا أن هنالك بصيص أمل ولو ضئيل يكمن في التعويل على الحضارة والثقافة والخوف من الفناء التام لتوجيه الدوافع العدوانية بشكل بناء، ولإبقائها ضمن مستوى لا يحتاج الإنسان عنده الى ترجمة عدوانيته حرباً. إذ يبدو أن ما ابتدعته “الحضارة” من وسائل التدمير سيدفعنا الى الفناء التام. 

رأيت المشهد عشرات المرات، علّي أفهم كنه المشاعر التي غمرتني لرؤيته. مشهد معبر شديد الرمزية، المشهد الأخير للسنوار ملثماً جريحاً، مصاباً بيده اليمنى منهكاً منازعاً ملاحَقاً من آلة، آلة شديدة التطور تحلّق وترى ما وراء الجدران، تتعرض للمخاطر لتفدي وتحمي البشري الذي يحركها عن بعد من مخبئه الآمن، فتموت وكذلك تَقتل بدلاً عنه. فيما السنوار لم يجد في لحظاته الأخيرة إلا عصا التقطها ليدفع برميها شرّ تلك الآلة بعيداً عنه، ولو وجد ذراعه المبتورة لكان التقطها ورماها بدل العصا.

عشرات المرات التي أعدت فيها رؤية المشهد لم تنجح في ضبط كم الأسئلة التي اجتاحتني، وفي مقدمها سؤال الجدوى والفاعلية في هذه المواجهة التي تختل فيها موازين القوى الى هذا الحد. هل ظنّ أنه بأسلحته البدائية يستطيع أن يتفوق على الآلات العملاقة الفتاكة التي يتحصن خلفها هذا العدو الهائج المتعطش لإبادة البشر والعمران والتاريخ والذاكرة، المفتوح الشهية على إعدام إمكانية النجاة والبقاء عبر التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة؟ 

هل ظنّ السنوار حقاً إن بإمكانه أن ينتصر أم كان يعلم ألا أمل له بالانتصار وأن فعله “استشهادي” كما تنبأ في “شوك وقرنفل” روايته التي كتبها، قبل عشرين سنة، في المعتقل: “… الآن جاء الموعد يا أماه فلقد رأيت نفسي أقتحم عليهم موقعهم، أقتلهم كالنعاج ثم أستشهد…”. 

المشهد الأخير قطع الشك باليقين لدى كثيرين، الرجل مات “مقبلاً غير مدبرٍ”، لم يعش مرفهاً في الفنادق بل في الخنادق مقاتلاً مع “إخوانه” حتى الرمق الأخير! 

كان ذلك بالنسبة إليهم كافياً ليصبح معصوماً عن المساءلة، ولتشتعل وسائل التواصل بالمقارنة بين “بسالته” وبين الجنود الإسرائيليين الذين لم يتجرأوا على دخول البيت الذي قتلوه فيه حتى اليوم التالي. 

لم يخطر ببالي إلا ما أثاره فرويد منذ تسعين عاماً حول الحرب التي اعتبر أنها بشكلها آنذاك، لم تعد فرصة لتحقيق المثاليات القديمة المتعلقة بالبسالة، وأن الحروب المستقبلية من الممكن أن تتسبب في إبادة أحد الخصمين… بسبب التقدم الكبير في أسلحة الحرب الحديثة.

كأنما كان يتكلّم عن هذه اللحظة بالذات، عن هذه الإبادة وعن هذه “البسالة” التي لم تعد عاملاً حاسماً في الحروب الحديثة، وبالتالي يجوز التساؤل عن قيمتها وجدواها. ما معنى أن تقاتل بشجاعة وشرف عدواً لا يقيم وزناً لشيء ولا يأبه بعاقبة ولا يردعه رادع؟ عدو عازم على إبادتك متحصن بفيتو حليفته، حتى إنه لم يعد معنياً بمحاولة إقناع أحد بكذبه، يقتل ويدمر ويحرق على الهواء مباشرة. يحرق! هذه الضحية انقلبت جلاداً وأصبحت فوق المحاسبة ولديها شعور بالاستحقاق، يحق لها ما لا يحق لغيرها. 

كيف يمكنك أن تلزم هذا العدو بأن يقاتلك بشرف؟ كيف يمكنك أن تلزمه بقواعد الاشتباك؟ الإسرائيلي جبان يختبئ خلف آلات متطورة فتاكة وتكنولوجيا ابتدعها الفكر والعلم. ونحن شجعان بواسل وشرفاء!

هنيئاً لنا، متنا “أشرف الناس” على أيدي أجبن الناس وأمكرهم. إن تابعوا إبادتنا فسيستمر نسلهم وينقطع نسلنا.

هنيئا لنا “الشهادة”!

اليوم تتفنن إسرائيل، أمام أعين العالم، بسحق كل القوانين الدولية التي ظنت البشرية أنها وضعتها لتنظيم الحروب والتخفيف من ويلاتها عبر لجم السادية التي أظهر الإنسان شهية فائقة لممارستها. 

اليوم تضع إسرائيل البشرية كلها أمام مأزق كبير، وهو ليس مأزقنا وحدنا، إذ إن شعوب الدول، التي يُقال إنها متقدمة وديمقراطية، ستعي عاجلاً أم آجلاً أية كذبة عاشتها فتكفر بإيمانها وبكل القيم والحريات التي أوهمتها حكوماتها بتبنّيها… 

اليوم ونحن نشهد ذلك كله، تتجسد أمامنا المناظرة التي أُجريت بالمراسلة ونشرت تحت عنوان “لماذا الحرب؟”، وهو السؤال الذي طرحه آينشتاين على فرويد، بعد أن كلفته، سنة 1932، عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة، ومعهدها الدولي للتعاون الفكري باختيار شخص ليجري معه مناظرة فكرية حول مسألة يختارها. فما كان من آينشتاين الذي نفته النازية والذي شهد الفظاعات التي يمكن أن تلحقها الحروب بالبشرية، إلا أن اختار فرويد، عالم النفس المنفي بدوره، ليساعده على فهم الأسباب التي يمكن أن تدفع الناس الى الحرب، متأملاً بأن يعثر لدى مؤلف “قلق في الحضارة” على إجابات شافية تمهد الطريق لإيجاد حل عملي وتخصصي لهذه المعضلة، فيتمكنان معاً من إنقاذ البشرية من هذه الآفة. 

لو كان هذان العالمان لا يزالان على قيد الحياة لكان هالهما ما رأياه من نسف لمقترحاتهما على يد إسرائيل، دولة “اليهود” القومية، فقرارات الأمم المتحدة ومجلس أمنها لم تقوَ على ترويض عدوانيتها، وفرض الخضوع للشرعية الدولية بالقوة حال دونه سلاح الفيتو الباطش. 

لكن آينشتاين كان يعلم أن في الأمر دوافع لا واعية، لذا طرح سؤاله على فرويد دون غيره. وقد وافقه فرويد على ملاحظته المدهوشة من السرعة التي تشتعل فيها حماسة الرجال لخوض الحرب، مدللة على خلل ما فيهم وكأنما لديهم غريزة التدمير والكراهية، وشرح له ولنا أن هذه الغريزة أو الدافع، دافع الموت، هو رغبة لا واعية متأصلة في النفس البشرية مثلها مثل دافع الحياة، وأنها تظهر بطرق مختلفة كالصراعات الشخصية وعلى نطاق أوسع كالحروب. 

فرويد أسف لتخييب أمل آينشتاين، وأملنا، عندما قال إن لعنة الحرب ستلاحقنا، لأن للعدوانية وظيفة تتمثل بحفظ الذات والجماعة، فالروابط بين أفراد الجماعة تتعزز وتستمر بوجود آخرين يشكلون مصدر خطر وتكون وظيفتهم تلقي ضربات العدوانية، كي لا ترتد تلك العدوانية الى داخل الجماعة فتهدد بانقسامها وتفتتها. لذا فإن الناظر الى تاريخ البشرية يراه سلسلة لا تنتهي من الصراعات التي تم الفصل فيها كلها بالعنف. العنف الذي اختلفت أشكاله مع تطور الأزمان، فحلّ التفوق الفكري محل القوة العضلية، وسيطر الأقوى الذي يمارس العنف الغاشم أو العنف المدعوم بالفكر. 

لو كان فرويد حياً اليوم، ورأى ما رأيناه منذ أكثر من سنة وعاش ما عشناه منذ أكثر من شهر، لكان اعتذر منا لأنه توهم وأوهمنا أن هنالك بصيص أمل ولو ضئيل يكمن في التعويل على الحضارة والثقافة والخوف من الفناء التام لتوجيه الدوافع العدوانية بشكل بناء، ولإبقائها ضمن مستوى لا يحتاج الإنسان عنده الى ترجمة عدوانيته حرباً. إذ يبدو أن ما ابتدعته “الحضارة” من وسائل التدمير سيدفعنا الى الفناء التام.